بعد الصورة “المزيفة”.. حقيقة الشائعات حول كيت ميدلتون والعائلة المالكة في بريطانيا
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
المناطق_متابعات
على مدار الساعات الماضية، انتشرت العديد من الشائعات وتم تداولها على نطاق واسع بخصوص ما يحدث للعائلة المالكة في بريطانيا، وخاصة عن أميرة ويلز كيت ميدلتون.
الإشاعات شملت أخبارا عن “تنكيس الأعلام في بريطانيا”، وتغيير حسابات قناة BBC البريطانية الرئيسية في وسائل التواصل لشعارها إلى اللون الأسود، في إشارة إلى أخبار متوقعة عن العائلة المالكة، وكذلك غموض حول مرض كيت ميدلتون وربما وفاتها، وإشارات إلى خيانة مزعومة من قبل الأمير ويليام تجاه زوجته كيت.
إلا أنه تبين أن تلك الأخبار المتداولة والصور والتغريدات المزعومة والمنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ما هي إلا إشاعات عارية تماما من الصحة.
فتنكيس الأعلام لم يحدث أبداً، والصورة المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي كانت لعلم السفارة البريطانية في أنقرة بتركيا في 2022 عند موت الملكة إليزابيث.
وإشاعة وفاة كيت ميدلتون عارية تماماً من الصحة، حيث لم يخرج أي تصريح بذلك، بل العكس فقد خرجت تصريحات مطمئنة بتحسن حالتها الصحية.
أما خيانات الأمير ويليام، فليس هناك أي شيء يؤكد تلك الإشاعات إلى الآن.
يذكر أنه في يناير الماضي، أعلن القصر الملكي أن كيت ستخضع لعملية جراحية في البطن، ووصفها البعض بأنها عملية صعبة لكنها ستخرج منها سليمة في الغالب، وقد أجريت الجراحة في 16 يناير بنجاح. وأعلن قصر كنسينغتون أن كيت لن تعود لمباشرة أعمالها وواجباتها الملكية إلا في عيد الفصح 31 مارس القادم على الأغلب.
وقبل أيام، أصدرت كيت صورة لها مع أطفالها في يوم الأم العالمي، قامت كبرى وكالات الأنباء بتعليق أو وقف نشر الصورة بسبب التلاعب بها، فنشرت الأميرة كيت تقول إنها مسؤولة عن ذلك، وإنها قامت بعمل بعض التغييرات بالاستعانة بأحد برامج التعديل على الصور، لكن الشائعات ظلت تشكك في هذا الأمر.
أما آخر خبر رسمي فكان أمس الأحد، حيث ذكر القصر الملكي أن الأميرة ستعود لمباشرة أعمالها وواجباتها الملكية يوم 17 أبريل القادم، أي بعد شهر.
وبحسب صحيفة “صانداي تايمز” Sunday Times، هناك شهود عيان رأوا الأميرة تأخذ أطفالها من المدرسة.
وذكرت صحيفة “ديلي ميل” Daily Mail أن أميرة ويلز شوهدت وهي تبدو “سعيدة ومرتاحة” أثناء زيارة إلى متجر محلي خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهي المرة الأولى التي تتم رؤيتها منذ خضوعها لعملية جراحية في البطن مخطط لها.
وبحسب ما ورد، شوهدت كيت وويليام في أحد المواقع المفضلة لديهما، على بعد حوالي ميل واحد من منزلهما في أديلايد، في وندسور، السبت، بعد مشاهدة أطفالهما الثلاثة (جورج، 10 سنوات، وشارلوت، 8 أعوام، ولويس، 6 سنوات) وهم يشاركون في الرياضة.
إلا أن الصحف البريطانية تعتقد أن هناك مشكلة عائلية حقيقية بين ويليام وزوجته. ومن المنتظر أن يتم التقاط صورة رسمية في عيد ميلاد ابنهما الأصغر لويس، ومن الأنظمة الملكية المتبعة هناك أنه يجب على الأمير والأميرة التقاط صورة رسمية لهما مع ابنهما ونشرها للجمهور.
وأظهرت لقطات جديدة التقطها مصوران ملكيان بعد ظهر الاثنين الماضي، الأميرة في سيارة إلى جانب الأمير ويليام. لكن حمى الشائعات لم تهدأ، إذ اعتبر عدد من مستخدمي شبكات التواصل أن الصورة منقّحة أيضاً.
وتأتي هذه الصورة أيضاً بعد أسبوع من الارتباك، غاب خلاله الأمير ويليام عن مناسبة رسمية “لأسباب شخصية” غامضة، فيما حُذِفَ من الجدول الرسمي الإعلان عن مشاركة كيت في عرض عسكري في يونيو المقبل، بعد ساعات قليلة من نشره.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: بريطانيا الأمیر ویلیام کیت میدلتون
إقرأ أيضاً:
الإعلام والحرب: “الرسالة دي للقائد الأمير حميدتي حفظه الله وصولها ليهو” (2/2)
لم ينجح إعلامنا في بناء رسالة ملحاحة للعالم في لغاته تحمله على الاقتناع بأن "الدعم السريع" منظمة إرهابية حقاً بينما حقيقة إرهابها هي كل ما في جعبتها.
أثار تعيين إعلاميين في كل من سفارة السودان في القاهرة وأديس أبابا مسألة الإعلام في الحرب من أكأب زواياها وهي فقه الوظيفة لا رسالتها. ومن بين رسائل الإعلام دعوة الفريق ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة تصويب الجهود السياسة والإعلامية ليرى العالم قوات الدعم السريع كما هي في حقيقتها: طاقة إرهابية لا جيشاً في مقابل القوات المسلحة كما طرأ لمجتمع دولي كسير ذابل.
ونواصل حديث الأمس:
من جهة أخرى ليست الحرب القائمة في السودان حرباً لمن أراد الاحتكام إلى قانون الحرب. فقام هذا القانون على افتراض أن الحرب مما يقع بين قوتين عسكريتين، وشدد على المهنية لأنها مدار تقليل فداحة الحرب لا على المدنيين كما ينبغي وحسب، بل حتى على العسكريين أيضاً. فيحكم القانون ضرب حتى الهدف العسكري، ناهيك بالمدني، بضوابط معروفة بالتناسب، فعلى القوة التي انتخبت هدفاً عسكرياً لضربه أن تحسب بدقة قوة النيران الكافية لغرضها لتصيبه بلا تفريط يتعدى الأثر إلى غيره. ويريد القانون بالتناسب أن تصيب هدفك لغرض ساعتك بلا زيادة. وشرط إحسان التناسب هو المهنية. فالقانون يطلبها نصاً بقوله إن على المتحاربين أن يكونوا على قدر كبير من التدريب في الفن العسكري ليحسنوا إدارة عملية ضرب الأهداف بتناسب. وينوه بأن تتمتع الأطراف المتحاربة باستخبارات ذكية تقع على الهدف العسكري بمهنية لا رجماً. بل شدد القانون على هذا التدريب نفسه ليحول دون السرقة والنهب في الحرب، فما وقع النهب والسلب، في قول التقرير، حتى دل ذلك على بؤس في تدريب القوة العسكرية المعنية وضعف قادتها الذين ينتهزون سانحة الفوضى العاقبة للمعارك فتمتد يدهم إلى أشياء من لا حول لهم لردهم.
فلم نرَ هذه المهنية في "الدعم" لنعدهم قوة محاربة ينطبق عليها قانون الحرب، فأول ما ينقصه هو سلسلة القيادة التي تضبط إدارته، ويشاهد السودانيون منذ الحرب فيديوهات فيها بيان كافٍ عن انحلال تلك السلسلة، ولكنهم يصرفونها كـ"هرج جاهلين" بينما هي بينة مرموقة على الطبيعة المليشياوية لـ"الدعم السريع".
فيظهر أي جندي منهم بحديث مباشر للقائد محمد حمدان دقلو يبثه شكواه واحتجاجه، بل وخطته المثلى لإدارة الحرب. فتسمع ممن يريده تغيير وجهة الحرب من الخرطوم إلى ولاية النيل والشمالية، أو من يبث شكواه عن إهمالهم حتى إنهم يعالجون جرحاهم من المعارك على حسابهم. ويشتكي آخر في معركة الخرطوم أن عربات السلاح لم تدخل المعركة لأنها بطرف قادتهم الذين هم بين أزواجهم في دور غيرهم. بل اشتكى أحدهم للقائد حميدتي من سوء توزيع العربات القتالية. فهي في قوله راكزة في الصحراء بكبار القادة يسفيها الرمل بينما كانت الحاجة إليها ماسة في الخرطوم. وكان من رأيه أن تكون في طريقها لاحتلال بورتسودان مقر حكومة الفلول بدلاً من ضلالها عن الحرب في الخلاء، بل زاد قائلاً إن هذه الحرب في "دار صباح" (وهي لغة في الشرق عند أهل الغرب في السودان) داخلتها "ملعوبية" من الفلول الكيزان.
وجاء آخر بفيديو غاضب موجه للقائد دقلو إثر هزيمة قواتهم من الخرطوم. قال إنهم لم يجدوا معهم في ميدان القتال سوى لواءين بالاسم، أما الآخرون فغابوا بسياراتهم والذخائر التي نفدت بين أيديهم ولم يجدوا مدداً. وقال لحميدتي إنه قائم بالأمر كما ينبغي ولو نقصت فالكمال لله، وقال إنهم لم يجدوا من يمدهم بالسلاح أو الذخيرة في حر المعركة، ولم يشوش أحد على مسيرات الجيش التي قرضت الناس، واشتكى غياب السيارات ذات المدافع عن المعركة لأنها بيد قادة فضلوا أن يلازموا بيوتهم الجديدة في حي المنشية الراقي بالخرطوم.
وتجد في هذه الفيديوهات من يعبر عن قبيلته صريحاً مقابل قبيلة أخرى وبخاصة ما كان بين قبيلة المسيرية (كردفان) والماهرية (دارفور)، فقال أحدهم إنه من الفرقة 40، فرقة الجنرال جلحة، الذي كانت قتلته القوات المسلحة قبل شهرين أو نحوه، وهي فرقة مسيرية خالصة. وبدا أن المتهمين بالاستفراد بالسيارات هم من الماهرية. فقال الدعامي المسيري إن هذه السيارات للدواس ولا سبب لتكون في غير ميدانها الذي راح ضحيته منهم بالنتيجة 52 قتيلاً. وجاء بأسماء قادتهم ممن لقوا حتفهم. وقال إنهم لم ينسحبوا من كوبري المنشية بالخرطوم إلا بعد إطلاق آخر رصاصة بجعبتهم. ولم يتورع من القول إن هزيمتهم ثمرة خيانة. فوراؤها "لعبة" بينما هم أهل قضية.
وفي إشارة إلى استقلالهم كمسيرية في "الدعم السريع" قال إن فرقتهم خسرت سبع عربات في المعركة وهي ملك للفرقة 40 لا لـ"الدعم السريع". وبدا للرجل كأن القتال صار على مثلهم لا غيرهم، وبدا كمن يقول إن شعب المسيرية هو من وقع عليه القتال بينما توارى آخرون، وربما قصد جماعة الماهرية الذين هم من خاصة أهل حميدتي. وتكررت الشكوى من اعتزالهم القتال وتمتعهم بما وقع لهم من حظ منه.
من الصعب بالطبع وصف هذه العلاقة بين الجند الدعامة والقيادة بأنها مما يستأهل به "الدعم السريع" أن يكون قوة عسكرية مما رأينا اشتراطاتها في قانون الحرب. فليس بينهم وبين قيادتهم "ضبط وربط" الذي هو ميسم المهنية. فبدا أن لكل دعامي خطة الحرب غير ما اتفق لقيادته، بل ويطلق الواحد منهم لسانه على الملأ عن "ملعوبية" في الحرب أوردتهم موارد التهلكة. وعلى هذا فالقول إن حرب السودان هي بين قوتين عسكريتين من فضول القول، فبنية "الدعم السريع" خلت من النظامية والمهنية، وبدت كطاقة إرهابية فقط.
مما يسعد أن يستعيد الإعلام موقعين في سفارتين مركزيتين للسودان في القاهرة وأديس أبابا. وليس بشارة أن غلب فقه الوظيفة في تناول هذا التعيين على فقه وظيفة الإعلام لدولة تخوض حرب موت أو حياة في عالم ذابل. ولا من يغالط أن إعلام الحكومة لم ينم تقليداً في المبادأة والطلاقة لأنه ربيب نظم حكم ديكتاتورية طال أمدها. فصار بها بوقاً لحكومة الوقت. واحتاجت حكومة الوقت في يومنا، وفي شرط الحرب، كما لم تحتج حكومة قبلها إلى إعلام بلا ضفاف لإذاعة قضيتها في الحرب برصانة. وسيحتاج إعلامها بهذا إلى الاشتباك مع العالم في منصاته ومعارفه وأعرافه بسرديات مخدومة يخرج به سيفاً لدولة لا بوقاً:
إذا كان بعض الناس سيفاً لدولة ففي الناس بوقات لها وطبول
ibrahima@missouri.edu