عقد الجامع الأزهر، اليوم الإثنين، فعاليات ملتقى الظهر بعنوان: "المرء بين الخفاء والرياء"، برواق الشراقوة، بمشاركة الدكتور إيهاب إبراهيم، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر، وفضيلة الشيخ خالد إبراهيم شلتح، مدير عام الدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية.

قال الدكتور إيهاب إبراهيم، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر، إن الإسلام حثنا على جانب الخفاء، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي"، وهو العبد الذي يحرص على إخفاء حسناته عن الناس فيجعل بينه وبين الله عز وجل خبيئة عمل صالح لا يعلمها إلا الله وحده، موضحا أن حال المرء بين نور يعيشه في عبادة السر وطاعة الخفاء وبين ظلمات يتخبط فيها في جانب حب السمعة والرياء، وأن عبادة الخفاء تصلح قلب العبد وتسهل الوصول إلى الخشوع في العبادة، وهي خير معين للمرء على مواجهة أعباء الحياة بما يحدث للإنسان فيها من تحقيق أسمى معاني اليقين بالله عز وجل في كل شيء.

ومن جانبه، بين الشيخ خالد إبراهيم شلتح أن الله ـ عزّ وجل ـ يوفق أصحاب القلوب التقية النقية الخفية لعبادة الخفاء، مصداقا لقوله تعالى "إنما يخشى الله من عباده العلماء"، والمقصود بالعلماء في الآية الكريمة من يعرفون الحلال ويعيشون من خلاله ويعرفون الحرام وهم أبعد الناس عنه ويوقنون أنهم سيموتون ويلقون ربهم وأن الله تعالى سيحاسبهم على النقير والقطمير، مضيفا أن نبينا الكريم قد أوصانا بالخلوة في ذكر الله، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله"، ومنهم رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه خشية لله عز وجل، فيجب علينا في خلواتنا أن نستحضر هذه القوة الإلهية لتخشع قلوبنا مع عيوننا خشية لله.

وأوضح مدير عام الدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية أن أعمال السر منها ما يفتح الباب لنا مع الله عز وجل ومنها ما يحبط الأعمال والعياذ بالله فقد روى الإمام ابن ماجه في سننه عَنْ ثَوْبَانَ: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا، قَالَ ثَوْبَانُ: يَارَسُولَ اللهِ! صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا؛ أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا ‌بِمَحَارِمِ ‌اللهِ ‌انْتَهَكُوهَا)، وفيه يخبرنا نبينا الكريم عن أناس من أمته، لهم أعمال طيبة وحسنات متكاثرة، وصلوات وصدقات وقربات وأعمال بر صالحات وكثيرات.. وأنهم قد جمعوا من عباداتهم وطاعاتهم أجورا كثيرة، وحسنات بلغت مبلغا عظيما حتى صارت كالجبال من كثرتها، إلا أنهم إذا جاءوا يوم القيامة جعل الله هذه الحسنات هباءً منثورا، ثم بيَّن عليه الصلاة والسلام السبب في حبوط هذه الأعمال أو ذهاب ثوابها وضياع أجورها فقال: كانوا (إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها).

ويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (١٣٠ مقرأة- ٥٢ ملتقى بعد الظهر- ٢٦ ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث الإسلامية ٢٠ ركعة يوميا بالقراءات العشر-  ٣٠ درسًا مع التراويح- صلاة التهجد بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث في العشر الأواخر- تنظيم ٧ احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم- ٥٠٠٠ وجبة إفطار يوميًّا للطلاب الوافدين، لتصل الوجبات لـ ١٥٠ ألف وجبة طوال الشهر الكريم.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: ملتقى الظهر بالجامع الأزهر مجمع البحوث الاسلامية العلوم الشرعية مناسبات القراءات العشر النبي صلى الله عليه بالجامع الأزهر عز وجل الله ع

إقرأ أيضاً:

مدير الجامع الأزهر من قنا: هدفنا توصيل العلم الشرعي إلى جميع المحافظات

أجرى الدكتور عبد المنعم فؤاد المشرف العام على الأروقة جولة تفقدية، لمتابعة سير اختبارات نهاية المستوى برواق العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر، مؤكدًا توفير فرص التعلم المتنوعة لجميع فئات المجتمع، ما يسهم في بناء جيل قادر على فهم الإسلام بشكل صحيح ومواجهة التحديات المعاصرة، وفق توجيهات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وفي إطار حرص الرواق الأزهري على متابعة سير الاختبارات والاطمئنان على مستوى الدارسين

الجامع الأزهر

وفي نفس السياق قام الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، بزيارة ميدانية لرواق العلوم الشرعية والعربية في محافظة قنا، وذلك لتفقد اختبارات نهاية المستوى برواق العلوم الشرعية والعربية، حيث يؤدي أكثر من ٤٩٠ دارسٍ الاختبارات بمختلف المراحل التمهيدية والمتوسطة والتخصصية.

وخلال جولته التفقدية، أوصى د. عودة الدارسين بضرورة الالتزام بالتحصيل العلمي وتطبيق ما تم تعلمه في حياتهم اليومية، مؤكدًا على أهمية التحلي بالصبر والاجتهاد، مشدداً على أن النجاح يتطلب العمل المستمر والمثابرة، وقد أبدى الدارسون ارتياحهم لما يوفره الرواق من بيئة تعليمية ملائمة، حيث يتلقون التعليم من أساتذة ذوي خبرة وكفاءة، وأشادوا بجهود الأزهر في تهيئة الجو المناسب للاختبارات وتقديم الدعم اللازم لهم.

رواق القرآن الكريم

وعلى هامش زيارته، قام مدير الجامع الأزهر بمتابعة رواق القرآن الكريم بمعهد فتيات قنا النموذجي، حيث التقى الدارسين واستمع إلى أداءهم، مشيدًا باهتمامهم بالحرص على حفظ القرآن الكريم وتعلم أحكام التلاوة والتجويد، مما يعكس الإقبال على أروقة القرآن الكريم التي وصل عددها بالمحافظة إلى 54 فرعًا بإجمالي 11246 دارسًا برواقي القرآن الكريم والتجويد.

مقالات مشابهة

  • الفرق بين المقامات والأحوال في التصوف
  • عالم بالأوقاف: الكبر والرياء من أخطر المعاصي الخفية
  • المشرف على الأروقة يتفقد اختبارات العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر
  • مدير الجامع الأزهر من قنا: هدفنا توصيل العلم الشرعي إلى جميع المحافظات
  • الجامع الأزهر يعقد ملتقى السيرة النبوية حول سفراء الإسلام والهجرة المباركة
  • الجامع الأزهر يعقد الملتقى اليومي للقراءات العشر.. اليوم وغدًا
  • الجامع الأزهر يواصل اختبارات نهاية المستوى برواق العلوم الشرعية والعربية
  • برنامج فعاليات ثري في مكتبة محمد بن راشد
  • ملتقى الجامع الأزهر: شهر شعبان شهد تحويل القبلة‏ وفيه ترفع الأعمال إلى الله
  • ملتقى الأزهر بلغة الإشارة يوضح فضل شهر شعبان وتجديد العهد مع الله