«الأبيض» يطبق «التكتيك الجديد» أمام اليمن
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
معتز الشامي (دبي)
يؤدي منتخبنا الوطني تدريبه الأساسي على ملعب جامعة نيويورك في الساعة التاسعة والنصف مساء الثلاثاء، بمشاركة جميع اللاعبين الـ 26 الذين ضمتهم القائمة عقب «الجولة 16» من «دوري أدنوك للمحترفين»، وذلك بعد انضمام لاعبي العين وعجمان إلى التجمع الحالي في أبوظبي، استعداداً لمباراتي اليمن في التصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة إلى مونديال 2026 وكأس آسيا 2027، ضمن المجموعة الثامنة التي يتصدرها منتخبنا بـ «العلامة الكاملة» 6 نقاط، من فوزين متتاليين على نيبال والبحرين، حيث يلعب «الأبيض» مباراة الجولة الثالثة يوم الخميس على استاد آل نهيان، بينما تقام مواجهة الجولة الرابعة «بداية الدور الثاني» 26 مارس الجاري بالسعودية، وتحديداً في مدينة الخبر، على استاد عبد الله بن جلوي الرياضية.
ويرفع المنتخب شعار «الفوز ولا شيء غيره» أمام اليمن؛ بهدف حصد نتيجة إيجابية في لقاء الذهاب، تعزز صدارة المجموعة، سعياً لحسم البطاقة المؤهلة إلى المرحلة الثالثة من «التصفيات المشتركة».
وتكسب مواجهة اليمن أهمية كبيرة لمنتخبنا؛ لأنها تأتي بعد الخروج المبكر لـ «الأبيض» من دور الـ 16 لكأس آسيا التي استضافتها قطر في يناير الماضي، حيث يتمسك الجهاز الفني بضرورة استعادة مسار الانتصارات التي تحققت مع بداية مشوار البرتغالي بينتو مع المنتخب في أول معسكر سبتمبر الماضي، بعدما نجح المدرب في زيادة الفاعلية الهجومية للفريق، واكتشاف عدد من الوجوه التي قدمها إلى تشكيلة «الأبيض»، لاسيما في كأس آسيا، مثل بدر ناصر وأحمد جميل وزايد سلطان وعبد الله إدريس، بخلاف سلطان عادل الذي أصبح رأس الحربة الأساسي في تشكيلة المنتخب في مرحلة بينتو، إضافة إلى يحيى الغساني أحد عناصر الخطورة الهجومية مع المنتخب.
ويتوقع أن تشهد مباراتا اليمن بعض التغييرات التكتيكية وفي طريقة اللعب، خاصة أن المنتخب لم يظهر بالشكل المناسب في آخر مباراتين في مشواره بكأس آسيا، ما يستدعي ضرورة علاج بعض السلبيات التي ظهرت في يناير الماضي، ويعول بينتو على جاهزية العناصر الدولية التي تشارك بالمعسكر الحالي، لمنحها الفرصة في مباراتي اليمن، والتي ستكون بمثابة فرصة لتعزيز بعض المراكز وتثبيت التشكيلة، والاعتماد على العناصر التي أثبتت كفاءة في مراكزها، سواء خلال كأس آسيا أو قبلها، مثل سلطان عادل، وعبد الله إدريس، وخليفة الحمادي، ويحيي نادر، وعلي صالح، وكايو كانيدو ويحيى الغساني، ما يعني أن «الأبيض» يدخل المباراة المقبلة بـ «تكتيك جديد».
أخبار ذات صلة الإمارات تنضم إلى شبكة التصدي والمساعدة التابعة لـ"الوكالة الدولية للطاقة الذرية" "النقل المتكامل": 3 مليارات درهم لمشاريع تحسينات مرورية استراتيجية في أبوظبي
وتضم قائمة المنتخب 26 لاعباً، هم: خالد عيسى، خالد توحيد، علي خصيف، خالد الهاشمي، خليفة الحمادي، محمد العطاس، أحمد جميل، خالد الظنحاني، زايد سلطان، بدر ناصر، عبدالله إدريس، علي سالمين، يحيى نادر، محمد عباس، حازم محمد، ماجد راشد، عبدالله حمد، طحنون الزعابي، عصام فائز، يحيى الغساني، حارب عبدالله، فابيو دي ليما، علي صالح، سلطان عادل، كايو كانيدو، وزايد العامري.
وتشهد القائمة استدعاء عصام فائز للمرة الأولى مع «الأبيض»، بالإضافة إلى عودة خالد توحيد الذي تعرض للإصابة مع المنتخب، وتم استبعاده من كأس آسيا.
ويركز الجهاز الفني، بقيادة بينتو خلال التدريب الأساسي مساء اليوم، على تنفيذ بعض الجمل التكتيكية، لاسيما من حيث التحرك السريع من دون كرة، واللعب على طرفي الملعب والسعي لـ «خلخة» دفاع منتخب اليمن، المتوقع أن يؤدي بطريقة التحفظ الدفاعي والتكتل أمام مرماه، في ظل القوة الهجومية المنتظرة لمنتخبنا.
وأكد الألماني وينفرد شايفر مدرب بني ياس والعين السابق، أن المنتخب الوطني شهد تطوراً تكتيكياً في عهد باولو بينتو، بغض النظر عن «الوادع المبكر» لكأس آسيا، حيث يمر «الأبيض» في رأيه، بمرحلة «إحلال وتجديد»، ومن الطبيعي أن تهتز النتائج، ولكن إجمالاً أصبحت هناك ملامح لـ «هوية فنية» قادرة على التطور مع المنتخب في المنافسات القادمة.
وقال: «الأبيض» كان ولا يزال المرشح الأبرز لخطف بطاقة التأهل مبكراً إلى المرحلة الثالثة من مشوار التصفيات الآسيوية المشتركة، ولكن العمل يختلف مع تلك المرحلة المقبلة، والتي تشهد وقوعه مع منتخبات متقدمة وقوية، يمكن وصفها بالقوى الكبرى في القارة.
وأضاف: مباراتا اليمن مهمتان للغاية؛ لأن «الأبيض» يحتاج إلى الفوز واستعادة نغمة الثقة فيما هو قادم، وبداية عودة الثقة تكون بالفوز المتتالي في جميع المباريات، حيث يتبقى له مباراتا اليمن ثم نيبال والبحرين، ويجب أن يصعد «الأبيض» بـ «العلامة الكاملة» من المجموعة الثامنة، وأن يسعى لثبات الهوية الفنية مع ثبات تشكيلة اللاعبين والتجانس فيما بينهم؛ لأن هذه العناصر مهمة للغاية، حتى يمكنها أن تصنع منتخباً قوياً يتمتع بانضباط تكتيكي قوي، وقادر على مواجهة المنتخبات القوية في آسيا.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات أبوظبي المنتخب الوطني باولو بينتو اليمن تصفيات كأس العالم
إقرأ أيضاً:
كيف سيغير ساكن البيت الأبيض الجديد مسار الأحداث في الشرق الأوسط؟
قال عدد من الباحثين والمتخصصين في سياسة الشرق الأوسط إن التداعيات المرتقبة لفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية على مسار الأحداث في المنطقة ستتخذ عدة سيناريوهات، وإن سياساته المتعلقة بدول المنطقة وقضية فلسطين ستتأثر بطبيعة شخصيته وأهدافه الاقتصادية.
جاء ذلك في ندوة نظمها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات عبر زووم أمس الثلاثاء بعنوان "نتائج الانتخابات الأميركية وانعكاساتها على قضية فلسطين والعالم العربي"، وعرضت فيها 4 أوراق عمل للباحثين:
أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة روتجز بنيوجرسي عبد الحميد صيام. الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات-واشنطن أسامة ارشيد. مدير مركز دراسات الإسلام والشؤون الدولية سامي العريان. الخبير في الدراسات المستقبلية والاستشرافية وليد عبد الحي.وقال مدير مركز الزيتونة محسن صالح إن فوز ترامب لم يكن متوقعا فقط، ولكن حجم الفوز بفارق يصل إلى عدة ملايين من الأصوات حتى قبل الانتهاء الرسمي من الفرز، والتقدم الواضح في مجلسي الشيوخ والنواب، بالإضافة إلى المرحلة الخطيرة التي تعيشها المنطقة بعد "طوفان الأقصى"؛ يجعل لها كلها انعكاسات تفرض نفسها على سياسة ترامب تجاه المنطقة والعالم.
من اليمين: عبد الحميد صيام وأسامة ارشيد وسامي العريان ووليد عبد الحي (وكالات) تحديات أمام ترامبوقال الباحثون المشاركون في الندوة إن هناك العديد من التحديات التي على ترامب مواجهتها عقب توليه مهامه الرئاسية في البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني المقبل، وبعضها يتعلق بالسياسة الداخلية في الولايات المتحدة، لكن الأهم منها ما يتعلق بالسياسة الخارجية، وهي على النحو التالي:
الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ فبراير/شباط 2022. العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. الحرب الأشمل بالمنطقة التي تشمل عددا من محاور المقاومة في لبنان واليمن والعراق، بالإضافة إلى مسألة الردع الإيراني. التحدي الصيني وما تمثله قضية تايوان في السياسة الأميركية. التحديات الاقتصادية وصعود أصوات منافسة مثل تجمع "بريكس". السياسة الداخلية المتمثلة في قوانين الأسرة واللاجئين والهجرة. ترامب الفائز في الانتخابات الأميركية يستعد لفترة رئاسية ثانية (الأناضول) شخصية ترامبانطلاق الباحثين في الحديث عن شخصية الرئيس الأميركي الجديد قائم على الإرث الذي تركه ترامب خلال عهدته الأولى (2017-2021) فيما يتعلق بالقرارات التي اتخذها والآثار وما ترتب عليها، لذلك ذهب الباحثون إلى أن ترامب يتصف بأنه:
يتمتع بشخصية التاجر الذي يُدخل البعد الاقتصادي ومدى تحقيق المكاسب والخسائر المادية في كل القرارات التي يتخذها، ولذلك يكون الاقتصاد مقدما على كل ما دونه من قوانين تتعلق بحقوق الإنسان أو البيئة أو التغير المناخي. لديه سمة نرجسية تدفعه إلى الرغبة في الإنجاز والتميز عن الآخرين حتى لو بمجرد المخالفة. البعد الأيديولوجي المسيحي. شخصية غير متوقعة في قراراتها أو تصرفاتها، وهذا يعود لأسباب أصيلة في شخصيته وإلى تركيبة الفريق الرئاسي الذي يعمل معه، بين فريق متمرد على الدولة العميقة وآخر تقليدي في السياسة الأميركية. ترامب أقل ميلا للنزعة العسكرية وشن الحروب، لذلك قد يمارس أقصى العقوبات على إيران لكنه لن يدخل في حرب ضدها. البعد الوطني في شخصية ترامب واضح جدا وتكون له الصدارة في قراراته ويعلو على تحديات السياسة الخارجية للولايات المتحدة.ومع ذلك، يجمع المشاركون في الندوة على أن الولايات المتحدة دولة مؤسسية، وتضع حدودا لدور الرئيس خاصة في ما يتعلق بالسياسات الإستراتيجية، رغم ما يمكن أن يقوم به الرئيس من مناورات تعكس شخصيته وأيديولوجيته.
وهناك أيضا الموقف الدولي وتحولات القوى الصاعدة التي تتفاعل مع توجهات السياسة الأميركية، والأهم من ذلك موقف الدول العربية من الأهداف الأميركية بالمنطقة، ذلك الموقف الذي يمكن أن يكون المحدد الرئيسي لهذه السياسة وما يترتب عليها.
الحرب على غزة
العلاقة بين ترامب والأهداف الإسرائيلية من الحرب على قطاع غزة تشير إلى عدد من المحددات التي يحملها الرئيس القادم إلى البيت الأبيض، وتوقفت ندوة مركز الزيتونة أمام عدد من المحددات التي ترسم ملامح السياسة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية عامة:
إسرائيل بحربها الحالية تريد استعادة قوة الردع والصورة العسكرية "للدولة التي لا تقهر"، أو التي لا تنال منها أي قوة بالمنطقة. من أهم تداعيات "طوفان الأقصى" أنه نسف مشروع هيمنة إسرائيل على المنطقة وطرق التجارة العالمية التي تمر بها. ترامب سيتماهى مع السياسة الإسرائيلية بشأن ضرورة القضاء على المقاومة، ليس في شكلها الفلسطيني فقط، بل في كل محاورها الأخرى في لبنان واليمن والعراق، والأهم من ذلك الردع الإيراني بوصفه خطرا مستقبليا في المنطقة. سيكون هناك ضغط كبير على بعض الدول العربية والإسلامية من أجل التطبيع مع إسرائيل، وسيعيد ترامب صياغة "صفقة القرن" بما يناسب التغييرات الحالية بالمنطقة وبما يحقق المصالح الإسرائيلية، وقد يتساهل في مسألتي المستوطنات واقتحامات المسجد الأقصى. ترامب سيبني في سياسته المؤيدة لإسرائيل على ما قدم في فترته الأولى، وسيكون متسقا مع تفكيره بأن إسرائيل صغيرة وستحتاج إلى المزيد من الأراضي، وسيعمل على تحقيق ذلك من خلال غزة والضفة.ومع ذلك يجمع الباحثون على أن كل هذه الخطط قد تفشل إذا كان هناك موقف صلب من الدول العربية تحديدا، مما سيدفع ترامب -بناء على نزعته البراغماتية- إلى إعادة النظر في مسألة صفقة القرن وإقامة الدولة الفلسطينية.
الموقف من إيرانذهبت ندوة مركز الزيتونة إلى أن العلاقة بين الولايات المتحدة في عهد ترامب لا تنفصل عن موقفه من الحرب في غزة، فإذا نجح ترامب في إيقاف العدوان الإسرائيلي على القطاع ولبنان فقد ينجح في إبعاد إيران عن المنطقة العربية، وقد يفتح بابا لعقد صفقة جديدة معها تعيد تشكيل شرق أوسط جديد مما يؤمن خروج القوات الأميركية من المنطقة.
وأضاف الباحثون المشاركون في الندوة أن ترامب سيضع كل الضغوط الممكنة على الحكومة الإيرانية، من حصار اقتصادي وعقوبات اقتصادية وضغط أممي من أجل تسليم التكنولوجيا النووية لديها، ولكنه لن يدخل في حرب معها.
ومن الباحثين من رأى أن ترامب قد يستغل المسألة الإيرانية في الضغط على الأنظمة العربية من أجل تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، وتمرير بعض السياسات تجاه إسرائيل والقضية الفلسطينية.