حسام موافي: الإسراع في المشي قبل الصلاة يؤثر على سريان الدم بالدماغ
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
أكد الدكتور حسام موافي، استاذ طب الحالات الحرجة بالقصر العيني، أن الإعجاز الرباني لا يوجد في القرآن فقط، ولكن جاء أيضًا في السنة النبوية عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأضاف حسام موافي خلال تقديمه برنامج «رب زدني علما» المذاع على قناة صدى البلد، أنه لا يجب الإسراع قبل الصلاة والدخول فيها مباشرة لأن ذلك يؤثر على سريان الدم في الدماغ.
واستشهد الدكتور حسام موافي، في هذا الشأن؛ بحديث عن أبو هريرة أن الرسولَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «إذا نوديَ بالصَّلاةِ فلا تَأْتُوها تَسعَوْن؛ ولكِنِ امْشُوا مَشيًا؛ عليكمُ السكينةُ، فما أَدرَكتُم فصَلُّوا، وما سبَقَكم فاقْضُوا».
ولفت حسام موافي، إلى أن هذه الحديث الشريف لا يتعارض مع قول الله تعالى في كتابه العزيز، بقوله: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ».
وأردف في تعليقه: المصلي عندما يسرع إلى صلاة الجمعة فإنه يسرع في الخطى لأنه سوف يجلس في المسجد ليس ليدخل الصلاة مباشرة، وهذا الفارق بين ما جاء في كتاب الله وبين ما تم نقله عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الدكتور حسام موافي القصر العيني حسام موافی
إقرأ أيضاً:
وصايا الرسول.. حقوق المسلم على أخيه
في حديث نبوي شريف، يبين النبي صلى الله عليه وسلم الحقوق المتبادلة بين المسلمين، ويوضح كيف ينبغي أن تكون علاقاتهم قائمة على الرحمة، والمودة، والتعاون.
هذا الحديث الذي ورد في جامع الترمذي هو مرشد سلوكي يحدد حقوق المسلم على أخيه المسلم، مؤكداً على أهمية الأخوة الإسلامية في بناء مجتمع متماسك وقوي. يعدد الحديث ستة حقوق، تبرز في مظاهر الحياة اليومية وتُظهر كيف أن الإسلام لا يهتم فقط بالعبادات الكبرى، بل أيضًا بالعلاقات الإنسانية البسيطة التي تعكس روح التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع.
نص الحديث
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لِلمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ: يُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ، وَيُجِيبُهُ إِذَا دَعَاهُ، وَيُشَمِّتُهُ إِذَا عَطَسَ، وَيَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ، وَيَتْبَعُ جَنَازَتَهُ إِذَا مَاتَ، وَيُحِبُّ لَهُ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ". (رواه الترمذي)
أولى الحقوق التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم هي "التسليم" عندما يلتقي المسلم بأخيه. السلام ليس مجرد كلمات، بل هو تعبير عن السلامة والمحبة والود. عندما يقول المسلم "السلام عليكم"، فهو يرسل رسالة بالسلام إلى أخيه المسلم، ويحقق نوعًا من الألفة والطمأنينة بين الجميع. هذه التحية لا تقتصر على اللقاءات الكبيرة فقط، بل تمتد لتشمل حتى اللقاءات العابرة في الشوارع أو الأماكن العامة، مما يعزز التواصل الإنساني والإسلامي بين أفراد المجتمع.
ثاني حقوق المسلم على المسلم هو إجابة الدعوة. إذا دعا المسلم أخاه إلى أمر ما، سواء كان دعوة لتناول الطعام أو لحضور مناسبة، فيجب عليه الاستجابة إن لم يكن هناك مانع. الاستجابة للدعوة تظهر روح التعاون والمشاركة بين المسلمين، وتقوي أواصر العلاقة بينهم.
في هذا الحديث، يذكر النبي صلى الله عليه وسلم التشميت عندما يعطس المسلم، وذلك بقول: "يَرْحَمُكَ اللَّهُ". التشميت ليس فقط تعبيرًا عن اللطف، بل هو سنة تؤدي إلى تقوية الرابط الاجتماعي بين المسلمين، وتُظهر التعاطف والرغبة في سلامة الشخص الآخر. كما أن العطاس يعتبر فرصة لطيفة لإظهار الاهتمام بالآخرين ودعوتهم للمغفرة.
من الحقوق الأساسية التي يعززها الحديث، زيارة المريض. عندما يمرض مسلم، يجب على أخيه المسلم أن يزوره ويعزيه. هذه الزيارة ليست مجرد واجب اجتماعي، بل هي عمل تعبدي يعزز الرحمة والرغبة في التخفيف عن الآخر. زيارة المريض في الإسلام تمثل دعمًا معنويًا له وتضامنًا مع آلامه. كما أن زيارة المريض تقوي الروابط الإنسانية بين الأفراد وتذكرنا بأننا جميعًا في حاجة إلى العون والرعاية في الأوقات الصعبة.
حق آخر ذكره الحديث هو اتباع الجنازة. عندما يتوفى شخص من المسلمين، ينبغي على المسلمين أن يشاركوا في جنازته، وذلك ضمن إطار الاحترام المتبادل وحسن التقدير للموتى. اتباع الجنازة ليس مجرد تكريم للميت، بل هو أيضًا تذكير لنا جميعًا بضرورة الاستعداد للآخرة والتأمل في حقيقة الحياة والموت. هذه الممارسة تعزز شعور التضامن بين المسلمين وتذكرهم بأهمية الحياة الأخروية.
أخيرًا، من أعظم الحقوق التي أكد عليها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث هو أن يحب المسلم لأخيه ما يحب لنفسه. هذه المقولة تتجاوز الأفعال الملموسة إلى عمق العلاقات الإنسانية في الإسلام. إن محبة الخير للآخرين هي أساس الأخوة في الإسلام، وهي التي تضمن تبادل المحبة والاحترام بين الناس. المسلم الذي يحب لأخيه ما يحب لنفسه يعكس بذلك روح التكافل الاجتماعي والتعاون في كل نواحي الحياة.
إن حديث "لِلمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ" يقدم لنا قاعدة ذهبية لبناء مجتمع إسلامي مترابط، يتمتع أفراده بالتعاون والمحبة. لا تقتصر هذه الحقوق على التفاعل الاجتماعي فقط، بل هي جزء من منظومة متكاملة تهدف إلى تعزيز الروابط الإنسانية في ظل الإيمان بالله ورسوله. هذه الحقوق تُعلمنا أن الإسلام لا يقتصر على العبادة الفردية فقط، بل يمتد إلى كيفية تعامل المسلم مع أخيه المسلم في حياته اليومية.
من خلال هذا الحديث، يمكننا أن نتعلم كيفية بناء علاقات أخوية قائمة على الاحترام والمودة. إذ يجب أن نسعى جاهدين لتطبيق هذه الحقوق في حياتنا اليومية، بدءًا من السلام عند اللقاء، وصولًا إلى محبة الخير للآخرين كما نحبه لأنفسنا. هذه المبادئ يمكن أن تُحدث تغييرًا إيجابيًا في المجتمع، حيث تساهم في تقوية الروابط بين المسلمين، وتقلل من التوترات والخلافات التي قد تنشأ في المجتمعات.
حديث "لِلمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ" هو تذكير دائم بضرورة تعزيز الروابط الإنسانية في إطار الدين، وتطبيق هذه المبادئ في حياتنا اليومية. إذا تمسكنا بهذه الحقوق وعشنا بها، فإننا نساهم في بناء مجتمع مسلم قوي ومتماسك، قادر على مواجهة التحديات بروح التعاون والمحبة. فلنحرص على أن نكون دائمًا مصدر خير لأخينا المسلم في كل وقت وحين، ولنجعل من هذا الحديث نبراسًا يهتدي به الجميع في تعاملاتهم مع بعضهم البعض.