بعد تحوله إلى "ساحة حرب".. كل ما تريد معرفته عن مجمع الشفاء الطبى فى غزة
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
اسم أصبح يرتبط ارتباطا وثيقا فى الأذهان بساحات المعارك، إنه "مجمع الشفاء الطبي"، الذى حولته قوى الاحتلال الإسرائيلى الغاشم، إلى "ساحة حرب"، وفق مسؤلين في وزارة الصحة بقطاع غزة ، وقصفت أجزاء كثيرة منه خلال الأيام الماضية، آخرها 3 أبنية تابعة للمجمع.
يعانى المستشفى وضعا كارثيا نتيجة نقص الوقود والدواء، وكثرة الجرحى، وتوافد أعداد كبيرة من المصابين، إضافة إلى الإرهاق الذي طال الكادر الطبي نتيجة العمل المتواصل، وبات مكتظا بآلاف الجرحى والمرضى بما يفوق طاقته الاستيعابية.
فى هذا الصدد، يقول مدير مستشفى الشفاء في غزة، محمد أبو سلمية، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل قصف الشوارع المحيطة، مع نفاد احتياطات الوقود المتبقية، مبيناً أن المستشفى سيصبح غير قادر على العمل.
وأضاف أبو سلمية أن "العاملين يكافحون لإبقاء الأطفال حديثي الولادة على قيد الحياة بعد نفاد إمدادات الأكسجين، في وقت ينقل فيه الأطفال من حاضنات وحدة الأطفال حديثي الولادة، إلى مكان آخر من المستشفى لحمايتهم، في ظل حصار مستمر. فالأطفال الخدج (المبتسرين) يتم لفهم ببطانيات ألومنيوم ووضعهم بجوار الماء الساخن في محاولة لإبقائهم على قيد الحياة"، وفق أبو سلمية.
ما أهميته؟"الشفاء"، المجمع الأقدم والأكبر في قطاع غزة، حيث تأسس عام 1946، أي قبل قيام إسرائيل بعامين، ويقدم المجمع خدمات علاجية وصحية متنوعة، وعمليات جراحية لأعداد كبيرة من السكان، وتجرى فيه عمليات جراحية متعددة، وغسيل كلى، وعدة خدمات صحية وعلاجية أخرى في قسم الطوارئ.
ويضم ثلاثة مستشفيات متخصصة، هى هي الجراحة، والأمراض الباطنية، والنسائية والتوليد، بالإضافة إلى قسم الطوارئ، ووحدة العناية المركزة، وقسم الأشعة، وبنك الدم، وقسم التخطيط، وغير ذلك من أقسام.
ويعمل فيه نحو 25 % من العاملين في المستشفيات بالقطاع، نحو 1500 موظف، بينهم نحو 500 طبيب، و700 ممرض، ونحو 30 صيدلياً، وتبلغ طاقته الاستيعابية بين 500-700 سرير.
أصبح للمجمع دور آخر مهم ، منذ بدء الحرب الشعواء فى غزة، إيواء العائلات ، حيث نزح إليه خلال الأيام الماضية في ظل الحرب أكثر من 40 ألف شخص للاحتماء من الغارات التي استهدفت منازلهم، حيث تفترش الأسر ممرات المستشفى وساحاته، وليست هذه المرة الأولى بل كان يأوى المجمع العائلات فى حروب سابقة.
ماذا عن تاريخه؟كان مبنى"الشفاء" في الأصل ثكنة عسكرية تابعة للجيش البريطاني، وعند احتلال قطاع غزة خضع للسلطات الإسرائيلية بعد عام 1967، وبقي كذلك حتى استلمته السلطة الفلسطينية بعد اتفاق أوسلو، وبدأت توسعة المستشفى قبل 1967، وتم توسعته مرة أخرى في الثمانينات، وتحت إدارة السلطة الفلسطينية.
أين يقع؟
يقع مجمع الشفاء الطبي على مفترق طرق في المنطقة الغربية الوسطى من مدينة غزة في القطاع، ويطل على شارعي عز الدين القسام والوحدة، حيث يركز الجيش الإسرائيلي قصفه ومحاصرته لتلك المنطقة.
وتبلغ مساحة المجمع 45 ألف متر مربع، وهو عبارة عن مجمع ضخم من المباني والأفنية يقع على بعد بضع مئات من الأمتار من ميناء صيد صغير في مدينة غزة، وينحصر بين مخيم الشاطئ للاجئين وحي الرمال.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مجمع الشفاء الطبي وزارة الصحة بقطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الفن كعلاج: كيف يمكن للفن أن يساعد في الشفاء النفسي؟
في عصرنا الحديث، حيث يعاني العديد من الأشخاص من ضغوط الحياة اليومية، وأعباء العمل، والتحديات النفسية، بدأ البحث عن وسائل جديدة لعلاج هذه المشاعر السلبية. ومن بين تلك الوسائل التي تلقى اهتمامًا متزايدًا، يظهر "الفن" كأداة علاجية قد تكون الأكثر إثارة للجدل. فهل حقًا يمكن للفن أن يساعد في الشفاء النفسي؟ أم أن هذا مجرد تصور شعبي لا أساس له من الصحة؟
الفن وعلاقته بالشفاء النفسييعتقد الكثيرون أن الفن هو مجرد وسيلة للتعبير عن الجمال والخيال، لكن العديد من الدراسات الحديثة تشير إلى أن الفن قد يكون له تأثيرات عميقة على الصحة النفسية. فالفن، سواء كان رسمًا، أو موسيقى، أو حتى شعرًا، يمكن أن يساعد الأفراد في التعبير عن مشاعرهم المكبوتة، مما يقلل من مستويات القلق والاكتئاب.
أحد الأسس التي يعتمد عليها الفن كعلاج هو "التعبير عن الذات". في بعض الأحيان، قد يكون من الصعب على الأفراد التحدث عن مشاعرهم أو مواجهتها مباشرة، لكن الفن يتيح لهم وسيلة غير مباشرة للتعبير عن تلك الأحاسيس العميقة. على سبيل المثال، يمكن لشخص يعاني من صدمة نفسية أن يعبّر عن مشاعره من خلال الرسم أو النحت، ما يخلق قناة آمنة للتفاعل مع تجاربه العاطفية.
الفن كوسيلة للتواصل غير اللفظيمن المعروف أن الكثير من المرضى النفسيين يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم بالكلمات. هنا، يمكن للفن أن يلعب دورًا رئيسيًا. يمكن أن يكون العمل الفني بمثابة ترجمة غير لفظية لمشاعر وأفكار يصعب إخراجها من العقل الباطن. هذا النوع من العلاج قد يكون أكثر فاعلية من الطرق التقليدية التي تعتمد على الحوار، لأنه يسمح بتحرير الطاقة النفسية المكبوتة دون الحاجة لفتح موضوعات معقدة قد تكون مؤلمة.
الفن والمجتمع
لا تقتصر فوائد الفن على الأفراد فقط، بل تمتد أيضًا إلى المجتمع. المجتمعات التي تشجع على ممارسة الفن تتعرض لمستويات أقل من التوتر والقلق. الأعمال الفنية التي تُعرض في الأماكن العامة يمكن أن تؤثر إيجابيًا على مشاعر الأفراد، وتساهم في تحفيز شعور بالانتماء والتفاؤل.
ومع ذلك، يظل الجدل قائمًا: هل يعد استخدام الفن كعلاج بديلًا فعّالًا للعلاج النفسي التقليدي؟ بينما يعتبره البعض مجرد أداة مكملة، يرى آخرون أن الفن ليس قادرًا على حل القضايا النفسية العميقة التي تتطلب علاجًا متخصصًا. من المؤكد أن الفن ليس بديلًا عن العلاج النفسي الطبي، لكنه قد يكون جزءًا مهمًا من مجموعة الأدوات التي يمكن أن تساعد في التعامل مع الاضطرابات النفسية.
الخاتمةفي نهاية المطاف، يعد الفن أداة مثيرة للجدل في مجال العلاج النفسي. بينما يشير العديد من الخبراء إلى فوائده في تقليل التوتر، والاكتئاب، والقلق، فإن أهميته تتوقف على كيفية استخدامه. لا يمكن اعتبار الفن علاجًا بديلًا أو كافيًا بمفرده، لكنه بلا شك يُعد وسيلة فعّالة يمكن أن تساعد في الشفاء النفسي، خاصة إذا تم دمجه مع العلاجات الأخرى.