بعد هزيمتها في أماكن عدة.. لماذا عادت حركة الشباب لزعزعة أمن الصومال؟
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
هجوم جديد شنته حركة الشباب الإرهابية في الصومال، على فندق "إس واي إل" أحد أشهر فنادق العاصمة الصومالية مقديشو، مساء الخميس الماضي، واستمر لنحو 13 ساعة حتى تمكنت قوات الأمن الصومالية من إعادة السيطرة على الأوضاع، بعدما أسفر الهجوم عن سقوط 13 قتيلا 8 مدنيين و5 من العناصر الإرهابية التي هاجمت الفندق، ونحو 30 مصابا بينهم 4 من أعضاء البرلمان الصومالي.
اختيار حركة الشباب الإرهابية للفندق الذي وقع عليه الهجوم، جاء نظرا لمكانة الفندق وأهميته فغير أنه أحد أشهر فنادق مقديشو إلا أنه يقع على مقربة من المدخل الرئيسي لمجمع "فيلا صوماليا" المحصن الذي يضم مقر رئاسة الجمهورية ومكاتب رئاسة الوزراء ومباني بعض الوزارات، غير أن الفندق هو المقصد الرئيسي للنخبة والسياسين وأعضاء البرلمان في الصومال.
حرب شاملة على الإرهاب لم تكتملكانت الحكومة الصومالية قد أعلنت الحرب الشاملة عسكريا واقتصاديا وإعلاميا ودينيا ضد حركة الشباب الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة، في شهر أغسطس عام 2022، وذلك بتنسيق بين الجيش الصومالي والعشائر الصومالية، وأطلقت هجوما واسعا بعدما زودت العشائر بالتموين والذخيرة والإخلاء الطبي ودفع أجور شهرية رمزية، مع وعد بدمجهم في الجيش الوطني مستقبلا، وهى الحرب التي تمكن الجيش الصومالي والفصائل المتحالفة معه من استعادة السيطرة على مناطق واسعة في وسط البلاد بدعم من قوات الاتحاد الأفريقي وضربات جوية نفّذتها الولايات المتحدة.
الجيش الصومالي - أرشيفيةورغم تلك النجاحات التي حققها الجيش الصومالي والفصائل المتحالفة معه على حركة الشباب الإرهابية ودحر مسلحيها عن العاصمة، إلا أنهم يحتفظون بوجود قوي في الأرياف، وينفذّون بانتظام هجمات ضد أهداف سياسية ومدنية، حتى عادت الحركة تنشط من جديد وتمكنت من استعادة بعض ما خسرته والسيطرة على أنحاء عدة في وسط الصومال، لتفرض تلك العودة تساؤلات عدة لماذا عادت الأماكن التي حررها الجيش الصومالي لانتكاسة وعادت الحركة الإرهابية للسيطرة عليها؟ وكيف تمكن مقاتلو حركة الشباب من الوصول إلى مقربة من المدخل الرئيسي لمجمع "فيلا صوماليا" المحصن؟
غياب الاستراتيجية الوطنية لمحاربة الإرهابوحول سبب الانتكاسة وعودة مقاتلو حركة الشباب الإرهابية للسيطرة على المناطق التي حررها الجيش الصومالي أكد مصدر حكومي صومالي في تصريح لـ "صدى البلد" أن الخطأ الأكبر الذي وقعت فيه الحكومة الصومالية في حربها الشاملة على حركة الشباب هو عدم التنسيق والتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى عدم وجود استراتيجية وطنية واضحة للحرب وتقسيمها لمراحل وسبل تأمين المناطق التي يتم تحريرها من سيطرة مقاتلو حركة الشباب وهو ما كان ينبغي أن يتم إقراره تزامنا مع بدء تلك الحرب الشاملة لعدم عودة الجماعات الإرهابية من السيطرة عليها مرة أخرى.
توترات بسبب الاعتداء الإثيوبي على سيادة الصومالكذلك أرجع المصدر الصومالي تلك الانتكاسة للعديد من الأمور الداخلية التي استجدت على الساحة الصومالية، في مقدمتها عمل الحكومة الصومالية على الحفاظ على سيادة الدولة الصومالية واهتمامها بالتحركات الواسعة للرد على مذكرة التفاهم التي وقعت بين دولة إثيوبيا وإقليم "صوماليلاند" والذي يعد انتهاكا لسيادة الصومال، والذي يسمح بمقتضاه أن يخلق لإثيوبيا منفذا بحريا على البحر الأحمر وتسمح مذكرة التفاهم لإثيوبيا غير الساحلية باستئجار 20 كيلومترا حول ميناء بربرة على خليج عدن، تتيح لها إمكانية الوصول إلى البحر الأحمر لأغراضها البحرية والتجارية، مقابل الاعتراف بأرض الصومال دولة مستقلة، وهو ما اعتبرته الحكومة الصومالية تعد استقلال الصومال وسيادته، وتعهد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بأن بلاده لن تتنازل عن شبر واحد من أرضها وبحرها لإثيوبيا.
أثار التفجير في الصومال - أرشيفيةكذلك من ضمن الأسباب الداخلية التي انشغلت بها الصومالي الفترة الأخيرة بعيدا عن حربها على حركة الشباب الإرهابية، انشغال الحكومة الصومالية بأمور التعديلات الدستورية، وهو ما سبب شرخا داخليا في وقت كانت البلاد في أمس الحاجة للوحدة والتعاضد، حيث أحدثت النقاشات الدستورية القائمة تجاذبات سياسية بين الحكومة الصومالية والمعارضة التي تطالب بالتشاور مع الأطراف المعنية في وضع الآلية التي يتم من خلالها استكمال وتعديل الدستور، وهو ما أعاد إلى الواجهة الحراك السياسي الذي انفجر بين المعارضة والرئيس السابق محمد عبد الله فرماجو عام 2021، إثر محاولته إجراء تعديلات دستورية مشابهة، كانت لتفيده في البقاء في منصبه لفترة ثانية، واعتبرت المعارضة الحكومة بانها تسعى لإحراز مكاسب انتخابية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصومال حركة الشباب الإرهابية مقديشو تنظيم القاعدة حكومة الصومال حرکة الشباب الإرهابیة الحکومة الصومالیة الجیش الصومالی وهو ما
إقرأ أيضاً:
2024.. مواجهة التنظيمات الإرهابية مستمرة
أحمد عاطف (القاهرة)
أخبار ذات صلة الأمم المتحدة تدعو إلى سرعة إعادة الإعمار في سوريا الطاقة.. مبادرات من المستقبلاستمرت معاناة الكثير من الدول جراء شرور الإرهاب، وواصل العالم مواجهة الظاهرة التي تشكل تهديداً خطيراً للسلم والأمن الدوليين، حيث استطاعت التنظيمات المتطرفة التأقلم مع التغيرات السياسية والاجتماعية، مستخدمةً أساليب مبتكرة وأدوات متطورة لتنفيذ عملياتها.
ورغم الجهود الدولية والإقليمية لمكافحة الإرهاب، تعددت التحديات التي واجهتها الحكومات والمؤسسات الأمنية في 2024، بدءاً من تصاعد هجمات الطائرات المسيَّرة، مروراً بعودة نشاط تنظيم «داعش» في مناطق مثل غرب أفريقيا، وصولاً إلى تهديدات اليمين المتشدد التي برزت في أوروبا، حيث لم تقتصر الأحداث الإرهابية على منطقة جغرافية بعينها، بل طالت كل القارات تقريباً، من الشرق الأوسط وآسيا إلى أوروبا وأميركا الشمالية، مما يعكس الطبيعة العالمية لهذا التحدي.
وشهد العام جهوداً متواصلة لتعزيز القوانين والإجراءات الأمنية، مثل اعتماد بريطانيا تعريفاً أكثر صرامة للتطرف، وتشديد فرنسا لإجراءاتها الأمنية في الأماكن العامة، ورغم هذه الجهود، فإن التهديدات لم تقتصر على الهجمات التقليدية، بل شملت التخطيط لانقلابات، عمليات دهس جماعية، ومحاولات استهداف رموز دينية وسياسية.
وحذرت الأمم المتحدة في 15 فبراير من أن تنظيم «داعش» مازال يشكل تهديداً للسلم، خصوصاً في غرب أفريقيا، حيث ترسخ وجود التنظيم والجماعات التابعة له، مما فاقم الأوضاع الأمنية رغم التقدم المحرز في مكافحته.
وشهد الحادي عشر من مارس، إعلان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مقتل زعيمه من دون توضيح ملابسات الحادث، وتم تعيين خلفاً له، وفي 14 مارس، اتخذت بريطانيا خطوة لتعزيز جهودها في مكافحة التطرف، حيث أعلنت تعريفاً جديداً أكثر صرامة للتطرف، استجابة لتصاعد التهديدات في البلاد.
إلى ذلك، شهد شهر أبريل أحداثاً بارزة، أبرزها توجيه الشرطة الأسترالية في 18 أبريل تهمة الإرهاب لفتى يبلغ من العمر 16 عاماً بعد طعنه أسقفاً في كنيسة غرب سيدني، وفي 30 أبريل، واجهت ألمانيا مخططاً إرهابياً حين مثل 9 أشخاص أمام القضاء بتهمة الانتماء لشبكة يمينية متشددة خططت لانقلاب، وفي اليوم نفسه، قررت فرنسا تعزيز إجراءاتها الأمنية قرب الكنائس لمواجهة ما وصفته بالمستوى «العالي جداً» للتهديد الإرهابي.
وفي 15 يوليو 2024، تعرض جندي فرنسي لهجوم بسكين في باريس أثناء دورية لمكافحة الإرهاب قبيل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية، وفي كندا، أعلنت السلطات في 31 يوليو 2024 توقيف شخصين بتهمة التخطيط لهجمات إرهابية على صلة بتنظيم «داعش».
مداهمة
في أغسطس 2024، أعلنت الجزائر توقيف 21 شخصاً للاشتباه بانتمائهم إلى تنظيم إرهابي، وضبط أسلحة مهربة من فرنسا، وفي 31 أغسطس، نفذت القوات الأميركية والعراقية مداهمة غرب العراق أسفرت عن مقتل 15 عنصراً من تنظيم «داعش»، مع إصابة 7 جنود أميركيين. أما في 9 نوفمبر، فقد شهدت باكستان تفجيراً كبيراً في محطة قطارات بمدينة كويتا، أسفر عن مقتل 24 شخصاً وإصابة 53 آخرين.
ومع اقتراب نهاية العام، أعلنت الولايات المتحدة في 19 ديسمبر 2024 مقتل زعيم تنظيم «داعش» في سوريا، في ضربة جوية دقيقة بمحافظة دير الزور. وفي 20 ديسمبر، تعرض سوق عيد الميلاد في مدينة ماغديبورغ الألمانية لهجوم دهس، أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة أكثر من 200.