لم تكن بذرة الصبي تريد الشر أو القتل، بل أنه نشأ محبا للعلم يبحث ويقوي معارفه، وفي الطفولة وقبل نقطة التحول، درس حسن الصباح الرياضيات والفلك وعلوم الدين والفلسفة، مثل صديقه عمر الخيام، وأظهرت حلقات مسلسل الحشاشين في بدايتها التي رصدت مقتطفات من طفولة «الصباح» براعته وذكائه، لكن لا أحد يعرف متى تحول الفتى الذكي لزعيم عصابة مع تسارع الأحداث التي تزيد غموضا وتشويقا يوما بعد يوم.

كيف تحول حسن الصباح؟

في كتاب «حركة الحشاشين.. تاريخ وعقائد أخطر فرقة سرية في العالم الإسلامي»، للدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، رصد حياة حسن الصباح من مذكراته، التي يصف فيها زعيم أخطر عصابة دموية في العالم نفسه، قائلا: «منذ طفولتي بل منذ السابعة من عمري كان جل اهتمامي تلقي العلوم والمعارف والتوسع في كل ما استطيعه منها في سبيل توسيع مداركي، وكنت كأبائي نشأت على المذهب الأثنى عشر في التشيع، ولم أكن أجد في غيره طريقا للخلاص من آفات العالم».

نقطة التحول في حياة «الصباح»

يروي حسن الصباح زعيم طائفة الحشاشين كما ذُكر في كتاب «الخشت» تفاصيل ذلك المنعطف الجوهري في حياته ويقول، حدث أن تعرفت في شبابي إلى أحد دعاة الإسماعيلية الفاطميين، فكنت أجادله جدالا عنيفا، وأخذ كل واحد منا يشيد بما هو عليه من عقائد مذهبية وآراء دينية.. ولم يكن لدي أي شك أو زعزعة في إيماني بالإسلام»، ومن هذا اللقاء بدأت حياة حسن الصباح تتغير، ومن اتجاهه إلى الطائفة الإسماعيلية كانت رحلته التي تسردها احداث مسلسل الحشاشين عن زعيم أخطر عصابة دموية.

ويستكمل حسن الصباح حديثه عن لقاء الشاب الذي يتبع المذهب الإسماعيلي قائلاً: «كان اعتقادي بوجود إله حي، باق، قدير، سميع، بصير، وفي وجود نبي وإمام، وفي وجود مباحات ومحظورات، وجنة ونار، وأوامر ونواهي، وكنت أفترض أن الدين والشريعة هما ما يؤمن به الناس بوجه عام والشيعة بوجه خاص، ولم يدر بخلدي أن الحقيقة يمكن البحث عنها خارج الإسلام، وكنت أعتقد أن آراء الإسماعيلية من قبيل الفلسفة وأن حاكم مصر فيلسوف».

الإيمان بالعقيدة الإسماعيلية كانت أول عوامل تغير حياة حسن الصباح، بجانب طموحة الشديد، ورغبته في إحداث تغييرات سياسية وقدرة هائلة في استخدام القوة لتحقيق أهدافه.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حسن الصباح الحشاشين مسلسل الحشاشين كريم عبد العزيز حسن الصباح

إقرأ أيضاً:

القوات ردًّا على باسيل: يواصل ضخّ الأكاذيب

رأت الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية" في  بيان أن "حركة النائب جبران باسيل ومواقفه تظهر أنّه يعيش حالا من التخبُّط السياسي والمأزوميّة الناتجة عن سلوكه الذي انكشف أمام الرأي العام، وبدلا من أن يعيد حساباته ويبدِّل في أدائه يواصل الدوران في حلقة الفشل نفسها، وهذا شأنه طبعًا، ولكن أن يواصل ضخّ الأكاذيب بحقّ "القوات اللبنانية" لا يمكن التغاضي عنه على رغم أنّ أحدًا لم يعد يتوقّف عنده، لأنّ الانتقاد السياسي شيء، والتحامل شيء مختلف تمامًا، وهذا ما يدفعنا إلى تسجيل الملاحظات التالية:   قال النائب باسيل "لا نفهم كيف أنّ هناك في لبنان مَن يرفض الكلام مع الآخر... هناك مَن لا يريد الكلام مع المسيحي ولا المسلم ولا يريد حوارًا وطنيًّا ولا حوارًا مسيحيًّا- إسلاميًّا ولا حوارًا مسيحيًّا- مسيحيًّا... فهل سيعيش وحيدًا"؟   وسأل: "لا نفهم لماذا يعتمد النائب باسيل أسلوب التورية والغمز واللّمز ولا يسمي "القوات اللبنانية" التي خصّص خطابه كلّه للتّحامل عليها؟ ولا نفهم لماذا لم يتعلّم بعد أنّ تحوير الوقائع لم يعد ينطلي على الناس؟
    أضاف: "فـ"القوات اللبنانية" موجودة في صميم تحالف معارض يضمّ مسيحيّين ومسلمين، وتتحاور مع معظم الكتل النيابيّة، وأيّدت مبادرة كتلة الاعتدال الرئاسيّة، وساهمت في إنضاج التمديد العسكري، وتجري مشاورات على أوسع نطاق إلى درجة التقاطع مع باسيل نفسه رئاسيًّا، ولكنّها رفضت وترفض تعميق التشاور معه بسبب التجربة المرّة التي أظهرت أنّ هذا الفريق لا يتغيّر وأنّه من العقم مواصلة المحاولات التي لا تؤدّي إلا إلى نتائج سلبيّة".   تابع: "وقد ظنّ النائب باسيل أنّ بإمكانه الاستقواء بالعهد لقطع أوصال البلد وشرايينه من خلال جولاته الفتنويّة على المناطق والتي دخل فيها في تناقض مع الأطراف كلّها أدّت إلى عزله نفسه بنفسه وهو ساهم في إيصال البلد إلى الانهيار. وقد ظنّ النائب باسيل أنّ بإمكانه إعادة إنتاج نفسه ودوره، ولكن مَن مشروعه قائم على المصلحة الخاصّة على حساب مصلحة الوطن يستحيل أن يعيد ترميم صورته لدى الرأي العام الذي اكتشفه، ولو بعد وقت، على حقيقته. وقد ظنّ النائب باسيل أنّه بالكذب تحيا السياسة، ولكن الكذب "حبله قصير"، والسياسة لا تحيا سوى على قاعدة المشاريع التي تختزن المبادئ والثوابت والمسلَّمات".   وقال: "أكثر ما يضحك ويبكي قول النائب باسيل "لم يكن السوريّون ليدخلوا إلى لبنان بهذا الشكل منذ عام 2011 لولا مشاركة لبنانيين في السلطة بالموضوع من أعلى الهرم إلى بعض الأجهزة الصامتة إمّا بالتواطؤ السياسي أو بتقاضي بعضهم العملة مقابلة إدخالهم".   أضاف: "والسؤال الذي يطرح نفسه: هل مقتنع حقًّا النائب باسيل بما يقوله؟ وإذا كان مقتنعًا ولا يكذب على نفسه وعلى الناس، هل يظنّ أنّ أقواليه تنطلي على الرأي العام الذي لم ينسَ بعد هذه المرحلة التي دخل فيها النازحون إلى لبنان في ظلّ حكومة اللون الواحد التي كان لباسيل فيها 11 وزيرًا وفي الحكومة التي تلتها قبل أن يتسلّم رئاسة الجمهوريّة مع أكثريّة وزاريّة ونيابيّة ويضع يده على بعض الأجهزة".   ختم: "فإذا أراد النائب باسيل أن يفيد الوضع العام، فما عليه سوى أن يصمت طويلا أو أن يقل في كلامه قليلا، وبخاصّة إنّ أوضاع البلد مأساويّة وأوضاع الناس كارثيّة ولبنان بحاجة لمن يحمل مشاريع سياديّة وإصلاحيّة واضحة وليس كلام يتراوح بين النفاق والتزوير، وبين كلام يتناقض جذريًّا بين قبل الظهر وبعده".

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تحول 116 مليون دولار للسلطة من مخصصاتها المحتجزة
  • زعيم حزب العمال المعارض يصوت في الانتخابات التشريعية البريطانية
  • إسرائيل تحول 116 مليون دولار لفلسطين من عائدات الضرائب
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية يتوجه بطلب إلى الجيش
  • ‏زعيم المعارضة الإسرائيلية: على الجيش أن يحترم القانون وينفذ قرار المحكمة بتفعيل قانون التجنيد
  • حان الوقت ليراجع العالم الإسلامي نفسه
  • سرق وروّع المواطنين.. أحد أخطر المطلوبين بقبضة المعلومات
  • تأثير التكنولوجيا ودورها في المجتمع الحديث
  • مساعدات للزواج ومشروعات خدمية.. ماذا فعلت «حياة كريمة» في محافظة الإسماعيلية؟
  • القوات ردًّا على باسيل: يواصل ضخّ الأكاذيب