مرتضى الغالي
رمضان كريم.. وهناك قول مأثور فحواه: (ألسنة الخلق أقلام الحق)..ولكن مع جماعة الانقلاب والكيزان يمكن أن تنقلب هذه الحكمة رأساً على عقب وتصبح (ألسنة البرايا كاشفة النوايا) وها نحن أصبحنا في خضم هذا البلاء العظيم والامتحان الكبير نسمع هذه (المهارشة) من "ياسر العطا" من جهة ومن "علي كرتي" من جهة أخرى.

..(كلا الرجلين هرّاشٌ ولكن/ شهاب الدين أهرش من أخيه)..!!
ما هي الحكاية..؟! ياسر العطا جرياً على طبيعته الساذجة والمتهوّرة كشف عن المستور..وقال انه لن يسلم السلطة للمدنيين والقوى السياسية..! وهو يتحدث دائماً (في العلن) بما يدور بين الكيزان (سرّاً) ..! وهذه التطوع بإفشاء الشمارات من (التسخير اللطيف) لبعض مخلوقات الله..على طريقة الأحاجي السودانية (يا فرطوق صنقع فوق...شن بتشوف..بشوف القوم...قوم منو..؟ قوم عدلان..يا عدلان..إلخ)..! ومن الخير أن ينطق أحد الانقلابيين بما يخفيه الكيزان...!!
ياسر العطا لا يعرف حتى (فن الخبث) وحصافة المُكر..فهو لا يفرق بين (حديث التآمر) الذي يُقال سراً وبين ما يمكن أن يتم الإفصاح عنه جهراً.. لقد سبق أن كشف ياسر العطا عن الغضب الكيزاني على الإيقاد وعلى الرئيس الكيني والرؤساء الأفارقة وأطلق عبر الهواء من جرابه الفارغ عباراته السقيمة المنفلتة من عينة (كان انتو رجال تعالوا بي جاي)..!
وهو الآن يكشف حقيقة هذا الحرب الموجهة لإجهاض الثورة وعودة الكيزان واستئثار الانقلابيين بالسلطة..هذا هو هدف الحرب الحقيقي والأوحد..وليس مواجهة الدعم السريع أو البطيء..!!
مشكلة الانقلاب والكيزان والبرهان والعطا هي مع الثورة ..وقد بان المستور..!
ماذا يملك ياسر العطا من السلطة حتى يقول انه لن يسلمها للمدنيين..؟! سلطة الخراب والخرائب والبوم..! وحتى هذه لا يملكها العطا ..فهو قد طلب قبل يومين من قوات الدعم السريع (في خطاب ودي وعبارات لينة) أن تغادر الخرطوم وتخرج من دارفور وكردفان والنيل الأبيض والجزيرة وسنار (هذا على سبيل المثال ولم يذكر العطا كل المناطق خارج سيطرة الجيش)..!
فماذا بقى لياسر العطا من سلطة لا يريد أن يتنازل عنها للمدنيين..؟! أنت يا رجل هارب من مكتبك في القيادة العامة ولم تستطع العودة إليه..فلماذا تبادر بـ(المقابحة) وإعلان حرمان الآخرين من شيء ليس في حوزتك...هل أنت تبخل بالعدم والكدم..!
هل يريد ياسر العطا كما أدعى أن يصنع جيشاً وطنياً مهنياً وهو يقوم بتخريج جنود لمليشيا لا علاقة لها بالجيش الوطني..مليشيا لها اسمها وأصحابها وأهدافها..ثم يقول انه يحارب مليشيا الدعم السريع..؟! ما هو الفرق بين مليشيا ومليشيا..؟! هل هناك طعنة في ظهر شرفاء الجيش أكثر من هذه الطعنة..؟!
وهل هناك (خيبة) أبلغ من الخيبة التي تجعل نائب القائد العام للجيش السوداني يقف بأزبليطاته الحمراء مزهواً منتفخاً بتدشين جنود لمليشيا (إيديولوجية أو تجارية) يزيد بها من عدد المليشيات التي تحمل السلاح وتنافس الجيش الذي هو في كل الدنيا المحتكر الأوحد للقوة الجبرية..!
كيف تكون هناك خيبة وعيبة أسوأ من احتفاء كبار قادة القوات المسلحة السودانية بصبيان أغرار من الكيزان ينعمون عليه بالنياشين ويفرشون لهم البساط الأحمر..بل أصبح هؤلاء الصبيان المراهقين الجاهلين يأمرون فيطاعون..!
**
أما السيد (علي كرتي) صاحب (الـ 99 قطعة ناصية) عن طريق الحيازة الفاسدة خارج نطاق القانون فقد قال: لن نقبل هدنة ولن نرضى بإيقاف الحرب ..!
والسؤال هو عندما يقول كرتي لن نقبل ولن نوافق ولن نوقف الحرب..باسم مَنْ يتحدث؟
هل يتحدث باسم الجيش..؟
هل يتحدث باسم الإنقاذ..؟
هل يتحدث باسم المؤتمر الوطني المقبور..؟
هل يتحدث باسم الكيزان..؟
هل يتحدث باسم حركتهم الاسلامية..؟!
هل يتحدث باسم الانقلاب..؟
هل يتحدث باسم التنظيم العالمي للإخوان..؟!
هل هو طرف في الحرب..؟!
عندما تقول: لن نوقف الحرب معنى ذلك أنك تحارب الآن..!!
**
صعب أن يقنع كرتي أحداً من الناس بأنه يعمل من أجل المصلحة العامة وإقامة الشرع..مع حيازة 99 قطعة ارض في بلد كان يعيش فيه 4 ملايين بين معسكرات النزوح واللجوء..!!
هل تعرف ما هي دوافع كرتي التي قال إنه يستند عليها في رفض إيقاف الحرب..؟!
يريد كرتي أن يصدقه الناس بأنه حزين على:
عدم وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين..
وعلى تدمير المؤسسات العدلية والقانونية..
وعلى نهب وتدمير ممتلكات المواطنين..
وعلى اغتصاب النساء وإرهاب المواطنين..
وعلى سرقة أموال الناس وطردهم من ديارهم..
وعلى إفقار المواطنين وتعريضهم للجوع..!
هل هذه اعتراضات كرتي رجل الدفاع الشعبي للكيزان...أم هي فقرات من (برنامج الإنقاذ الثلاثيني)..؟!
هذا هي مواقف وتصريحات "ياسر العطا وعلي كرتي" وآخر ما أعلناه من تهديد للشعب بالاستمرار في القتل والتخريب..ولا تسأل أين البرهان..فهو بين غفوة الغيبوبة ويقظة الأوهام وكوابيس الأحلام..!!
لا حول ولا قوة إلا بالله..الله لا كسّبكم...!

murtadamore@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: یاسر العطا

إقرأ أيضاً:

الشيخ ياسر مدين يكتب: في الصوم

قال سيدُنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدِنا جبريلَ عليه السلام حين سأله عن الإسلام: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقيمَ الصلاة، وتُؤتي الزكاة، وتصومَ رمضان، وتحجَّ البيت إن استطعتَ إليه سبيلا». سبقت الإشارة إلى أن قَصْر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام فى هذه الخمس ليس معناه أنّ الإسلام عبادات فقط، فقد سبق أن أشرنا إلى أثر الشهادة والصلاة والزكاة في حياة المسلم، وما تستلزمه منه. 

وسوف نشير -إن شاء الله تعالى- إلى أثر الصيام والحج، فالحديث إذن لا يدل على انحصار الإسلام في العبادات فقط، وإنما هو ذِكرٌ للأركان الكبرى التي تُؤصّل لحياة مستقيمة في العبادات والمعاملات. وبدَيهيٌّ أن يبدأ الحديث بشهادة «أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم» لأنها إعلان الإسلام والالتزام به عقيدة وسلوكا. 

وقد سبقت الإشارة إلى أنّ الواو العاطفة بين الصلاة والزكاة والصيام والحج تقتضي الجمع بدون ترتيب؛ أي: صار المرء بمجرد إسلامه مطالبا بهذه العبادات كلها، إلا إذا سقطت عنه لعدم القدرة. فالواو إذن لا تقتضي ترتيبا، لكن هذا لا ينفي أن يكون لترتيب هذه الأركان حِكمةٌ، وذلك ليس من حيثُ اقتضاء الواو ترتيبا معينا، ولكن من حيث إن المتكلم بها قدَّم بعضها على بعض وأخّر بعضها عن بعض.

وإذا نظرنا سنجد أنّ الزكاة والصيام لا يفرضان كل عام، بخلاف الصلاة التي تتكرر خمس مرات في اليوم والليلة، فتقديم الصلاة تقديم لما يكثر تكراره، والزكاة والصيام يسقطان عن غير القادر، فالذي لا يملك النِصاب يسقط عنه أداء الزكاة، وغير القادر على الصيام لا يصوم، هذا بخلاف الصلاة التي يؤديها المسلم ولو بالإشارة إن لم يقدر على الركوع والسجود، وهذا داعٍ ثانٍ لتقديمها عليهما.

ثم تأتي الزكاة بعد الصلاة، وهي كذلك في كتاب الله جاءت تالية للصلاة في ستة وعشرين موضعا، ومن الجهة الاجتماعية نجد أن الصلاة شأنها أن تجمع المسلمين خمس مرات فى اليوم والليلة فيقترب بعضُهم من بعض، ويعرف بعضهم بعضا، وهذا يُوقفهم على أصناف مستحقي الزكاة بينَهم، وهنا يأتي دور الزكاة لمساعدة أولئك المحتاجين، وهذا يقتضي أن تأتي الزكاة بعد الصلاة.

ثم إن الزكاة رِفْدٌ بالمال [أي عطاء وصِلة]، وهذا العطاء هو الذي يعين المحتاج على ضروريات حياته، فيقدرُ على شراء الطعام الذي يتسحر به ويُفطر عليه إذا صام، وبعض مصارفه قد يُجعل لحج بعض المحتاجين، فسبق الزكاة للصيام والحج أمر منطقى.

وإذا كانت الزكاة قد عوّدت المسلم الواجد أن يُخرج قدرا من ماله للمحتاجين، فإنّ ما يذوقه في الصيام من سَغَبٍ [أي: جوعٍ] يحمله على مزيد من الجود والإطعام، وكما طهّرته الزكاة من البخل وحب المال والاستئثار به، يأتي الصيام ليرقى به مرتبة أعلى فيجعله يستغني في يومه من طلوع الفجر إلى غروب الشمس عن الطعام والشراب والشهوة، وهذه الأمور هي أسباب استمرار الحياة، وطغيان شهوتي البطن والفرج سبب لارتكاب الموبقات والاعتداء على الحرمات، فالصيام يجعل الإنسان يستعلى عن أن تسوقه الشهوات، فهو قادر على قمعها وتوجيهها وفق ما أمر الله تعالى به، وباستقامة هذا الشأن يستقيم أمر الإنسان في سائر حياته في العبادات والتعاملات.

والصيام إذن عبادة تؤصّل لاستقامة شأن الحياة في جميع مناحيها، حيثه إنه يرجى من وراءه تحقيق التقوى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، والتقوى هى أن يقي الإنسان نفسه من الوقوع فيما حظره الشرع الشريف، فبها يستقيم شأن الحياة وفق مراد الله تعالى.

ثم بعد ذلك يأتي الحج، فهو عبادة مالية بدنية، يحتاج فيها المرءُ إلى مالٍ كافٍ للذهاب والعودة وترك ما يكفي لأهله حتى عودته، كما يحتاج إلى قوة بدنية يستطيع بها أداء مناسك الحج المختلفة، وهو بهذا لا يتهيأ لكل مسلم، ولذا قيده سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاستطاعة فقال: «وتحجَّ البيت إن استطعتَ إليه سبيلا»، وهذا يقتضي تأخره عما قبله. 

ثم إنه عبادة تجب مرةً في العمر، وهذا الوجه أيضا يقتضي تأخره عما قبله.

مقالات مشابهة

  • كتيبة جنين: السلطة تحتجز 237 من عسكرييها الذين رفضوا المشاركة ضد المقاومين
  • كيف يستغل نتنياهو الحرب للبقاء في السلطة؟| أستاذ علوم سياسية يجيب
  • نتنياهو يتحدث عن قرارات "النصر" ووضع إيران وما حدث بسوريا
  • الشيخ ياسر مدين يكتب: في الصوم
  • بيسكوف يتحدث عن تهنئة بوتين لترامب بمناسبة تنصيبه
  • كاريكاتير ياسر أحمد
  • أحمد ياسر يكتب: أزمة النازحين تزداد سوءً
  • أصحاب العقول الصغيرة يمتنعون!
  • لدى لقائه خالد الإعيسر: ياسر العطا يؤكد أهمية دور الإعلام في حرب الكرامة
  • نتنياهو يتحدث عن بداية هجوم 7 أكتوبر - لن أقبل بوجود حماس على الحدود