أشغال شقة.. هشام ماجد يتألق بدراما مقتبسة بذكاء بعيدا عن الاستنساخ
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
بعد النجاح الكبير الذي حققه النجمان هشام ماجد وشيكو بمسلسل "اللعبة" خلال 4 مواسم، قرر الممثلان المصريان خوض الموسم الرمضاني لهذا العام بأعمال درامية منفصلة، الأول بمسلسل "أشغال شقة" والثاني بمسلسل "خالد نور وولده نور خالد".
ينتمي العملان لدراما الـ15 حلقة، وفي حين عُرض "أشغال شقة" بالنصف الأول من رمضان، من المفترض عرض مسلسل شيكو بالنصف الثاني، ومع أن المقارنة بين العملين متوقعة وحتمية، لكن بعد تربع "أشغال شقة" على عرش المسلسلات الأعلى مشاهدة في مصر والسعودية وبعض الدول الأوروبية عبر منصة "شاهد" منذ بداية رمضان، بجانب حيازته على اهتمام رواد منصات التواصل الاجتماعي، صارت المنافسة أصعب.
تدور أحداث المسلسل حول حمدي الطبيب بالطب الشرعي (هشام ماجد) والإعلامية ياسمين (أسماء جلال) اللذين يرزقان بتوأم، وبسبب حاجتهم للمساعدة يضطران إلى البحث عن خادمة تقدم لهما المساعدة المنزلية، الأمر الذي يعرضهما لكثير من المواقف الطريفة.
رغم بساطة الفكرة، لكنها حملت بين طياتها نواة كوميديا متينة خاصة مع اللجوء لمديرات منزل مختلفات شكلا ومضمونا بمعدل واحدة كل حلقتين، مما سمح بضخ دماء متجددة من ضيوف الشرف بالمسلسل وتقديم قصص متنوعة.
وبالفعل نجحت الحلقتان الأولى والثانية التي شاركت فيهما النجمة انتصار في استقطاب المشاهدين، حتى إن مشاهدها وإيماءاتها سرعان ما تحولت إلى مادة للتندر والضحك على منصات التواصل، وهو ما يتناقض تماما مع دورها بمسلسل "أعلى نسبة مشاهدة" حيث تقوم بدور أم من منطقة شعبية تعاني الأمرين لضمان الكفاف لبناتها.
وتألقت كذلك النجمة إيمان السيد في أداء الخادمة ذات الأصول الشرقاوية -نسبة إلى محافظة الشرقية- والبارعة بالطبخ لدرجة تتسبب في اكتساب البطلة الكثير من الوزن الزائد بما يهدد مسيرتها المهنية، أما أنعام سالوسة فأجادت دور الخادمة ضعيفة السمع التي تقلب حياة الزوجين رأسا على عقب.
الرهان على كوميديا الموقفبخلاف ضيوف الشرف، منح العمل مساحة جيدة لعدد من نجوم الصف الثاني للكشف عن طاقاتهم الكوميدية، على رأسهم مصطفى غريب الذي شارك في عدة أعمال فنية أشهرها آخر 3 مواسم من مسلسل "الكبير"، وإن كان يمكن اعتبار "أشغال شقة" نقطة انطلاقته الحقيقية التي لن تلبث أن تفتح له أبوابا أكبر بعد نجاحه بمجاراة هشام ماجد بالكوميديا، بل التفوق عليه، حتى إن كثيرين شبهوه بالراحل طلعت زكريا في بداياته.
كما تألقت النجمة شيرين بدور الحماة المتسلطة التي تتعمد إزعاج زوجة ابنها، ومحمد محمود في دور الطبيب الذي يمارس كل يوم تخصصا طبيا مختلفا وهو ما كان يمكن استغلاله بمواقف كوميدية أكثر من ذلك، بالإضافة إلى محمد عبد العظيم في دور المدير بمصلحة الطب الشرعي حيث يعود للكوميديا التي عرّفته إلى الجمهور بمسلسل "بـ 100 وش".
ومع أن بطولة العمل النسائية الأساسية جاءت من نصيب أسماء جلال ورغم الانسجام الذي ظهر بينها وبين هشام ماجد، فإنها بدت كما لو كانت تتحسس موقفها بعالم الكوميديا، وتعرف حجم قدراتها الحقيقية بهذا المجال، مما يجعلها تستحق وصفها بالذكية كونها لم تجازف أو تبالغ بالتمثيل في منطقة درامية جديدة عليها.
آل دياب وفن الاقتباسجدير بالذكر أن مسلسل "أشغال شقة" مقتبسا من فيلم "صباح الخير يا زوجتي العزيزة" الذي صدر عام 1969، ولعب بطولته صلاح ذو الفقار ونيللي وتحية كاريوكا، ودار حول زوجين سعيدين ينجبان طفلا، ويستعينان بأم الزوجة لرعاية الطفل، لكن مع توالي المشكلات وتضاعف الخلافات بين الزوجين يقرران البحث عن مساعدة خارجية.
ومع أن المسلسل بمثابة اقتباس، لكنه لم يستنسخ العمل الأصلي بالصوت والصورة، وإنما الفكرة العامة فقط بخيوطها العريضة مع إضافة شخصيات جديدة تسمح بخلق كوميديا مضاعفة، وهو أمر يُحسب لصانعيه الذين لم ينجرفوا نحو تيار النسخ بالورقة والقلم مثلما يجري بالسنوات الأخيرة مع المسلسلات التركية.
اتهامات بالإساءة إلى المرأةلكن ذلك لا يمنع حقيقة أن بعض القضايا التي طرحها العمل من باب الكوميديا جانبها الصواب واستفزت الجمهور. مثل السخرية من اكتساب البطلة وزنا إضافيا واضطرارها إلى اللجوء للعمليات الجراحية لإنقاص الوزن كي تصبح مقبولة وجميلة سواء بعيون زوجها أو بالعمل، إذ لم يعد مقبولا الاعتماد على انتقاد المظهر الجسدي للأفراد "البودي شيمينغ" (Body shaming) كمادة للإضحاك.
الأمر نفسه ينطبق على الحلقتين اللتين لعبت بطولتهما الممثلة اللبنانية ريم خوري، واعتمد دورها على كونها مجرد امرأة جميلة يتهافت عليها الرجال، ويتعلقون بها من النظرة الأولى، تماما مثلما جرى بفيلم "التجربة الدانماركية" والدور الذي قدمته اللبنانية نيكول سابا وهي فرضية ليست طريفة وتحمل كثيرا من المبالغة.
ومع ذلك لا يمكن إنكار اهتمام صانعي العمل بالتفاصيل الصغيرة سواء بالكتابة أو الديكورات والكادرات الإخراجية، وبالنظر لأن هذا العمل هو التجربة الدرامية الكوميدية الأولى لمؤلفي المسلسل خالد دياب وشيرين دياب بعد العديد من الأعمال الدرامية التي طغت الدرامية على غالبيتها، يمكن الحُكم على العمل باعتباره خطوة موفقة تفتح لهم مجالا جديدا بالكتابة.
خاصة أن بعض المواقف المضحكة التي شاهدناها كانت جيدة وطازجة، إذ أحسنا استغلال وظيفة الزوج لخلق مواقف طريفة، وإن اتسم بعضها بالمبالغة وهو أمر مقبول عادة بالأعمال الكوميدية الخفيفة.
مسلسل "أشغال شقة" دراما كوميدية أوشكت على الانتهاء، من إخراج خالد دياب وتأليفه بالمشاركة مع شيرين دياب، والبطولة جماعية شارك بها كل من هشام ماجد، وأسماء جلال، وشيرين، وسلوى محمد علي، ومصطفى غريب، ومحمد عبد العظيم، والكثير من ضيوف الشرف.
أما النجم شيكو سوف يطل على الجمهور خلال أيام عبر مسلسل "خالد نور وولده نور خالد" يشاركه البطولة كريم محمود عبد العزيز، وآية سماحة، وحمزة العيلي، ودنيا ماهر.
ويدور العمل في إطار كوميدي-فانتازي، حيث تتسبب فجوة زمنية تنتج عن خلل بإحدى التجارب العلمية في ظهور ابن بحياة والده، بينما يتشارك الاثنان المرحلة العمرية نفسها، وهي الفكرة غير التقليدية والجذابة للحد الذي جعل البعض يتنبؤون بأن يكون هذا العمل هو الحصان الرابح بفئة الكوميديا رمضان 2024.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات هشام ماجد أشغال شقة
إقرأ أيضاً:
الكاتبة فاطمة العامري لـ24: كتابة القصة تختزل لحظات الحياة بذكاء الفنان
أكدت الكاتبة والفنانة فاطمة العامري أنها اختارت كتابة القصص القصيرة، لأنها تحب هذا الفن المكثّف، الذي يختزل لحظات من الحياة، ويعيد تقديمها بذكاء الفنان.
وأضافت في حوار لـ24: "تخصصي الدراسي في بكالوريوس العمارة الداخلية والتصميم من كلية الفنون الجميلة، ثم دراستي ماجستير اللغة العربية وآدابها، كان لهما دوراً كبيراً في تطوير ذائقتي الأدبية والفنية.
ويذكر أن الكاتبة والفنانة فاطمة العامري خريجة كلية الفنون الجميلة والتصميم، وباحثة ماجستير بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الشارقة، لها ما يزيد عن 6 مؤلفات في مجال القصة القصيرة للكبار والأطفال، وحائزة على عدد من الجوائز، منها جائزة غانم غباش للقصة القصيرة للعام الحالي، وجائزة فاطمة بنت مبارك للتميز الثقافي والفني والإعلامي، وجائزة الشيخ راشد بن حمد الشرقي للإبداع، وترشحت وصولاً الى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد - فئة أدب الأطفال.
وتالياً نص الحوار مع ابنة الإمارت فاطمة العامري:
_متى بدأت كتابة القصة القصيرة ولماذا اخترت هذا المجال؟
بدأت الكتابة من عمر مبكّر جداً في فترة المدرسة، وحصلت على عدد من الجوائز، لكن خيار النشر جاء متأخراً إلى ما بعد التخرج من الجامعة، واخترتُ مجال القصة القصيرة لأنني أحب هذا الفن المكثّف، الذي يختزل لحظات من الحياة ويعيد تقديمها بذكاء الفنان.
_ما أهم المجموعات القصصية التي تأثرت بها عبر رحلتك مع القراءة؟
قرأت وما زلت أقرأ قصصاً للعديد من الكتّاب، مثل تشيخوف- موباسان- باتريك زوسكيند- يوسف إدريس- زكريا تامر - بورخيس - رافييل نوبوا، وغيرهم.
_فزت بجائزة غانم غباش للقصة القصيرة للعام الحالي.. ما عنوان القصة وكم استغرقت وقتاً في كتابتها؟
القصة بعنوان "الصوت في رأسي يقول" ظلت الفكرة في ذهني حوالي عام كامل، ولم أكتبها الا للمشاركة في جائزة غانم غباش، واستغرقت حوالي شهر للتحرير والكتابة والمراجعة.
_وماذا مثل لك الفوز بجائزة غانم غباش للقصة القصيرة؟
أشعر بالفخر، كوني الفائزة الأولى مع عودة الجائزة بعد انقطاع دام 15 عاماً تقريباً، كما أشعر بالمسؤولية تجاه هذا التكريم، لأنه خطوة للعمل بإصرار وجدية أكثر على تجربتي الأدبية.
_هل تفكرين بكتابة رواية مستقبلاً وما عملك الأدبي القادم؟
لا أميل لكتابة الرواية، أنا مخلصة لفن القصة القصيرة، وأحاول العمل على مجموعة قصصية جديدة بمواضيع لم أتناولها من قبل.
_كخريجة فنون جميلة، وباحثة ماجستير آداب كيف أثرّ تخصصك الدراسي على كتاباتك الأدبية؟
تخصصي في بكالوريوس العمارة الداخلية والتصميم من كلية الفنون الجميلة ثم دراستي ماجستير اللغة العربية وآدابها، كان لهما دور كبير في تطوير ذائقتي الأدبية والفنية.
أصبحت أهتم بالتفاصيل الفنية، وبناء المشاهد والصور وشخصياتي القصصية، لأنه لا يمكن لأدب أن يتشكل دون تقنيّات فنية، والعكس صحيح.
كما أن رسالة الماجستير الخاصة بي جمعت ما بين الفنون والأدب، بدراسة العلاقة ما بين فن التصميم وبناء القصة القصيرة الموجهة للكبار والأطفال.
_ماذا عن نتاجك في الفنون الجميلة؟
أرسم الكتب الموجهة للكبار، وقصص الأطفال وأشرفت على تدريب عدد من الرسامين في مجال صناعة كتب الأطفال، ضمن برنامج دبي الدولي للكتابة، التابع لمؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، كما شاركت في عدد من المعارض الدولية مثل معرض بولونيا - إيطاليا للكتاب ومعرض سالونيك للكتاب في اليونان ومعرض جوادالاهارا في المكسيك وذلك عبر رسوماتي الموجهة للأطفال وقصصهم.
من أجواء قصة "الصوت في رأسي يقول" للكاتبة فاطمة العامري الفائزة بجائزة غانم غباش مؤخراً.
"أنتِ تكتبين هذا النص دون إرادةٍ منكِ. تكتبينه لأنني أمليه عليكِ كلمةً كلمة، جُملةً فجُملة، ولو أنني صمَتُّ الآن. لو أنني خرستُ الآن وتوقفت، لتوقفتِ أيضاً. تماماً كنقطةٍ في نهاية السطر.
لكنني لن أتوقف، لأنني في هذه اللحظة أريد أن أفرغ هذه السطور المحتشدة بداخلي فيكِ، أنفضها مني. لا لشيء سوى أن الصمت مدةً طويلة لا يروقُ لنا نحنُ الكتّاب الأموات، حتى بعد انتقالنا إلى الحياة الأخرى. ولأننا لا نملكُ الجسد الفيزيائي، النابض، الحيّ الذي تملكونه أنتم الكُتّاب الأحياء. نزوركم بين الحين والآخر لنُملي عليكم حكاياتٍ، أو نفضفض قصصاً، أو نتخلّص من ثقل الأوزان الشعرية، أو نمنحَ أنفسنا متعة أن تُنشر لنا نصوص من خلالكم. لا يفوتنا أن نسمع آراءَ النُّقاد، لاسيما عندما يُبدون رأياً في نص ما؛ فيقولون:
"تأثر في هذه القصة، أو في تلك الرواية بأسلوب فلان –رحمه الله-"، أو يلمّحون إلى أنكم لا يُمكن أن تكونوا بهذا القدر من الموهبة، ولا هذا المستوى من النضج الأدبي ما لم تقرؤوا نصاً نثرياً أو شعرياً كتبه ميتٌ في عامٍ من الأعوام! "