عمرو خالد: أفضل طريقة تزيل خوفك وقلقك على مستقبلك
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
كيف تتعامل مع غموض قدرك وخوفك من مستقبلك؟
6 محطات ومفارق طرق كلها غموض فى حياة الإنسان
أهم 3 أشياء تحميك وتجعلك أقوى الناس
لهذا أخفى ربنا عنا أقدرانا الخمسة
آية قرآنية واحدة تحدد قدرك!
وصية نبوية غالية تكفيك همك طول اليوم
6 محطات ومفارق طرق كلها غموض فى حياة الإنسان
كشف الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي عن أفضل نصيحة تساعد الشخص الذي يعاني من الخوف تجاه المستقبل على التغلب على هذا الشعور.
وأضاف خالد في ثامن حلقات البرنامج الرمضاني "الفهم عن الله – الجزء الثاني"، أن "الخوف سلوك بشري طبيعي، لكن المشكلة عندما يزيد عن الحد المقبول والمعقول"، مبينًا أن الخوف يحدث "عندما يرتفع التحدي وأنت قدراتك قليلة، لكن لو التحدي مرتفع وقدراتك عالية يقل الخوف جدًا بل يتحول لإثارة ومتعة".
التغلب علي المخاوف
ونصح خالد بالتغلب على تلك المخاوف بحسن التوكل على الله، لأن التوكل معناه إدخال الله معك في معادلة الحياة.. "وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا ۚ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ".
وأوصى قائلًا: "إياك أن تتحرك دون استشارة غيرك ممن تثق في رأيهم، أو تأخد قرارًا بمفردك، "وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ"، داعيًا إلى إخراج الإحسان من الداخل، "فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ".
وبين خالد أن الخطة لمواجهة الخوف في الأشياء الصعبة في الحياة، هي أن تجتهد وترفع قدراتك حتى تخرج أحسن ما عندك وأنت مطمئن "إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا".
وذكر أن آيات التوكل في القرآن دائمًا ما يأتي معها استعراض لقدرة وعظمة ربنا في الكون، كأن المعنى: "إذا كان هذا وكيلك كيف توكل غيره وهو الذي يعرض عليك؟".
جدد عقد التوكل مع ربنا
لكنه شدد على أن "عقد التوكل لا بد أن يتجدد يوميًا أو أسبوعيًا وألا تنساه.. يحتاج إلى تذكير.. كان النبي صلى الله عليه وسلم يردده 7 مرات في أذكار الصباح كل يوم".
وبين خالد كيف أن سيدنا موسى عليه السلام تغلب على الخوف بالتوكل على الله. فالقرآن يقول حكاية عنه: " كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ"، مما اعتبره تدريبًا ربانيًا على الانتقال التدريجي من الخوف إلى التوكل.
من الخوف إلى قمة التوكل
وروى أن هناك ثلاث مواقف لموسى نقلته من الخوف إلى قمة التوكل عندما سلم الأمر لله عندما لاحقه فرعون وجيشه، إذ لم يقل اطمئنوا سيشق الله البحر الآن، لأنه لم يكن يدري أن ربنا سيختار هذه الوسيلة لنجاتهم، فقط هو متأكد أنه لن يتركه، لذلك لم يحدد طريقة فقط قال " إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ"، أنا واثق ومسلم وسيلة بأن النجاة من عنده.
غموض القدر وتركيبة الحياة
وأوضح خالد أن الحياة مبنية على الغموض، وأن غموض القدر جزء أساسي في تركيبة الحياة، حتى تختار الخوف أم الأمل، مبينًا أن مفاتيح الغيب خمسة لا يعلمها إلا الله وحده.. جمعها ربنا في آية واحدة في ختام سورة لقمان " وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ".
وذكر أن قدر الإنسان مكون من 5 أشياء غيبية لا يعلمها إلا الله وحده، وهي:
" إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ"، لا أحد يعمل يوم القيامة.
" وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ"، الغيث ليس فقط المطر، الغيث هنا مادي ومعنوي.. ما سيحصل من متغيرات في الأرض تغير كل مقدرات وأرزاق البشر نتيجة نزول المطر.
"وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ"، لا أحد يعلم أيكون شقيًا أم سعيدًا؟.. لونه وجيناته وطوله وعرضه عندما يكبر، ولون عينه ولون شعره.. "هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ".
"وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا"، لا يعلم ماذا سيكسب من مال في المستقبل.
الخامسة والأخيرة "وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ"، متى وأين؟
وخلص خالد إلى أن المعنى: "كل مقدراتكم الكبرى بيد الله وحده.. يا عبادي هذا قدركم بين يدي وحدي.. توكل أم خوف وتوتر وقلق؟.. أنت من سيختار".
وقال إنه كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل منها"، وكان من دعائه أيضًا: "اللهم احفظني بعينك التي لا تنام"، و"اللهم بك آمنت ولك أسلمت وعليك توكلت وأنا بك وإليك".
وأكد خالد أن "الحياة مليئة بالأشياء الغامضة في المستقبل.. الرزق – الحب – السعادة – الصحة والمرض – الموت وموعده وأين ومتى... كلها غيب وغموض".
6 محطات ومفارق طرق كلها غموض
وأشار إلى أن كل شخص يمر في حياته بـ 6 محطات ومفارق طرق كلها غموض، هي:
مرحلة الدراسة.. ماذا سأدرس وأين؟
مرحلة العمل.. هل سأجد عملًا وما حجم الراتب والمستقبل؟
مرحلة اختيار شريك الحياة.. من سأتزوج وهل سأكون سعيدًا؟
مرحلة تأخر الرزق.. متى يأتي المال؟
مرحلة مفارق الطرق في سن الأربعين.. في أي طريق سأتجه.. وكيف ستكون حياتي؟
مرحلة مستقبل الأولاد.. أملي وحلم حياتي.. كيف يكون مستقبلهم؟
وقال خالد إن كل مرحلة غموضها مختلف عما قبلها، لكن كلها تشترك في الخوف والتوتر والقلق من غموض المستقبل.. غموض القدر.
وأكد أن "كل هذا يضع ضغطًا نفسيًا شديدًا على الإنسان وصفه الله بقوله "إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا* إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا* وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا* إِلَّا الْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ".
واعتبر خالد أن "غموض القدر هو سر كل إبداع ونجاح واكتشاف في الحياة، لأن الإنسان لديه فضول، وشغف أنه يكتشف ما هو قادم، حتى يكتشف أن قدر ربنا كله خير، " وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ".
وبين أن التعامل نفسيًا وعقليًا مع هذا الغموض يكون من خلال التوكل والإحسان، مما يؤدي إلى حل مشكلة غموض القدر.
قاعدة اليوم:واختتم خالد بذكر القاعدة الثامنة، وهي: غموض القدر يضعك بين اختيارين لا ثالث لهما.. إما أن تستسلم لخوفك من المستقبل.. أو تقوم بتفعيل التوكل والإحسان حتى يتلاشى الخوف أو يصبح في الحد الأدنى الذي تستطيع أن تتحمله".
شاهد الحلقة:
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ع ل ى الل من الخوف خالد أن
إقرأ أيضاً:
هل تأخير الصلاة لانتظار الجماعة أفضل من أدائها منفردا في وقتها؟.. الإفتاء ترد
أكدت دار الإفتاء المصرية، أن مراعاة صلاة الجماعة والحرص عليها في أول الوقت أعظمُ في تحصيل الثواب والأجر من صلاتها جماعة في آخر الوقت أو منفردًا في أوله، مشيرة إلى أنه إن تعذرت الجماعة في أول الوقت فالمستحب للمنفرد والأكثر ثوابًا له أن يبادر بالصلاة في أوَّلِ الوقتِ إبراءً لذمته.
وأضافت دار الإفتاء عبر موقعها الإلكتروني فإن تيسر له حضور الجماعة بعد ذلك استُحب له ألَّا يفوِّتها، اغتنامًا لفضلها، وتحصيلًا لعظيم ثوابها، فإن شق عليه الجمع بين الأمرين فله أن يختار أيَّهما شاء وما يناسب حاله، ولا إثم عليه في ذلك ولا حرج.
بيان فضل أداء الصلاة في أول وقتهاوأشارت الإفتاء إلى أن الشرع الحنيف رغَّب في الإسراع والمبادرة لأداء العبادات والطاعات عامَّةً، ومنها: الصلاة على أول وقتها، فقال عَزَّ وَجَلَّ: ﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾ [البقرة: 148]، وقال تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: 133].
وذكرت الإفتاء أقوال الفقهاء حول أفضلية أداء الصلاة في وقتها ومنهم ما قاله الإمام فخر الدين الرَّازِي في "مفاتيح الغيب" (4/ 115، ط. دار إحياء التراث العربي) عند تفسير هذه الآيات: [والمعنى: وسارعوا إلى ما يوجب المغفرة، ولا شك أن الصلاة كذلك، فكانت المسارعة بها مأمورة] اهـ.
واستشهدت الإفتاء بأن أفضلية أول الوقت ظاهرة من حَثِّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أداء الصلاة فيه، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: «الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا» متفق عليه.
وأفادت الدار بما في رواية عنه رضي الله عنه: «الصَّلَاةُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا» أخرجها الأئمة: ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وقال: صحيحٌ على شرط الشيخين. وقد روي هذا اللفظ أيضًا من حديث أم فَرْوَة رضي الله عنها. أخرجه الإمامان: أبو داود والطبراني. كما روي عنها بلفظ: «الصَّلَاةُ لِأَوَّلِ وَقْتِهَا» أخرجه الأئمة: أحمد والترمذي والحاكم.
وهذه الألفاظ كلُّها متقاربةُ المعنى متحدةُ المفهوم من أن الصلاة على أول وقتها يُعد من أحب الأعمال إلى الله عَزَّ وَجَلَّ وأَجَلِّهَا، وأكثرها ثوابًا وقُربةً، كما في "فتح الباري" للإمام الحافظ زين الدين بن رجب (4/ 207-209، ط. دار الحرمين)، و"مرقاة المفاتيح" للمُلَّا عليٍّ القَارِي (2/ 310، ط. دار الفكر)، و"ذلك لأن صيغةَ "أَحَبُّ" تقتضي المشارَكة في الاستحباب، فيحترز به عن آخِر الوقت"، كما قال الإمام سراج الدين ابن المُلَقِّن في "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" (6/ 130، ط. دار النوادر).
كما أن الصلاة في أول الوقت رضوان الله، وفي وسطه رحمة الله، وفي آخره عفو الله، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْوَقْتُ الْأَوَّلُ مِنَ الصَّلَاةِ رِضْوَانُ اللهِ، وَالْوَقْتُ الْآخِرُ عَفْوُ اللهِ» أخرجه الإمامان: الترمذي والدار قطني.
قال الإمام شرف الدين الطِّيبِي في "شرحه على مشكاة المصابيح" (3/ 890، ط. مكتبة نزار الباز): [قوله: «مِنَ الصَّلَاةِ» بيان للوقت، و«رِضْوَانُ اللهِ» خبر، إمَّا بحذف المضاف أي: الوقت الأوَّلُ سببٌ لرضوان الله، أو على المبالغةِ، وأن الوقت الأول عَينُ رضى الله كقولك: رجلٌ صَوْم، ورجلٌ عَدْل "حس": قال الشافعي: «رِضْوَانُ اللهِ» إنما يكون للمحسنين، والعفو يشبه أن يكون عن المقصرين] اهـ. والمقصود بـ"حس": كتاب "شرح السنة" للإمام أبي الحسين البَغَوِي.
ويروى عن سيدنا أمير المؤمنين أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه لَمَّا سمع هذا الحديث قال: "رِضْوَانُ اللهِ أَحَبُّ إلَيْنَا مِنْ عَفْوِهِ"، كما ذَكر الإمام الحافظ ابن حَجَرٍ العَسْقَلَانِي في "التلخيص الحبير" (1/ 460، ط. دار الكتب العلمية)، ذلك أن الرضوانَ أكبرُ الثواب؛ لقول الله تعالى: ﴿وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 72].