مخلوقات بائسة.. إبداع بصري وتألق إيما ستون في دور الطفلة
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
أثار فيلم "مخلوقات بائسة" (Poor Things) ردودا مختلفة بين الجمهور؛ إذ اعتبره البعض تحفة فنية، في حين وجده آخرون غريبًا بل مبتذلاً. لكن في المقابل، اتفق الجميع على أن العمل يتميّز بالرمزية العميقة ويستحق الاهتمام الدقيق بتفاصيله.
ومما يجعل هذا الفيلم ممتعًا أيضا هو عدم القدرة على التنبؤ بمستقبل الشخصية الرئيسية بيلا (إيما ستون).
يتميز "مخلوقات بائسة" بلمحات فنية كوميدية خفيفة، وتأتي الأزياء المستوحاة من العصر الفيكتوري كلمسة إضافية لجعل تجربة المشاهدة أكثر إثارة وتميزا. ويعتبر العمل تحفة تجمع بين الجرأة والإبداع، مع قصة تتجاوز التوقعات المألوفة وتترك الجمهور في حالة من التأمل والدهشة.
تم ترشيح الفيلم في 11 فئة في حفل توزيع جوائز الأوسكار، وعاد "مخلوقات بائسة" محملاً بأربع جوائز، وهي أفضل مكياج وتصفيف شعر، وأفضل أزياء، وأفضل تصميم إنتاج، في حين حصلت بطلة الفيلم إيما ستون على جائزة أفضل ممثلة.
فيلم "مخلوقات بائسة" تميز بأزيائه التي تعود للحقبة الفكتورية والتي فاز عنها بجائزة الأوسكار (آي إم دي بي) رحلة استثنائيةوفيما يتعلق بأحداث "مخلوقات بائسة"، فيمكن وصفه بأنه رحلة فنية استثنائية تتبع شخصية بيلا من الطفولة إلى النضج الفكري والعاطفي، حيث يبدأ مع بيلا التي تعيش كطفلة في جسد امرأة مع الطبيب المجنون، وتعتبر أن وجوده يمثل عالمها، إذ أعادها إلى الحياة عبر زراعة مخ طفلها المستقبلي مكان مخها.
وينقسم الفيلم إلى خمس مراحل تعبر عن نضوج بيلا، مع كل مرحلة تحمل معاني وتحولات تؤثر في رؤيتها للعالم.
وتسلط القصة الضوء أيضًا على علاقة بيلا بالشخصيات المحيطة بها، خاصة ماكس ماكاندلز (رامي يوسف) ودنكان ويديربيرن (مارك روفالو)؛ إذ يمثل ماكس الرجل الداعم والهادئ، في حين يُظهر دانكان الجانب المتلاعب والمحب للحياة.
كما يقدم الفيلم رسالة قوية حول منح الحياة فرصة ثانية، حيث تخوض بيلا تجارب جديدة وصعبة، وفي النهاية تحصل على فرصة ثانية بعدما كانت على حافة اليأس.
و"مخلوقات بائسة" مقتبس من رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب ألسدير غراي، نشرت عام 1992. وتركز الرواية أكثر على مذكرات طبيب غلاسكو أرشيبالد ماكاندليس في أواخر القرن التاسع عشر، وتتبع الحياة الغريبة لبيلا باكستر.
ولا تختلف القصة عن الفيلم كثيرا، لكن الاختلاف يكمن في الشخصية التي تروى الأحداث من خلالها، ففي الرواية نرى القصة من خلال شخصية الطبيب غلاكسو أرشيبالد، على عكس الفيلم الذي يرويها من خلال بيلا.
التصوير والإضاءة والألوانبعد الافتتاحية، يمر الفصل الأول من الفيلم بالأبيض والأسود طوال فترة وجود بيلا في منزل الطبيب، قبل أن يتحول إلى الألوان عندما تخرج بيلا لاستكشاف الحياة. تميز الفيلم فيما بعد بالمشاهد الملونة المفعمة بالحيوية، مما جعل المشاهد الملونة غير واقعية، ذلك لأننا بدأنا نرى العالم من خلال وجهة نظر بيلا، ولأن بيلا امرأة بعقل طفل فهي ترى العالم من عيون طفل بريء منبهر بكل شيء.
اختير لـ"مخلوقات بائسة" عدسات خاصة للحصول على تأثير معين للمشاهد، مع التركيز على عدسات التكبير، وعدسات عين السمكة (fisheye) التي تستخدم عادةً للتركيز على المشاعر، لذلك تمت الاستعانة بها في أغلب المشاهد العاطفية.
كما استخدمت الكثير من العدسات الواسعة ليبدو كل شيء كبيرا وضخما، في حين لم تتم الاستعانة بأي إضاءة احترافية في الكثير من المشاهد، واعتمد المخرج على الإضاءة العادية ليحصل على التأثير الكلاسيكي للمشاهد.
الموسيقى والأزياءصنع الملحن غيرسكين فندريكس موسيقى مرحة ودراماتيتكة للفيلم، كما أنها طفولية وكلاسيكية، وصاخبة وهادئة في الوقت ذاته، تماما كطفل يلعب ويستكشف الحياة، وكأنها النسخة الأكثر براءة من موسيقى برامج الأطفال في التسعينيات.
الممثل الأميركي مارك رافالو في مشهد من فيلم "مخلوقات بائسة" (آي إم دي بي)ومثل جميع عناصر الفيلم، جمعت الأزياء بين الكلاسيكية والعصرية، فكانت أغلب أزياء بيلا بأكمام منفوخة مثل أزياء العصر الفيكتوري مع التنورات القصيرة، فخرج مزيج شديد الجمال والتميز، تضمن لمحات من أزياء الستينيات والسبعينيات والعصر الفيكتوري وملابس الأطفال.
ما رسالة "مخلوقات بائسة"؟بين كل التحليلات التي كتبت منذ إطلاق "مخلوقات بائسة"، كان رد فريق العمل في إحدى المقابلات بمهرجان نيويورك السينمائي أن الفيلم لا يحمل رسالة معينة؛ إذ قال المخرج يورغوس لانثيموس "لا توجد رسالة مباشرة، إنه عبارة عن وضع الشخصيات في أحداث تكشف الصراع في السلوك البشري، والمجتمع حول الإنسان، والإنسان نفسه. الفيلم لا يعظنا أو يتحدث إلينا بشكل مباشر، إنما يشير إلى بساطة وسخافة عالم بيلا الموازي الساخر، ربما ليجعلنا ندرك مدى سخافة العالم الحقيقي الفعلي".
وفيلم "مخلوقات بائسة" من إخراج يورغوس لانثيموس، الذي سبق أن أخرج "جراد البحر" (The Lobster)، وسيناريو توني ماكنمارا، وتصوير روبي ريان، بطولة إيما ستون، وويليم دافو، ومارك روفالو.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات إیما ستون فی حین
إقرأ أيضاً:
الزقازيق تُشَارِكُ في مهرجان «إبداع 13» لشباب الجامعات
شارك طلاب جامعة الزقازيق في مسابقة «إبداع 13» لشباب الجامعات، التي تنظمها وزارة الشباب والرياضة، وذلك تحت رعاية الدكتور خالد الدرندلي رئيس جامعة الزقازيق، والدكتور هلال عفيفي نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وإشراف الدكتور أحمد عناني عميد كلية الطب، ومستشار رئيس الجامعة للأنشطة الطلابية.
وتعد مشاركة طلاب جامعة الزقازيق في مسابقة «إبداع 13» لشباب الجامعات من أبرز الأنشطة الطلابية التي تهدف إلى تعزيز روح التنافس الإيجابي بين الطلاب، وتشجيع التميز بينهم في مختلف المجالات.
قَدَّمَ طلاب جامعة الزقازيق المشاركين فى المسابقة عروضًا مميزة في مختلف المجالات الإبداعية، من الفنون التشكيلية، والشعر، والمسرح، والموسيقى، والابتكار العلمي، وَأَعْرَبَوا عن سعادتهم بالمشاركة في هذه المسابقة التي تُعَدُّ من أكبر الفعاليات الشبابية في مصر؛ إذ تتيح لهم فرصة إبراز مواهبهم والتنافس مع زملائهم من مختلف الجامعات المصرية.
من جانبه، أَشَادَ رئيس جامعة الزقازيق بدور المسابقة في دعم الشباب، مؤكدًا حرص الجامعة على تشجيع الطلاب على الإبداع والابتكار، وتوفير الدعم اللازم لهم لتحقيق التميز في مختلف المجالات.
وأوضح الدرندلي أن الجامعة تسعى دائمًا إلى تشجيع الطلاب على المشاركة في المسابقات القومية التي تسهم في تنمية مهاراتهم، وتعزز روح التنافس البناء بينهم وبين زملائهم من الجامعات الأخرى.
في السياق ذاته، أَكَّدَ الدكتور هلال عفيفي أَنَّ مشاركة طلاب الجامعة في مسابقة «إبداع 13» لشباب الجامعات تأتي في إطار حرص الجامعة على دعم المواهب الطلابية في مختلف المجالات الفنية والثقافية والعلمية.
وأضاف عفيفي أَنَّ طلاب جامعة الزقازيق؛ أثبتوا تميزهم في مجالات متعددة ومتنوعة، وَأَعْرَبَ عن ثقته بقدرتهم على تحقيق مراكز متقدمة في هذه المسابقة، كما وَجَّهَ الشكر لوزارة الشباب والرياضة على تنظيمها لهذه الفعالية المميزة التي تتيح للشباب فرصة التعبير عن قدراتهم، وإبراز مواهبهم.
يشار إلى أَنَّ المسابقة تستمر بمشاركة مئات الطلاب من الجامعات والمعاهد المصرية، وسط منافسة قوية وحماسيَّة، وفي انتظار إعلان الفائزين في ختام الفعالية، وتأتي مشاركة جامعة الزقازيق بالمسابقة تحت إشراف الدكتور محمد متولي مدير الإدارة العامة لرعاية الطلاب، ومحمد رمضان مدير إدارة النشاط الاجتماعي برعاية الشباب بالجامعة.