لماذا الاعتقاد بالبعث والآخرة؟ وما هي حاجتنا الإنسانية لهذا الاعتقاد؟
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
حاجة الإنسان للإيمان بالبعث والحياة بعد الموت وباليوم الآخرة؛ ضرورية لاستقامة واستمرار حياة الإنسان في دار الضيافة الإلهية المؤقتة في كوكب الأرض الصغير والضيق جدا مقارنة ببقية الكواكب.
ما هو الدليل العقلي المادي لحاجة الإنسان إلى البعث ويوم القيامة؟ وما هو الدور الوظيفي لمفهوم البعث والآخرة؟
1- أمل المؤمن باليوم الآخر في الغد وحياة أفضل من حياة الدنيا المحكومة بمقابل وتكاليف قد لا نمتلكها ولا نستطيع الحصول عليها ومن ثم نُحرم من الكثير منها، وتكون محكومة بحدود وقيود نظم وقوانين قد لا نستطيع تجاوزها بشكل صحيح، فنتعرض لعذاب الحرمان وعاقبة التجاوز والإجرام، فلا بد من آخرة فيها حياة أفضل ومفتوحة النعم، ومقرونة بتغير فطرة الإنسان الدنيوية المحدودة للنيل من كل ما يريد بحرية العطاء وحرية الاستيعاب والاستفادة والتنعم.
2- ثقة واطمئنان المؤمن بتحقق العدل والوفاء بكامل حقوقه، حيث يتفاوت الناس في أرزاقهم من الخلق والنشأة والصحة والعمر والرزق.. الخ، ومن العدل أن يُعوّض كل ناقص عن حاجته، وأن يحاسب كل ذي نعمة عن نعمته حتى يقام العدل ويستقيم الأمر ويُحق الله تعالى الحق.
3- سعادة وترقب المؤمن باليوم الآخر وسكينة نفسه وراحة باله بتشكل بئر الاحتساب العميق في أعماق ذاته؛ منتجا ذاتيا مستقلا ومتحررا للسعادة من أعماق نفسه، يجري في نفسه الإحساس الدائم بالسعادة ويغسل عنه كل هم وغم وكدر من شوائب الدنيا، ويمنح الإنسان المؤمن باليوم الآخر قانونا خاصا به ومغايرا لقوانين الدنيا، وهو قانون كلما زاد الحرمان وزاد التعب والألم والنصب زاد الجزاء والأجر وعظمت العاقبة، وعندها فقط تتحول مرارة الألم إلى لذة ونعمة يتذوق حلاوتها المؤمن باليوم الآخر في عالمه الحقيقي الخاص المؤثق له بوعد الله تعالى له "إِنَّمَا يُوَفي الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ" (الزمر: 10).
4- إحساس ورضا المؤمن باليوم الآخر بنعم الله تعالى عليه والفرح والرضا بالقليل، إحساسه بنعمة وجود الله الخالق من العدم، والرب الولي الراعي الأمين، وبنعمة الاهتداء إلى الله تعالى والإيمان به والإجابة على كل أسئلته الأولية (من أنا؟ ومن خلقني؟ ولماذا خلقني؟ وماذا بعد الدنيا؟).. إدراك أن الدنيا حياة ومرحلة مؤقتة وجسر عبور إلى الحياة الآخرة الدائمة الأبدية الحقيقية، فإدراك مسئولية الأحمال والأثقال وخطر تعويقها له عن العبور الى الآخرة؛ يجعله بطبيعته الإيمانية الذكية يتخفف من الأحمال ويرضى بالقليل..
5- ثقة واعتزاز المؤمن باليوم الآخر بالله تعالى الخالق الرب الرحمن الرحيم الودود القريب المجيب الذي يؤمن به ويركن ويتوكل عليه ويواليه ويؤيده وينصره، والاعتزاز بمعرفته بالله وخياره الإيماني والاعتزاز بذاته الإيمانية بالله تعالى، والإحساس بالتمايز الإيماني والتناغم مع كل المخلوقات المؤمنة بالله تعالى، وإعلان البراءة من المتمردين على الله والخارجين عن كل المخلوقات؛ الكافرين بالله تعالى.
6- يجدّ المؤمن باليوم الآخر بحشد كل تفكيره واهتماماته وأولوياته نحو بوصلة واحدة راسخة ثابتة لا تتغير ولا تتبدل؛ هي عبادة وإرضاء لله تعالى وحمل أعظم رسالة، ومهمة وهدف كبير في الحياة بنصرة وتمكين دين الله تعالى في كوكب الأرض وأن يعيش رحمة للعالمين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الحياة الإيمانية الحياة الإيمان الاخرة سياسة سياسة اقتصاد صحافة سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بالله تعالى الله تعالى
إقرأ أيضاً:
وصايا النبي: كلمات الرسول قبل وفاته بثلاثة أيام
في الحديث الشريف الذي رواه الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: "سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ ﷺ، قَبْلَ مَوْتِهِ بثَلَاثَةِ أَيَّامٍ يقولُ: «لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إلَّا وَهو يُحْسِنُ الظَّنَّ باللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»" [أخرجه مسلم].
وصية النبي ﷺ هذه تحمل رسالة عظيمة للمسلمين؛ فهي تدعونا إلى الإيمان برحمة الله، والثقة في وعده بالمغفرة والرضوان لعباده المؤمنين.
حسن الظن بالله هو أن يوقن العبد بأن الله أرحم به من نفسه، وأنه سبحانه قادر على تحقيق الخير له في الدنيا والآخرة. حسن الظن لا يعني التواكل أو الإهمال في العمل، بل هو يقين بأن الله لن يضيع أجر الساعين إليه، ولن يترك عبده الصالح وحده في مواجهة صعاب الحياة.
أهمية حسن الظن باللهطمأنينة القلب: حسن الظن بالله يبعث في النفس راحة وهدوءًا، ويزيل عنها هموم الدنيا.دافع للعمل الصالح: من يظن خيرًا بالله يسعى دائمًا إلى القرب منه بالطاعات والأعمال الصالحة.مواجهة الابتلاءات: حسن الظن يعين المسلم على الصبر عند المصائب واليقين بأن كل أمر يقدره الله هو خير.كيف نحسن الظن بالله؟التوكل على الله: الاعتماد عليه في كل أمور الحياة مع الأخذ بالأسباب.الاستغفار والدعاء: الإكثار من طلب المغفرة والدعاء بإخلاص، مصحوبًا باليقين بالإجابة.تذكر أسماء الله وصفاته: مثل رحمته الواسعة، وعدله، وحكمته في تدبير الأمور.قراءة القرآن وتدبره: آيات القرآن مليئة بالوعد بالرحمة والمغفرة، مما يعزز حسن الظن بالله.حسن الظن عند الموتالنبي ﷺ خصص الحديث عن حسن الظن بالله عند الموت، لأن الإنسان في لحظاته الأخيرة يكون في حاجة إلى الطمأنينة والثقة برحمة الله.
فهو وقت توديع الدنيا واستقبال الآخرة، ولا يمكن أن يكون القلب مطمئنًا إلا باليقين بأن الله غفور رحيم، يقبل توبة عباده ويبدل سيئاتهم حسنات.
دعاء حسن الظن باللهاللهم ارزقنا حسن الظن بك، واملأ قلوبنا يقينًا برحمتك وفضلك، واجعلنا من المتوكلين عليك في كل أمورنا.
حسن الظن بالله عبادة قلبية عظيمة، يجب على المسلم أن يحرص عليها طوال حياته، وأن يجعلها أساس علاقته بربه، خاصة في الأوقات الصعبة وعند الاقتراب من لقاء الله. فليكن هذا الحديث الشريف نورًا نهتدي به في حياتنا حتى نلقى الله بقلب مليء بالطمأنينة وحسن الظن.