ملتقى الأزهر: عبادة الخفاء تصلح قلب العبد وتعينه على مواجهة أعباء الحياة
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
عقد الجامع الأزهر، اليوم الاثنين، فعاليات ملتقى الظهر بعنوان: "المرء بين الخفاء والرياء"، برواق الشراقوة، بمشاركة الدكتور إيهاب إبراهيم، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر، والشيخ خالد إبراهيم شلتح، مدير عام الدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية.
المرء بين الخفاء والرياءقال الدكتور إيهاب إبراهيم، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر، إن الإسلام حثنا على جانب الخفاء، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي"، وهو العبد الذي يحرص على إخفاء حسناته عن الناس فيجعل بينه وبين الله عز وجل خبيئة عمل صالح لا يعلمها إلا الله وحده، موضحا أن حال المرء بين نور يعيشه في عبادة السر وطاعة الخفاء وبين ظلمات يتخبط فيها في جانب حب السمعة والرياء، وأن عبادة الخفاء تصلح قلب العبد وتسهل الوصول إلى الخشوع في العبادة، وهي خير معين للمرء على مواجهة أعباء الحياة بما يحدث للإنسان فيها من تحقيق أسمى معاني اليقين بالله عز وجل في كل شيء.
ومن جانبه، بين الشيخ خالد إبراهيم شلتح أن الله ـ عزّ وجل ـ يوفق أصحاب القلوب التقية النقية الخفية لعبادة الخفاء، مصداقا لقوله تعالى "إنما يخشى الله من عباده العلماء"، والمقصود بالعلماء في الآية الكريمة من يعرفون الحلال ويعيشون من خلاله ويعرفون الحرام وهم أبعد الناس عنه ويوقنون أنهم سيموتون ويلقون ربهم وأن الله تعالى سيحاسبهم على النقير والقطمير، مضيفا أن نبينا الكريم قد أوصانا بالخلوة في ذكر الله، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله"، ومنهم رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه خشية لله عز وجل، فيجب علينا في خلواتنا أن نستحضر هذه القوة الإلهية لتخشع قلوبنا مع عيوننا خشية لله.
وأوضح مدير عام الدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية أن أعمال السر منها ما يفتح الباب لنا مع الله عز وجل ومنها ما يحبط الأعمال والعياذ بالله فقد روى الإمام ابن ماجه في سننه عَنْ ثَوْبَانَ: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا, قَالَ ثَوْبَانُ: يَارَسُولَ اللهِ! صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا؛ أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللهِ انْتَهَكُوهَا)، وفيه يخبرنا نبينا الكريم عن أناس من أمته، لهم أعمال طيبة وحسنات متكاثرة، وصلوات وصدقات وقربات وأعمال بر صالحات وكثيرات.. وأنهم قد جمعوا من عباداتهم وطاعاتهم أجورا كثيرة، وحسنات بلغت مبلغا عظيما حتى صارت كالجبال من كثرتها، إلا أنهم إذا جاءوا يوم القيامة جعل الله هذه الحسنات هباءً منثورا، ثم بيَّن عليه الصلاة والسلام السبب في حبوط هذه الأعمال أو ذهاب ثوابها وضياع أجورها فقال: كانوا (إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها).
ويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (١٣٠ مقرأة- ٥٢ ملتقى بعد الظهر- ٢٦ ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث الإسلامية ٢٠ ركعة يوميا بالقراءات العشر- ٣٠ درسًا مع التراويح- صلاة التهجد بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث في العشر الأواخر- تنظيم ٧ احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم- ٥٠٠٠ وجبة إفطار يوميًّا للطلاب الوافدين، لتصل الوجبات لـ ١٥٠ ألف وجبة طوال الشهر الكريم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر الجامع الازهر مجمع البحوث الاسلامية بالجامع الأزهر عز وجل الله ع
إقرأ أيضاً:
هل توجد عبادة مُحددة مُستحبة في ليلة الإسراء والمعراج.. دار الإفتاء توضح
أكد الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، أن ليلة الإسراء والمعراج تمثل معجزة كبرى تحمل في طياتها دروسًا مهمة يحتاجها المسلمون اليوم، مثل السعي والاجتهاد في مواجهة المحن والتحديات.
وأشار إلى أن هذه الليلة المباركة، التي توافق السابع والعشرين من شهر رجب، تذكرنا بأن مع كل أزمة هناك منحة ربانية ينبغي استثمارها بالعمل والتقرب إلى الله.
وأوضح «عاشور» أن من أفضل الأعمال التي يُنصح بها في ليلة الإسراء والمعراج الإكثار من الذكر وقراءة القرآن الكريم والاطلاع على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى صلاة ركعتين قيام ليل باعتبارها معراج القلب إلى الله تعالى، حيث يتقرب الإنسان من خالقه ويشعر بعظمة الرحلة الروحية التي تقربه من ربه.
وشدد على أهمية الصلاة في هذه الليلة، حيث يجد الإنسان فيها موارد الحب الإلهي ويعلن عبوديته لخالقه، مما يفتح أمامه آفاقًا رحبة من الفهم الروحي والقرب من الله.
وأضاف أن الصلاة ليلًا تمثل نوعًا من الإسراء، في حين أن الانتقال من طاعة إلى طاعة يعد معراجًا روحيًا، مما يرسخ المعنى الحقيقي للمعراج كقرب من الخالق سبحانه وتعالى.
قصة الإسراء والمعراج مختصرة وماذا رأى الرسول في ليلة 27 رجب بالتفصيل؟علي جمعة: رحلة الإسراء والمعراج أخذت بيد النبي ليتجاوز عوالم المكان والزمانوأشار إلى أن الصلاة تساهم في عودة الوعي والابتعاد عن الذنوب، فهي رحلة للنقاء الروحي ومحاولة للارتقاء بالنفس والتخلص من قيود الماديات والشهوات، لتكون الصلاة وسيلة للتطهر والتقرب إلى الله خمس مرات يوميًا.
وفي سياق متصل، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن ليلة الإسراء والمعراج توافق ليلة 27 من شهر رجب، وهي ليلة مباركة يستحب فيها الإكثار من الأعمال الصالحة، مثل الدعاء والتقرب بالنوافل.
وأكدت أن صيام هذا اليوم يعد من الأعمال المستحبة، مشيرة إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ يَومَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ مِنْ رَجَبٍ كَتَبَ اللهُ لَهُ صِيَامَ سِتِّينَ شَهْرًا»، وإن كان الحديث ضعيفًا، إلا أنه يُعمل به في فضائل الأعمال.
كما أوردت الإفتاء أن عددًا من العلماء والفقهاء أكدوا فضل صيام يوم 27 رجب واستحبابه، من بينهم الإمام أبو حنيفة والإمام الغزالي والعلامة خليل وغيرهم، الذين أشاروا إلى عظمة هذا اليوم وما شهده من أحداث كبيرة في تاريخ الأمة الإسلامية.