وزارة الثقافة تشارك في الاجتماع الأول لمجموعة العمل الثقافية التابعة لمجموعة العشرين
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
شاركت وزارة الثقافة في اجتماع مجموعة العمل الثقافية التابعة لمجموعة العشرين، والذي عُقِد افتراضياً برئاسة البرازيل يومي 13 و14 مارس 2024 وحضره وفد الوزارة برئاسة الأستاذة شذى الملا، القائم بأعمال وكيل الوزارة المساعد لقطاع التراث والفنون في وزارة الثقافة.
وتشارك دولة الإمارات بصفة ضيف في أعمال قمة رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين لعام 2024 بعد أن تلقت دعوة من الرئاسة البرازيلية للمجموعة، وهي المرة الثالثة على التوالي التي تشارك بها بعد تلقيها دعوة مماثلة من الرئاسة الهندية للمجموعة لعام 2023، والرئاسة الأندونيسية لدورة عام 2022.
وافتتحت سعادة مارغريت مينيزيس، وزيرة الثقافة البرازيلية، الاجتماع الافتراضي لمجموعة العمل الثقافية بكلمة ترحيبية. وأعقب ذلك عقد جلسات حوارية تحت شعار القمة “بناء عالم عادل وكوكب مستدام”، وتناولت هذه الجلسات أربع مجالات ذات أولوية هي: التنوع الثقافي والشمول الاجتماعي والثقافة والبيئة الرقمية وحقوق النشر والاقتصاد الإبداعي والتنمية الاقتصادية المستدامة وحفظ وحماية ونشر التراث والذاكرة الثقافية.
ومن المواضيع التي تناولها الاجتماع إجراءات صون وحماية التراث، وكيفية قيام أعضاء مجموعة العشرين والدول الضيوف بتحفيز علاقات التبادل والتعاون الفني والشراكات للحفاظ على التراث الثقافي وحمايته.
واستعرض وفد دولة الإمارات جهود الدولة في المجالات الأربع ذات الأولوية، والتزامها الراسخ بالثقافة كمصدر للتنمية ورعاية الابتكار والإبداع والتماسك الاجتماعي. وأشار الوفد إلى التنوع الثقافي والشمول الاجتماعي في المجتمع الإماراتي مع احتضان الدولة أكثر من 200 جنسية.
وأشاد وفد دولة الإمارات بجهود الرئاسة الهندية في تطوير البيان الختامي لاجتماع مجموعة العمل الثقافية العام الماضي، حيث يلخص هذا البيان – الذي يحمل عنوان “مسار كاشي الثقافي” – النقاط التي تم الإجماع عليها خلال الاجتماع الوزاري لمجموعة العمل الثقافية.
ونوّه وفد دولة الإمارات إلى ما تضمنه البيان فيما يخص تأثير التغيّر المناخي على التراث الثقافي والطبيعي، وأكد على أنه، وعلى الرغم من تعرض الثقافة والتراث للعديد من المخاطر الناجمة عن التغير المناخي، فإن عناصر مثل التراث المادي وغير المادي والإبداع وأنظمة المعرفة المحلية توفّر إمكانات كبيرة لدعم العمل المناخي.
وكانت الالتزامات التي تم التعهد بها في وثيقة “مسار كاشي الثقافي” أداة فاعلة في تحديد الخطوط العريضة لإعلان الإمارات للعمل المناخي المرتكز على الثقافة، والذي تم اعتماده بالإجماع خلال الحوار الوزاري رفيع المستوى حول العمل المناخي المرتكز على الثقافة الذي أقيم خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 يوم 8 ديسمبر 2023 في دبي.
وشكّلت التقنيات الرقمية وكيفية الاستفادة منها في قطاع الثقافة موضوعاً رئيسياً خلال الاجتماع، حيث تم تسليط الضوء على التنمية المسؤولة، وسبل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في السياقات الثقافية. وطرح وفد دولة الإمارات العديد من الرؤى المتميزة حول استراتيجية دولة الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي، وسلط الضوء كذلك على بعض المبادرات الوطنية مثل البرنامج الوطني للمبرمجين الذي يعزز سبل الوصول المتكافئ إلى التكنولوجيا الرقمية.
شهد الاجتماع كذلك مناقشة موسعة حول حماية حقوق النشر والملكية الفكرية في العالم الرقمي، وتم التأكيد أيضاً على دور التعاون الدولي في تشكيل إطار عمل يضمن الاستخدام الأخلاقي للتكنولوجيا.
ولعبت الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية في دولة الإمارات دوراً محورياً في توجيه الجهود الوطنية نحو بناء اقتصاد إبداعي قوي. حيث تولي دولة الإمارات أهمية قصوى للاستثمار في تعزيز المواهب وبناء البنية التحتية المناسبة لحفز القطاعات الإبداعية، كما تعد حماية حقوق المبدعين ووضع مقاييس لتحديد حجم اقتصادها الإبداعي، من المجالات التي ركزت عليها دولة الإمارات وستتم مناقشتها خلال الاجتماعات القادمة مع أعضاء مجموعة العشرين والدول الضيوف.
وتطرق الاجتماع إلى موضوع الاستدامة وأهمية تعزيز المنظومة الرقمية. وأشار وفد دولة الإمارات في هذا السياق إلى أن الدولة أدرجت أهداف التنمية المستدامة في سياساتها الوطنية واستراتيجياتها على مستوى الدولة.
وانطلاقاً من الدور المحوري الذي تلعبه الاقتصادات الإبداعية، والرقمية في تعزيز الاستدامة، تعمل دولة الإمارات على تعزيز منظومتها الرقمية وإنشاء بيئة رقمية منصفة وداعمة للأعمال التجارية، حيث سلط وفد دولة الإمارات الضوء على المشهد الرقمي في الدولة واستخدام الأدوات الرقمية لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. حيث شكّلت الاستدامة أساس الرؤية التنموية لدولة الإمارات لأكثر من خمسة عقود وحتى الآن وستستمر في توجيه المسار المستقبلي لها أيضا.
وتحدث الوفد عن المبادرات الوطنية في مجال حفظ وحماية التراث الثقافي، حيث قامت دولة الإمارات بجهود كبيرة في تعزيز نمو قطاعها التراثي من خلال الحفاظ على تراثها المادي وغير المادي باعتبارها دولة تتطلع إلى استشراف المستقبل مع الحفاظ على تراثها وتقاليدها الأصيلة.
وأوضح وفد دولة الإمارات أن كل تلك الجهود لا تقتصر على الدولة فحسب، وإنما تمتدّ كذلك لتشمل المنطقة والعالم، حيث تعكس مبادرة “إحياء روح الموصل”، وشراكة دولة الإمارات مع التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع “مؤسسة ألِف” والصندوق الأفريقي للتراث العالمي أمثلة حقيقية على الدور الريادي الذي تضطلع به دولة الإمارات في قيادة جهود حماية التراث الإنساني.
وسيشارك وفد وزارة الثقافة في الاجتماعات التحضيرية لاجتماع وزراء ثقافة مجموعة العشرين في وقت لاحق من هذا العام، وذلك للاتفاق على خطة العمل لأولويات مجموعة العشرين.
وفي العام الماضي، مثّل وفد وزارة الثقافة بدولة الإمارات في اجتماعات مجموعة العمل الثقافية المختلفة على مدار العام، والتي تكللت بمشاركة معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، في الاجتماع الوزاري لوزراء الثقافة لدول مجموعة العشرين الذي انعقد في مدينة بنارس الهندية في أغسطس 2023. وفي كلمته خلال الاجتماع، أكد معاليه على ضرورة استمرار التعاون بين جميع الأطراف لاستخدام الثقافة والإبداع وسيلةً لمواجهة تحديات التغير المناخي وتعزيز التعاون بين بلدان الجنوب لتحقيق الشمول والاستدامة.
ومن المقرر أن تنعقد قمة قادة مجموعة العشرين في 18 و19 نوفمبر 2024 في ريو دي جانيرو، البرازيل، بحضور قادة الدول الأعضاء التسعة عشر، بالإضافة إلى ممثلي الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
محمد بن راشد بن محمد بن راشد يشهد انطلاق قمة «الآلات يمكنها أن ترى»
دبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةشهد سمو الشيخ محمد بن راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم انطلاق النسخة الثالثة من قمة «الآلات يمكنها أن ترى»، التي تُعد أكبر قمة متخصصة لمناقشة الإمكانات الحوسبية وتعلم الآلة، وإحدى أبرز المنصات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي على مستوى المنطقة، حيث جمعت أكثر من 2000 من القادة والباحثين والمستثمرين والخبراء وصنّاع السياسات. وتُعقد القمة بالتعاون مع مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، ضمن فعاليات «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي»، والذي ينظمه مركز دبي لاستخدامات الاصطناعي، تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل؛ بهدف تعزيز الشراكات الاستراتيجية بين القطاعين الحكومي والخاص، وضمان تنسيق الجهود الحكومية في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي، وتسريع الابتكار، وتسخير تطبيقات الذكاء الاصطناعي لصالح المجتمعات.
وقد رافق سمو الشيخ محمد بن راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم، خلال انطلاق النسخة الثالثة من قمة «الآلات يمكنها أن ترى»، خلفان بالهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل.
وشهد اليوم الافتتاحي حواراً وزارياً رفيع المستوى تحت عنوان: «تسخير الذكاء الاصطناعي لاستقطاب المواهب وجذبها إلى الدولة»، بمشاركة صناع القرار والسياسات من دولة الإمارات العربية المتحدة، ومصر، وماليزيا، وكازاخستان، وإندونيسيا، إلى جانب ممثلين من دول أخرى حول العالم.
نموذج الاقتصاد الجديد
خلال كلمته الافتتاحية، أكد معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، نائب العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، أن الابتكار في تطوير حلول وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في تعزيز العمل الحكومي، والارتقاء بجودة حياة المجتمع، وترسيخ نموذج الاقتصاد الجديد، يمثل محوراً رئيساً في توجهات دولة الإمارات، ورؤية مستقبلية تتبناها القيادة الرشيدة لضمان التطور والازدهار المستدام، وتعزيز تنافسية الدولة وريادتها العالمية في مختلف المجالات.
وأضاف معاليه أن رهان دولة الإمارات للمستقبل يرتكز على تطوير الذكاء الاصطناعي المسؤول وتوظيف أدواته وحلوله في الارتقاء بكافة القطاعات الحيوية، والاستفادة من إمكاناته في تحديث السياسات والإجراءات، وتعزيز جودة الخدمات، وبناء الجاهزية للمستقبل، مؤكداً أن دولة الإمارات تساهم بشكل فاعل في صناعة مستقبل الذكاء الاصطناعي.