إعداد: طاهر هاني إعلان اقرأ المزيد

كما كان متوقعا، فاز فلاديمير بوتين بعهدة رئاسية جديدة ستسمح له بتحقيق بعض الأهداف التي يراها استراتيجية بالنسبة لبلاده خلال السنوات الست المقبلة. ويتزامن إعادة انتخابه مع اشتداد حدة الحرب التي شنها على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، مع تحرك بعض الدول الغربية وفي مقدمتها فرنسا لأجل تعزيز الدعم العسكري والمالي لكييف كي تقلب المعادلة الحربية على الأرض.

 

ولمواجهة هذه التحديات، يسعى بوتين إلى تحقيق بعض الأهداف الاستراتيجية التي تطرق إليها في خطابه السنوي في 29 فبراير/شباط. وكان زعيم الكرملين وعد بتخصيص الملايين لتحديث البنية التحتية لروسيا ومحاربة الفقر، فضلا عن وقف التراجع الديمغرافي إضافة إلى إطلاق مشروع الرقمية.

وتسلط فرانس 24 الضوء على أبرز أهداف الرئيس الروسي على المدى القريب.

اقرأ أيضاما رسائل بوتين من خلال خطابه السنوي للأمة

مواصلة الحرب في أوكرانيا

في خطاب الأمة الذي ألقاه في 27 فبراير/شباط، وعد بوتين بالنصر المبين في أوكرانيا، وقال: "جنودنا لن يتراجعوا إلى الوراء وسينتصرون". وأضاف: "القوات المسلحة لن تتراجع إلى الوراء ولن تفشل ولن تخون".

لكنه في نفس الوقت، لم يقدم أي نظرة مستقبلية بخصوص هذه الحرب، سواء تعلق الأمر بفتح مفاوضات مع الجانب الأوكراني أو حسم الأمر نهائيا على الأرض أو حتى بشأن عودة الجنود الروس إلى بلدهم من جبهات القتال. واكتفى بالقول إنه جاهز لإيجاد حل تفاوضي للحرب.

ووفق المحللة السياسية تاتيانا كاستووفا-جان المختصة في الشؤون الروسية، فإن فوز بوتين سيعطيه المزيد من الحرية في التصرف كما يشاء فيما يتعلق بالملف الأوكراني. وقالت في تصريح لجريدة "لوموند" الفرنسية: "الغموض الكبير الذي يواجه بوتين هو مدى حاجته أم لا إلى تجنيد شبان جدد لإرسالهم إلى القتال في أوكرانيا لأن هذا مصدر قلق كبير للحكومة الروسية التي تخشى وقوع مظاهرات شعبية رافضة بإرسال مقاتلين جدد إلى الحرب".

وأضافت: "هناك مخاوف من ارتفاع حدة وتيرة الحرب في أوكرانيا أو نقلها إلى دول مجاورة لها كمولدافيا ومنطقة "ترنيستري" وحتى إلى بولندا التي تعد عضوا في حلف الناتو.

التأكيد على "القيم التقليدية" في صفوف العائلة الروسية

أشاد بوتين خطابه السنوي "بالقيم التقليدية" للعائلة الروسية ودعا العائلات إلى إنجاب عدد أكبر من الأطفال من أجل حل مشكل التراجع الديمغرافي الذي تشكو منه روسيا، والذي طرح بشكل كبير على خلفية الحرب في أوكرانيا.

وقال الرئيس الروسي: "في روسيا يجب أن تكون العائلة المتكونة من عدة أطفال المعيار الحقيقي وفلسفة حياة وركيزة أساسية في الاستراتيجية الشاملة التي تتبعها الدولة". فيما دعا إلى احترام تقاليد المجتمع الروسي لمنعه من الاندثار.

وواصل في هذا الشأن: "لاحظنا ما يجري في دول أخرى حيث تم هدم كل قواعد الأخلاق، ما أدى إلى انقراض وانطفاء بعض الشعوب". لكن بوتين لم يقدم شروحات أكثر عن هذه الشعوب التي اندثرت بسبب تراجع قيمها الأخلاقية.

استثمارات اقتصادية في مجالات عدة

قدم بوتين وعودا عديدة، لا سيما في مجال تقديم المساعدات الاجتماعية للعائلات الفقيرة والمتوسطة والتي عانت كثيرا من ارتفاع أسعار المواد الأساسية بسبب جائحة كوفيد-19  ومن تداعيات الحرب في أوكرانيا التي نسفت كل الإمكانيات المالية التي كانت تمتلكها موسكو.

اقرأ أيضاربع قرن على رأس السلطة في روسيا... خمس محطات أساسية في حكم بوتين

وقد وعد بوتين بتقدم دعم مالي لقدامى المحاربين الروس ولكل الذين انخرطوا في الحرب على أوكرانيا والجرحى. كما وعد بتحسين مستوى التعليم والتربية في المدارس والجامعات عبر ضخ أموال كبيرة في هذين القطاعين. إضافة إلى قطاعات أخرى كالصحة والرقمنة والثقافة والحفاظ على البيئة.

وأكد أيضا أنه سيركز كثيرا خلال عهدته الجديدة على محاربة الفقر وتحسين ظروف معيشة الروس، معبرا عن ارتياحه بـ "تراجع نسبة تناول المشروبات الكحولية" في البلاد.

لكن وفق بعض المختصين في الشؤون الروسية، هذه الوعود يكررها بوتين كل سنة دون أن تتحقق ميدانيا. وما يزيد من رداءة الوضع، هو نقص الأموال في خزينة الدولة التي يمكن بوتين تسخيرها لتحقيق الأهداف الاجتماعية التي سطرها.

فتراجع اقتصاد روسيا بسبب العقوبات المفروضة عليه من قبل الدول الغربية تضع الرئيس الروسي  على المحك وتجعله قد يواجه اضطرابات داخلية وضغوطات أكثر من الخارج. فهل يحقق زعيم الكرملين أهدافه؟

طاهر هاني

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الانتخابات الروسية الحرب في أوكرانيا ريبورتاج فلاديمير بوتين الكرملين الحرب روسيا موسكو روسيا فلاديمير بوتين انتخابات رئاسية اقتصاد الحرب في أوكرانيا للمزيد إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل الولايات المتحدة دبلوماسية السعودية الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الحرب فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

وزارة الدفاع الروسية: مقتل 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك خلال 24 ساعة

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الإثنين، مقتل أكثر من 150 عسكريا أوكرانيا في المنطقة الحدودية لمقاطعة كورسك الروسية خلال الـ24 الساعة الماضية.

خسائر القوات المسلحة الأوكرانية

وأوضحت الوزارة - في تقرير لها حول التقدم المحرز في كورسك حسبما ذكرت وكالة الأنباء الروسية (سبوتنيك) - أن خسائر القوات المسلحة الأوكرانية بلغت خلال الـ24 الساعة الماضية أكثر من 150 عسكريًا، بالإضافة إلى تدمير ناقلة جند مدرعة ومركبتين قتاليتين مدرعتين، و7 سيارات، ونقطتي تشغيل للطائرات المسيرة.

محور كورسك

وأشار البيان إلى أن مجمل خسائر القوات الأوكرانية منذ بدء العمليات القتالية على محور كورسك بلغت 72470 عسكريًا، و404 دبابات و331 مركبة مشاة قتالية، و297 ناقلة جند مدرعة، و2256 مركبة قتالية مصفحة و2637 سيارة و595 مدفعا ميدانيا، و53 راجمة صواريخ، و26 قاذفة لمنظومات صواريخ مضادة للطائرات، و123 محطة حرب إلكترونية، و18 رادارًا مضادًا للبطاريات، و10 رادارات دفاع جوي.

اقرأ أيضاًعاجل.. وزارة الدفاع الروسية تعلن سيطرتها على بلدة «باسوفكا» شرقي أوكرانيا

أوكرانيا تستدعي سفيرها لدى السودان للتشاور

حلف الناتو يدعم أوكرانيا بـ 20 مليار يورو في أول 3 أشهر من 2025

مقالات مشابهة

  • بوتين يؤيد وقف إطلاق النار في أوكرانيا.. بهذه الشروط
  • وسائل إعلام: بوتين شكر لوكاشينكو على ضبط المتفجرات المتجهة إلى روسيا
  • تهديد كبير.. القوات الروسية تحقق تقدمًا إضافيًا في شرق أوكرانيا
  • روسيا تضع شروطا للتوصل إلى هدنة في أزمة أوكرانيا
  • وزارة الدفاع الروسية: مقتل 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك خلال 24 ساعة
  • بـ 7 هجمات.. أوكرانيا تستهدف البنية التحتية للطاقة الروسية
  • زيلينسكي يندد بتزايد الضربات الروسية على أوكرانيا
  • أوكرانيا: تسجيل 112 اشتباكًا قتاليًا مع القوات الروسية خلال الـ24 الساعة الماضية
  • عائلات الأسرى الصهاينة: نتنياهو يسعى لإنقاذ نفسه وهو العقبة أمام إعادة كل الرهائن
  • الدفاع الروسية: أوكرانيا تضاعف هجماتها على منشآت الطاقة