درعا-سانا

أطلقت مجموعة من المتطوعين من فئات عمرية مختلفة في محافظة درعا مشروعاً لتوثيق التراث اللامادي المتنوع بطريقة بصرية، عبر نشر مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تنقل المتابع والمشاهد من الحاضر المليء بالتكنولوجيا والتطورات التي طرأت على العادات والتقاليد إلى الماضي البسيط بتفاصيله والغني بالأُلفة والمحبة والتعاون بين الأهالي في المناسبات المتنوعة.

وعن هدف المشروع، قالت رئيسة الفريق عبير الأسعد في تصريح لمراسلة سانا: إن هدفَه توثيقُ التراثِ المرتبطِ بعلاقةِ الإنسانِ مع الأرضِ والبيئةِ وغرسهِ في نفوسِ الشبابِ لضمانِ تناقلهِ واستمراريتهِ عبرَ الأجيالِ المتعاقبةِ إلى جانبِ الحفاظِ على التاريخِ والتراثِ وتعميقِ الاعتزازِ بالهويةِ الوطنيةِ.

وأشارت إلى أن المشروع اعتمد على الوسائلِ المبتكرةِ لحمايةِ وحفظِ أشكالٍ محددةٍ منْ التراثِ الثقافيِ في درعا والتي تتعلقُ بالتاريخِ الطبيعيِ والزراعيِ منْ خلالِ جمعِ المعداتِ التراثيةِ القديمةِ من الأقارب والأصدقاء، ممن ما زلوا يحتفظون بها.

وأضافت الأسعد: تم تسجيل القصصِ والحكاياتِ التي تتعلقُ بهذهِ المعداتِ وطبيعةِ استخدامها ليتمَ حفظها في ذاكرةِ المتلقي، مبينة أن هناك العديد من العادات والتقاليد ما زالتْ حاضرةً إلى الآن في المناسبات بسهل حوران كالأهازيج والدبكة والرقصات، إضافة إلى الأطباقِ التراثية وأشهرها المنسف الحوراني (المليحي).

وأشارت الأسعد إلى أن الفريق وثق الدبكات الفلكلوريةُ المتعددة بالمنطقة، موضحة أنهم استخدموا المقابلات الشخصية الموثقة بالفيديو مع أشخاص كبار بالسن من حافظي التراث، إضافة إلى مقاطعة المعلومات مع كتب عن التراث، بحيث يستطيع الفريق تقديم توثيق بصري متكامل للمتلقي ينقله إلى الماضي بتفاصيله الغنية فضلا عن إتاحته أمام جمهور واسع للاطلاع عليه.

وبينت الأسعد أن الكثير من كلمات الأغاني التراثيةِ القديمةِ احتاجتْ منها إجراءِ أبحاثِ عنها للوصولِ إلى جذورها ومعانيها ومنْ ثمَ جمعها وترتيبُ سياقها وربطها منْ خلالِ مقاطعِ الفيديو.

وأوضحت أنه تم استخدام عناصر تاريخية قديمة لإعطاء قيمة مضافة للعمل كالملابس التراثية التي استخدمها أهالي درعا في مناسباتهم مثل الدامر وهو ما ترتديه العروس فوق ثوب الزفاف، مشيرة إلى استخدام دامر في التصوير يزيد عمره على 150 عاماً، فضلاً عن اختيار الأماكن التي تعطي صورة واقعية لعملية التوثيق.

وأضافت الأسعد: إن فرقة حوران للفنون الشعبية بقيادة حسن أكراد وثقت الأغاني الشعبية وقدمت محتواها للمتلقي من خلال التركيز على كل التفاصيل الاجتماعية التي كانت تترافق مع الأغاني بما يسمح بالتعرفِ على أسلوب الحياةِ والعاداتِ والشخصياتِ المؤثرةِ في ذلكَ الوقتِ.

وذكرت الأسعد أنَ الأغانيَ والأهازيجَ التي تم تسجيلها بالصوتِ والصورةِ بالتعاونِ معَ الفرقةِ هي الهجيني والدحيةُ والجوفيةُ والأغانْي الحورانية بالإضافةِ للرقصاتِ والدبكةِ وهيَ صورةُ طبقِ الأصلِ عنْ طقوسِ الأفراحِ التي كانَ يعملُ بها أصحابُ الجيلِ الماضي.

وقالت المتطوعة في الفريق وهيبة سميطْ وهي مدرسة للغة الإنكليزية: إن ارتداءَ الزيِ الحوراني والظهورُ بهِ منْ خلالِ المشاركةِ في تقديمِ أغنيةٍ مصورةٍ له دلالات إيجابية، كونه كان يمتاز بالوقار والرزانة وإن كل مشهد قمنا بتنفيذه بوجود كل المعدات التراثية هو للتعريف عن عادة أو مدلول تراثي معين.

وأكدت كل من هند سميط مُدَّرسة مادة الجغرافية وجهينة الفاعوري ممرضة بمديرية الصحة أن العروض تم تنفيذها بمساحات جغرافية خلابة بقرى وأرياف درعا كمنطقة الكرك في درعا البلد وداعل وإزرع، والهدف من ذلك هو استقطاب أكبر قدر من شريحة المتلقين، سواء داخل سورية أو خارجها المهتمين بهذا النوع من العمل التراثي الأصيل.

ليلى حسين – لما المسالمة

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

إطلاق حملة "غيّر جو" للترويج السياحي

 

مسقط- الرؤية

أطلقت وزارة التراث والسياحة حملة ترويج للمقوّمات التراثية والسياحية خلال موسم الصيف تحت شعار "غيّر جو"، وتستمر حتى نهاية شهر أغسطس وذلك بالتعاون مع المشغل الوطني للسفر (Visit Oman) ومجموعة عُمران.

وتهدف الحملة التي تم اطلاقها عبر حسابات الوزارة الترويجية على مواقع التواصل الاجتماعي "اكتشف عُمان Experience Oman" إلى تنشيط الحركة السياحية المحلية خلال موسم الصيف، والتعريف بالمواقع التراثية والسياحية، وتعزيز الحركة السياحية إليها على مدار العام، ما يعود إيجابًا على شركاء القطاع السياحي. كما تتضمن الحملة الترويج للأماكن المغلقة كالمتاحف والمراكز التجارية والترفيهية، والأماكن معتدلة الحرارة مثل: جبل شمس والجبل الأخضر، وشواطئ محافظة جنوب الشرقية ومحافظة الوسطى، بالإضافة إلى الأنشطة البحرية والتجارب التي يمكن ممارستها في المناطق معتدلة الحرارة، وتقديم عروض الشركات السياحية للرحلات البحرية وجولات المغامرات وعروض الإقامة وعروض المراكز الترفيهية وغيرها.

وأكد هيثم بن محمد الغساني مدير عام الترويج السياحي بوزارة التراث والسياحة بأن شعار حملة "غيّر جو"، تتجاوز مجرد جذب الزوار كونها تستند في التخطيط السياحي على تطلعات السياح والزوار، سعيًا في تعزيز مسارات الرحلات السياحية للزوار وتحويلها إلى تجربة سياحية ممتعة ومثرية، وذلك من خلال الموقع الخاص بالحملةwww.livethevibe.om  وما يوفره من خدمات وخيارات للحجوزات المباشرة، مما يسهل على الزوار من داخل وخارج سلطنة عُمان ترتيب خط سير رحلاتهم بشكل مثالي بنقرة واحدة  فقط.

وقال إنه يمكن لمستخدمي الموقع استكشاف الفرص والعروض والحجز وفق المقاصد السياحية التي يرغبون بزيارتها في سلطنة عُمان مما يوفر لهم فرص الاختيار من مجموعة واسعة من الباقات السياحية منسقة بدقة لتناسب كل أنماط السفر وتفضيلاته.

وقال شبيب بن محمد المعمري مدير عام شركة (Visit Oman) إن المنصة تربط الشركات المحلية العاملة في مختلف مجالات السفر والسياحة والضيافة بأسواق المنشاء وتقوم بتوزيع المنتجات رقميا على الشركات المختصة في قطاع السفر، مشيرًا إلى أن منصة الحجز الرقمية (Visit Oman) توفر سوقًا شاملًا للسفر؛ حيث يمكن للزوار استكشاف وحجز العروض المقدمة من أكثر من 100 شريك و80 فندقًا، إضافة إلى توفير أكثر من 100 جولة سياحية تتوزع بين جميع المحافظات.

من جانبه، قال محمد بن خميس الغفيلي رئيس العمليات بمجموعة عُمران: "سعداء في مجموعة عُمران بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة والمشغل الوطني للسفر (Visit Oman) لإطلاق حملة ’غيّر جو‘، والتي تجسّد التزامنا المتواصل بدعم جهود تنمية القطاع السياحي في سلطنة عُمان".

مقالات مشابهة

  • معلومات تراثية وذكريات
  • سالم تبوك.. عندما يتحول التشجيع الكروي إلى شغف لتوثيق "اللحظات التاريخية"
  • سبب وجيه للفرح
  • التراث يجذب الزوار في بيت حائل
  • نشر ثقافة التراث
  • وصفه بـالحلم.. أبو درار يقترح مشروعا استراتيجيا يربط المغرب بموريتانيا سيحدث ثورة اقتصادية بجهة كلميم (فيديو)
  • للعام الرابع.. السياسة تفرق والأغنية توحد في يوم الأغنية اليمنية
  • 75 مشروعا خدميا من «حياة كريمة» لأهالي الإسكندرية في 2024.. ما التفاصيل؟
  • (كركوز – نيهاو صين) عرض مشترك سوري صيني على مسرح القباني بدمشق
  • إطلاق حملة "غيّر جو" للترويج السياحي