بوابة الوفد:
2024-12-20@19:28:43 GMT

قضية الاحتكار

تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT

جاءت‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬لرفع‭ ‬الحرج‭ ‬والمشقة‭ ‬عن‭ ‬الناس‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬التكاليف‭ ‬الشرعية‭ ‬أو‭ ‬معاملاتهم،‭ ‬وقد‭ ‬حثت‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬السعى‭ ‬والعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تأمين‭ ‬معيشتهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مختلف‭ ‬الأساليب‭ ‬الممكنة‭ ‬والمشروعة‭ ‬سواء‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التجارة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬القنوات‭ ‬المشروعة‭ ‬التى‭ ‬يُستجلب‭ ‬منها‭ ‬الرزق‭ ‬ويسد‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬المعيشية‭.

‬غير‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬أن‭ ‬الشريعة‭ ‬قد‭ ‬زجرتهم‭ ‬ومنعتهم‭ ‬منعاً‭ ‬شديداً‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الأساليب‭ ‬التى‭ ‬تؤدى‭ ‬إلى‭ ‬التضييق‭ ‬على‭ ‬الناس،‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الأساليب‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬يسمح‭ ‬بها‭ ‬النظام‭ ‬الاقتصادى‭ ‬الإسلامى ‭‬‮«‬الاحتكار‮» ‬‭‬وهو‭ ‬نظام‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ ‬الاقتصادى‭ ‬الإسلامى‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬التسهيل‭ ‬والتيسير‭ ‬على‭ ‬الناس‭.‬
والاحتكار‭: ‬هو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬حبس‭ ‬ما‭ ‬يحتاج‭ ‬الناس‭ ‬إليه،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬طعاماً‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الاشياء‭ ‬التى‭ ‬ينتج‭ ‬عن‭ ‬حبسها‭ ‬وقوع‭ ‬الضرر‭ ‬بالناس‭.‬
وإن‭ ‬كان‭ ‬الخلاف‭ ‬واقع‭ ‬بين‭ ‬الفقهاء‭ ‬فيما‭ ‬يشمله‭ ‬الاحتكار‭. ‬هل‭ ‬هو‭ ‬خاص‭ ‬بالطعام‭ ‬والشراب‭ ‬فقط؟‭ ‬أم‭ ‬أنه‭ ‬يشمل‭ ‬كل‭ ‬شئ؟
فإن‭ ‬الاغلبية‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬قد‭ ‬أجمعوا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬مقاصد‭ ‬الشريعة‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الاحتكار‭ ‬المُحرم‭ ‬فى‭ ‬الإسلام‭ ‬هو‭ ‬الذى‭ ‬يُلحق‭ ‬الاذى‭ ‬بالناس‭ ‬ويجعل‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬عليهم‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬السلعة‭. ‬ويكفى‭ ‬المحتكر‭ ‬ذماً‭ ‬أن‭ ‬النبى‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬قد‭ ‬وصفه‭ ‬بأنه‭ ‬ملعون،‭ ‬قال‭ ‬‭ ‬‮«‬الجالب‭ ‬مرزوق‭ ‬والمُحتكر‭ ‬ملعون‮»‬‭ ‬فالجالب‭ ‬هنا‭ ‬فى‭ ‬الحديث‭ ‬يُشير‭ ‬إلى‭ ‬الشخص‭ ‬الذى‭ ‬يترك‭ ‬تدفق‭ ‬السلع‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬الحاجة‭ ‬والعرض‭ ‬والطلب،‭ ‬ويتعامل‭ ‬فى‭ ‬البيع‭ ‬والربح‭ ‬بطريقة‭ ‬حلال‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬تقييد‭ ‬الناس‭.‬
أما‭ ‬المحتكر‭ ‬الذى‭ ‬يحجب‭ ‬السلعة‭ ‬عن‭ ‬الناس‭ ‬بغرض‭ ‬التربح‭ ‬والتكسب‭ ‬قد‭ ‬وصفه‭ ‬النبى‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬هنا‭ ‬بأنه‭ ‬ملعون‭ ‬واللعنة‭ ‬هى‭ ‬الطرد‭ ‬من‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬فهو‭ ‬مستحق‭ ‬لغضب‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ - ‬وغضب‭ ‬النبى‭ ‬‭ - ‬وذلك‭ ‬لما‭ ‬يترتب‭ ‬على‭ ‬فعله‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬التضييق‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬وإيذائهم‭ ‬فى‭ ‬رزقهم‭ ‬وصحتهم‭.‬

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشريعة الإسلامية الاحتكار التجارة

إقرأ أيضاً:

تعزيز التعايش السلمي .. مؤتمر بـ المغرب بحضور مدير مكتبة الإسكندرية

شارك الأستاذ الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية فى المؤتمر الدولي والذي نظمته منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالعاصمة المغربية الرباط تحت عنوان "الوئام بين أتباع الديانات: تعزيز التعايش السلمي"، لمناقشة دور الدين في بناء المجتمعات السلمية، وسبل مواجهة تحديات تعزيز التعايش والحوار بين أتباع الأديان كأداة لحل النزاعات.
عقد المؤتمر بالشراكة مع اللجنة الحكومية للشؤون الدينية بأذربيجان وبمشاركة خبراء ومختصين من مصر وأذربيجان وليبيا والسنغال.


فى البداية أشاد الدكتور أحمد زايد بالدور الذى تلعبة ال "إيسيسكو" فى نشر ثقافة التسامح من خلال ما يسمى ب "سفراء السلام"، وقال أننا نحتاج فى عالمنا المعاصر إلى التأكيد على نشر مبادىء السلام والتسامح والعدل والتبادلية والحوار والاحترام المتبادل، والعمل على أن تكون السعادة هى الهدف الأساسى للإنسان وليس الظلم والقهر والتطرف الذى نشهده فى عالم اليوم بسبب الفهم الخاطىء للدين.
 

وأكد الدكتور زايد خلال مشاركته فى الجلسة الأولى للمؤتمر على أهمية الحديث عن الوئام بين أتباع الديانات فى العالم المعاصر الذى يعانى فيه الإنسان من حالة من عدم اليقين والشعور بالخطر وتفشى التطرف والغلو وانتشار الحروب والصراعات التى تجعل الإنسان المعاصر يعيش فى خطر، مشيرًا إلى أهمية الدور الكبير للدين، لأن الكثير من أتباع الأديان يميلون للتشدد وبعض الحركات تميل إلى إستخدام الدين لتحقيق مصالحها وأهدافها، وتنحرف بالدين عن أهدافه السامية. وأضاف أن النتيجة لكل هذا هى دخول العالم كله فى موجة من التطرف وضياع المبادىء العامة والفضيلة، وهو ما ينعكس فى دخول المجتمعات نتيجة لذلك من حالة من التشظى وعدم اليقين، مؤكداً على أهمية الدور الذى يمكن أن تلعبه الأديان السماوية، وتناول فى كلمته الطريقة التى يمكن أن تتوافق  الأديان فيما بينها وأهمية أن تتلاقى فيما بينها بناء على الخبرات والتجارب الحية، ومنها تجربة الأزهر الشريف والعلاقات الحميمية التى تربط المسلمين بالمسيحيين فى مصر، من خلال الفهم الوسطى للدين، والدعم الكبير الذى تلقاه الكنيسة من قبل فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى ومن قبل الدولة المصرية بشكل عام. 

النموذج المصري 


 

وأضاف زايد أنه لابد من تكرار النموذج المصرى الذى يؤسس على المشترك بين الثقافات المختلفة وما بين أتباع الديانات المختلفة، وأكد أنه علينا أن ننشىء أجيالًا جديدة تأخذ على عاتقها فهم الدين بشكل مختلف عن الأجيال السابقة وأن ترى الأديان معين على العمل والانجاز والحضارة وبناء المعرفة والقيم الفاضلة، وأنها تشجيع على التسامح واحتواء الآخرين الذين يعيشون معنا فى بيئة مشتركة، وقال أن هذا طريق عملى لبناء علاقات جيدة تبادلية بين أتباع الديانات المختلفة، مشيرأ الى أهمية ألا تكون هناك وصاية من أصحاب دين على آخر، أو من جماعة على جماعة، وأن يفتح باب الاجتهاد لأطياف المثقفين والعلماء لكى يدلى كل بدلوه وليس فقط العاملين فى المؤسسة الدينية، وإنما أيضا من خارجها.

مقالات مشابهة

  • سوريا.. حنين لا يغادر محبيها
  • مؤتمر الصحفيين ونقطة الانطلاق
  • كأسك يا وطن
  • إمام الحرم: حرص النبي على أمته بلغ الغاية في بيان الشريعة
  • أنجلينا جولى:ﺗﺠﺴﻴﺪ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﺎرﻳﺎ ﻛﺎﻻس ﺣﻠﻢ وﺗﺤﻘﻖ
  • الغضب الأعمى
  • حكم خدمة المرأة لزوجها بين الشريعة والعرف.. عالم أزهري يوضح الحقائق
  • تعزيز التعايش السلمي .. مؤتمر بـ المغرب بحضور مدير مكتبة الإسكندرية
  • أوقات النهي عن أداء صلاة الاستخارة في الشريعة
  • الديمقراطية الزائفة «3»