قفزت أسعار الشحن بين كوريا الجنوبية ودول الاتحاد الأوروبي مجددًا خلال شهر فبراير/ شباط الماضي، ما يضيف عبئًا جديدًا على كاهل بلدان القارة العجوز، الساعية لاحتواء مظاهر التضخم.

 

وذكر موقع تلفزيون "العربي" أن الواقع الأمني المتأزم في البحر الأحمر، تسبب في تغيير مسارات سفن تنقل السلع بين القارتين الآسيوية والأوروبية.

 

وعليه وفي أعلى زيادة شهرية من نوعها منذ عام 2019، قفزت أسعار الشحن البحري بين كوريا الجنوبية وبلدان الاتحاد الأوروبي في فبراير على أساس سنوي بنحو 39%، لتصل تكلفة سفر الحاوية ذات الأربعين قدمًا من الدولة الآسيوية إلى موانئ القارة العجوز إلى 934 دولارًا.

 

ولم تجد كبريات شركات الشحن العالمية، وهي في غالبيتها أوروبية، بدًا في تحويل طرق ملاحتها بعيدًا عن البحر الأحمر، وهو الممر المائي الإستراتيجي، الذي استهدف الحوثيون عبره سفن دول تقول الجماعة اليمنية إنها تقدم مساعدات لإسرائيل، الأمر الذي دفع هذه الشركات إلى تغيير بوصلة سفنها نحو رأس الرجاء الصالح.

 

وعلى الرغم من التطمينات الأميركية، ومشاركة دول أوروبية في التحالف الذي تقوده واشنطن، لحماية نشاط الملاحة عبر البحر الأحمر، إلا أن شركات الشحن الأوروبية الكبرى، آثرت الابتعاد عن خليج عدن، منها "ميرسك لاين" الدنماركية، و"إس إم سي" الإيطالية السويسرية، و"سي إم أيه، سي جي إم" الفرنسية، و"هاباغ لويد" الألمانية.

 

وزاد الاتحاد الأوروبي تدريجيًا من اعتماده على السلع والبضائع الكورية الجنوبية، ولا سيما من السيارات والأجهزة الكهربائية، نظرًا لارتباط سيول ببروكسل باتفاق تجارة حرة دخل حيز التنفيد عام 2015. وقد وصلت واردات دول الاتحاد من كوريا خلال السنة الماضية وحدها إلى نحو 78 مليار دولار.

 

ويمثل هذا الواقع تحديًا جديدًا لقادة الاتحاد الأوروبي، وهو التكتل الذي سعى على مدار عامين، لاحتواء معدلات التضخم، عبر الزيادات المتتالية لأسعار الفائدة، ذلك أن تكاليف الشحن الإضافية، ستسهم في الإبقاء على التضخم، عند مستويات تعيق بدء بروكسل، إجراءات خفض معدلات الفائدة.

 

كما تسببت حالة الإرباك في نشاط الشحن، بالإضرار في التجارة الخارجية الكورية الجنوبية، علمًا بأن العام الماضي شهد تراجعًا في صادرات الدولة الآسيوية إلى بلدان العالم، بواقع 7.5%، لتقتصر على 633 مليار دولار.

 

وعليه، تسبب الواقع الأمني المتأزم في البحر الأحمر، في إرباك السياسات التجارية والنقدية للدول التي لها دور مهم في توجيه دفة الاقتصاد العالمي، وهو التحدي الذي لا يعرف الأوروبيون والآسيويون، طول مداه الزمني.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

العلاج الجنائزي في كوريا الجنوبية.. الموت 10 دقائق لتخفيف ضغوط الحياة

في ظل ارتفاع معدلات التوتر والاكتئاب في كوريا الجنوبية، برز نهج علاجي غير تقليدي يُعرف بـ"العلاج الجنائزي" أو "تجربة الدفن الوهمي"، وهو أسلوب علاجي يُستخدم لمساعدة الأفراد على إعادة تقييم حياتهم والتغلب على الأزمات النفسية.

ويقوم المشاركون في هذه التجربة بالاستلقاء داخل توابيت مغلقة لمدة 10 دقائق، في محاولة لإعطائهم إحساسا بالموت المؤقت، مما يساعدهم على إدراك قيمة الحياة وإعادة التفكير في أولوياتهم.

وتعد كوريا الجنوبية واحدة من الدول التي تعاني من معدلات مرتفعة للاكتئاب والانتحار، خصوصا بين الشباب والعاملين في الشركات الكبرى. وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية، تصنف كوريا الجنوبية ضمن الدول ذات أعلى معدلات للانتحار في العالم، حيث تؤدي الضغوط الاجتماعية والمهنية إلى تزايد حالات الاكتئاب والانتحار بشكل مقلق، مما جعلها تحتل المرتبة العاشرة عالميا في هذا السياق.

South Korea holds funerals for the living. More here: https://t.co/CNOlz9sg2d pic.twitter.com/gIlRj6ni2W

— Reuters (@Reuters) November 6, 2019

أمام هذه الظاهرة، لجأت بعض الشركات الكورية الجنوبية منذ أواخر عام 2000 إلى اقتراح تجربة الجنازات الوهمية لموظفيها، كوسيلة لمساعدتهم على تخفيف الضغط النفسي والتأمل في حياتهم.

إعلان

داخل غرفة خافتة الإضاءة، يرتدي المشاركون أكفانا بيضاء قبل أن يرقدوا داخل التوابيت الخشبية المغلقة. في تلك اللحظات، يجدون أنفسهم في عزلة تامة، حيث يبدؤون في التفكير في ماضيهم وأحبائهم.

وبعد خروجهم، يعبر العديد منهم عن شعورهم بتقدير أكبر للحياة، ويتعهدون بعيشها بطريقة أكثر إيجابية. وتُعد هذه التجربة جزءا من اتجاه "الموت بسلام"، الذي يعكس تحول المجتمع الكوري الجنوبي من التركيز على النجاة بعد الحرب الكورية إلى التركيز على جودة الحياة والصحة النفسية.

كثيرون يرون أن هذه الجنازات الوهمية تقدم فرصة للتخلص من الضغوط الهائلة التي يعاني منها الشباب الكوري الجنوبي، حيث يتعرضون لمنافسة شرسة في امتحانات القبول الجامعي، وصعوبة في العثور على عمل، وساعات عمل طويلة ومرهقة، واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء.

ومنذ افتتاح مركز هيوون للشفاء عام 2012، شارك أكثر من 25 ألف شخص في هذه التجربة، أملا في تحسين حياتهم من خلال استحضار فكرة الموت بطريقة رمزية.

You can now experience how death feels through virtual reality from cardiac arrest to brain death. pic.twitter.com/mMUhW2XQf8

— Daily Loud (@DailyLoud) March 28, 2023

تجارب مماثلة ظهرت في أماكن أخرى حول العالم، حيث تمارس الصين نوعا مشابها من العلاج في مقبرة "باباوشان" في بكين، حيث يتم استخدام الواقع الافتراضي لمحاكاة تجربة الموت.

ويرتدي المشاركون نظارات وسماعات متطورة ليعيشوا تجربة نوبة قلبية مفاجئة، يليها فشل محاولات الإنقاذ، ثم الدخول إلى عالم ما بعد الموت، مما يمنحهم فرصة لإعادة التفكير في حياتهم وتقديرها بشكل أعمق. وفي عام 2023، نظمت أكبر دار جنازات في بكين يوما مفتوحا تضمن تجربة مماثلة باستخدام تقنية الواقع الافتراضي، لكن التجربة أثارت تساؤلات عديدة حول مدى جدواها وما إذا كانت مفيدة بالفعل في تحسين الصحة النفسية.

إعلان

يثير العلاج الجنائزي جدلا واسعا بين الخبراء النفسيين. يرى البعض أنه أداة فعالة لمساعدة الأفراد على تقدير حياتهم وتقليل القلق والاكتئاب، بينما يحذر آخرون من أنه قد يؤدي إلى تفاقم المشكلات النفسية، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات حادة. ومع ذلك، لا يزال هذا النهج يحظى بشعبية متزايدة في كوريا الجنوبية، حيث يبحث الأفراد عن طرق غير تقليدية لمواجهة تحديات الحياة المتزايدة.

مقالات مشابهة

  • العلاج الجنائزي في كوريا الجنوبية.. الموت 10 دقائق لتخفيف ضغوط الحياة
  • أستاذ قانون: أزمة البحر الأحمر كارثة كبيرة على التجارة العالمية
  • كوريا الجنوبية تنشر مقاتلات قرب مجالها الجوي
  • تقرير أمريكي: إدارة ترامب تواجه نفس الخيار الذي أربك بايدن بشأن إنهاء تهديد الحوثيين بالبحر الأحمر (ترجمة خاصة)
  • مبادرة لمواجهة تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر
  • الإعلان عن إطلاق مبادرة أمن البحر الأحمر لمواجهة تهديدات الحوثيين
  • معهد أمريكي يُحذّر من الأثر البيئي لحملة الحوثيين ضد الشحن بالبحر الأحمر (ترجمة خاصة)
  • الإعلان عن مبادرة لمواجهة تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر
  • كيف تحدد أزمة حظر السفن في البحر الأحمر مصير الاستقلال الأوروبي؟
  • الاتحاد الأوروبي يخصص 200 ألف يورو لمساعدة طالبي اللجوء الموزمبيقيين في مالاوي