جزر فارو.. تتمتع بحكم ذاتي وتتبع الدانمارك
تاريخ النشر: 26th, July 2023 GMT
جزر فارو، دولة تتمتع بحكم ذاتي تتبع إداريا للدانمارك، تتكون من 18 جزيرة وتتميز بطبيعة مختلفة تجمع ما بين مساحات خضراء وجبال عالية ومنحدرات ضخمة. وفيها ما يقارب 100 قرية وتنتشر فيها الأغنام بكثرة.
في يوليو/تموز 2023 حدث توتر بينها وبين عدة دول أوروبية ووجهت لها انتقادات بسبب سماحها لسفن صيد روسية باستخدام موانئها والحركة في المحيط الأطلسي، لا سيما أن بعض هذه السفن متهمة بالتجسس.
يعود أصل اسم جزر "فارو" إلى (Føroyar) وهو اسم مشتق من اللغة الإسكندنافية القديمة ويعني "جزر الأغنام"، وهو الاسم الذي أطلقه المستوطنون في عصر "الفايكنغ" على الجزيرة خلال فترة وجودهم فيها.
موقعهاتقع جزر فارو في موقع إستراتيجي بين أوروبا وأميركا الشمالية، ولا تبعد سوى بضع ساعات بالطائرة عن المراكز الحضرية في شمال أوروبا. وترتبط هذه الجزر بجميع البلدان المجاورة من خلال رحلات جوية يومية وعبّارات ورحلات شحن دائمة.
وتقع جزر فارو على بعد 320 كيلومترا شمال غربي أسكتلندا في منتصف المسافة بين النرويج وآيسلندا شمال شرق المحيط الأطلسي. وتتكون من 18 جزيرة جبلية تبلغ مساحتها 1399 كيلومترا مربعا ومساحة بحرية تبلغ 274 ألف كيلومتر مربع وعاصمتها توشهافن.
الكنيسة اللوثرية القديمة في ساكسونيا في جزيرة ستريموي (شترستوك) سكانهايبلغ عدد سكانها حوالي 53 ألف نسمة وفق إحصائيات عام 2022، 40% منهم يعيشون في العاصمة توشهافن. وتقدر الزيادة السكانية السنوية بنسبة 0.4%، كما أن معظم سكان الجزر من المواطنين الدانماركيين.
لغتهالجزر فارو لغتان رسميتان وهما الفاروية والدنماركية. والفاروية هي واحدة من 3 لغات شمالية إسكندنافية تنحدر من اللغة النوردية القديمة، التي كانت تستخدم في إسكندنافيا في زمن "الفايكينغ".
ديانتهاوفقا للإحصائيات الرسمية، فإن معظم سكان الجزر يدينون بالمسيحية ويتبعون الكنيسة اللوثرية البروتستانتية، وتشير بعض الإحصاءات إلى وجود نسبة قليلة من المسلمين فيها، إضافة إلى أعداد قليلة ممن يدينون بديانات أخرى. كما أن 4% من السكان ينتمون لفئة اللادينيين.
صورة لقرية ساكسون في جزيرة ستريموي (شترستوك) تاريخهاكانت جزر فارو جزءا من مملكة النرويج منذ عام 1035 إلى عام 1814. وتشير بعض الأبحاث إلى أن أول دليل على وجود بشري عليها يعود إلى عام 800 مع وصول "الفايكينغ"، إلا أن دراسات جديدة تشير إلى وجود آثار حبوب شعير متفحمة وحبوب لقاح عثر عليها في الجزر يعود تاريخها إلى حوالي عام 500.
وتشير بعض نصوص العصور الوسطى إلى أن الرهبان الأيرلنديين وصلوا إلى الجزر بعد عام 500. وقد استقلت جزر فارو ذاتيا عام 1948 بموجب قانون رقم 137.
الحكم الذاتي والسلطة الدانماركيةمنذ عام 1948 أصبحت جزر فارو تتمتع بحكم ذاتي وتتبع إداريا للدانمارك. وتولت المسؤولية التشريعية والإدارية بكثير من المجالات الخاصة بها، مثل حفظ الموارد البحرية وإدارتها وحماية البيئة والعلاقات التجارية الخارجية والسياسة المالية وتنظيم الأعمال والضرائب والجمارك والطاقة والاتصالات والنقل والضمان الاجتماعي والثقافة والصحة والتعليم وغيرها.
غير أنها تخضع للسيادة الدانماركية فيما يخص الدستور والجنسية والمحكمة العليا وسعر الصرف والسياسة النقدية، والسياسة الخارجية والأمنية وسياسة الدفاع والشرطة ودائرة السجون والمراقبة وقانون الأهلية القانونية والهجرة ومراقبة الحدود والتنظيم المالي والإشراف على الطيران.
وفي يونيو/حزيران 2005 توصلت حكومة جزر فارو والحكومة الدانماركية إلى اتفاق بشأن السماح للحكومة المحلية بالتفاوض وإبرام اتفاقيات دولية مع دول ومنظمات نيابة عن الدانمارك. بشرط ألا تشمل هذه الاتفاقيات أي أمر يخص سياسة الدفاع والأمن.
بحيرة سورفاجسفاتن في أحد المنحدرات الجبلية بجزر فارو (شترستوك) اقتصادهايعتمد اقتصاد جزر فارو على صيد الأسماك بالدرجة الأولى، إذ يمثل 80% من اقتصادها. ثم تأتي بعد ذلك السياحة وتجارة الصوف والمنتجات المصنعة. وتعد جزر فارو من أصغر الكيانات المستقلة اقتصاديا في العالم.
عضويتها في المنظمات العالميةتنتسب جزر فارو إلى عدة هيئات أممية وتشارك في الهيئات الإقليمية لإدارة الأسماك والموارد البحرية الأخرى. وتتعاون مع الدول المحيطة فيما يخص مصائد الأسماك والثروات البحرية وحماية المحيطات.
ومن المنظمات التي انتسبت إليها:
منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعةقُبلت جزر فارو رسميا عضوا منتسبا في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة عام 2007. وتتركز مشاركتها على المساهمة في عمل لجنة صيد الأسماك وتربية الأحياء المائية والمبادرات الخاصة بتنفيذ مدونة السلوك بشأن الصيد، والتجارة المسؤولة للأسماك.
وتعمل جزر فارو من خلال المنظمة على تعزيز الاتصالات والتعاون مع دول مصائد الأسماك في جميع أنحاء العالم.
تتميز جزر فارو بطبيعة مختلفة تجمع ما بين مساحات خضراء وجبال عالية (شترستوك) المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدةلجزر فارو أيضا عضوية في المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة المسؤولة عن تحسين السلامة البحرية ومنع تلوث السفن. وقد وقعت اتفاقيات حول البحث والإنقاذ والتلوث البحري بالنفط، وذلك تحت رعاية مجلس القطب الشمالي.
مصائد أسماك شمال شرق وغرب الأطلسيتشارك جزر فارو في لجنة مصائد الأسماك في شمال شرق المحيط الأطلسي ومنظمة مصائد شمال غرب الأطلسي مع غرينلاند في وفد مشترك يشار إليه باسم الدانمارك.
أشهر الأماكن في جزر فاروتتميز جزر فارو بطبيعة جبلية خضراء بالإضافة إلى وجود مساحات سهلية وشواطئ رملية. ومن أهم الأماكن فيها:
البيت الإسكندنافي: مركز ثقافي يهدف إلى دعم ثقافة الجزيرة محليا وفي مناطق الشمال ويقع في العاصمة. شلال مولافوسور: يقع الشلال في قرية غسادالور، ويبلغ ارتفاعه 30 مترا ويصنف ضمن أجمل شلالات العالم. كنيسة ساكسون: تقع في جزيرة "ستريموي" (Streymoy) ويحيط بها عدد قليل من المنازل. بحيرة سورفاجسفاتن: تتميز بأنها تطفو على حافة أحد المنحدرات الجبلية في الجزيرة. تقليد صيد الحيتانيقوم سكان جزر فارو بصيد الحيتان سنويا في تقليد قديم عمره أكثر من ألف عام يسمى بـ"غريندادراب"، إذ يصطاد السكان الحيتان عبر مصائد خاصة، ثم يخزنون لحومها وشحومها لأنها مصدر للغذاء الحيوي خلال فصل الشتاء. وأثناء فترة صيد الحيتان يتحول لون البحر إلى اللون القرمزي.
ويحذر خبراء الصحة من احتواء الحيتان على مستويات خطيرة من الزئبق والمعادن الثقيلة والملوثات. وذلك وفقا لمنظمة المملكة المتحدة لحماية الحيتان والدلافين، إذ أظهرت دراسات حديثة وجود صلة بين استهلاك لحوم الحيتان وأمراض مثل تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم.
جزر فارو والحرب الروسية الأوكرانيةأدانت حكومة جزر فارو الحرب الروسية على أوكرانيا وأقر برلمانها تشريعا جديدا يسمح باعتماد عقوبات تستهدف روسيا مماثلة للعقوبات التي اعتمدها الاتحاد الأوربي.
كما قدمت الجزر عونا إنسانيا ومساعدات إغاثية لأوكرانيا، وأقرت قانونا في ربيع 2022 يسمح للاجئين الأوكرانيين بالتقدم للحصول على تصريح إقامة.
قوارب صيد على موانئ جزر فارو عام 2019 (شترستوك)في يوليو/تموز 2023 وُجهت اتهامات لجزر فارو بالسماح لسفن تجسس روسية بالرسو على مينائها.
وكانت جزر فارو قد سمحت للسفن الروسية بالرسو في موانئها على أنها سفن صيد بسبب اتفاقية صيد الأسماك الموقعة بين الطرفين، التي يُسمح بموجبها للسفن الروسية باستخدام موانئ جزر فارو.
ووفق القيود الأخيرة التي فرضتها حكومة جزر فارو في يونيو/حزيران 2023 على سفن الصيد الروسية، فإن أنشطتها تقتصر على تغيير الطاقم والتزود بالوقود وإعادة الشحن، وتحظر خدمات الصيانة وتقيد شراء البضائع.
وكان التوتر بين حكومة الدانمارك وحكومة جزر فارو قد بدأ في أبريل/نيسان 2023 عقب اكتشاف قيام سفن روسية بعمليات عسكرية ومراقبة في العاصمة توشهافن، لا سيما أن السفن الروسية تحمل أنظمة راديو وهوائيات ضخمة.
واعتبرت الحكومة الدانماركية أن وجود السفن الروسية المتهمة بالتجسس في المحيط الأطلسي يخرج عن إطار اتفاقيات صيد الأسماك واستقلال الجزر ذاتيا، لأن الأمر يتعلق بالأمن العام والحماية.
ونتيجة للانتقادات البريطانية لوجود السفن الروسية فقد فرضت جزر فارو في نهاية يوليو/تموز 2023 مزيدا من القيود على السفن الروسية، ليكون العدد الأقصى المسموح له بالوصول لموانئ جزر فارو هو 31 سفينة فقط.
وتعود الانتقادات الأوروبية والمخاوف الدانماركية لوجود استهداف للبنية التحتية في قاع البحار لا يُعرف المسؤول عنه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المحیط الأطلسی
إقرأ أيضاً:
"عوض" تبحث مع رئيس "سيتشوان للطيران" تشغيل الرحلات السياحية إلى القاهرة والأقصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
التقت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية ، اليوم الأربعاء، يو لي أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني ورئيس مجلس إدارة شركة مجموعة سيتشوان للخطوط الجوية وذلك بحضور المهندس عبدالمطلب عمارة محافظ الأقصر بمشاركة عدد من قيادات الشركة من مختلف القطاعات فى إطار زياراتها الحالية لمقاطعة سيتشوان الصينية.
وخلال اللقاء رحب رئيس الشركة بوزيرة التنمية المحلية ومحافظ الأقصر خلال زيارتهما إلي مقاطعة سيتشوان، لافتاً إلي أن الشركة بدأت العمل بتسيير رحلاتها إلي القاهرة والأقصر في عام ٢٠١٨، وتسعي الشركة إلى إعادة تشغيل رحلاتها مرة آخري إلي القاهرة، حيث أن لديها أكثر من ٢٠٣ طائرة مختلفة الطرازات وتزور أكثر من ٥٠٠ وجهة حول العالم و١٤٠ مدينة في قارات العالم الخمس.
كما أشار" يو لي " إلي أن خطوط طيران سيتشوان تعتبر الكارت الذهبي بالمقاطعة لمصر في ظل الاهتمام الكبير للمواطنين الصينيين بالسياحة الآثرية الثقافية والتي تتمتع بها محافظة الأقصر وعدد من المحافظات المصرية ، مشيراً إلي أن شركة سيتشوان للطيران تتمتع بتقديم خدمات متميزة بشهادات المؤسسات العالمية في مجال الطيران .
ومن جانبها أعربت وزيرة التنمية المحلية عن ترحيب مصر بكل ضيوفها من السائحين من مختلف دول العالم وتعمل علي توفير كافة الاحتياجات لهم لتحقيق تجربة سياحية متميزة وممتعة لهم ، مشيرة إلي تميز المقصد السياحي المصري بالعديد من الأنماط والمنتجات والمقومات السياحية والأثرية التي يمكن الاستمتاع بها خلال الزيارة الواحدة.
كما أشادت الدكتورة منال عوض بجهود الشركة الجارية لتشغيل رحلاتها السياحية إلي الأقصر والقاهرة ، مؤكدة تقديم الحكومة لكل الدعم في هذا الشأن في إطار تنشيط حركة السياحة الوافدة إلى البلاد وتقديم كافة التسهيلات اللازمة.
كما عرض محافظ الأقصر أهم المزارات والمقاصد السياحية المتنوعة التي تتمتع بها المحافظة والتي تضم ثلث آثار العالم وتعتبر مدنية الأقصر بمثابة متحف مفتوح للآثار المصرية القديمة.
وشهد اللقاء استعراض الجهود الجارية من الجانبين لتشغيل رحلات الطيران بين الأقصر و سيتشوان مرة آخري، ، كما تم مناقشة إمكانية ترويج شركة سيتشوان للسياحة المصرية بشكل عام والأقصر بشكل خاص علي متن أسطول الطائرات الخاصة بها وفي صالات مطار مقاطعة سيتشوان.