الإسكندرية تحتفل بذكرى ميلاد سيد درويش فنان الشعب
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
احتفلت الإسكندرية مساء أمس الأحد بذكرى مولد فنان الشعب ( سيد درويش ) بمسرح كلية النصر للبنين .
وذلك بحضور اللواء هشام لطفي رئيس الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة والدكتور عربي أبوزيد مدير مديرية التربية والتعليم وأحفاد سيد درويش وعزت عطوان مدير قطاع ثقافة الإسكندرية والنائب سامح الشيمي والنائبة منى عمر والمستشار أحمد عوض والمستشار صالح سليم ورحاب جابر القائم بأعمال مدير عام وسط والشاعر أحمد قدري ولفيف من القيادات الشعبية والرياضية والثقافية والاجتماعية بالإسكندرية .
وقال ( أبوزيد ) إنّ سيد درويش هو مجدد الموسيقى وفنان الشعب وباعث النهضة الموسيقية في مصر والوطن العربي ومن أهم أعماله ( السلام الوطني المصري ) ، وأنشد مع أصدقائه ألحان الشيخ سلامة حجازي والشيخ حسن الأزهري ، وعندما ذاع صيته قام بالتلحين لكافة الفرق المسرحية أمثال فرقة نجيب الريحاني، جورج أبيض وعلي الكسار، وكون ثنائية فنية مع بديع خيري أنتجت العديد من أفضل الأغاني التراثية الخالدة، حتى توفي في ريعان شبابه عام 1923 .
وأكّد اللواء هشام لطفي أنّ ( درويش ) كان صوت ثورة 1919 الذي أشعل حماس الجماهير في مصر حين تحايل على القرارات السياسية للاحتلال الإنجليزي بمنع تداول اسم الزعيم الوطني سعد زغلول في الهتافات بعد نفيه ،ولقد تجول درويش بعوده في شوارع مصر ليغني عن الوطن والكادحين، والفلاحات وبنات البندر والأجنبيات، وغنى كذلك على لسان الصعايدة والسودانيين، والأروام والأعجام، وناقش القضايا التي تخص كل فئات الشعب، كالجرسونات والشيالين والصنايعية والموظفين والسقايين ، وهو إمام الملحنين وملهم الكادحين والثائرين .
ومن ناحيته قال أحد أحفاد درويش في كلمته أنه من أوائل الفنانين الذين ربطوا الفن بالسياسة والحياة اﻷجتماعية فنجده غنى فى مناسبات عديدة مثل أغنية "قوم يامصرى" التى غناها أثناء ثورة 1919، أيضا نشيد "بلادى بلادى" الذى اقتبس فيه بعضا من كلمات الزعيم الراحل مصطفى كامل، و أغنية "الحلوة دى" التى غناها تضامنا مع الحرفيين والفئات العاملة بالمجتمع، فقد كان هدف الموسيقى المصرية قبل درويش الطرب فقط، ولكن سيد درويش جعل منها مهنة أكبر وأهم، فقد استخدمها في الجهاد الوطني والإصلاح الاجتماعي .
بدأت مراسم الحفل بالسلام الوطني وطابور العرض بالزي الفرعوني وأغنيات من أهم أعمال سيد درويش وأغنيات وطنية ورمضانية، وذلك وفي إطار الشراكة الإستراتيجية التي ينتهجها تعليم الإسكندرية مع الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة وكذلك مع قطاع الثقافة ، وفي أمسية رمضانية فنية غنائية ثقافية رائعة.
يأتي هذا في ضوء توجيهات الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني واللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية بتكامل وتكاتف كافة مؤسسات الدولة لبناء الشخصية المصرية وإحياء التراث وغرس وتعزيز وإرساء التنمية الثقافية .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاسكندرية سيد درويش التربية والتعليم سعد زغلول سید درویش
إقرأ أيضاً:
مدير مكتبة الإسكندرية: يجب أن نربى الأجيال الجديدة على ثقافة التعددية
أكد الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، أن الأوضاع التي يعيشها العالم أجمع مخيفة وأصبحت التأثيرات سريعة وقوية وعميقة، ما يجعل متابعتها ودراستها، غاية في الصعوبة، لذا فمن الضروري التركيز على الأجيال الجديدة للحفاظ على الهوية المصرية والثقافة بمفهومها الشامل.
جاء ذلك خلال استضافته في ندوة "دور الثقافة في بناء الإنسان" التي نظمها نادي سبورتنج الرياضي، بحضور رئيس مجلس الإدارة، ولفيف من أعضاء النادي.
وشدد زايد على أن الثقافة هي أساس تكوين المجتمعات حتى وإن كانت في منطقة نائية، مشيرًا إلى أن الثقافة مقولة عمومية لا تقتصر على فئة من الفئات وهي ما تميز الإنسان عن باقي الكائنات.
وقال زايد إن كلمة ثقافة في اللغة العربية تدل على هذا المعنى المشتق من كلمة ثقف وهو ما يعني تهذيب الشيء، فالإنسان عندما يحمل الثقافة يصبح سلوكه أكثر تهذيبًا عن سلوك الحيوان، وبقدر تنمية هذه الثقافة بقدر الابتعاد عن العنف والتناحر، وبقدر امتلاك الانسان العلم والمعرفة يصبح سلوكه أكثر رقيا.
وأوضح أن المجتمعات المعاصرة شهدت مشكلات دفعت العالم أجمع إلى التساؤل حول أهمية الثقافة، بعدما أصبحت هناك صور قاسية وغليظة للثقافة وتفسيرات دينية عنيفة، وأصبح من يمتلك القوة والسلاح يمارس البطش على من لا يملكه، وهذا شكل من أشكال الانحراف الثقافي الذي ينزع الإنسان من هويته وتجعله يتخذ سلوكًا منحرفًا.
وأضاف زايد أن “الثقافة بالمعنى المثالي أصبحت غير موجودة في عالم اليوم، حيث شهدت حالة من الإرباك وأصبح الإنسان لا يعرف ما هي المخططات التي يتبعها، وهو ما خلق خوفا من الجيل الأكبر على الجيل الأصغر، لذا لا بد أن نستخدم ما لدينا من أطر ثقافية حتى يصبح لدينا جيل قادر عن بناء المجتمع”.
وتحدث مدير مكتبة الإسكندرية عن مراحل بناء ثقافة الإنسان والتي تتضمن بناء المعارف والاتجاهات والوعي والأخلاق، موضحًا أن بناء المعرفة يبدأ بالتعليم والذي بدوره ينقل إلى التعمق في القراءة وإلغاء المعارف المشوهة، والأمر هنا لا يقتصر على المعرفة التعليمية ولكن المعرفة المصاحبة لها التي تخلق مواطنا صالحا قادرا على التمييز.
وتابع: “هناك أشياء نتعلمها بالسليقة في البيت مثل الدين، فكل إنسان يستطيع أن يتعلم الدين ويميز بين الحق والباطل، وتعلم السلوك الراقي والمحب في المجتمع”.
وذكر أن المرحلة الثانية من بناء الإنسان هي الإيمان بأن كل إنسان مهما بلغ مستوى وضعه الاقتصادي والتعليمي، لديه مخططات ثقافية يتبعها، لذا فإن احترام الآخر أحد المبادئ التي يجب أن نربي أبناءنا عليها، وأن يكون لدينا جميعًا إيمان بالتعددية في الاتجاهات.
وعن المرحلة الثالثة وهي "تكوين الوعي"، أشار زايد إلى أن العقل البشري يدرك من خلال المعارف التي يكونها ومن خلال الأفعال التي يقوم بها أن هناك خيطا يفصل بين الشخصي والعام، والوعي يعني أن يكون الإنسان ناصع الرؤية والسريرة والنفس والعقل، تجعله يغلب المصلحة العامة على الشخصية.
وعن المرحلة الرابعة وهي بناء الأخلاق، أكد مدير مكتبة الإسكندرية، أن الدين إذا فهم بشكل صحيح يصل بالإنسان إلى بناء ذاته الأخلاقية، مشيرًا إلى وجود عوامل تؤدي إلى الوهن الأخلاقي، ففي مصر على سبيل المثال تسببت الظروف التاريخية بداية من عصر محمد علي والدخول إلى العصر الحديث بمنظوماته الحديثة في حدوث كثير من التقلبات السياسية والتدخلات العسكرية من استعمار وثورات وتغيير في الطبقات وخلل التعليم.
وشدد زايد على أن ثروة الأمة تنقسم إلى، مادية بشكلها المعروف، وبشرية وهي ما يجب أن ينصب عليها الاهتمام لإعداد إنسان قادر على العطاء لخدمة وطنه ولا يصبح عالة عليه، وثروة أخلاقية وتعني أن يكون الإنسان لديه مجموعة من القيم تدفعه للمساهمة في تقدم مجتمعه.
واختتم زايد بالتشديد على أن المرأة هي القائمة على الضبط الأخلاقي في المجتمع لأنها القائمة على تعليم الأطفال وتربيتهم أكثر من الرجال الذين ينشغلون بأعمالهم.
أدار الندوة أحمد حسن، رئيس مجلس الإدارة، ورانيا الجندي، رئيسة اللجنة الثقافية بنادي سبورتنج، وبحضور المهندس ممدوح حسني، نائب رئيس مجلس الإدارة، ودينا المنسترلي، وشاهيناز شلبي، أعضاء المجلس، واللواء رمزي تعلب، المدير التنفيذي.
وفي نهاية الندوة، قام أحمد حسن، رئيس مجلس إدارة نادي سبورتنج، بتكريم الدكتور زايد وإهدائه درع النادي.