متطوعون من أبناء درعا يطلقون مشروعاً لتوثيق التراث اللامادي بصرياً
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
درعا-سانا
أطلقت مجموعة من المتطوعين من فئات عمرية مختلفة في محافظة درعا مشروعاً لتوثيق التراث اللامادي المتنوع بطريقة بصرية، عبر نشر مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تنقل المتابع والمشاهد من الحاضر المليء بالتكنولوجيا والتطورات التي طرأت على العادات والتقاليد إلى الماضي البسيط بتفاصيله والغني بالأُلفة والمحبة والتعاون بين الأهالي في المناسبات المتنوعة.
وعن هدف المشروع، قالت رئيسة الفريق عبير الأسعد في تصريح لمراسلة سانا: إن هدفَه توثيقُ التراثِ المرتبطِ بعلاقةِ الإنسانِ مع الأرضِ والبيئةِ وغرسهِ في نفوسِ الشبابِ لضمانِ تناقلهِ واستمراريتهِ عبرَ الأجيالِ المتعاقبةِ إلى جانبِ الحفاظِ على التاريخِ والتراثِ وتعميقِ الاعتزازِ بالهويةِ الوطنيةِ.
وأشارت إلى أن المشروع اعتمد على الوسائلِ المبتكرةِ لحمايةِ وحفظِ أشكالٍ محددةٍ منْ التراثِ الثقافيِ في درعا والتي تتعلقُ بالتاريخِ الطبيعيِ والزراعيِ منْ خلالِ جمعِ المعداتِ التراثيةِ القديمةِ من الأقارب والأصدقاء، ممن ما زلوا يحتفظون بها.
وأضافت الأسعد: تم تسجيل القصصِ والحكاياتِ التي تتعلقُ بهذهِ المعداتِ وطبيعةِ استخدامها ليتمَ حفظها في ذاكرةِ المتلقي، مبينة أن هناك العديد من العادات والتقاليد ما زالتْ حاضرةً إلى الآن في المناسبات بسهل حوران كالأهازيج والدبكة والرقصات، إضافة إلى الأطباقِ التراثية وأشهرها المنسف الحوراني (المليحي).
وأشارت الأسعد إلى أن الفريق وثق الدبكات الفلكلوريةُ المتعددة بالمنطقة، موضحة أنهم استخدموا المقابلات الشخصية الموثقة بالفيديو مع أشخاص كبار بالسن من حافظي التراث، إضافة إلى مقاطعة المعلومات مع كتب عن التراث، بحيث يستطيع الفريق تقديم توثيق بصري متكامل للمتلقي ينقله إلى الماضي بتفاصيله الغنية فضلا عن إتاحته أمام جمهور واسع للاطلاع عليه.
وبينت الأسعد أن الكثير من كلمات الأغاني التراثيةِ القديمةِ احتاجتْ منها إجراءِ أبحاثِ عنها للوصولِ إلى جذورها ومعانيها ومنْ ثمَ جمعها وترتيبُ سياقها وربطها منْ خلالِ مقاطعِ الفيديو.
وأوضحت أنه تم استخدام عناصر تاريخية قديمة لإعطاء قيمة مضافة للعمل كالملابس التراثية التي استخدمها أهالي درعا في مناسباتهم مثل الدامر وهو ما ترتديه العروس فوق ثوب الزفاف، مشيرة إلى استخدام دامر في التصوير يزيد عمره على 150 عاماً، فضلاً عن اختيار الأماكن التي تعطي صورة واقعية لعملية التوثيق.
وأضافت الأسعد: إن فرقة حوران للفنون الشعبية بقيادة حسن أكراد وثقت الأغاني الشعبية وقدمت محتواها للمتلقي من خلال التركيز على كل التفاصيل الاجتماعية التي كانت تترافق مع الأغاني بما يسمح بالتعرفِ على أسلوب الحياةِ والعاداتِ والشخصياتِ المؤثرةِ في ذلكَ الوقتِ.
وذكرت الأسعد أنَ الأغانيَ والأهازيجَ التي تم تسجيلها بالصوتِ والصورةِ بالتعاونِ معَ الفرقةِ هي الهجيني والدحيةُ والجوفيةُ والأغانْي الحورانية بالإضافةِ للرقصاتِ والدبكةِ وهيَ صورةُ طبقِ الأصلِ عنْ طقوسِ الأفراحِ التي كانَ يعملُ بها أصحابُ الجيلِ الماضي.
وقالت المتطوعة في الفريق وهيبة سميطْ وهي مدرسة للغة الإنكليزية: إن ارتداءَ الزيِ الحوراني والظهورُ بهِ منْ خلالِ المشاركةِ في تقديمِ أغنيةٍ مصورةٍ له دلالات إيجابية، كونه كان يمتاز بالوقار والرزانة وإن كل مشهد قمنا بتنفيذه بوجود كل المعدات التراثية هو للتعريف عن عادة أو مدلول تراثي معين.
وأكدت كل من هند سميط مُدَّرسة مادة الجغرافية وجهينة الفاعوري ممرضة بمديرية الصحة أن العروض تم تنفيذها بمساحات جغرافية خلابة بقرى وأرياف درعا كمنطقة الكرك في درعا البلد وداعل وإزرع، والهدف من ذلك هو استقطاب أكبر قدر من شريحة المتلقين، سواء داخل سورية أو خارجها المهتمين بهذا النوع من العمل التراثي الأصيل.
ليلى حسين – لما المسالمة
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل بمدينة البعث في محافظة القنيطرة (شاهد)
توغلت قوات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، في مدينة البعث، مركز محافظة القنيطرة جنوب سوريا، وفي الأطراف الغربية لبلدة الرفيد، بدوريات معززة بآليات مصفحة وجنود.
وبحسب مصادر سورية في القنيطرة، أزال الجيش الإسرائيلي الحواجز الترابية التي كانت قوات النظام السابق قد رفعتها في مدينة البعث، ونظم دوريات اقتحام ومداهمة لبعض البيوت بزعم تفتيشها بحثاً عن أسلحة وعبوات ناسفة وعناصر تابعين لحزب الله اللبناني.
كما أشارت المصادر، إلى أن جيش الاحتلال استولى على مبنى المحافظة وثبت بداخله نقطة عسكرية ونشر جنوداً على سطح المبنى، وسط تحليق للطائرات الحربية الإسرائيلية في أجواء القنيطرة وريف درعا الغربي.
واعتبرت المصادر أن ذلك يأتي "في سياق تصعيد خطير"، نافية مزاعم الاحتلال بأن توغلها يأتي في إطار تأمين حدود كيانه، مشيرة إلى أن "الأمور باتت أكثر وضوحاً بأن هنالك نيات للتوسع الإسرائيلي على حساب المنطقة العازلة".
الاحتلال يقتحم المنازل
وبحسب مصادر فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي أمهلت، مساء أمس، أهالي مدينة البعث ساعتين لتسليم ما بحوزتهم من أسلحة وذخائر، مهددة باقتحام المدينة إذا لم يمتثلوا للأمر. بعد إزالة السواتر الترابية، بدأت القوات الإسرائيلية صباح الاثنين بعمليات الاقتحام والتفتيش عن الأسلحة في منازل المدينة.
يعاني سكان قرى الريف من حرمانهم من أبسط حقوقهم، مثل استكمال أعمالهم والوصول إلى أراضيهم، بسبب وجود الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة. وأعرب الأهالي عن قلقهم من تفاقم الأوضاع، مع تصاعد الانتهاكات التي تمارسها القوات الإسرائيلية بحق من يرفضون الامتثال لأوامرها.
وعقدت قوات الاحتلال الإسرائيلي اجتماعاً، أمس الأحد، مع وجهاء وأهالي مدينة البعث، حيث زعمت وجود "خلية إرهابية" مكونة من سبعة عناصر يرتبطون بحزب الله اللبناني.
وطالبت قوات الاحتلال بالإبلاغ عن مكان وجودهم أو تسليمهم، مبررة أن وجودهم يشكل خطراً على أهالي المدينة ودولة الاحتلال، وأن ذلك هو السبب المباشر لاقتحام المدينة والتمركز فيها.
نفى الأهالي هذه المزاعم، مؤكدين أن جميع عناصر الحزب والمرتبطين به غادروا إلى لبنان قبل أشهر، وأن القلة الباقية غادرت مع سقوط النظام.
موجة نزوح بريف درعا الغربي
أشارت مصادر من الأهالي إلى أن موجة نزوح فردية بدأت في ريف درعا الغربي الجنوبي المحاذي لمحافظة القنيطرة، باتجاه قرى ومدن ريف درعا البعيدة عن القنيطرة والجولان، مثل بلدة المزيريب.
وقالت إنه لا يمكن الوثوق بالتعهدات التي أطلقها الكيان للأهالي، مؤكداً أن الوضع غير مبشر بالخير، رغم عودة المزارعين لنشاطاتهم في منطقة الوادي. وأضاف أن السكان ما زالوا قلقين ومتوجسين من تحرك تعزيزات إسرائيلية جديدة للمنطقة.
ونفذت دوريات إسرائيلية خلال اليومين السابقين عمليات اقتحام ومداهمات طالت منازل ومزارع في مدينة البعث وسط محافظة القنيطرة، وبلدات وقرى أخرى.
وأسفرت العمليات عن اعتقال شخصين من المدينة بتهمة التخابر مع حزب الله. كما أقدمت القوات الإسرائيلية على هدم ثلاثة منازل في بلدة الرفيد، واقتلاع وقطع أشجار مثمرة، أغلبها أشجار زيتون، وتجريف أراضٍ، وتثبيت حواجز على مفترقات الطرق الرئيسة في بلدة الحميدية ومدينة البعث.