ولأن حميدتي قابل للامتلاء بكل شيء تصبه فيه، وذلك بحكم جهله وشكوكه ومخاوفه، عاد لغضبه مرة أخرى، ورجع من الجنينة حانقاً على البرهان، وأخذ يكرر نفس مقولاته القديمة عن حلف بين البرهان والإسلاميين للإطاحة به، ورفض مبادرة الخليفة الطيب الجد.

وكان ڤولكر بيرتس أقنعه أن حلفاءه الطبيعيين هم القحاتة، فرجع يتقارب معهم، وهاجم قرارات 25 أكتوبر والبرهان.

وواصل حميدتي خطه الجديد الذي أقنعه به ڤولكر وشجعته عليه الإمارات، إلى أن أعلن موافقته على الاتفاق الإطاري، رغم أنه اعترف أنه لم يقرأه!!!

وهكذا واصل ڤولكر بيرتس والإمارات تحريض حميدتي على الاستيلاء على السلطة، وأقتنع هو أن ما معه من قوات وعتاد كافٍ للسيطرة خلال ساعات وبهذا صرّح للقحاتة.
وجرى تنوير وتنسيق وثيق مع العناصر القيادية في قحت بالخطة.
سبق أن أوردت شهادات أمجد فريد ودكتور السجاد، ومني أركو مناوي المثبتة لتخطيط حميدتي لشن الحرب وإحاطته للقيادات القحتية بها، وتنسيقه معها.
وانطلقت تهديدات أربعة من قيادات قحت.
تهديدات فحواها: إما الإطاري أو الحرب.

وكانت تلك التصريحات بداية الخطة الإعلامية الطاغية التي كانت تستهدف البرهان “الكوز” والفلول.

وهكذا تفرّغت الغرف الإعلامية – الممولة أماراتياً – للترويج لفرية أن:
“الحرب بين جنرالين”.
أو أنها “حرب ضد الكيسان والفلول”؛
دع عنك افتراءات أنها حرب من أجل الديمقراطية؛ وضد دولة 56؛ وضرورة القضاء على دولة الجلابة، بل القضاء على الجلابة أنفسهم؛ وما إليها من افتراءات وأكاذيب
غرف إعلامية تعمل فيها كوادر قحت/ تقدم، والكوادر التي اشترتها المليشيا.
المؤكد عندي اليوم أن قيادة مليشيا أولاد دقلو ترسل لقيادات الإسلاميين طلباً كل يومين طالبةً بل مستجديةً الجلوس معهم “لوقف الحرب” وفقاً لتعبيرهم.
وفي تقديري أن الطلب والإصرار عليه فيه خُبث.

فالمليشيا تريد أن ترسل رسالة – إذا جلس الإسلاميون معها – مفادها أن الحرب يديرها الإسلاميون!!!
أما وجه الخبث الآخر فهو أنها تريد أن تحبط معنويات المجاهدين في المقاومة الشعبية، خاصة الإسلاميين منهم، فإذا جلست قيادات الإسلاميين معهم فتلك رسالة لأولئك الشباب: أن قياداتكم تتفاوض فَفِيم تقاتلون؟؟

بل هي رسالة محبطة لكل الشعب الذي يرفض التفاوض من أي طرف مع الذين اغتصبوا بناته ونهبوا أمواله وشردوه في المنافي.
ويقيني أن مرامي طلب المليشيا للتفاوض مع الإسلاميين لم يغب عن فطنة القيادات الإسلامية، وهي ذات دُرْبة بالسياسة وذكاء فيها.
والأخطر: أن المليشيا تهدف إلى دق إسفين بين الجيش والإسلاميين، لتقول لقيادة الجيش: إنك لَسْتِ بشيء؛ وإن هؤلاء هم الأهم، لذا نسعى لتتفاوض معهم.
وقيادة الجيش أصلاً مرتبكة ومرتجفة لأي شيء يربطها بالإسلاميين.
وتفاوض الإسلاميين مع الدعم كفيل بزيادة خوفها منهم.
وأي نجاح – من أي نوع – للإسلاميين سيجعلها قابلة لمزيد عداء معهم.
وقد دخلت “الخُلعة ” في القيادات منذ أيام (الثورة) عبر الحملة التي استهدفت الاسلاميين، ثم زادت “الخلعة” بِحَثٍ من الإماراتيين والخواجات.

وإذا غضضنا الطرف عن المرامي الخبيثة لطلبات المليشيا من التفاوض؛ فهي بطرف إقرار غير معلن بالهزيمة ومحاولة للنجاة.
وهيهات.. هيهات.

????السفير عبد الله الأزرق
———————————
17 مارس 2024

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

بكثير من الفرح والأمل.. نازحو ود مدني يعودون لبيوتهم التي هجروها بسبب الحرب

في طريق عودتهم إلى "ود مدني" التابعة لولاية الجزيرة تفيض مشاعر النازحين العائدين إلى بيوتهم فرحا، فقد انتهت رحلة نزوحهم التي استمرت شهورا طويلة بسبب الحرب.

ووفقا لما قاله بعض العائدين لمراسل الجزيرة الطاهر المرضي، فقد عانى هؤلاء ظروفا صعبة في المناطق التي نزحوا إليها منذ عام أو أكثر.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2عملية حاجز تياسير تحدث اضطرابا داخل إسرائيلlist 2 of 2أوروبا تبحث الدفاع المشترك مجددا بعد عودة ترامبend of list

وقد عاد نحو 10 آلاف ممن تقطعت بهم السبل وتخاطفتهم المخيمات إلى بيوتهم بعد استعادة الجيش السيطرة على ود مدني التي كانت خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع.

وبدأت الحياة بالعودة تدريجيا إلى ما كانت عليه قبل الحرب، فقد عادت مياه الشرب والكهرباء بشكل أفضل كما قال والي الجزيرة الطاهر الخير.

عودة تدريجية للحياة

ومع تراجع صوت الرصاص وخطر الموت بدأت الخطى تدب مجددا في الشوارع، وفتحت البنوك أبوابها أمام العملاء الذين تدفقوا عليها بقوة، وفق ما أكدته مديرة بنك الخرطوم- فرع مدني هويدا الحسن.

وفي شارع النيل -وهو أحد شوارع المدينة الرئيسية- استعادت المقاهي زبائنها الذين استأنفوا الجلوس فيها لارتشاف الشاي والقهوة وتجاذب أطراف الحديث.

وسيكون على هؤلاء العائدين عيش حياة جديدة في بيوتهم التي عادوا إليها أو ما تبقى منها، في ظل واقع جديد لم تتكشف كل ملامحه بعد، لكنه يبدو لهم أفضل مما كانت عليه الأمور خلال شهور القتال.

إعلان

ونجح الجيش السوداني في استعادة السيطرة على المدينة وسط البلاد بعد معارك ضارية خاضها خلال الأيام الماضية مع قوات الدعم السريع التي بدأت انسحابات متتالية في عدد من المدن.

مقالات مشابهة

  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
  • زنقة المليشيا ومحللو قحت
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنجهز إسرائيل بالذخائر التي لم تُمنح لها سابقًا
  • بكثير من الفرح والأمل.. نازحو ود مدني يعودون لبيوتهم التي هجروها بسبب الحرب
  • أحمد الفيشاوي يشعل السوشيال ميديا برسالة لـ شيرين رضا
  • القوة الخفية التي هزمت حميدتي ..!
  • القوة الخفية التي هزمت “حميدتي”
  • هل تقلل الأسواق المالية من خطورة الحرب التجارية التي أشعلها ترامب؟
  • كنيف حميدتي
  • مشاهد من عمليات التمشيط التي نفذتها قوات وزارة الدفاع السورية في منطقة جبل الورد ببلدة الهامة، بحثاً عن فلول النظام البائد الرافضين لعمليات التسوية