بوابة الفجر:
2025-03-31@09:52:49 GMT

حكم الاحتفال بعيد الأم

تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT

في الإسلام، لا يوجد عيد مخصص للاحتفال بالأمهات مثل عيد الأم في بعض الثقافات الأخرى. ومع ذلك، فإن التقدير والاحترام للأمهات واجب ديني عظيم في الإسلام.

يعلم الإسلام قيمة الأم وأهمية دورها في تربية الأطفال والحفاظ على الأسرة. يُوصى ببر الوالدين وإكرامهما في القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى في السورة الإسراء (الآية 23): "وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا".

وبهذا، يُعتبر احترام وتكريم الأمهات واجبًا دينيًا في الإسلام طوال العام، وليس مقتصرًا على يوم معين. يُشجع المسلمون على التعبير عن حبهم وامتنانهم لأمهاتهم ورعايتهم ودعمهم لهن في جميع الأوقات.

ومن العادات الجميلة في الإسلام، يتعلم المسلمون أن يكونوا مُطيعين ومُحسنين لأمهاتهم، وأن يفضلوا اسمهن ويراعوا مشاعرهن، ويعملوا على تسهيل حياتهن ومساعدتهن فيما يستطيعون.

إذا كنت ترغب في تكريم أمك في إطار الإسلام، يُوصى بأن تبدي لها الاحترام والتقدير طوال العام، وأن تتعامل معها بلطف ورعاية، وأن تكون لها عونًا في كل ما تحتاجه.

 عيد الأم من مظاهر تكريم الأم ولا يوجد في الشرع ما يمنع من أن تكون هناك مناسبة لذلك يعبر فيها الأبناء عن برهم بأمهاتهم؛ فإن هذا أمر تنظيمي لا حرج فيه، ومن أكثر الأسئلة المنتشرة بين الناس هل يجوز الاحتفال بعيد الأم؟ حيث يحرم المتشددون الاحتفال بعيد الأم دون سند شرعي، بينما تؤكد المؤسسات الدينية  أنه جائز شرعًا.

وجود الأم على قيد الحياة رحمة لأبنائها فهي مصدر الرحمة وفضل كبير من الله على هذه الأسرة التي يوجد فيها الأم لأن الجنة تحت قدميها، وعلى الأبناء أن يبروا بها ويوفروا لها كل سبل الراحة وطاعتها إذا أرادوا أن تمتد هذه الرحمة حتى بعد وفاتها.


حكم الاحتفال بعيد الأم

والاحتفال بـ "يوم الأم" أمرٌ جائزٌ شرعًا ولا حرج فيه، بل هو مظهرٌ من مظاهر البر والإحسان المأمور بهما شرعًا على مدار الوقت؛ قال تعالى: «وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ» [لقمان: 14]، ولا يوجد في الشرع ما يمنع من أن تكون هناك مناسبة يعبر فيها الأبناء عن برهم بأمهاتهم؛ فهذا أمرٌ تنظيميٌّ لا علاقة له بمسألة البدعة التي يدندن حولها كثير من الناس؛ فالبدعة المردودة هي ما أُحدث على خلاف الشرع؛ كما يتضح هذا جليًّا في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» متفق عليه، أما ما شهد الشرع لأصله فإنه لا يكون مردودًا، ولا إثم على فاعله.


هل الاحتفال بعيد الأم بدعة؟


قالت دار الإفتاء، إن من مظاهر تكريم الأم الاحتفاء بها وحسن برها والإحسان إليها، مؤكدة أنه لا يوجد في الشرع ما يمنع من أن تكون هناك مناسبة لذلك يعبر فيها الأبناء عن برهم بأمهاتهم؛ فإن هذا أمر تنظيمي لا حرج فيه.وأضافت الإفتاء في فتوى لها، أن الاحتفال بالأم لا صلة له بمسألة البدعة التي يدندن حولها كثير من الناس؛ مشددة على أن البدعة المردودة هي ما أُحدث على خلاف الشرع؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» متفق عليه من حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، ومفهومه أن من أَحدث فيه ما هو منه فهو مقبول غير مردود.


وأكدت أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أقر العرب على احتفالاتهم بذكرياتهم الوطنية وانتصاراتهم القومية التي كانوا يَتَغَنَّوْنَ فيها بمآثر قبائلهم وأيام انتصاراتهم، كما في حديث الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- «أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- دخل عليها وعندها جاريتان تغنيان بغناء يوم بُعاث»، وجاء في السنة «أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- زار قبر أمه السيدة آمنة في أَلْفَيْ مُقَنَّع، فما رُؤِيَ أَكْثَرَ بَاكِيًا مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ». رواه الحاكم وصححه وأصله في مسلم.


وشددت دار الإفتاء، على أن الإسلام جاء بتكريم الإنسان من حيث هو إنسان بِغَضِّ النظر عن نوعه أو جنسه أو لونه فإنه أضاف إلى ذلك تكريمًا آخر يتعلق بالوظائف التي أقامه الله فيها طبقًا للخصائص التي خلـقه الله عليها، فكان من ذلك تكريم الوالدين اللذين جعلهما الله تعالى سببًا في الوجود، وقرن شكرهما بشكره؛ فقال تعالى: «وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ» [لقمان: 14].


وأوضحت: وجعل الأمر بالإحسان إليهما بعد الأمر بعبادته سبحانه وتعالى فقال: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا» [الإسراء: 23]، وكان ذلك لأن الله جعلهما السبب الظاهر في الإيجاد فكانا أعظم مظهر كوني تجلت فيه صفة الخلق، وناهيك بذلك شرفًا على شرف وتكريمًا على تكريم.


وأشارت إلى أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- جعل الأم أولى الناس بحسن الصحبة، بل وجعلها مقدمة على الأب في ذلك؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وآله وسلم- فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبُوكَ» متفق عليه.


ونبهت على الشرع الإسلامي قرر أن العلاقة بين الولد وأمه علاقة عضوية طبيعية؛ فلا تتوقف نسبته إليها على كونها أتت به من نكاح أو سفاح، بل هي أمه على كل حال، بخلاف الأبوة التي لا تثبت إلا من طريق شرعي.


وأفادت بأن الاحتفال بالأم لا يشكل مانعًا شرعيًّا، بل نرى في المشاركة في الاحتفاء بها نشرًا لقيمة البر بالوالدين في عصر أصبح فيه العقوق ظاهرة تبعث على الأسى والأسف، ولنا في رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الأسوة الحسنة؛ حيث كان يحب محاسن الأخلاق ويمدحها.

دعاء رؤية الهلال واستقبال شهر رمضان.. 16 كلمة تفتح لك أبواب الخيرات
فضل شهر رمضان.. وماذا وعد الله الصائمين؟ اغتنموا 22 منحة ربانية


فضل الأم في الإسلام

عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «قال رجل: يا رسول الله، إن لي أما وأبا، وأخا وأختا، وعما وعمة، وخالا وخالة، فأيهم أولى إلي بصلتي؟» فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يد المعطي العليا، وابدأ بمن تعول، أمك وأباك، وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك».

وعن معاوية بن حيدة - رضي الله عنه - قال: «قلت: يا رسول الله»: «من أحق الناس بحسن الصحبة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمك"، قلت: ثم من؟، قال: "أمك " قلت: ثم من؟، قال: " أمك"، قلت: ثم من؟ قال: "ثم أبوك، ثم الأقرب فالأقرب».

وعن المقدام بن معد يكرب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله يوصيكم بأمهاتكم، إن الله يوصيكم بأمهاتكم، إن الله يوصيكم بأمهاتكم، إن الله يوصيكم بآبائكم، إن الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب».

وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: أتى رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إني أذنبت ذنبا كبيرا، فهل لي من توبة؟، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ألك والدان؟ "، قال: لا، قال: " فلك خالة؟ "، قال: نعم، قال: " فبرها إذا». عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الخالة بمنزلة الأم".


حكم بر الوالدين

وأوجب اللهُ تعالى ورسولُهُ صلى الله عليه وآله وسلم بِرَّ الوالدين والإحسان إليهما في مواضع كثيرة؛ منها قوله تعالى: «وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلا كَرِيما وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرا» (الإسراء: 23، 24).

 

وقَرَنَ الله تعالى بر الوالدين بعبادته، وقرن عقوقهما بالشرك به سبحانه؛ قال تعالى: «وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا» (النساء: 36)، وقَرَن الشكرَ لهما بشكره سبحانه وتعالى بقوله: «أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ» [لقمان: 14]، وأكد على ذلك كلِّه حتى في حال أمرهما لولدهما بالشرك؛ قال تعالى: «وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡم فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفا» (لقمان: 15).وامتدح اللهُ تعالى سيدَنا يحيى عليه السلام قال: «وَبَرَّۢا بِوَالِدَيۡهِ وَلَمۡ يَكُن جَبَّارًا عَصِيّا» (مريم: 14)، وإنما لَم يأمر الوالدين بمِثل ذلك للاستغناء بالطبع عن الشرع؛ فعلاقة الوالدين بولدهما هي علاقة طَبَعِيَّة جُبِلَت عليها الفطرة السوية.حكم البر بالوالديناتفق أهل العلم على أن عقوق الوالدين من كبائر الذنوب، قال الإمام النووي: «وأجمع العلماء على الأمر ببر الوالدين، وأن عقوقهما حرامٌ من الكبائر».

والبر بالوالدين فرضُ عينٍ؛ فهو عبادةٌ لا تقبل النيابة؛ قال العلَّامة برهانُ الدين ابنُ مازه البخاري الحنفي في "المحيط البرهاني في الفقه النعماني" (5/ 386، ط: دار الكتب العلمية): «وطاعةُ الوالدين وبِرُّهُما فرضٌ خاصٌّ لا يَنُوبُ البعضُ فيه عن البعض»، بخلاف رعايتهما؛ فإنها فرضُ كفايةٍ.وورد في الحديث الذي روي عن أَبي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبائِرِ ثَلاثًا، قَالُوا: بَلى يا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: الإِشْراكُ بِاللهِ وَعُقوقُ الْوالِدَيْنِ وَجَلَسَ، وَكانَ مُتَّكِئًا، فَقالَ أَلا وَقَوْلُ الزّورِ قَالَ فَما زَالَ يُكَرِّرُها حَتّى قُلْنا لَيْتَهُ سَكَتَ».

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: عيد الأم 35 عبارة تهنئة بمناسبة عيد الأم صلى الله علیه وآله وسلم الاحتفال بعید الأم صلى الله علیه وسلم قال رسول الله رضی الله عنه ر الوالدین فی الإسلام قال تعالى ل و ال د ی أن النبی تکریم ا یوجد فی لا یوجد أن تکون ال د ی ن

إقرأ أيضاً:

صلاة عيد الفطر من الحرمين الشريفين.. فيديو

مكة المكرمة

أدى المسلمون صلاة عيد الفطر في المسجد الحرام وسط أجواء روحانية وإيمانية.
وأمّ المصلين إمام وخطيب المسجد الحرام معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، الذي أوصى المسلمين بتقوى الله عزّ وجلّ.
وقال فضيلته “إن الله تعالى امْتَنَّ عليكم بِبُلُوغِ هذا اليوم السعيد، فافرحوا بعيدكم وابتهجوا، فالفرح بالعيد سُنَّةُ المسلمين، وشعيرةٌ من شعائر الدين، شُرِع في العيد إظهار السرور والأفراح، لا إشهار الأحزان والأتراح، فانشروا السعادة ، وأظهروا الابتسامات، وأشيعوا الحبور والبهجات ، وأجبروا الخواطر، وراعوا المشاعر، ولترفرف رايات الابتهاج على الأُسَرِ والبيوتات، والأسواق والطُّرُقَات، وبَدِّدُوا غَيْمَة الأحْزَان، ورَوِّحُوا الأبدان، ومن تَوَسَّمَ بحُسْنِ زَكَنِهِ سعادةً حقيقية وأمَلَا، واستبشارًا وفَرَحَا أبديا قولاً وعملاً ، تَرَأْرَأَ له مَنْهَلٌ أعذب من ماء البَارِقْ، وأصْفَى من جَنَى النحلِ الوَادِقْ، وما هذا المنهل إلا تلك الجُمَانات النَّيِّرات، من سيرة حَسَنِ الشمائل والصِّفَات، عَاطِرِ النَّفَحات خيرِ البَرِيَّات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عليه أفضل الصلوات وأزكى التحيات، الذي جاءنا بالهُدَي المتلألئ الوضَّاءِ، ففي الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان تُغَنِّيَانِ وَتُدَفِّفَانِ ورسول الله ( مُتَغَشٍّ بِثَوْبِهِ فَانْتَهَرَهُمَا أبو بكر، فكشف رسول الله ( عَنْ وَجْهِهِ وقال:” دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد”، وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:” والله لقد رأيتُ رسول الله ( يقوم على باب حُجْرَتي والحبشة يلعبون بِحِرَابِهِم في مسجد رسول الله ( يسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف “.
وخاطب فضيلته المصلين بقوله” وَسِّعُوا على أنفسكم وأولادكم، وأدخلوا السرور على أهلكم وجيرانكم وأقاربكم، وطهروا قلوبكم من الغِلِّ والحِقْدِ والحَسَدِ والكراهية والشَّحْناءِ والبغضاء، وإقبلوا المعذرة، وأقيلوا العثرة، ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا ، وعيد أهل الإسلام عيدُ فَرَحٍ وسرورٍ وصِلَة، وليس عيد قطيعة وضغينة، صِلُوا أرحامكم، وتزاوروا، وتواصلوا مع مَنْ بَعُدَ عنكم بوسائل التواصل الحديثة، فهذا يوم التواصل والتزاور والتراحم، والتصالح والتغافل، اصفحوا عن من زلَّ وأخطأ، واعفوا عن من ظلم وأساء، وهذا يوم الأخوة والترابط والتلاحم، والتعاضد والتراحم، وتِلكم هي الشعيرة التي احْتَفَى بِها الإسلام أيَّمَا احْتِفاءٍ فوَطدَها، وعَزَّزَهَا ووتَّدَها، ألَيْسَت هي عِمَادُ القُوَّةِ والمُنَّة، ونِعْمَتِ النِّعمَةُ والمِنَّة، بعد التوحيد الذي من أجله أُرْسِلَت الرُّسُل وأنزلت الكتب ، وذلك لِمَا يَتَرَتَّبُ عَنِ الاتحادِ، مِن المَحَبَّة والوِدَاد، واستئصال السخائم والأحقاد.
وأشار الشيخ السديس إلى أن العيد شرعه الله لنا بعد عبادة الصوم لنفرح به بعد تمام الصيام وطول القيام، وقد أديتم زكاة الفِطْرِ طَيِّبة بها نفوسكم، وهي طُهرةٌ للصائم من اللغو والرفث، وطُعمة للمساكين، قال تعالى: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾، وكان من هديه لبس أنه أفضل الثياب، وكان يخرج في العيدين رافعًا صوته بالتهليل والتكبير ، وهذه شريعتنا الغراء، شريعة السماحة والرحمة، والوسطية والاعتدال ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾، إنها النور المتلألئ المشرق.
وأوضح فضيلته أن التهنئة بالعيد تَزِيدُ المودة، وتُوَثِّق المحبة، ويُشرع التهنئة في العيد بقول: تقبل الله مِنَّا ومنكم ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ ( يَوْمَ عِيدٍ فَقُلْتُ : تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ، فَقَالَ : “نَعَمْ تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ”، مبينًا أن الإسلام دين السَّعَةِ والسَّمَاحة واليُّسْرِ والسهولة، والتسامح والتعايش والحوار والإنسانية، لذا سَطَعَ بُرْهَانُه، ونَجَمَ في العالمين سُلْطَانُه، لأنه حوى غاية السماحة والتيسير ، والبُعد عن التَّعَنُّتِ والتعسير، فأظهروا ذلك بالأقوال والأعمال، كونوا دُعاة صدق بحسن الكلام، وجميل الفِعال، ونشر الأمل والتفاؤل، اقتداءً بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي كان ( يعجبه الفأل الحسن، فعن أنس ( قال: قال رسول الله( : ” ويعجبني الفأل”، قالوا: وما الفأل يا رسول الله، قال: “الكلمة الطيبة”.
وحث فضيلته المسلمين على عدم هجر الطاعات بعد رمضان، والبعد عن الكسل، والأخذ بأسباب الفلاح والنجاح، من التوكل والجد والاجتهاد، فغوالي الأماني لا تُدْرَك بالتواني، وأنَّى يُدْرِك العوالي الفَدْم العاني، وإن الثبات على الطاعة والتقوى لَمِن علامات قَبُول العمل، وقد روى الإمام مسلم في صحيحه أن النبي ( قال :” من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر”، والحرص على صيامها، والتواصي بذلك، وإيصال الطاعة بالطاعة.
ودعا إمام وخطيب المسجد الحرام الأخوات الكريمات: بالتخلق بالحجاب بالحياءِ ما استطعْتُنَّ، والتمسك بالعِفَّة والحجاب والاحتشام، وغض البصر ، والتصدق، وأكْثِرْن الاستغفار، ولا تَكْفُرْنَ العَشِير، وكُنَّ خير أعوان لأزواجكن على الطاعة، واجتهدوا في تربية الأولاد وفلذات الأكباد وحَصِّنُوهم من الفتن ، ليواجهوا التحديات والمتغيرات بإيمان راسخ وعزم أكيد، فأنْتُنَّ في الإسلام دُرَرٌ مصونة، وجواهرُ مكنونة، وأنفسُ من اللآلئ.
وذكر الدكتور السديس إن مِنْ منارات الاهتداء، لزوم الثوابت الشرعية، والقيم المرعية، والاعتصام بالوحدة والجماعة، ومَا تقتضِيه مِن السَّمْع والطَّاعَة، وإنَّ الجمَاعة حَبل الله فاعتصِموا مِنه بِعُرْوَتِهِ الوثْقى لِمَن دَانَا، بالجماعة والإمامة يتحقق الأمن والأمان، وهما نعمة ما أعظمها من نعمة، وأكرمها من منحة ومِنَّة.
وأبان أن الله تعالى امتن على بلاد الحرمين الشريفين بنعمة الأمن والأمان، فاستحكام الأمن في البلد الحرام عقيدة راسخة، أصلها ثابت وفرعها في السماء، وتحقق ذلك، وتأكد منذ عهد التأسيس إلى عهد الإمام الموحِّد، والملك الصالح الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – ، في ظلٍ وارفٍ من راية الاجتماع والائتلاف، ومنأى عن غائلة الفُرقة والخلاف، وفي عصر التطوير والرؤية والحوكمة، والاستدامة والبناء والإعمار والتنمية، وأنسنة الحياة وجودتها، وتحقيق مستهدفاتها على يد شبابها وفتياتها، وتحقيق ولائها وانتمائها؛ تزداد وتزدان مملكتنا الشَّمَّاء بالوحدة والرخاء، والأصالة والمعاصرة، والتقدم والازدهار، وهي التي تتمتع –بفضل الله- بالثِّقَل الإسلامي والعربي والعالمي، والعمق الإستراتيجي والتاريخي، والمكانة الدولية المرموقة، ولله الحمد والمنة ، زادها الله وحدةً وتمسكًا ورخاءً، وحفظ عليها عقيدتها وقيادتها وأمنها واستقرارها، إنه جواد كريم.
وأضاف: “عباد الله، فَبُشْرَاكم يا من صُمْتُم وقُمْتُم، بُشراكم يا من تهجَّدْتُم وتَصَدَّقْتُم ، فقد زال التَّعَبُ والنَّصَبُ وثبتَ الأجر إن شاء الله، فهذا يوم الجوائز، ومن فضل الله على بلادنا ما شرفها الله به من خدمة الحرمين الشريفين، وما نَعِمَ به المعتمرون والقاصدون من أجواءٍ إيمانية عظيمة، وخدمات مميزة جليلة، فلله الحمد والشكر، وجزى الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين خير الجزاء وأوفاه على جهودهم العظيمة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، ومناصرة قضايا الإسلام والمسلمين؛ وعلى رأسها قضية فلسطين والأقصى، والسعي في إحلال الأمن الدولي والسلام العالمي”.
ودعا فضيلته بأن يتقبل الله مِنَّا ومنكم صالح الأعمال وكل عام وأنتم تنعمون بالخيرات والمسرات في أمن وأمان وسكينة واطمئنان.

أدى جموع المصلين في المدينة المنورة صلاة عيد الفطر بالمسجد النبوي يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، وسط أجواء إيمانية مفعمة بالبهجة والأمان والطمأنينة.
وأمّ المصلين إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان، موصيًا المسلمين بتقوى الله عزّ وجلّ، ومهنئًا إياهم بعيد الفطر.
وقال فضيلته: لقد شرع الله تعالى لكم عيدين في كل عام عيد الفطر وعيد الأضحى، وقد أتى كل منهما بعد ركن من أركان الإسلام، فعيد الفطر جاء بعد الركن الرابع من أركان الإسلام وهو صوم رمضان، فشرع العيد فرحة بإكمال الصيام وإتمامه، وعيد الأضحى جاء بعد الركن الخامس من أركان الإسلام وهو حج بيت الله الحرام، فأسعد الله صباحكم اليوم بالعيد، وأكرمكم بالحسنى والمزيد، وأدام فيكم البِشر والبُشرى بكل جديد، فهنيئا لكم العيد السعيد يوم الفطر المجيد.
ومضى فضيلته قائلًا: قد أشرق عليكم عيد الفطر بنسماته بعبقه ونوره، وقد شرع لكم أن تفرحوا فيه بنعم الله ومكرماته بفضله وجوده وهباته، فالفرح بالعيد شعيرة من شعائر الدين وشعار يتميز به المسلمين كلهم يودعون به موسمًا قد كللوه بحلل الطاعات وأنواع العبادات وجميل الدعوات (قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِۦ، فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)، وللصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه.
وحث فضيلته المسلمين بنثر مشاعر الفرحة والأفراح والسعادة والصفاء والانشراح، مجددين روح الأخوة والصلة والود والحب والبر والعهد، خذوا زينتكم والبسوا الجديد واشكروا الله العزيز الحميد.
ودعا فضيلته إلى حمد الله على تمام شهر رمضان وأداء زكاة الفطر والاستقامة على دينكم، ولزموا طاعة الله عزّ وجلّ ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا، وإياكم والانتكاس والحور بعد الكور وأن تزل قدم بعد ثبوتها فاسألوا الله الثبات إلى الممات.
وختم إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبد الرحمن البعيجان خطبته، حاثًا المصلين بحسن الظن بالله عزّ وجلّ وأبشروا فإن الله عليم بكم، ولن يضيع عملكم ولن يخيب آمالكم.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/03/DpGdNQTdofzPjwt2.mp4

مقالات مشابهة

  • كيف تصلي صلاة العيد في البيت للرجال والنساء فردا وجماعة؟.. بـ5 خطوات
  • صلاة عيد الفطر من الحرمين الشريفين.. فيديو
  • قائد الثورة يبارك الشعب اليمني والشعب الفلسطيني بعيد الفطر
  • وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان يهنئان الرئيس المشاط بعيد الفطر المبارك
  • على سنة وهدي خير البرية
  • أنوار الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام
  • خادم الحرمين: نهنئكم بعيد الفطر المبارك ونحمد الله على صيام شهر رمضان وقيامه
  • خادم الحرمين: نهنئُكم بعيد الفطر المبارك ونحمد الله عز وجل الذي أعاننا على صيام شهر رمضان وقيامه وبلَّغنا هذا اليوم السعيد
  • أمانة إعلام مستقبل وطن أسيوط تحتفي بعيد الأم وكبار السن في أجواء من الحب والعطاء
  • دعاء ختم القرآن الكريم وفضل التلاوة.. تعرف عليه