الفنون الشعبية للأطفال تزين رابع ليالي رمضان بمطروح
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
تواصل الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، تقديم ليالي رمضان الثقافية والفنية بمسرح النادي الاجتماعي بمطروح، ضمن البرنامج المعد لاحتفالات شهر رمضان برعاية وزارة الثقافة.
عرض فني لفرقة الأطفال للفنون الشعبية
بدأت فعاليات الليلة الرابعة أمس بعرض فني لفرقة الأطفال للفنون الشعبية بقيادة الفنان محمد تمام، قدمت خلاله مجموعة متنوعة من الاستعراضات الفنية التي عكست البيئة البدوية، وسط تفاعل جماهيري كبير، بجانب استمرار معرض الكتاب لأحدث إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة.
واستكملت الفنانة نهلة عبدالقادر ورشة الفوانيس باستخدام خيوط المكرمية، وعقد قصر ثقافة مطروح أمسية شعرية بحضور أعضاء نادي الأدب العام وأعضاء أندية البادية بفرع ثقافة مطروح، تضمنت محاضرة بعنوان "الأدب البدوي ما بين الشعر والمجرودة والطق"، تحدث بها الشاعر جبريل أبو جديدة عن أنماط الشعر البدوي والفرق بين كل نوع، مع ألقاء بعض الأبيات كشواهد لكل نوع ولتوضيح الفرق بينهم في التكوين والإلقاء.
عقب ذلك شارك شعراء مطروح بباقة من القصائد الشعرية منهم الشاعر محمد طايل، مختار عوض، عبدالرحمن حجاب، ميرفت أمين، نجا سعد، وأدار الأمسية رئيس نادي الأدب د. إسلام عبد الرحمن.
في سياق متصل شهدت المواقع الثقافية التابعة للفرع عددًا من الفعاليات الثقافية والورش الفنية في إطار الاحتفال بشهر رمضان، حيث عقد بيت ثقافة براني محاضرة بعنوان "أثر التغيرات المناخية علي البادية" أشار خلالها عمر عبد السلام لمفهوم التغير المناخي وما له من آثار سلبية غيرت في الخريطة المناخية للعالم، وتناول تأثير هذه التغيرات في البادية، موضحًا أن تغير المناخ ودرجات الحرارة في الفصول له أثر على الحيوانات داخل البيئة الصحراوية، وأشار لأثر هذه التغيرات على كمية مياه الأمطار والتي تعتبر المصدر الرئيس للزراعة في الصحراء، واختتم المحاضر حديثه بالتأكيد على ضرورة الحفاظ على البيئة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: احتفالات الهيئة العامة لقصور الثقافة الفنون الشعبية أمسية شعرية أطفال ورش ليالي رمضان الثقافية قصر ثقافة مطروح
إقرأ أيضاً:
الأدب الشعبي.. مرآة الثقافة والتراث
علي بن سهيل المعشني (أبو زايد)
asa228222@gmail.com
تُعدُّ محافظة ظفار في سلطنة عُمان إحدى المناطق التي تزخر بثراء ثقافي وتاريخي فريد، يُجسّده الأدب الشعبي المتنوع والمتأصل في وجدان أهلها. يمزج هذا الأدب بين الشعر، والأغاني، والحكايات، والأمثال الشعبية، والأساطير، مما يعكس العلاقة العميقة بين الإنسان الظفاري وبيئته الطبيعية والاجتماعية.
الشعر الشعبي في ظفار
يُعدُّ الشعر من أبرز أشكال الأدب الشعبي في ظفار، ويتميز بعفويته وارتباطه بحياة الناس اليومية. تتنوع أغراض الشعر بين الغزل، والرثاء، والحماسة، إضافة إلى وصف الطبيعة، حيث تظهر الجبال والصحارى والسهول والبحر كعناصر متكررة في الأبيات الشعرية.
كما تمتاز الفنون الشعرية في ظفار، وخاصة تلك المرتبطة بالجبال والبادية، بأسلوب أدائي يُعرف بـ"الصورة الأدائية"، وهو نمط إنشادي يعتمد على الصوت البشري النقي، من خلال الإبداع الفطري. كان الإنسان يصنع ألحانه وموسيقاه من مفردات الطبيعة المحيطة به.
الأغاني الشعبية
تُشكِّل الأغاني الشعبية جزءًا أصيلًا من الأدب الظفاري، حيث تُؤدى في مناسبات متعددة، مثل الأعراس، والحصاد، وليالي السمر، وليالي خطال الإبل في أودية ظفار.
وتتميز الأغاني بطابعها الخاص الذي يعكس الهوية الثقافية والانتماء للبيئة. ومن أشهر أنواع الغناء في ظفار:
الهبوت: أداء جماعي يجمع بين الغناء والحركة، ويُعبر عن الفرح أو الاحتفال بالنصر.
البرعة: فن يُمارس بعد تحقيق الانتصارات.
النانا والدبرارت وإيلي مكبور والمشعير: وغيرها من الفنون الأصيلة التي تحمل في طياتها عمقًا ثقافيًا.
الحكايات والأساطير
تمثل الحكايات والأساطير الشعبية في ظفار إرثًا ثقافيًا غنيًا بالمعاني والقيم،و تُبرز الحكايات قيم البطولة، والكرم، والشجاعة، وتعد وسيلة لنقل الحكمة والمعرفة من جيل إلى آخر. كما أنها تُظهر التداخل بين الواقع والخيال في المخيلة الظفارية.
ومن بين تلك الحكايات ما يُعرف بـ"إكيلث" أو حكايات الأطفال، التي كانت تُروى قبل النوم لتوسيع مدارك الأطفال، وتعزيز مخيلتهم عبر صور ذهنية ورسائل ثقافية عميقة.
الأمثال الشعبية
تعكس الأمثال الشعبية تجارب الناس ومواقفهم في الحياة، فهي قصيرة وبليغة، تُستخدم في الحديث اليومي لإيصال الحكمة والموعظة. تُعتبر الأمثال بمثابة مرآة ثقافة الشعوب، حيث تُقاس قوة الحضارات بثقافة أمثالها وحكمة أقوالها وشجاعة أفعالها.
دور الأدب الشعبي في حفظ الهوية
يُعدُّ الأدب الشعبي الرحم الذي يحفظ الهوية الثقافية والتراثية. فهو ليس مجرد كلمات تُروى أو تُغنّى، بل هو تعبير حيّ عن القيم والمعتقدات ومرآة للحياة الاجتماعية والتاريخية للمنطقة. إن توثيق هذا الأدب ودراسته أكاديميًا يُعد خطوة أساسية لضمان استمراره ونقله للأجيال القادمة.
ختامًا.. إنَّ الأدب الشعبي في ظفار يُمثل كنزًا ثقافيًا يُحافظ على الصلة بين الماضي والحاضر، ويبرز خصوصية المنطقة وتنوعها الثقافي. إنه صوت الناس البسطاء الذي يعكس حياتهم وأحلامهم وطموحاتهم، ويُشكل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية العُمانية.