فرقة «الحشاشين» التي تعرف أيضًا باسم النزاريين، هي جماعة إسلامية باطنية نشأت في القرن الحادي عشر الميلادي، أسسها حسن الصباح عام 1090 ميلادية، وعرفوا بعقائدهم السرية ونشاطاتهم السياسية والعسكرية المثيرة للجدل، خاصةً عمليات الاغتيال التي نفذوها ضد أعدائهم، وتُرجمت سيرتهم إلى عمل درامي فني ضخم يُعرض حاليًا في موسم دراما رمضان، من خلال مسلسل الحشاشين بطولة الفنان كريم عبدالعزيز، ليكشف كثير من الخبايا عن هذه الفرقة وعقائدها.

نشأة حسن الصباح مؤسس الحشاشين

بحسب كتاب «حركة الحشاشين.. تاريخ وعقائد أخطر فرقة سرية في العالم الإسلامي» للدكتور محمد عثمان الخشت، يختلف المؤرخون حول تحديد العام الذي ولد فيه الحسن الصباح، فقال بعضهم سنة 432 هجريا، بينما يؤكد آخرون أن مولده سنة 438 هجريا، ويؤكد فريق ثالث على أن مولده سنة 445 هجريا، والأرجح أن عام مولده هو 428 هجريا الموافق 1037 ميلاديا، وفق ما تشير أوثق المراجع، وقد ولد في مدينة «قم» التي كانت آنذاك -ومازالت- مركزًا أساسيًا للشيعة الاثنى عشرية، غير أن بعض المراجع التاريخية تشير إلى أنه ولد في بلدة «معصوم»، من مقاطعة الري بالقرب من طهران، وقيل مولده في «مرو».

ويرجع أصل حسن الصباح إلى ملوك اليمن الحميرين، وكان أبوه يقطن الكوفة بالعراق، ثم انتقل إلى «قم»، حيث مولد الحسن على الأرجح، وكما يشير الحسن في شذرة من الشذرات التي ترجم فيها لقصة حياته وتطوره الروحي، فإن أباه كان من الشيعة الاثنى عشرية، ومن هنا يتبين خطأ من ظن أنه كان إسماعيليًا، وسافرت أسرته إلى مدينة «الري» التي كانت من محاور اهتمام الدعاة الإسماعيليين، حيث كان لهم نشاطا بارزا بها، وخرج أحد الرسامين بصورتين تخيليتين لهيئة حسن الصباح الأولى كاريكاتيرية والثانية بورتريه، وتضمنتها صفحات كتاب «حركة الحشاشين» لعثمان الخشت.

ومنذ فترة مبكرة من حياة «الحسن» كان أبوه يهتم بتعليمه عقائد الشيعة الاثنى عشرية، بالإضافة إلى تشجيعه له على الاطلاع على مختلف العلوم في عصره، لا سيما تلك العلوم ذات الصبغة الفلسفية، وظل على هذا الحال وهذه العقيدة حتى بلغ سن السابعة عشرة، يقول الحسن في شذرة ذكرها المؤرخ الفارسي علاء الدين الجويني في كتابه «جهان کشاي»: «منذ طفولتي، بل منذ السابعة من عمري، كان جل اهتمامي تلقي العلوم والمعارف والتزود بكل ما أستطيعه منها في سبيل توسيع مداركي، وكنت كآبائي قد نشأت على المذهب الاثنى عشرى في التشيع، ولم أكن أرى في غيره طريقًا للخلاص من آفات العالم».

حسن الصباح لم يخرج من «ألموت» سوى مرتين

وكان الحسن الصباح زعيم فرقة الحشاشين على مدى خمسة وثلاثين عامًا، ممتنعا في قلعة «ألموت» معقله الحصين ومركز سلطانه، واستطاع منها أن يدير ببراعة دفة دولة صغيرة منشقة على الحكم السني، وهي دولة من نوع خاص، يتمتع فيها زعيمها قبل كل شيء بصفة القائد الروحي، الذي يستند في سلطانه إلى قوة خفية جبارة قوامها جيش من الدعاة المحنكين والفدائيين المتعصبين، الذي يتشحون بأثواب من الزهد والورع، ويهدفون إلى غزو الأذهان والعقول، ويعتمدون على سلاح المؤامرة والغيلة، ويفتحون الطرق أمام تعاليمهم الباطنية بالخناجر المستورة.

وقد عاش الحسن في ألموت في عزلة تامة، ويذكر بعض المؤرخين أنّه لم يخرج منها طيلة حكمه سوى مرتين اثنين، وكان يقضى وقته في التفكير والتأمل والقراءة، وتدوين ما انتهى إليه فكره في مصنفات عديدة تنظر وتدعم العقيدة الإسماعيلية، أو ترد وتفند آراء الفرق المخالفة له.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحشاشين مسلسل الحشاشين فرقة الحشاشين حسن الصباح الحسن الصباح كريم عبدالعزيز قلعة ألموت ألموت حركة الحشاشين حسن الصباح

إقرأ أيضاً:

مذكرات المنصوري تكشف تفاصيل طلب بزيز و باز “كريمة” من الحسن الثاني

زنقة 20 | الرباط

أصدر المكلف بمهمة بالديوان الملكي بنعلي المنصوري، مؤخرا، مذكراته التي عنونها بـ “خطواتي على درب الزمن”.

بنعلي المنصوري هو مكلف بمهمة بالديوان الملكي برتبة وزير ، وهو شقيق ميمون المنصوري القائد السابق للحرس الملكي ، ومصطفى المنصوري سفير المملكة الحالي بالسعودية.

المنصوري بنعلي، شغل عددا من المناصب الحكومية خلال عهد الحسن الثاني منها وزير السياحة في حكومة أحمد عصمان، ووزيرا للشؤون الإدارية والوظيفة العمومية، ثم وزيرا للنقل، قبل إلحاقه بالديوان الملكي في عهد الملك الراحل الحسن الثاني وهي المهمة التي ما زال يتقلدها حتى الآن.

بنعلي المنصوري، يكشف في مذكراته التي ينشرها موقع Rue20 على فترات، قصة حصول الكوميديين الحسين بنياز “باز” أحمد السنوسي “بزيز”، على رخصة نقل من الملك الراحل الحسن الثاني.

و يقول المنصوري في مذكراته : ” ذات مرة، أتيحت لهذين الممثلين تقديم بعض عروضهم الساخرة أمام الملك الحسن الثاني. ولما كان الجو مناسبا وطابع الانشراح يسود هذا الحفل، تقدم الفكاهيان “بزیز» و «باز» بطلب إلى جلالة الملك، للحصول على رخصة نقل بين المدن بواسطة الحافلة. أعطيت التعليمات الملكية للوزير المعني لتمكين المعنيين . من تلك الرخصة. غير أن هذا الطلب لم يتحقق على أرض الواقع، وطال انتظار «بزیز» و «باز»، دون أن يحصلا على المطلوب. حاولا الاتصال بالوزارة، وفي كل مرة يكون الجواب بالانتظار. كما حاولا الحصول على موعد مع الوزير ولم يفلحا في الأمر. وبعد حوالي سنة من الانتظار، أخبر الفكاهيان مولاي عبد الله المكلف، وطلبا منه رفع الأمر إلى جلالة الملك بعدم توصلهما بالرخصة التي وعدوا بها.”

و يضيف المنصوري : “في أول شهر بعد تعييني وزيراً للنقل، ستكون أول مكالمة هاتفية من ملك البلاد، تتعلق برخصة النقل الخاصة بالفكاهين بزيز و «باز» ! حدثني جلالة الملك في هذا الموضوع، وأخبرني بأنه تحدث مع الوزير السابق بخصوص هذه الرخصة. ووعدتُ جلالة الملك باتخاذ اللازم في أقرب وقت، وطلبت منه أن يرسل لي المعنيان بالأمر بعد يومين. قمت بالتحريات اللازمة، فوجدت أن ملف رخصة بزيز و باز محمد داخل دواليب الوزارة! تابعت الأمر بالسرعة التي تسمح بتمكين المعنيين من رخصتهما في الوقت الذي حددته الجلالته ! كانت لجنة النقل لتسليم الرخص تتكون من ممثلي عدة وزارات، ولا تجتمع إلا بعد التوصل بعدد معين من الملفات ! أي أن الأمر قد يطول مرة أخرى، وهذا الملف عرف تأخراً، ووراءه تعليمات ملكية! لذلك طلبت من الكاتب العام لوزارة النقل، الذي كان يترأس لجنة النقل لتسليم الرخص، نيابة عنّي، أن يوقع رخصة النقل المسجلة في اسم بزيز» و «باز»، في انتظار تقديم الملف للجنة النقل للموافقة عليه خلال اجتماعها المقبل”.

و يشير المنصوري إلى أن ” رخصة النقل أصبحت جاهزة في أربعة وعشرين ساعة (24 ساعة)، وهي رخصة الحافلة نقل عمومي بين مدينتي طنجة ومراكش. فاتصلت بالسيد مولاي عبد الله المكلف وهو من العائلة الملكية ومن المقربين من الملك الحسن الثاني، وكان هو المُشرف على دعوة الفنانين إلى القصر الملكي في بعض الفنانين لحل مشاكلهم الخاصة. وهو من يلجأ إليه . وطلبت منه أن يبعث لي الفكاهيين إلى الوزارة، في يوم الغد، على الساعة الحادية عشرة صباحاً. وخلال استقبالي لهما، سألتهما بطريقة ودية عن سبب زيارتهما، وهل لديهما مشكل ما له علاقة بهذه الوزارة ؟ كنتُ أُلقي هذه الأسئلة، متظاهراً بعدم علمي بملف رخصتهما ! فأخبراني بأنه لأول مرة، يحظيان باستقبال من طرف وزير، في مدة لم تتجاوز أربعاً وعشرين ساعة، وأن هذا الاستقبال، طال انتظاره مدة قاربت سنة وازداد اندهاشهما حينما فاجأتهما بتسليمهما الرخصة المنتظرة.”

و يضيف المنصوري في مذكراته : “لم يُصدِّقا ما حصل ! وفي غمرة حديثنا، انهالت علي أسئلتهما: متى سنعود لأخذ الرخصة الأصلية ؟! اعتقاداً منهما أن ما تسلماء ليس سوى نسخة أولى أو ما يشبه وصلاً ! وأضاف أحدهما: هل سيطول الانتظار مرة أخرى قبل الحصول على الأصل ؟ وبطريقتهما الفكاهية الساخرة أخبراني بأنهما لم يتوقعا الحصول على رخصتهما بهذه السرعة، وأن المدة قد تطول، مع تسويف يُدخل ملفهما في متاهة جديدة، كما حصل في السابق ! فجاء جوابي ،واضحاً بأن ما بين أيديهما الآن، هي رخصة أصلية، يمكن استغلالها حالاً، فور خروجهما من مكتبي”.

و يقول المنصوري ، أنه على أساس هذا الحدث، ” ألف الفكاهيان «بزيز» و «باز» مونولوجاً اسكيتش بعنوان المكتب (13) يحكي عن واقعة في الإدارة المغربية، يوم ذهب أحد المواطنين إلى مكتب في إحدى الإدارات وصادف أن الموظف المسؤول كان حديث التعيين، فمكن المواطن من الحصول على الوثيقة المطلوبة بسرعة. لكن ذلك المواطن لم يصدق، وساوره الشك في صدقية الوثيقة، بل أبدى استعداده للرجوع بعد أيام حتى يتسنى للإدارة تهييء المطلوب، فهو لم يتعود هذا السلوك من الإدارة المغربية، وبطابع ساخر وفكاهي في نفس الوقت، قام المواطن بتقديم النصائح للموظف، وأخبره كيف يتعامل مع طلبات المواطنين بالتماطل والتسويف (وسير واجي)، وكل ذلك في مواقف تكشف عن مفارقات، وطيها نقد للإدارة المغربية، وسيرها البيروقراطي البطيء”.

مقالات مشابهة

  • ماراثون قديم في الرياض
  • تأكد غياب نجم النصر عن مواجهة الفيحاء
  • مباحثات سورية سيريلانكية لتعزيز التعاون التجاري بين البلدين
  • نواف سلام: أنا زعيم السنّة
  • أبو الحسن: لا ضرورة لابتداع معادلات إشكالية في البيان الوزاري
  • الداخلية: فيديو حادث حريق سيارة قديم منذ 2019
  • مذكرات المنصوري تكشف تفاصيل طلب بزيز و باز “كريمة” من الحسن الثاني
  • الحشاشين.. من هم «الإسماعيليين النزاريين» الذين مات زعيمهم اليوم؟
  • جراء شح المياه.. أبو الحسن يكشف عن تدابير لمواجهة الأزمة
  • شبانة يكشف اعتراف خطير من زيزو لميدو