في العصر الرقمي الذي نحيا فيه ونتفاعل معه اليوم، أصبح اختراق البيانات أمرا شائعا، حيث تم بالفعل اختراق أكثر من 29 مليار سجل بيانات بعد سبعة أسابيع فقط من العام الجديد. إذ تفشت الجرائم الإلكترونية وخروقات البيانات، ولم يعد التهديد بالاختراق يمثل احتمالا مرعبا، بل يمثل إزعاجا رقميا أصبح الجميع على استعداد لمواجهته عبر الإنترنت.

الأمر المبشر أن هناك العديد من الحلول التي تنتهجها الشركات والمؤسسات، على اختلاف حجمها، لإنهاء هذه المعاناة المعاصرة. فمنهم من يعين خبراء سيبرانيين، ومنهم من يتعاقد مع شركات خبيرة في الحلول السيبرانية، لكن هناك من ينتهج حلا، ليس بغريب، بقدر ما هو تطبيق للمثل الشائع الذي يقول "للقبض على لص، فكّر كلص".

وفي هذا المجال، لحماية أصولك الرقمية من القراصنة، ربما عليك أن تعيّن قرصانا، إذ تعد برامج مكافآت صائدي الجوائز هي الخيار الأمثل هنا.

برنامج مكافآت صائدي الجوائز هو إجراء أمني تستخدمه الشركات والمؤسسات لتحديد ومعالجة نقاط الضعف في أنظمتها. ومن خلال دعوة القراصنة المهرة لاختبار دفاعاتها، توفر هذه البرامج وسيلة للشركات لتحسين وضعها الأمني وحماية بيانات عملائها.

صائدو الجوائز هم قراصنة أخلاقيون يستخدمون خبراتهم الفنية للعثور على العيوب الأمنية، ونقاط الضعف في الأصول الرقمية.

إذ يمكن أن تستغرق هذه العملية وقتا طويلا، ولكنها تقدم فوائد عديدة لهؤلاء القراصنة المعنيين. أولا وقبل كل شيء، يتيح صيد المكافآت للمخترقين تحقيق الدخل من مهاراتهم.

ومن خلال تحديد الأخطاء الصحيحة والإبلاغ عنها، يمكنهم كسب مكافآت مالية كبيرة. بالإضافة إلى ذلك، توفر برامج مكافأة صائدي الجوائز وسيلة للمتسللين لتوسيع خبرتهم والتواصل مع شبكة من خبراء الأمن السيبراني.

علاوة على ذلك، فإن فوائد برامج مكافأة اكتشاف الأخطاء البرمجية تمتد إلى ما هو أبعد من القراصنة أنفسهم.

شركة بوستيف تيكنولوجيز أطلقت برنامجا لمكافأة اكتشاف الأخطاء البرمجية يقدم مبلغا ضخما قدره 650 ألف دولار (رويترز)

السبب الأكبر لارتفاع الطلب على هؤلاء القراصنة هو أن لانتهاكات البيانات والثغرات الأمنية عواقب وخيمة على الشركات والعلامات التجارية، ففي كثير من الحالات قد لا تتعافى الشركات التي تتعرض لانتهاكات البيانات أو الهجمات أبدا من الأضرار المالية، أو الأضرار التي لحقت بسمعتها.

ومن خلال تحديد نقاط الضعف ومعالجتها قبل أن يساء استغلالها عبر تسريب بيانات دقيقة وحرجة، أو إيقاف الخدمة، يساعد صائدو الجوائز الشركات على أن تصبح أكثر مرونة في مواجهة الهجمات.

لكي ينجح المتسللون في صيد الثغرات وتحديد نقاط الضعف، يجب أن يكون لديهم فهم قوي للممارسات الآمنة والمتطلبات الأساسية لصياد الجوائز.

كما يجب أن يكونوا قادرين على تحديد الأخطاء الفريدة والصالحة ضمن النطاق المحدد للبرنامج، والإبلاغ عنها بطريقة واضحة وموجزة، وفي مقابل جهودهم يمكنهم كسب مكافآت مالية كبيرة واكتساب خبرة قيّمة في مجال الأمن السيبراني.

لذا توفر برامج مكافآت صائدي الجوائز وسيلة للشركات لتحسين وضعها الأمني وحماية بيانات عملائها، مع توفير فرصة صعبة ومجزية للقراصنة الأخلاقيين المهرة لاستخدام خبراتهم من أجل الخير.

من خلال العمل معا، يمكن للشركات وصائدي الثغرات المساعدة في إنشاء مشهد رقمي أكثر أمانا للجميع، وهو ما قررت شركة "بوستيف تيكنولوجيز" (Positive Technologies) فعله.

أطلقت شركة بوستيف تيكنولوجيز، وهي شركة روسية للأمن السيبراني، برنامجا لمكافأة اكتشاف الأخطاء البرمجية يقدم مبلغا ضخما قدره 650 ألف دولار لأول متسلل يمكنه "القيام بنوعين صعبين من الاختراق".

فقد دعت الشركة الباحثين الأمنيين من جميع أنحاء العالم لاختبار فعالية أنظمتها الأمنية من خلال محاولة دس تعليمات برمجية خبيثة إلى أحد منتجات الشركة، أو سرقة الأموال من حساباتها.

ويعد هذا النهج جزءا من برنامج "بوستيف دريم هنتنغ" (Positive Dream Hunting) التابع لشركة بوستيف تيكنولوجيز، والذي يعد رائًدا في ممارسة القرصنة الأخلاقية بمكافأة ضخمة.

الفكرة وراء هذا البرنامج هي الاستفادة من خبرات المتسللين الأخلاقيين في جميع أنحاء العالم لاكتشاف نقاط الضعف الداخلية بسرعات قياسية. وعبر اختبار الاختراق، تكشف عيوب النظام بأكمله، مما يسمح للشركات بتحديد ثغرات معينة في بروتوكولاتها وممارساتها الأمنية.

في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، استضافت منصة "ستاند أوف 365" (Standoff 365) برنامج مكافآت صائدي الجوائز، حيث جرى تحدي المشاركين لسرقة الأموال من حسابات الشركات.

وبالتعاون مع وكلاء الدفع، دفعت "ستاند أوف 365" المكافآت للمتسللين الأخلاقيين بعملات مختلفة في روسيا وخارجها. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أعادت شركة بوستيف تيكنولوجيز إنشاء جزء من بنيتها التحتية الحقيقية كجزء من "ستاند أوف 12" (Standoff 12).

وتضمن هذا التمرين المكثف عمليات تطوير البرامج وبناءها وتسليمها، والتي اختبرت احتمال إدخال تعليمات برمجية ضارة في هذه المنتجات.

وعلى الرغم من أن المشاركين فشلوا في تدشين هجوم "باب خلفي" (Backdoor) على الكود المصدري لأحد منتجات الشركة، فإن هذا الحدث ألهمهم بالمكافأة الحالية بقيمة 650 ألف دولار.

إذ يطلب من المشاركين وضع بنية ضارة تحتوي على تعليمات برمجية خبيثة على خادم التحديث الداخلي، ولكن شركة بوستيف تيكنولوجيز تمنع انتشار هذه التحديثات الخبيثة لمنتجاتها الأخرى من خلال آليات الأمان الداخلية.

بالإضافة إلى ذلك، ومن أجل تعزيز الأمن السيبراني القائم على النتائج، تستخدم شركة بوستيف تيكنولوجيز منتجاتها الخاصة المزودة بأحدث الميزات.

إن مفهوم مكافآت اصطياد الجوائز ليس جديدا، ولكن نهج شركة بوستيف تيكنولوجيز فريد من نوعه في تركيزه على الأحداث غير المحتملة، التي يمكن أن تؤدي إلى نتائج غير متوقعة.

يعتقد أليكسي نوفيكوف، رئيس مركز "بي تي إيكسبرت سيكيورتي سنتر" (PT Expert Security Center) في شركة بوستيف تيكنولوجيز، أن "إطلاق برنامج مكافأة الأخطاء الذي يركز على الأحداث غير المحتملة، التي لا يمكن التسامح معها، هو الطريقة الوحيدة لكبير مسؤولي أمن المعلومات والإدارة العليا في الشركة لاختبار فعالية أنظمتها الأمنية".

من خلال تحفيز المتسللين على اكتشاف الثغرات في أنظمتهم، تتخذ شركة بوستيف تيكنولوجيز نهجا استباقيا لتعزيز معايير الأمن السيبراني العالمية.

في الختام، يعد برنامج مكافآت صائدي الجوائز الخاص بشركة بوستيف تيكنولوجيز نهجا ثوريا لمكافحة التهديد المتزايد للجرائم الإلكترونية وانتهاكات البيانات. ومن خلال الاستفادة من خبرات المتسللين الأخلاقيين في جميع أنحاء العالم، تعمل الشركات على تعزيز الأمن السيبراني القائم على النتائج، واتخاذ نهج استباقي لتعزيز معايير الأمن السيبراني العالمية.

مع أكبر مكافأة أخطاء في العالم، تضع شركة بوستيف تيكنولوجيز معيارا جديدا للأمن السيبراني وتمهد الطريق لمستقبل رقمي أكثر أمانا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات الأمن السیبرانی نقاط الضعف ومن خلال من خلال

إقرأ أيضاً:

«ڤاليو» تعلن إتمام الإصدار العاشر لسندات توريق بقيمة 1.2 مليار جنيه

الإصدار هو العاشر ضمن برنامج إصدار سندات توريق بقيمة 9 مليار جنيه 

الشركة نجحت في إتمام الإصدار التاسع بقيمة 616.8 مليون جنيه خلال شهر مايو الماضي

أعلنت اليوم شركة «ڤاليو»، شركة تكنولوجيا الخدمات المالية الرائدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عن إتمام الإصدار العاشر لسندات توريق بقيمة 1.2 مليار جنيه، وهو ضمن برنامج إصدار سندات توريق معتمد بقيمة 9.0 مليار جنيه. 

وقد تم إسناد عملية التوريق المضمونة بمحفظة أوراق قبض لصالح شركة إي اف چي القابضة للتوريق، حيث تم طرح الإصدار على شريحتين:

•        تبلغ قيمة الشريحة (A) 691.6 مليون جنيه ومدتها 6 أشهر، وحصلت على تصنيف ائتماني Prime 1(sf) ومعدل فائدة ثابتة.

•        تبلغ قيمة الشريحة (B) 461.0 مليون جنيه ومدتها 12 شهرًا، وحصلت على تصنيف ائتماني Prime 2 (sf)، ومعدل فائدة ثابتة.

وفي هذا السياق أعرب شكري بدير، الرئيس المالي بشركة «ڤاليو»، عن اعتزازه بإتمام هذا الإصدار باعتباره خطوة استراتيجية في مسيرة الشركة نحو تحقيق النمو والتوسع، من خلال الاستفادة من مختلف أنواع الأدوات المالية. وأوضح بدير أن نجاح هذه الصفقة يعكس ثقة مجتمع الاستثمار في نموذج الأعمال القوي الذي تتبناه «ڤاليو» والتزامها الراسخ بالحفاظ على أعلى معايير الشفافية والنزاهة المالية. وأكد أن «ڤاليو» تواصل تقديم باقة متكاملة من الحلول والخدمات المالية الابتكارية التي تلبي احتياجات العملاء دائمة التغيّر، علمًا بأن هذا الإصدار سيساعد على زيادة وتنويع باقة المنتجات والخدمات التي تقدمها الشركة.

وقد نجحت «ڤاليو» في إحداث نقلة نوعية بمجال الخدمات المالية في السوق المصري وذلك عبر تمكين وإثراء حياة ملايين الأفراد في مختلف أنحاء مصر من خلال «U»، منصة الشراء الآن والدفع لاحقًا (BNPL)، بالإضافة إلى تقديم باقة متنوعة من المنتجات الاستثمارية من بينها صندوق «AZ Valu» النقدي وتطبيق «EFG Hermes ONE»، وهو ما ساهم في تحقيق الأهداف المالية للعملاء. وإلى جانب هذه الخدمات، تواصل «ڤاليو» تقديم باقة من الحلول الابتكارية التي تلبي احتياجات العملاء دائمة التغير، ومن بينها برنامج الاسترداد النقدي الفوري «شقلباظ» ومنتج «أكيد» الادخاري، وبرنامج «Ulter»، أحد الحلول التمويلية المُصممة لتيسير سداد مدفوعات المنتجات الفاخرة. كما قامت الشركة مؤخرًا بإطلاق بطاقة ائتمانية جديدة حصريًا لعملاء ڤاليو وكذلك بطاقة مسبقة الدفع بالتعاون مع شركة فيزا، وهو ما ساهم في التوسع بباقة المنتجات والخدمات التي تقدمها الشركة فضلًا عن إتاحة الفرصة للعملاء لإجراء معاملاتهم المالية بسهولة ويسر وبأعلى مستويات المرونة.

 أعربت مي حمدي، المدير التنفيذي لقسم أسواق الدين بقطاع الترويج وتغطية الاكتتاب بشركة إي اف چي هيرميس، عن سعادتها بالمردود الإيجابي للشراكة الاستراتيجية مع «ڤاليو»، والتي أثمرت عن إتمام الإصدار العاشر للشركة بنجاح، والذي يأتي انعكاسًا للنهج الابتكاري والسياسات المالية الرشيدة التي تتبناها الشركة. كما أشادت حمدي بالدور المحوري الذي تلعبه إي اف چي هيرميس في دعم المبادرات الرامية إلى تعزيز مسيرة النمو الاقتصادي وتوفير فرص جذابة إلى جميع الأطراف ذات العلاقة، مؤكدةً على مواصلة تعزيز أطر الشراكة مع شركة «ڤاليو» للتوسع بباقة المنتجات والحلول المالية التي تقدمها الشركة خلال الفترة القادمة.

جديرٌ بالذكر أن إي اف چي هيرميس قامت بدور المستشار المالي الأوحد ومدير الإصدار والمرتب العام وضامن التغطية الأوحد للإصدار. وقام البنك العربي الأفريقي الدولي (AAIB) بدور ضامن التغطية وأمين الحفظ، بينما شارك بنك المؤسسة العربية المصرفية (ABC) في عملية الاكتتاب. وقامت شركة Baker Tilly بدور مراجع الحسابات، بينما قام مكتب الدريني وشركاه بدور المستشار القانوني للصفقة+

مقالات مشابهة

  • شركة فلبينية تتعاقد على صفقة طائرات إيرباص بـ24 مليار دولار
  • آبل قد تعلن صفقة مع غوغل لاستخدام جيميناي خلال الخريف القادم
  • «ڤاليو» تعلن إتمام الإصدار العاشر لسندات توريق بقيمة 1.2 مليار جنيه
  • بحد أدنى 6 آلاف جنيه.. الشباب والرياضة تعلن عن وظائف خالية «الشروط والمميزات»
  • بوينغ تعيد شراء الشركة المصنعة لأجسام الطائرات لضمان السلامة ومراقبة الجودة
  • "شعاع" تدعو المواطنين للإبلاغ عن أي محاولة لسرقة التيار الكهربائي
  • وظائف وزارة الشباب والرياضة الجديدة 2024 بمرتبات مجرية
  • وزير التجارة يبحث مع مسؤولي عدد من الشركات العالمية خطة التوسع في السوق المصري
  • "سمير" يبحث مع عدد من الشركات العالمية خططها للدخول والتوسع بالسوق المصري
  • وزير التجارة يبحث مع مسؤولي عدد من الشركات العالمية خططها للتوسع في السوق المصري