رمضان شهر الخير والعطاء المتدفق وهو محطة مهمة في مسيرتنا التاريخية والدينية الذي شهد تحولات جمة كانت لها الأثر الإيجابي منذ بزوغ نور الإسلام إلى اليوم والذي تستمر فضائله على المستوى الفردي والاجتماعي ولا تتوقف معها عطاياه.
ولأن الناس أحوج أن تكون أقرب إلى بعضها خلال هذا الشهر بالذات الذي يظهر فيه المزيد من التكاتف والتضحيات والرحمة لإدخال البهجة والسرور على بعض الأسر التي وقع فيها الأب أو الأم في معضلة عدم القدرة على الإيفاء بالديون المالية التي ترتبت عليه وانتهى مطافه في أحد السجون مما يجعل الأسرة تعيش في حالة من الكآبة تخيم على كل فرد فيها وتجعل مستقبلها مظلما في غياب الأب أو الأم عنها.
ولأن هذه المعاناة الإنسانية التي لا يشعر بها البعض أو يستصغر حدثها، تحتاج منا جميعا كأفراد ومجتمع أن نتنبه لها وأن نسهم بما يمكن من جهد ومال في إخراج أهلنا من غياهب السجون وإعادتهم إلى منازلهم معززين مكرمين.
فالإنسانية أكبر من أن يعيش مواطن أو مواطنة بعيدين عن أبنائهما الذين لا يدري أحد إن كانوا يملكون قوت يومهم، بسبب بعض المطالب المالية البسيطة.
ومع المبادرة التي أطلقتها جمعية المحامين العمانية تحت عنوان «فك كربة» في عام 2012م، والتي لاح معها بصيص أمل في مد يد العون والمساندة لهذه الفئة من المجتمع من خلال إنهاء معاناتهم الإنسانية التي تسبب لهم ألما نفسيا واجتماعيا، استطاعت بجهود المخلصين من مئات المحامين وآلاف المتبرعين أن تسهم هذه المبادرة منذ ذلك العام وحتى عام 2023 في الإفراج عن 5890 سجينا وسجينة وكتب لهم أن يعودوا إلى بيوتهم وأبنائهم وهم يحملون درسا تعلموه من الحياة.
مبادرة فك كربة التي تدخل نسختها الحادية عشرة هذا العام وتشرف عليها وزارة التنمية الاجتماعية، تستهدف الإفراج عن 960 سجينا؛ حيث تم الإفراج عن 30 سجينا منذ انطلاقتها فعليا والباقي في الطريق طوال الشهر الفضيل،
وقد ركزت على أصحاب المديونيات الصغيرة التي لا تتجاوز 2000 ريال عماني.
هذه المبادرة تحتاج إلى توسعة نشاطها في مسارين وهذه مسؤولية المجتمع ورجال الأعمال بالذات والشركات الكبيرة خاصة والميسورين، وأصحاب الأيادي البيضاء والجمعيات الخيرية، على أن تقام كل عام عبر نفس القائمين عليها في المحافظات حتى يكون التفاعل أكثر والقدرة على تغطية أكبر عدد من المحتاجين.
والأمر الآخر يتجسد في حث المستهدفين بالتبرع على توسيع المساعدة، ورفع سقف فئات السجناء إلى أكثر من مطالبات 2000 ريال، على أن يتم توسعة المشمولين بإنهاء القضايا إلى أكثر من هذا المبلغ.
وعلينا أن نبحث في فكرة إنشاء صندوق لهم تحت إشراف وزارة التنمية الاجتماعية لديمومة هذا المشروع المهم.
ما أحوجنا أن يشاركنا 1000 من هذه الفئة فرحة العيد سنويا ويكونوا بيننا أحرارًا طلقاء، لترسيخ هذا العمل الإنساني ليلامس ضمير كل حي ويكبر مع أجيالنا كسمة في المجتمع.
سالم الجهوري كاتب صحفي عماني
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
نجل الداعية محمد حسان يغادر قسم الشرطة بعد الإفراج عنه من قضية المخدرات
غادر خالد نجل الداعية السلفي محمد حسان قسم شرطة أول أكتوبر، بعد إنهاء الإجراءات القانونية اللازمة الخاصة بالإفراج عنه، وإخلاء سبيله على ذمة القضية التي اتُهم فيها بحيازة مواد مخدرة وسلاح أبيض وقيادة سيارة دون ترخيص.
نجل الداعية محمد حسان يغادر قسم الشرطة بعد الإفراج عنه من قضية المخدراتوكانت الدائرة 25 جنايات الجيزة، قضت بإخلاء سبيل خالد محمد حسان نجل الداعية محمد حسان، من تهم حيازة المخدرات بقصد الاتجار والتعاطي.
وكان دفاع المتهم، قدم مقطع فيديو يتضمن لحظة القبض على موكله بدون حيازة مواد مخدرة وبطريقة غير قانونية، معتبرا بطلان في عملية الضبط والتفتيش، مشيرًا إلى وجود تناقض بين أقوال مأمور الضبط القضائي وأقواله في التحقيقات، بالإضافة إلى كيدية الاتهام، وأن الدليل الفني لا يتطابق مع الدليل القولي، كما أشار إلى ظهور دلائل جديدة تدعم براءة موكله.
ومن بين الأدلة التي تم تقديمها من الدفاع، عرض مقطع فيديو أمام المحكمة يظهر لحظة القبض على خالد حسان، حيث أظهر الفيديو عدم وجود كمين شرطي كما كان قد ورد في أقوال مأمور الضبط.
كما أشار الدفاع إلى تناقض أقوال مأمور الضبط حول مكان العثور على المواد المخدرة، مشيرا الى العينة المأخوذة من خالد حسان لم تُظهر تعاطيه للمخدرات، مشددًا على أنه لم يتم عرضه على الطب الشرعي أو إجراء تحليل مخدرات، كما أشار الدفاع إلى خلافات سابقة بين موكله ومأمور الضبط، مما يزيد من الشكوك حول مصداقية التحقيقات.
تعود تفاصيل الواقعة بتلقى اللواء محمد الشرقاوي، مدير مباحث الجيزة، إخطارًا من اللواء هاني شعراوي، مدير المباحث الجنائية، يفيد باشتباه إحدى الدوريات الأمنية في سيارة حديثة يقودها شاب يُدعى "خ. م"، يبلغ من العمر 26 عامًا، ويعمل مديرًا لإدارة التسويق بإحدى القنوات التليفزيونية، وذلك أثناء سيره في أحد شوارع مدينة 6 أكتوبر.
ووجهت النيابة العامة، المتهم بالمضبوطات وبمحضر الشرطة، وقد أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات في اتهامه بحيازة وتعاطي المواد المخدرة وأيضًا حيازة سلاح أبيض، وعقب ذلك تم نقله في سيارة الترحيلات إلى قسم الشرطة.
وكشفت التحقيقات، أنه تم عمل فحص للهاتف المحمول الخاص بالمتهم وتبين قيامه بالتواصل من خلال محادثة مع تاجر مواد مخدرة، وكشف الفحص عن تواجد صورة له وهو يحمل سلاحًا ناريًا عبارة عن بندقية خرطوش.
واستمرت التحقيقات مع نجل الشيخ ما يقرب من 14 ساعة، وتبين أنه يعمل مديرًا للتسويق بإحدى القنوات الفضائية، وتبين من التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة أن المتهم كان يجلس داخل سيارته بمنطقة 6 أكتوبر، في أحد الشوارع، وبالتزامن مع ذلك كانت دورة أمنية تقوم بمتابعة الحالة الأمنية في المنطقة، فانتابت هذه القوة حالة من الشك.
وتوجهت القوة الأمنية إلى السيارة وترجل رجال الشرطة وقاموا بإيقاف المتهم وبفحص بطاقته تبين أنه مدير تسويق بقناة فضائية ونجل داعية، ثم قاموا بتفتيش السيارة وعثروا بداخلها على 4 قطع من الحشيش وسلاح أبيض تفوح منه رائحة الحشيش المخدر، أقر أنه كان يقوم بتقطيع الحشيش بها، فيما عثروا أيضًا على 4 أقراص مخدرة.