احتفلت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 15 من مارس الجاري باليوم العالمي لمكافحة كراهية الإسلام، إثر القرار رقم 76/254 الذي اعتمدته الأمم المتحدة يوم 15 من مارس 2022م باعتماد يوم عالمي لمكافحة كراهية الإسلام. وتأتي هذه الخطوة لمحاولة الحد من الرُهاب تجاه الإسلام والمسلمين. «يُعرّف رُهاب الإسلام بأنه الخوف والكراهية الموجهة ضد الإسلام كقوة سياسية تحديدا والتحامل والتمييز ضد المسلمين حسب قاموس أكسفورد الإنجليزي والمنشور في موقع (ويكيبيديا)».

لقي القرار ترحيبا من الدول الإسلامية واعتراضا من بعض الدول التي تشهد بين فترة وأخرى ممارسات وتضييقا على حريات المسلمين، وللأسف الشديد فقد صوتت بعض الدول الغربية ضد القرار مع أنها تتشدق بحرية الرأي والتعبير وحقوق الإنسان. وقد نشر الكاتب والدبلوماسي اليمني عزالدين سعيد الأصبحي على صفحته في منصة (X) يقول: «أمس أظهرت الدول الأوروبية موقفا عجيبا، يعزز من عنصريتها تجاه كل ما هو إسلامي أو عربي. وذلك برفضها تأييد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخاص بـ«تدابير مكافحة كراهية الإسلام (الإسلاموفوبيا) ويدين القرار أي دعوة إلى الكراهية الدينية والتحريض على التمييز أو العداوة أو العنف ضد المسلمين. صدر القرار بأغلبية 115 دولة، ليس بينها معظم دول أوروبا. عجيب رفض أوروبا التصدي للكراهية الدينية ورفضها لأي موقف يوقف العداوة أو العنف ضد المسلمين. أين ما تعلمناه عن موقف أوروبا الإنساني المتجاوز لروح العنصرية والمؤيد للقبول بالآخر؟ أين؟».

لقد أظهر الساسة في الغرب حقيقة أفعالهم بعد الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون منذ خمسة وسبعين عاما وإلى الآن، فقد قلبوا ظهر المجن لكل القيم الإنسانية والحقوق والتشريعات والأنظمة، في المقابل يقوم الأحرار في الغرب بالتظاهر لإيقاف حمام الدم وإزهاق الأرواح في غزة، بل هناك من دفع ثمن تضامنه مع غزة مثل المهندس العسكري الأمريكي (آرون بوشنيل) الذي أحرق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن يوم الرابع والعشرين من فبراير الماضي للاحتجاج على مواصلة الإبادة الجماعية بحق سكان غزة. نكتب ذلك لكيلا ننسى أصحاب القيم الإنسانية والمؤمنين بالعدالة والحرية ومواقفهم تجاه القضية الفلسطينية. وبما أننا في سياق ذكر المواقف الحميدة تجاه تحسين صورة العرب والمسلمين في الغرب، فقد سبقت إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة المذكور، محاولات أدبية وسينمائية نذكر منها فيلم (السيد إبراهيم وأزهار القرآن) للمخرج الفرنسي فرانسوا دوبيرون (1950-2016) الذي أنتج في عام 2003م، وقام ببطولته الممثل المصري عمر الشريف (1932-2015)، والفيلم مقتبس بالعنوان نفسه من رواية الكاتب الفرنسي البلجيكي إريك إيمانويل شميت (64 عاما). يحكي الفيلم قصة تعود إلى الخمسينيات من القرن الماضي لرجل تركي مسلم اسمه إبراهيم (قام بدوره عمر الشريف) يمتلك دكانا في باريس، يأتيه صبي يهودي اسمه موسى (قام بدوره الممثل الفرنسي بيير بوولنجر)، يشتري حاجياته من المحل ثم يسرق شوكولاته، وكان صاحب المحل يعرف ذلك. وفي إحدى المرات نسي الصبي أن يسرق الشوكولاته فذكّره البائع إبراهيم بأن يأخذها، بعدها توطدت علاقة الصبي بالرجل التركي المسن الذي راح يحدثه عن القرآن كمصدر أخلاقي، وقد أخذ إبراهيمُ المسنُ الصبيَّ معه في جولة في تركيا، حيث توفي إبراهيم هناك، بعد أن عرّف موسى على المساجد وحلقات الدرس والجلسات الصوفية، فاقترب الصبي من روح الإسلام. بعدها عاد موسى إلى باريس وورث الدكان ووجد فيه نسخة من القرآن.

يحاول الفيلم تقديم صورة مغايرة عن الصورة المضللة التي روجتها بعض المؤسسات الممولة من قبل اليمين المتطرف، وساهمت في ترسيخها بعض أفعال المتطرفين المسلمين المخالفين لتعاليم الإسلام وروحه السمحة. لذلك يقاوم المسلمون في الغرب المتطرفين من كلا الجهتين، وقد نجح البعض في إقناع المجتمعات الغربية بتقبل المسلمين ومناسباتهم الدينية، وقد شهدت مؤخرا بعض المدن الأوروبية أجواء احتفالية بمناسبة شهر رمضان عبر لوحات ضوئية ترحيبية بالشهر المبارك، بالإضافة إلى مصابيح للزينة عٌلّقت في شوارع لندن وفرانكفورت وكولن، وهي احتفالية رمضانية تقام للمرة الأولى في المدن المذكورة.

إن التدابير التشريعية التي تتخذها المنظمات الدولية لحماية الإسلام والمسلمين لا تكافح الرُهاب من الإسلام فحسب، بل تجفف منابع الإرهاب التي تمولها بعض الجهات المستفيدة من تجارة السلاح وتدمير الشعوب والمؤسسات المدنية، فقانون مكافحة كراهية الإسلام يُشعر المسلمين في العالم بالطمأنينة والانتماء إلى المجتمع الدولي الذي يُحاول ترميم ذاته، ولن يتحقق له ذلك، إلا بحماية الفلسطينيين أيضا من آلة القتل الصهيونية.

محمد الشحري كاتب وروائي عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: کراهیة الإسلام فی الغرب

إقرأ أيضاً:

فى ذكرى ميلاده.. قصة اعتناق عباس فارس الصوفية

يوافق اليوم، الثلاثاء 22 أبريل، ذكرى ميلاد الفنان عباس فارس، الذي ولد بمثل هذا اليوم عام 1902، ورحل عن عالمنا في 13 فبراير 1978، عن عمر ناهز 75 عامًا.

مسيرة عباس فارس الفنية 

اشتهر عباس فارس بصوته الأجش الذي ميزه عن غيره من فناني جيله.

ولد الفنان الراحل عباس فارس في القاهرة في حي المغربلين.

في عيد ميلاده.. أهم محطات طارق التلمساني الفنيةتكريم سميرة أحمد ومحمود حميدة ورشوان توفيق في مؤتمر ماسبيرو للدراما| صور

اشترك عباس فارس في فرقة جورج أبيض وعمره 15 عاما، حتى أنه جسد شخصية هاملت وعطيل وهو فى هذه السن الصغيرة لينتقل بعد ذلك إلى فرقة الريحاني، حيث تنقل منها الى المجال السينمائي حتي أصبح القاسم المشترك في الأعمال السينمائية في فترة الثلاثينيات إلى الستينات من القرن الماضي، حيث كانت بدايته في المجال السينمائي عام 1929 من خلال اشتراكه في فيلم “بنت الليل”. 

كما شارك في العديد من الأعمال التاريخية والدينية منها فيلم واسلاماه والعزيمة والبؤساء والعيش والملح وليلة غرام.

حياة عباس فارس

اعتنق الصوفية في شبابه المبكر وكان متدينا، وفي بداية حياته سافر إلى العاصمة البريطانية ومكث بها 6 أشهر، وتعرف هناك على فتاة إنجليزية أعجب بها وهام بجمالها وبادلته هي أيضا نفس المشاعر، وعندما صارحها بحبه وبرغبته في الزواج بها وافقت فورا إلا أنه اشترط عليها أن تعتنق الإسلام أولا فوافقت علي شرطه واعتنقت الإسلام وعاد بها إلى مصر وأخذ يعلمها أصول ومبادئ الإسلام، حيث وجد منها تجاوبا وتواصلا كبيرين وعاش معها في سعادة واستقرار وأنجبت له ابنه جمال فارس، ولكنها رحلت بعد رحلة مع المرض.

حزن عليها كثيرا وشعر أن الحياة أصبحت كئيبة مظلمة حتي تزوج من شقيقتها الإنجليزية ليقوم بإقناعها باعتناق الإسلام ووافقت أيضا وظلت معه يعلمها كل أصول الإسلام، وأنجبت له ابنه الثاني “إسلام”.

وظلت معه في رحلة زوجية سادها الاستقرار والتقدير، إلى أن رحل الفنان عباس فارس في شهر فبراير عام 1978.

مقالات مشابهة

  • الجبهة الوطنية: مصر استكملت تحرير سيناء من الاحتلال والإرهاب بمشروعات التنمية
  • حمّامات الثلج تحمي العضلات وتقوّي المناعة
  • فقيهي وشاولي يزفان إبراهيم
  • تناولها على معدة فارغة.. فاكهة سحرية تحمي من السرطان وأمراض أخرى مُزمنة
  • وزير الاقتصاد والصناعة يصدر قراراً بتشكيل ثلاث إدارات عامة ضمن الوزارة بدل الوزارات التي كانت قائمة قبل الدمج
  • مرصد الأزهر يرحب بإطلاق صندوق مكافحة الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا
  • كيف تحمي نفسك من الإصابة بالأزمة القلبية المفاجئة؟
  • مع ارتفاع درجات الحرارة.. كيف تحمي نفسك من الإصابة بضربات الشمس؟
  • فى ذكرى ميلاده.. قصة اعتناق عباس فارس الصوفية
  • تنظيم القاعدة يتبنى الهجمات التي استهدفت جيش بنين