كيف كان شكل حسن الصباح زعيم الحشاشين؟.. صورة في كتاب قديم
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
فرقة «الحشاشين» التي تعرف أيضًا باسم النزاريين، هي جماعة إسلامية باطنية نشأت في القرن الحادي عشر الميلادي، أسسها حسن الصباح عام 1090 ميلادية، وعرفوا بعقائدهم السرية ونشاطاتهم السياسية والعسكرية المثيرة للجدل، خاصةً عمليات الاغتيال التي نفذوها ضد أعدائهم، وتُرجمت سيرتهم إلى عمل درامي فني ضخم يُعرض حاليًا في موسم دراما رمضان، من خلال مسلسل الحشاشين بطولة الفنان كريم عبدالعزيز، ليكشف كثير من الخبايا عن هذه الفرقة وعقائدها.
بحسب كتاب «حركة الحشاشين.. تاريخ وعقائد أخطر فرقة سرية في العالم الإسلامي» للدكتور محمد عثمان الخشت، يختلف المؤرخون حول تحديد العام الذي ولد فيه الحسن الصباح، فقال بعضهم سنة 432 هجريا، بينما يؤكد آخرون أن مولده سنة 438 هجريا، ويؤكد فريق ثالث على أن مولده سنة 445 هجريا، والأرجح أن عام مولده هو 428 هجريا الموافق 1037 ميلاديا، وفق ما تشير أوثق المراجع، وقد ولد في مدينة «قم» التي كانت آنذاك -ومازالت- مركزًا أساسيًا للشيعة الاثنى عشرية، غير أن بعض المراجع التاريخية تشير إلى أنه ولد في بلدة «معصوم»، من مقاطعة الري بالقرب من طهران، وقيل مولده في «مرو».
ويرجع أصل حسن الصباح إلى ملوك اليمن الحميرين، وكان أبوه يقطن الكوفة بالعراق، ثم انتقل إلى «قم»، حيث مولد الحسن على الأرجح، وكما يشير الحسن في شذرة من الشذرات التي ترجم فيها لقصة حياته وتطوره الروحي، فإن أباه كان من الشيعة الاثنى عشرية، ومن هنا يتبين خطأ من ظن أنه كان إسماعيليًا، وسافرت أسرته إلى مدينة «الري» التي كانت من محاور اهتمام الدعاة الإسماعيليين، حيث كان لهم نشاطا بارزا بها، وخرج أحد الرسامين بصورتين تخيليتين لهيئة حسن الصباح الأولى كاريكاتيرية والثانية بورتريه، وتضمنتها صفحات كتاب «حركة الحشاشين» لعثمان الخشت.
ومنذ فترة مبكرة من حياة «الحسن» كان أبوه يهتم بتعليمه عقائد الشيعة الاثنى عشرية، بالإضافة إلى تشجيعه له على الاطلاع على مختلف العلوم في عصره، لا سيما تلك العلوم ذات الصبغة الفلسفية، وظل على هذا الحال وهذه العقيدة حتى بلغ سن السابعة عشرة، يقول الحسن في شذرة ذكرها المؤرخ الفارسي علاء الدين الجويني في كتابه «جهان کشاي»: «منذ طفولتي، بل منذ السابعة من عمري، كان جل اهتمامي تلقي العلوم والمعارف والتزود بكل ما أستطيعه منها في سبيل توسيع مداركي، وكنت كآبائي قد نشأت على المذهب الاثنى عشرى في التشيع، ولم أكن أرى في غيره طريقًا للخلاص من آفات العالم».
حسن الصباح لم يخرج من «ألموت» سوى مرتينوكان الحسن الصباح زعيم فرقة الحشاشين على مدى خمسة وثلاثين عامًا، ممتنعا في قلعة «ألموت» معقله الحصين ومركز سلطانه، واستطاع منها أن يدير ببراعة دفة دولة صغيرة منشقة على الحكم السني، وهي دولة من نوع خاص، يتمتع فيها زعيمها قبل كل شيء بصفة القائد الروحي، الذي يستند في سلطانه إلى قوة خفية جبارة قوامها جيش من الدعاة المحنكين والفدائيين المتعصبين، الذي يتشحون بأثواب من الزهد والورع، ويهدفون إلى غزو الأذهان والعقول، ويعتمدون على سلاح المؤامرة والغيلة، ويفتحون الطرق أمام تعاليمهم الباطنية بالخناجر المستورة.
وقد عاش الحسن في ألموت في عزلة تامة، ويذكر بعض المؤرخين أنّه لم يخرج منها طيلة حكمه سوى مرتين اثنين، وكان يقضى وقته في التفكير والتأمل والقراءة، وتدوين ما انتهى إليه فكره في مصنفات عديدة تنظر وتدعم العقيدة الإسماعيلية، أو ترد وتفند آراء الفرق المخالفة له.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الحشاشين مسلسل الحشاشين فرقة الحشاشين حسن الصباح الحسن الصباح كريم عبدالعزيز قلعة ألموت ألموت حركة الحشاشين حسن الصباح
إقرأ أيضاً:
محاكمة زعيم معارض في نيجيريا لاتهامه بالإرهاب والخيانة
بدأت في نيجيريا -أول أمس الثلاثاء- محاكمة ننامدي كانو، زعيم حركة استقلال بيافرا، أمام المحكمة العليا الفدرالية في أبوجا، بعد عدة تأجيلات.
كانو يواجه 7 تهم تشمل الإرهاب والخيانة، وهو ينفي هذه التهم مؤكدًا أن نضاله من أجل استقلال بيافرا هو نضال سلمي ومشروع يستند إلى الحق في تقرير المصير.
ويواجه كانو، الذي تم اعتقاله لأول مرة في 2015، محاكمة مثيرة للجدل.
في الجلسة الأولى من المحاكمة، قدّم أحد رجال الأمن النيجيريين، الذي كان مكلفًا بقيادة عملية اعتقال كانو، شهادته أمام المحكمة.
كان الشاهد قد شارك في العملية التي أسفرت عن اعتقال كانو في أحد الفنادق في أبوجا، بعد عودته إلى نيجيريا من المملكة المتحدة.
وفي سياق اعتقاله، تم العثور في غرفته على عدد من الأغراض الشخصية، مثل الحاسوب، والكابلات، والساعات، والعطور، التي جرى تقديمها كأدلة ضد كانو.
لكن أنصار كانو وحركة استقلال بيافرا رفضوا هذه الأدلة، معتبرين أن هذه الممتلكات لا تمثل تهديدًا إرهابيًا، بل هي مجرد ممتلكات شخصية لرجل يطالب بحقوق شعبه، بما في ذلك إجراء استفتاء سلمي.
كما أكد ننامدي كانو أمام المحكمة على أن تأسيسه "راديو بيافرا"، وهو وسيلة إعلامية تروج لقضية استقلال بيافرا، كان جزءًا من حقوقه الأساسية في التعبير عن رأيه والمطالبة بالحرية لشعبه.
وأوضح كانو في تصريحاته أنه لا يرى في نضاله جريمة بل حقًا أساسيًا في تقرير المصير.
ويواجه كانو تهمًا خطيرة تتضمن الإرهاب والخيانة، وهي تهم يعتبرها أنصاره محاولة لتشويه حركة الاستقلال السلمي التي يقودها.
إعلانورغم التهم التي يواجهها، تمسك كانو بموقفه في المحكمة مؤكدًا أن "نضالي من أجل الحرية ليس جريمة، بل هو حق أساسي".
كما أضاف أن الحركة التي يقودها تطالب فقط بالحقوق المشروعة لشعب بيافرا.
التحقيقات والمحاكمة تشهد متابعة واسعة داخل نيجيريا وخارجها، حيث يطالب العديد من جماعات حقوق الإنسان ومؤيدي كانو بمحاكمة عادلة وشفافة.
في غضون ذلك، تنعقد الجلسات المقبلة في 6 مايو/أيار، مما يسلط الضوء على حالة التوتر السياسي والقانوني التي تسيطر على مجريات المحاكمة.
تجدر الإشارة إلى أن ننامدي كانو كان قد أفرج عنه بكفالة لأسباب صحية في 2015 بعد اعتقاله، لكن عقب مداهمة قامت بها الشرطة على منزله في نيجيريا، فر إلى خارج البلاد.
وفي 2021، تم اعتقاله مجددًا في كينيا، ثم رحّل إلى نيجيريا، حيث يواجه الآن محاكمات بشأن نشاطاته السياسية والحقوقية.