يثير الاعتماد المتزايد على الهواتف المحمولة مخاوف كبيرة بين الأطباء جراء ضررها على صحة الأطفال، مقابل تقلص مساحة الوقت المخصص للعب في الهواء الطلق.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة “ديلي ميل” فإن الحالات المتزايدة لقصر النظر بين الأطفال الصغار أصبحت تجبر كثيرون منهم على استخدام العدسات اللاصقة في سن مبكرة.

وتشير الدراسات إلى أن النظر المفرط إلى الشاشات عن قرب تسبب زيادة في حالات قصر النظر بشكل خطير، مما يهدد بالإصابة بالعمى.

ويحذر الأطباء أيضًا من أن عدم حصول الأطفال على كمية كافية من الضوء الطبيعي يمكن أن يزيد من خطر تدهور رؤيتهم لاحقا.

ويُرجح الخبراء السبب وراء هذه الزيادة المقلقة إلى إجهاد الأطفال نتيجة النظر إلى الهواتف المحمولة عن قرب، في حين أنهم يقللون من وقتهم للعب في الخارج في ضوء النهار.

وقال الدكتور جون بولجر، استشاري طب العيون في لندن، إنه يشعر بقلق بالغ إزاء تزايد حالات قصر النظر بشكل كبير بين الأطفال، معتبراً الأمر “جائحة” حقيقية

وأوضح أن قصر النظر ليس مجرد مشكلة بصرية بسيطة، بل يمكن أن يؤدي إلى العمى، مشدداً على أن استخدام الشاشات لفترات طويلة يمكن أن يسبب استطالة مقلة العين.

من جانبه أشار الدكتور عرفان جيفا، استشاري طب العيون في مستشفيات ميد يوركشاير، إلى الزيادة ملحوظة في الأطفال الذين يحتاجون إلى نظارات لتصحيح الرؤية، بسبب الوقت الذي يقضونه أمام الشاشات، الأمر الذي يضع ضغطًا على أعينهم ويزيد من حالات قصر النظر بشكل ملحوظ.

ويحث الأطباء الآباء على منع أطفالهم من استخدام الشاشات لوقت طويل، وتشجيعهم على قضاء المزيد من الوقت خارج المنزل في الهواء الطلق، فالحصول على كمية كافية من ضوء النهار يلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة عيون الأطفال وتقليل مشاكل الرؤية المستقبلية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: العدسات اللاصقة قصر النظر قصر النظر

إقرأ أيضاً:

الأردن: متى حوار المخاطر؟

تحول طرح السؤال إلى حالة هوس جماعي، ما الذي يتوجب علينا كأردنيين أن نفعله؟
بكل بساطة وصراحة لا تخلو جلسة أو ندوة أو لقاء أو سهرة عشاء اليوم في عمان من طرح هذا السؤال الذي يربطه طارحوه بفكرة المخاطر التي لم يعد من الحكمة إنكارها في مواجهة برنامج تصاعدي لليمين الإسرائيلي، يريد الاستثمار في فروقات غياب الضمير الإنساني عما يجري في غزة ولبنان والضفة الغربية لصالح تصفية القضية الفلسطينية.

الأهم من طرح السؤال هو الإصرار على طرحه مرة تلو الأخرى وبلا كلل أو ملل، الأمر الذي نعتقد أنه يتوجب أن تقف الدولة ومراكز القرار لتوفير إجابة من أي صنف قائمة ليس فقط على الخطاب الرسمي المساند للشعب الفلسطيني ولكن على الثوابت المعلنة.

الأكثر أهمية التفصيل في الإجابة على الأسئلة، بمعنى رسم خارطة طريق حول كيفية الوصول إلى الالتزام بتلك الثوابت.

الإصرار هنا مؤشر فعلي على أن المنشغلين بالهم الوطني جميعا لا يستمعون للإعلام الرسمي ولا يثقون بوجود سردية أو رواية حكومية حتى الآن، لا بل يتصورون بأن النص الرسمي غائب في مرحلة حرجة جدا وحساسة.

ذلك بدون مواربة يعني أن الناس تبحث عن جواب وتريد إجراءات ملموسة ومحسوسة في طريق طرح الأجوبة.

يمكن احترام وجهة النظر التي تقول بأن الزوايا الأردنية حصرا ينبغي أن لا تنشغل بالمزيد من النقاشات والحوارات بقدر ما ينبغي أن يتم التركيز على دعم المقاومة في غزة وفي الضفة الغربية وفي لبنان باعتبار معركتها الحالية مع الكيان والعدو ونهاياتها ونتائجها تؤثر سلبا أو إيجابا على كل ما يتصل بمصالح الأردن.

وجهة النظر تلك تقول: لا حوارات ولا منتديات ولا نقاشات والخيار الوحيد أمام الشعب الأردني ومؤسساته هو ترك الفرجة، وإضفاء خاصية الإصغاء والتريث والتحرك أمس وليس اليوم أو غدا نحو دعم صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني، حيث لا حلول وفقا لوجهة النظر تلك أمام الأردني إلا الصمود لا بل انتصار المقاومة، فيما يمكن لاحقا مناقشة الملاحظات على مكونات العمل والفعل الفلسطيني ومناقشة القضايا الهامشية الفرعية التي تجيب على أسئلة الهوية والمستقبل.
«ماذا نحن فاعلون»؟ يطرح الأردنيون هذا السؤال منذ يوم 7 أكتوبر
صحيح أن مثل هذا الرأي تتبناه قطاعات عريضة من المثقفين والسياسيين الأردنيين. ولكن الصحيح أيضا أن الاتجاه الأفقي قد يكون ذلك الذي يقترح المبادرة فورا للإجابة على سؤال «ماذا نحن فاعلون»؟
يطرح الأردنيون هذا السؤال منذ يوم 7 أكتوبر.

يختلفون في القراءة والتوقع والتكهن وأحيانا في الموقف، لكن يتفقون تماما على أن وجدان الشعب بكل طاقته يتجه نحو ما يحصل في غزة ويجتاحه التوجس والقلق على المستقبل، بعدما أسقط العدو الإسرائيلي في جرائمه العلنية بحماية الحليف والصديق الأمريكي كل الاعتبارات الأخلاقية والقانونية وحتى الحربية والعسكرية.

لا مجال للقول الآن بأن الأردن معني قبل الشعب الفلسطيني بأي فعل معاكس للجرائم الإسرائيلية.
لكن لا مجال إطلاقا بالمقابل لإنكار حاجة الأردنيين الملحة للدفاع عن مؤسساتهم ودولتهم وأرضهم بعد ارتفاع حاد في منسوب إحساسهم بالمخاطر التي لا ندري كيف يتجرأ بعض كتاب التدخل السريع أو «الباص السريع» على إنكارها.

الوقت يمضي كالسيف والأحداث تتدحرج وكل الاحتمالات واردة، ولا توجد صيغ للدفاع عن الأردن واحتواء مشاعر القلق إلا بتدشين حوار وطني عميق لم يعد من اللائق ولا حتى الأخلاقي عمليا لا مهاجمته دون أن يبدأ ولا تأخيره بدون مبرر.

الحوار الوطني السريع والعميق ضروري جدا، وخطوة ملحة لتوحيد فهم الأردنيين لفكرة المخاطر، وبالتالي لتوحيد الرؤية في مجال ترسيم استراتيجية وطنية شاملة لدرء تلك المخاطر.

كل الشعارات والهتافات المطروحة ومن كل الألوان ووجهات النظر اليوم، لا يمكن تأطيرها إلا بحوار وطني عميق بين مؤسسات الدولة والقوى المدنية والشعبية، بما في ذلك خطابات الأردن أولا، وشعارات صلابة الجبهة الداخلية وتوحيدها وبما في ذلك هتافات الحرص على الأمن والاستقرار بصرف النظر عن هوية من يطرحها من موظفي الدولة والحكومة أو من قادة الإخوان المسلمين.

كل ما يقال الآن في المساحة الحيوية لمقتضيات الحرص على الوطن يحتاج إلى حوار معمق لا يقف عند تعريف المخاطر والاتفاق على تعريفها بل يتجه نحو تعريف تقنيات وأساليب وبرامج مواجهة تلك المخاطر ولو بالحد الأدنى من التوافق الاجتماعي.

نضم صوتنا للقائلين بأن سلامة مصالح المستقبل الأردني مرتبطة مع كرامة الأمة كلها بصمود المعذبين في غزة وجنوب لبنان.

ونضم صوتنا أيضا لمن قال بأننا فعلناها بالأردن حيث تم تدشين حوار وطني ولجان استشارية في قضايا أقل أهمية بكثير من مخاطر المرحلة وأطماع وهجمات اليمين الإسرائيلي، لماذا لا نفعلها اليوم؟
بالتوازي يتوجب أن لا ننسى أن الدولة لها حساباتها على طاولة أي حوار.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • استشاري: 90% من المنصات والتطبيقات الإلكترونية تحظر المواقع عن الأطفال
  • دراسة حديثة تكشف ارتفاعا كبيرا في الإصابات بالحصبة حول العالم في 2023
  • لماذا تؤذي شاشة الحاسوب عينيك؟
  • بغداد.. نصب شاشات عملاقة في 6 مواقع لنقل مباراة العراق والأردن
  • باورسكول تصدر دراسة حول تأثير الذكاء الاصطناعي في التعليم ومستقبل سوق العمل
  • إل جي تستعرض شاشة ثورية يمكن سحبها وتمديدها 10000 مرة.. شاهد
  • "الاستشعار من البعد": دراسة تأثير التغيرات المناخية في إقليم جنوب الصعيد بمحافظات قنا والأقصر وأسوان
  • الأردن: متى حوار المخاطر؟
  • بسبب ترامب.. الأمريكيات يُعدنَ النظر في إنجاب الأطفال
  • مدير الجامع الأزهر: تعلق الأطفال بالألعاب الإلكترونية "فخ كبير" لجرهم إلى المواقع المحرمة