أثار فيلم "مخلوقات بائسة" (Poor Things) ردودا مختلفة بين الجمهور؛ إذ اعتبره البعض تحفة فنية، في حين وجده آخرون غريبًا بل مبتذلاً. لكن في المقابل، اتفق الجميع على أن العمل يتميّز بالرمزية العميقة ويستحق الاهتمام الدقيق بتفاصيله.

ومما يجعل هذا الفيلم ممتعًا أيضا هو عدم القدرة على التنبؤ بمستقبل الشخصية الرئيسية بيلا (إيما ستون).

ورغم أن العمل قد يقدم توقعات متنوعة بناءً على تطورات القصة والأحداث، فإن بيلا تختار مسارها الخاص دون أن تخضع لمحاولات السيطرة عليها، مما يجعلها تكسر توقعات المشاهدين في الغالب.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4فيلم "برتقالة من يافا".. ثمرة فاكهة تجعلك تعقد صلحا مع العالمlist 2 of 4فيلم "أوريون والظلام".. حتى الكبار يخافون أيضاًlist 3 of 4إدانة المسؤولة عن الأسلحة في موقع تصوير فيلم "راست" بالقتل غير العمدlist 4 of 4هل يحصل فيلم "تشريح السقوط" على السعفة والأوسكار في عام واحد؟end of list

يتميز "مخلوقات بائسة" بلمحات فنية كوميدية خفيفة، وتأتي الأزياء المستوحاة من العصر الفيكتوري كلمسة إضافية لجعل تجربة المشاهدة أكثر إثارة وتميزا. ويعتبر العمل تحفة تجمع بين الجرأة والإبداع، مع قصة تتجاوز التوقعات المألوفة وتترك الجمهور في حالة من التأمل والدهشة.

تم ترشيح الفيلم في 11 فئة في حفل توزيع جوائز الأوسكار، وعاد "مخلوقات بائسة" محملاً بأربع جوائز، وهي أفضل مكياج وتصفيف شعر، وأفضل أزياء، وأفضل تصميم إنتاج، في حين حصلت بطلة الفيلم إيما ستون على جائزة أفضل ممثلة.

فيلم "مخلوقات بائسة" تميز بأزيائه التي تعود للحقبة الفكتورية والتي فاز عنها بجائزة الأوسكار (آي إم دي بي) رحلة استثنائية

وفيما يتعلق بأحداث "مخلوقات بائسة"، فيمكن وصفه بأنه رحلة فنية استثنائية تتبع شخصية بيلا من الطفولة إلى النضج الفكري والعاطفي، حيث يبدأ مع بيلا التي تعيش كطفلة في جسد امرأة مع الطبيب المجنون، وتعتبر أن وجوده يمثل عالمها، إذ أعادها إلى الحياة عبر زراعة مخ طفلها المستقبلي مكان مخها.

وينقسم الفيلم إلى خمس مراحل تعبر عن نضوج بيلا، مع كل مرحلة تحمل معاني وتحولات تؤثر في رؤيتها للعالم.

وتسلط القصة الضوء أيضًا على علاقة بيلا بالشخصيات المحيطة بها، خاصة ماكس ماكاندلز (رامي يوسف) ودنكان ويديربيرن (مارك روفالو)؛ إذ يمثل ماكس الرجل الداعم والهادئ، في حين يُظهر دانكان الجانب المتلاعب والمحب للحياة.

كما يقدم الفيلم رسالة قوية حول منح الحياة فرصة ثانية، حيث تخوض بيلا تجارب جديدة وصعبة، وفي النهاية تحصل على فرصة ثانية بعدما كانت على حافة اليأس.

و"مخلوقات بائسة" مقتبس من رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب ألسدير غراي، نشرت عام 1992. وتركز الرواية أكثر على مذكرات طبيب غلاسكو أرشيبالد ماكاندليس في أواخر القرن التاسع عشر، وتتبع الحياة الغريبة لبيلا باكستر.

ولا تختلف القصة عن الفيلم كثيرا، لكن الاختلاف يكمن في الشخصية التي تروى الأحداث من خلالها، ففي الرواية نرى القصة من خلال شخصية الطبيب غلاكسو أرشيبالد، على عكس الفيلم الذي يرويها من خلال بيلا.

التصوير والإضاءة والألوان

بعد الافتتاحية، يمر الفصل الأول من الفيلم بالأبيض والأسود طوال فترة وجود بيلا في منزل الطبيب، قبل أن يتحول إلى الألوان عندما تخرج بيلا لاستكشاف الحياة. تميز الفيلم فيما بعد بالمشاهد الملونة المفعمة بالحيوية، مما جعل المشاهد الملونة غير واقعية، ذلك لأننا بدأنا نرى العالم من خلال وجهة نظر بيلا، ولأن بيلا امرأة بعقل طفل فهي ترى العالم من عيون طفل بريء منبهر بكل شيء.

اختير لـ"مخلوقات بائسة" عدسات خاصة للحصول على تأثير معين للمشاهد، مع التركيز على عدسات التكبير، وعدسات عين السمكة (fisheye) التي تستخدم عادةً للتركيز على المشاعر، لذلك تمت الاستعانة بها في أغلب المشاهد العاطفية.

كما استخدمت الكثير من العدسات الواسعة ليبدو كل شيء كبيرا وضخما، في حين لم تتم الاستعانة بأي إضاءة احترافية في الكثير من المشاهد، واعتمد المخرج على الإضاءة العادية ليحصل على التأثير الكلاسيكي للمشاهد.

الموسيقى والأزياء

صنع الملحن غيرسكين فندريكس موسيقى مرحة ودراماتيتكة للفيلم، كما أنها طفولية وكلاسيكية، وصاخبة وهادئة في الوقت ذاته، تماما كطفل يلعب ويستكشف الحياة، وكأنها النسخة الأكثر براءة من موسيقى برامج الأطفال في التسعينيات.

الممثل الأميركي مارك رافالو في مشهد من فيلم "مخلوقات بائسة" (آي إم دي بي)

ومثل جميع عناصر الفيلم، جمعت الأزياء بين الكلاسيكية والعصرية، فكانت أغلب أزياء بيلا بأكمام منفوخة مثل أزياء العصر الفيكتوري مع التنورات القصيرة، فخرج مزيج شديد الجمال والتميز، تضمن لمحات من أزياء الستينيات والسبعينيات والعصر الفيكتوري وملابس الأطفال.

ما رسالة "مخلوقات بائسة"؟

بين كل التحليلات التي كتبت منذ إطلاق "مخلوقات بائسة"، كان رد فريق العمل في إحدى المقابلات بمهرجان نيويورك السينمائي أن الفيلم لا يحمل رسالة معينة؛ إذ قال المخرج يورغوس لانثيموس "لا توجد رسالة مباشرة، إنه عبارة عن وضع الشخصيات في أحداث تكشف الصراع في السلوك البشري، والمجتمع حول الإنسان، والإنسان نفسه. الفيلم لا يعظنا أو يتحدث إلينا بشكل مباشر، إنما يشير إلى بساطة وسخافة عالم بيلا الموازي الساخر، ربما ليجعلنا ندرك مدى سخافة العالم الحقيقي الفعلي".

وفيلم "مخلوقات بائسة" من إخراج يورغوس لانثيموس، الذي سبق أن أخرج "جراد البحر" (The Lobster)، وسيناريو توني ماكنمارا، وتصوير روبي ريان، بطولة إيما ستون، وويليم دافو، ومارك روفالو.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات إیما ستون فی حین

إقرأ أيضاً:

لجان تحيكم “موهبة” تستعرض المشاريع العلمية لـ 480 طالبًا وطالبة

المناطق_واس

أنهى 480 طالبًا وطالبة من طلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية في مختلف مناطق المملكة استعراض مشاريعهم العلمية في المعارض المركزية، التي تأتي في إطار المرحلة الرابعة من الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي “إبداع 2025”.

 

أخبار قد تهمك “موهبة” توقع مذكرة تفاهم مع مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع 2 ديسمبر 2024 - 10:32 صباحًا “موهبة” والجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بالمدينة المنورة “تكافل” توقعان مذكرة تفاهم 1 ديسمبر 2024 - 7:34 صباحًا

وأقيمت المعارض التي نظمتها مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة” بشراكة إستراتيجية مع وزارة التعليم، في الرياض، والدمام، وجدة، والمدينة المنورة خلال الفترة 6 – 21 ديسمبر، وفيها استعرضت لجان التحكيم مشاريع الطلبة لتقييمها واختيار أفضلها لينتقل أصحابها إلى المرحلة النهائية من الأولمبياد.

 

ومن المقرر أن تعلن مؤسسة موهبة النتائج في 26 ديسمبر، حيث سيتأهل 180 طالبًا وطالبة إلى مرحلة معرض إبداع للعلوم والهندسة.

 

وينعقد الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي سنويًا، بصفته مسابقة علمية تقوم على أساس التنافس من خلال تقديم مشاريع علمية فردية، وفقًا للمعايير والضوابط الخاصة بالمشروع، ويقوم بتحكيمها إلكترونيًا نخبة من الأكاديميين والمختصين، وفق معايير علمية محددة لترشيح المشاريع المتميزة للمراحل التنافسية الأعلى ومنها “آيسف” وغيرها من المسابقات الدولية.

 

وسجلت نسخة هذا العام من أولمبياد “إبداع 2025” رقمًا قياسيًا جديدًا، وغير مسبوق على المستوى المحلي، حيث وصل عدد الطلبة المسجلين فيها إلى 291,057 من 16 منطقة تعليمية و47 إدارة تعليمية.

 

ويهدف الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي، الذي يمر بست مراحل، إلى تنمية روح الإبداع للطلاب والطالبات في المجالات العلمية والتقنية، واكتشاف المواهب الكامنة لدى طلاب وطالبات الوطن وتطوير مهاراتهم وقدراتهم في مجالات البحث والابتكار، وتمثيل المملكة في المحافل الدولية بمشاريع مميزة.

مقالات مشابهة

  • 4 أبراج فلكية تعشق الهاند ميد.. إبداع بلا حدود
  • دلالات ألوان رسوم الفراعنة في المعابد والجداريات.. إبداع المصري القديم
  • انهض وتألق واكسر قيود الفقر
  • أزياء مستوحاة من التراث
  • جامعة قناة السويس تشهد اختيار أفضل المشاريع الطلابية بمسابقة "إبداع"
  • انهيار برشلونة وتألق قُطبَيْ مدريد يخلط أوراق الليغا
  • رداً على تهديد ترامب..الصين: قناة بنما إبداع عظيم للشعب البنمي
  • لجان تحيكم “موهبة” تستعرض المشاريع العلمية لـ 480 طالبًا وطالبة
  • تصميم شقق آيكونيك ريزيدنسز من إبداع بينينفارينا يفوز بجائزة العقارات العربية
  • بيرانا نباتية وثعبان دي كابريو.... مخلوقات غريبة اكتُشفت عام 2024