يعرّف الدكتور محمد علي بلاعو، وهو أستاذ جامعي وعضو مجلس الفتوى في بريطانيا، الأسرة بأنها نواة المجتمع ومصنع القادة، ويشدد -في حديثه لبرنامج "الشريعة والحياة في رمضان"- على ضرورة أن تحافظ الأسرة المسلمة في الغرب على دينها وعلى هويتها، وألا تنسلخ وتذوب في المجتمع الغربي.

وخصصت حلقة (2024/3/18) من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان" موضوعها للأسرة المسلمة في الغرب والتحديات التي تواجهها.

وعن أهمية الأسرة في الإسلام، ينوه الدكتور علي بلاعو إلى أن الله -عز وجل- اهتم بها اهتماما بالغا وحث على تكوينها، إذ قال في سورة الروم "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة.."

كما حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على الزواج وتكوين الأسرة، إذ قال "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج".

وبحسب مجلس الفتوى في بريطانيا، فقد شرّع الإسلام الأسرة لمقاصد مهمة ولغايات نبيلة، منها التعبد لله عز وجل، والسكينة والرحمة، وقد وصف الله تعالى علاقة الزوج بزوجته بأحسن وصف في سورة البقرة بقوله "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن.." بالإضافة إلى مقاصد القيم الاجتماعية والأخلاقية التي تتوارث.

تحديات الأسرة المسلمة بالغرب

وعن واقع الأسرة المسلمة في الدول الغربية، يقول الدكتور علي بلاعو إن الأسرة المسلمة التي تعيش بين أقلية أو أكثرية تخالفها في الدين والعادات لها خصوصية في الإسلام، وفي الإفتاء وفي التشريع.

ويشير إلى أن بعض الأسر المسلمة في الغرب قد اندمجت بشكل كامل مع المجتمع الذي تعيش فيه من دون أي ضوابط أو قيود، وهذا الاندماج والانسلاخ عن الهوية الإسلامية يعد خطرا بالغا وتحديا كبيرا.

وفي المقابل، هناك أسر تعيش في حالة انعزال كامل عن المجتمع الذي تعيش فيه، مؤكدا أن الأصح هو أن تندمج الأسرة، ولكن بشرط أن تحافظ على دينها، وعلى ثقافتها وخصوصيتها.

وفي السياق نفسه، يؤكد عضو مجلس الفتوى في بريطانيا أن الإسلام حث الناس على الاختلاط، وأن يشاركوا في الحياة العامة، مستشهدا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح "المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم".

ويشدد على ضرورة أن توثق الأسر المسلمة في الغرب صلتها بالإسلام، وأن يتم تربيتهم على أنهم مسلمون ولكنهم مواطنون في البلد الذي يعيشون فيه.

وعن تعارض الولاء للدولة التي تعيش فيها الأسرة المسلمة مع قناعات ومبادئ الشخص المسلم مع تأييد إخوانه المسلمين في قطاع غزة، يشير إلى أن المسلم هو أخو المسلم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وأن المطلوب هو ألا تسلخ الأسرة المسلمة أولادها عن واقع المسلمين، وأن تدعمهم ماديا ومعنويا.

وعن الفتاوى التي تعالج التحديات التي تواجه الأسرة المسلمة، يؤكد أن المسلمين في الدول غير الإسلامية لهم منهجية خاصة تعتمد على التيسير في الفتوى والتبشير في الدعوى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات الأسرة المسلمة تعیش فی

إقرأ أيضاً:

ما حكم تحديد النسل؟.. أمين الفتوى: عدم الإنجاب نهائيًا جائز شرعًا

قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، فى إجابته عن سؤال “ما حكم الدين في تحديد النسل؟” إن تحديد النسل جائز شرعًا إذا كان قرارًا فرديًا نابعًا من ظروف الإنسان الشخصية أو قدرته على تربية أولاده.

وأشار الورداني، في تصريح له، إلى أن هناك فرقًا واضحًا بين "تحديد النسل" و"تنظيم النسل"، لأن السؤال يتكرر كثيرًا، لذلك يجب التفريق بين المفهومين لفهم الحكم الشرعي بدقة.

وأوضح: “أن معنى تحديد النسل، ان شخصا يقول أنا قررت أخلف طفلين فقط، فهذا حلال وجائز وليس فيه أى شيء، لأن من حق الإنسان أن يقول ”انا مش هخلف أصلا" لأن الإنجاب من مقاصد الزواج الثانوية، وليست الغاية الوحيدة من الزواج"

ولفت إلى أن من حق الإنسان أن يتخذ هذا القرار طالما أنه يتعلق بحياته الأسرية وقدرته على القيام بالمسؤولية، وبناء على ذلك يجوز تنظيم النسل وتحديده على المستوى الفردى دون حرج شرعي".

حكم ترك الأم المطلقة حضانة أولادها للزواج مرة أخرى.. الأزهر للفتوى يوضحدعاء لهداية الولد العنيد.. ردده فى كل وقتإيه الحكمة إن النبي ملوش أخوة ولا أولاد ذكور؟ علي جمعة يجيبالعدل بين أولادك يحمي قلوبهم من الغل والحقد.. رسالة الأوقاف للآباء في رمضان

تحديد النسل

أما بخصوص تحديد النسل على مستوى الدولة أو الأمة، فنوّه الورداني إلى أن هذا الأمر يحتاج إلى دراسة أشمل، فلو الدولة أو الأمة قررت ان تتجه لتحديد النسل كسياسة عامة، فهذا يحتاج الى نظر أعمق في المقاصد الكلية للشريعة، ونرى هل هذا القرار يحقق مصلحة مجتمعية أم لأ.. وهنا تختلف الفتوى حسب الزمان والمكان والأحوال".

وأكد على أن كلًا من تنظيم النسل وتحديد النسل جائز شرعًا طالما أن الأمر لا يتعارض مع مبادئ الشريعة، ويُراعى فيه المصلحة، والقدرة، والنية الحسنة.

حكم الدين في تحديد النسل ونوع الجنين

وقال الشيخ عبد الحميد السيد عضو الأمانة المساعدة للدعوة والإعلام الديني، إن مِن أَجَلِّ مقاصد الشريعة الإسلامية استمرار النسل وبقاء النوع الإنساني وحفظه؛ ولذلك شرع الله الزواج للتناسل وتحصين النفوس من الوقوع في الحرام، وحث الرسول- صلى الله عليه وسلم- على اختيار الزوجات المنجبات للأولاد.

وعن أنس- رضي الله عنه- أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان يأمر بالباءة وينهى عن التبتل نهيًا شديدًا، ويقول: «تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ؛ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ الْأَنْبِيَاءَ بِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» أخرجه أبو داود.

وجاء رجل إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: «إِنِّي أَصَبْتُ امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ وَجَمَالٍ، وَإِنَّهَا لَا تَلِدُ، أَفَأَتَزَوَّجُهَا، قَالَ: «لَا» ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَنَهَاهُ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: «تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ» أخرجه الترمذي.

وأوضح: لهذا وغيره من المقاصد الكبرى التي تثمن الثروة البشرية وتعنى بها الشريعة فلا يجوز تحديد النسل وقطعه بصورة نهائية إلا عند الضرورة وعند وجود عذر يقتضيه كالخوف على حياة الأم ونحوه.

وبين عضو الأمانة المساعدة للدعوة والإعلام الديني: أما تنظيم النسل وطلب الراحة المناسبة بين كل طفل وآخر حتى لا تزدحم على رب الأسرة المسئوليات فهو أمرٌجائز.

وشدد على أن الذي ينصح به هو تنظيم النسل ووضع حد زمني فاصل بين كل طفل وآخر، يُعْتَنَى فيه بالطفل وغذائه وتربيته وتهذيبه، وطالما كانت الظروف تسمح بالإنجاب فهذا من خير ما يقدمه المسلم لنفسه، وقد يرزقه الله بالصالحين الذين يحسنون إليه في حياته ويستغفرون له بعد موته.

مقالات مشابهة

  • دعاء يوم الجمعة الذي يغير الأقدار للأفضل
  • ممثل الجامعة العربية بالأمم المتحدة: على المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل للانسحاب من سوريا
  • الإسلاموفوبيا تجتاح المجتمع البريطاني وتثير قلق الحكومة
  • «الحلال» هو الأصل في الموسيقى والغناء.. أمين الفتوى يوضح
  • ما حكم تحديد النسل؟.. أمين الفتوى: عدم الإنجاب نهائيًا جائز شرعًا
  • المبعوث البريطاني يدعو القادة السودانيين لإعادة بناء المجتمع والنظام السياسي مع اقتراب الحرب من إكمال عامها الثاني
  • أذكار الصباح اليوم الخميس 10 أبريل 2025.. «بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ»
  • ناصر الزهراني: الأسرة المتماسكة تصنع مجتمعاً مستقراً
  • الشويهدي يناقش مع «بالقاسم» استعدادات تنظيم المونديال المغاربي في البيضاء
  • هذا هو حصان طروادة الذي سيفكّك الغرب