ماذا يعني تحذير الأمم المتحدة اقتراب إعلان المجاعة في غزة؟
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
تستخدم الأمم المتحدة التي تحذّر من حدوث مجاعة في شمال غزة بحلول نهاية أيار/مايو في حال عدم اتخاذ تدابير "عاجلة"، معايير صارمة لإعلان مجاعة في منطقة معينة.
تستند الأمم المتحدة إلى وكالتَيها المتخصصتين في هذا المجال اللتين تتّخذان في روما مقرا وهما برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة اللتين تعتمدان على هيئة تقنية تعرف بنظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
يحلّل هذا النظام ويصنّف شدة انعدام الأمن الغذائي على نطاق يرتكز على معايير علمية دولية. وأظهر أحدث تقرير أصدره الاثنين أن نصف سكان غزة، أي 1,1 مليون شخص، يعيشون حاليا وضعا غذائيا "كارثيا".
وقال برنامج الأغذية العالمي الاثنين إن "هذا هو أعلى رقم يسجله التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي لأشخاص يواجهون وضعا غذائيا كارثيا"، فيما أفاد التقرير بأن المجاعة "وشيكة" في شمال قطاع غزة.
ما هي المجاعة؟
يعرّف التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المجاعة بأنها "مواجهة السكان سوء تغذية على نطاق واسع وحدوث وفيات مرتبطة بالجوع بسبب عدم الوصول إلى الغذاء".
وتحذّر الأمم المتحدة من مجاعة "وشيكة" في شمال قطاع غزة الذي يصعب الوصول إليه وحيث يعيش حاليا نحو 300 ألف شخص.
في هذه المنطقة، ينتظر السكان يوميا وصول المساعدات التي تلقى بكميات محدودة من الجو. وبمجرد اقتراب مظلات الإمدادات من الأرض، يهرع السكان إلى وسط الأنقاض آملين في التمكن من الحصول على كيس فيه بعض المواد الغذائية.
أما المساعدات البرية فتدخل بشكل رئيسي إلى قطاع غزة من مصر عبر معبر رفح، بعد تفتيشها من الجانب الإسرائيلي.
لكن كميّة المساعدات التي تصل إلى قطاع غزة بهذه الطريقة لا تكفي لتلبية حاجات السكان، ما أدى إلى إطلاق دعوات لفتح طرق أخرى للوصول إلى شماله ومبادرات مختلفة مثل إرسال سفينتَين محملتَين بالمواد الغذائية من قبرص.
كيف تقاس المجاعة؟
بحسب التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، "المجاعة" هي المرحلة الأخطر في مقياس انعدام الأمن الغذائي الحاد في والذي يتكون من خمس مراحل.
المرحلة الأولى: الحد الأدنى من الضغوط المرتبطة بالأمن الغذائي أو عدم الإبلاغ عن أي ضغوط.
المرحلة الثانية: بعض الأشخاص يواجهون ضغوطا في العثور على الطعام.
المرحلة الثالثة: أزمة الغذاء.
المرحلة الرابعة: حالة الطوارئ.
المرحلة الخامسة: وضع كارثي أو مجاعة.
وبحسب موقع الأمم المتحدة، يتم بلوغ المرحلة الخامسة عندما تستوفي المنطقة ثلاثة معايير:
- 20 % على الأقل من السكان في تلك المنطقة يواجهون مستويات شديدة من الجوع.
- 30 % من الأطفال في نفس المكان يعانون من الهزال أو النحافة الشديدة بالنسبة لأطوالهم.
- تضاعف معدل الوفيات مقارنة بالمتوسط. هذا المعدل بالنسبة للبالغين هو حالة وفاة واحدة لكل 10,000 يوميا، وبالنسبة للأطفال، حالتا وفاة لكل 10,000 يوميا.
وفي ما يتعلق بالمعيار الثالث، "تتسارع الوفيات لكن الأرقام المتاحة محدودة كما هي الحال عادة في مناطق النزاع"، بحسب برنامج الأغذية العالمي. لكن "انتظار تأكيد حدوث مجاعة (...) لاتخاذ إجراءات جذرية هو أمر لا يمكن تبريره"، بحسب تقديرات التصنيف.
واعتبر جان رافايل بواتو من منظمة العمل لمكافحة الجوع غير الحكومية أن الأرقام التي نشرها التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الاثنين هي "التحذير الأخير للعالم".
وأضاف في مقابلة مع وكالة فرانس برس "يجب التحرك الآن، لدينا الحل لإنقاذ الأطفال الذين يعانون سوء التغذية لكن ليس لدينا إمكان الوصول" إلى غزة.
ما هي أسباب المجاعة؟
الأسباب الرئيسية للمجاعة هي:
- الكوارث الطبيعية: جفاف وفيضانات وأعاصير وزلازل وآفات حشرية (مثل الجراد) التي تؤثر على توافر الغذاء والوصول إليه.
- الأزمات الاقتصادية التي تؤدي إلى اضطراب تجارة المواد الغذائية وزيادة أسعارها وتقلبها.
- عدم كفاية الاستجابات الإنسانية لكارثة ما.
- النزاعات المسلحة التي تؤدي إلى تهجير السكان ومواجهتهم نقص الغذاء، كما هي الحال في غزة حيث نزح 1,9 مليون نسمة وفقا للتصنيف.
من يعلن المجاعة؟
بمجرد استيفاء المعايير التي حددها التصنيف للمجاعة، يصبح الأمر في أيدي المعنيين على مستوى البلاد، مثل السلطات الحكومية والوكالات التابعة للأمم المتحدة، لإعلان المجاعة.
وتعود آخر المجاعات التي أعلنتها الأمم المتحدة إلى عامَي 2017 في جنوب السودان و2011 في الصومال.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة احتلال حماس غزة طوفان الاقصي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمم المتحدة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
لجنة سورية: الإعلان الدستوري ليس بديلا للدستور الدائم
أكدت لجنة صياغة الإعلان الدستوري في سوريا، اليوم الاثنين، أن الإعلان ليس بديلا عن الدستور الدائم.
ونقلت وكالة الأنباء السورية عن اللجنة قولها إنه في ظل الفراغ القانوني الناتج عن إلغاء دستور 2012 الذي صاغه نظام بشار الأسد، أصبح من الضروري وضع إعلان دستوري ينظم المرحلة الانتقالية ويوجه مسار الدولة نحو الاستقرار وإعادة البناء، ولا يعتبر بديلا عن الدستور الدائم.
وأضافت أن الإعلان الدستوري يستمد مشروعيته من مؤتمري الحوار الوطني والنصر، وهو وثيقة قانونية لإدارة المرحلة الانتقالية، حيث إنه يضع الأسس العامة لنظام الحكم بما يضمن مرونة وكفاءة إدارة الدولة للحفاظ على وحدة البلاد سياسيا واجتماعيا وسلامة أراضيها.
وتابعت اللجنة -المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد الأسبوع الماضي- أن هذا الإعلان يحدد صلاحيات السلطات الثلاث.
وأشارت إلى أن مختلف مكونات الشعب السوري توافقت على ضرورة وجود إطار قانوني ينظم المرحلة الانتقالية ويحدد أسس الحكم ويضمن الحقوق والحريات.
كما قالت اللجنة السورية إنه بانتهاء أعمالها سترفع المقترح إلى رئاسة الجمهورية بهدف تأسيس مرحلة جديدة قائمة على القانون والمؤسسات بما يضمن الانتقال نحو سوريا أكثر استقرارا وعدالة.
من جهته، قال مصدر في لجنة صياغة الدستور السوري للجزيرة إن الإعلان الدستوري يضع أسسا لإدارة الدولة للحفاظ على وحدة البلاد.
إعلان
وكانت مصادر كشفت للجزيرة مساء أمس الأحد أن اللجنة الدستورية ستعمل على إصدار إعلان دستوري يضم 48 مادة.
وتشمل بنود الإعلام المرتقب تشكيل مجلس للشعب خلال 60 يوما من تاريخ إصدار الإعلان الدستوري، وسيعين رئيس الجمهورية أعضاء المجلس الذي سيضم 100 عضو.
كما يسمح الإعلان الدستوري بتشكيل الأحزاب على أسس وطنية وفق قانون يصدر لاحقا، حسب المصادر نفسها.
يذكر أن الرئيس السوري أحمد الشرع التقى أمس الأحد أعضاء اللجنة المكلفة بصياغة مسودة الإعلان الدستوري.
وكان الشرع قرر تشكيل لجنة من الخبراء لصياغة مسودة الإعلان الدستوري، وتتألف اللجنة من عبد الحميد العواك، وياسر الحويش، وإسماعيل الخلفان، وريعان كحيلان، ومحمد رضى جلخي، وأحمد قربي، وبهية مارديني.