سودانايل:
2024-10-05@16:49:19 GMT

الجيش، أكذوبة الإسم وصنم المؤسسة

تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT

✍️بقلم / محمد الربيع
——————
متي من طول نزفك تستريح - سلاماً أيها الوطن الجريح
تشابكت النصال عليك تهوي - وأنت بكلِّ منعطفٍ تصيح
وضجّ الموت في أهليك حتي - كأنّ أشلاؤهم ورقٌ وريح
،،،، عبدالرزاق عبدالواحد ،،،،

✍️بالأمس أستمعتُ لبرنامج اليوتيوبر سعد الكابلي الذي أستضاف "خاله" المذيع عمر الجزولي متحدثاً عن رمزية إسترداد "الجيش" لمباني الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون وتحدث المذيع العتيد عن ضرورة الوقوف مع الجيش لأنه قوات الشعب المسلحة ويمثل "المؤسسة الوطنية" الذي يجمعنا بمختلف مكوناتنا وأقاليمنا وهو (الضامن) للوحدة الوطنية والحفاظ علي الوطن و…….

. الخ ،، علماً بأن المذيع الكهل الذي يتلقي العلاج في القاهرة كان قد ظهر في تسجيل صوتي لإذاعة خبر إسترداد مباني الإذاعة والتلفزيون بواسطة مليشيا البراء وكتائب ظل الحركة الأسلامية وليبشّر البلابسة بوهم الإنتصار المزيف ويسوّق لأكذوبة إسم الجيش المزعوم وكأنه يتحدث لشعب الهند وليس الشعب السوداني !!!

????إن ما يُسمَي زوراً وبهتاناً بقوات الشعب المسلحة أو الجيش السوداني إن هو إلا اكبر أكذوبة إنطلت علي هذا الشعب طوال تاريخ ما بعد الإستقلال المزيف علي الورق!! لأن كل كوارثنا الوطنية وحروباتنا العبثية والتدمير الممنهج للثروات والموارد والتخطيط للفتن القبلية وإشعال الحروبات تمت بواسطة ما يسمي بقوات الشعب المسلحة هذه التي لم تنجز أي مهمة وطنية طوال تاريخها سوي قتل وتشريد هذا الشعب والأنقلابات ضد الحكومات المنتخبة ديمقراطياً ،،،، هذا الجيش "قوة دفاع السودان" او جيش البازنقر الذي تم تأسيسه لخدمة المستعمر الأجنبي، هو نفس الجيش الذي قتل الشعب السوداني في جنوب السودان وإغتصب النساء وأحرق القري والثروة الغابية وسرق ونهب كل أبقار الجنوبيين وأطلق ضدهم كل الأوصاف العنصرية المنحطة لآدميتهم ثم فصل الجنوب الحبيب مفرطاً في "الوحدة الوطنية" بعد كل تلك التضحيات الجسام وموت أكثر من مليونين!! وأقام أنصارهم أحتفالاً لهذه المأساة الوطنية بذبح "ثور أسود" !! وهو نفس الجيش الذي أباد الشعب السوداني في دارفور وأحرق القري وسمم آبار المياه في جريمة حرب لم تحدث في التاريخ لأنها جريمة ضد كل المخلوقات بلا إستثناء (بشر، حيوان وطائر وغير ذلك) فكل من يشرب الماء المسموم سيموت! وقال كبيرهم في ذلك لا أريد أسيراً أو جريحاً كما قال قيادي آخر "امسح، أكسح وقشّو ما تجيبو حي" وكذلك قنّن زعيمهم الإغتصاب بحديثه القميء عن أن "الغرباوية ….." ووثّق التاريخ آلاف الحالات لهذا الجيش اللا أخلاقي ،،،، ومنذ عقدين يعيش أكثر من ثلاثة ملايين سوداني في معسكرات الذل والعار بسبب جرائم هذا الجيش العنصري الذي قتل وشرد المدنيين بعدما أحرق قراهم ونهب كل ممتلكاتهم (مواشي، حبوب غذائية ومحاصيل ومتاجر) أنه جيش "القتل والأغتصاب والشفشفة" !! وهو نفس الجيش الذي أحرق قري وكراكير جبال النوبة وأباد شعبه شيباً وأطفالاً ونساء بلا رحمة بالبراميل المتفجرة ، بل هو نفس الجيش الذي قتل أكثر من ألف شاب بعمر الزهور إعتصموا به أمام بوابة القيادة في شهر رمضان وقُبَيل العيد المنتظر للأمهات والآباء حوّله الجيش لكابوس وأحزانٍ لن ننتهي وجروحٍ لن تندمل ،،،،،

☀️وهذا الجيش الأكذوبة هو نفس الجيش الذي ترك أجزاء واسعة من تراب الوطن شمالاً (حلايب، شلاتين وأبو رماد) وشرقاً "الفشقة" وأجزاءً غرباً وجنوباً في الوقت الذي يطارد ويقتل في شوارع السودان شباب زي الورد !! هو نفس الجيش الذي يأخذ ٨٣ ٪؜ من الميزانية العامة علي حساب التعليم والصحة والبني التحتية ويتاجر في الذهب والعملات والمحاصيل وحتي الفحم وحطب الطلح ثم فشل حتي في حماية مقراته وحامياته وطلب من المواطن حماية نفسه !!

أن ما يسمي بالمؤسسة الوطنية هو أكبر تزييف للحقيقة لأنهم أرادوا ان يجعلوا منه صنماً أجوفاً تعبده العوام والدهماء بغير هديً ولا كتابٍ منير لأنها في الحقيقة هي مجرد حزب سياسي مسلح حكراً لقبائل معينة وجهة محددة تحتكر من خلالها وسائل العنف والترهيب للحفاظ عبرها علي ما يُسمي بالإمتيازات التاريخية الموروثة والذي يكرّس لإحتكار السلطة والثروة "عن طريق التدوير" بيد عصابة معينة ومغلقة " لأنها تشعر بأن لها حق إلهي في حكم السودان والإستئثار بخيراته وموارده ……. لذلك نحن نقولها بكل وضوح بأن الواقفين في صف الجيش هم فئتان رئيسيتان :
الفئة الأولى هم أصحاب ما يسمى بالإمتيازات التاريخية "يساريين ويمينيين" وهم حاضنة وأهل أصحاب الرتب العليا والقرار داخل الجيش لذلك أصطفوا جميعاً للحفاظ علي تلك "الإمتيازات" والفئة الثانية هم بعض الكيزان من الهامش وهم فئة (الفلنقايات الإنتهازيين) وهؤلاء ليس لهم طموح بالحكم إنما غايتهم إرضاء الحاكم لنيل بعض الفتات وفضلات الموائد ،، وهناك فئة ثالثة وهم المغيّبون عن الحقيقة ويعانون قصوراً في الوعي والإدراك ومنساقون وراء عبارة طنانة (المؤسسة الوطنية) وهم في مقام "المغفل النافع" لا يملكون حيلة ولا يهتدون سبيلا …..

✍️أن مؤسسةً حكمت الوطن حوالي ٥٧ عاماً وقتلت أكثر من ستة ملايين من شعبه وفشلت حتي في بناء أدني مستويات البني التحتية من مرافق ومدارس وشبكات طرق ومياه ومستشفيات حديثة وفشلت في تأليف وجدان موحد للشعب أو صناعة عقد إجتماعي للتعايش السلمي بين المكونات وتخصص فقط في صناعة المليشيات حتي بلغت حوالي ستين مليشيا منذ الأستقلال، عدد (٤٣) منها في حرب الجنوب فقط !! فلا هم أحدثوا نهضة وطنية ولا حافظوا علي الوحدة والأمن !! هذه مؤسسة مسرطنة لابد أن تستأصل ليتعافي الوطن وبناء مؤسسة وطنية مهنية جديدة تبتعد عن ممارسة السياسة وتتفرغ لأداء دورها في الدفاع عن الامة وحفظ ترابها ودستورها .
قبل الختام :
✍️إلي كيزان تركيا وثلة العاطلين في قناة طيبة، هل رأيتهم النهضة التركية والبني التحتية المتقدمة والمطارات المتطورة وأنواع الرفاهية التي أنجزها "الكوز" أردوغان في أقل من عشرين عاماً ؟ بماذا يُشعركم وقد حكمتهم أكثر من ثلاثة عقود بلداً غنياً ثم أعدتوه لعصر الناقة والبعير؟
تبّاً لكم

m_elrabea@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذا الجیش أکثر من

إقرأ أيضاً:

أحداث رواندا وطلاب الجامعات السودانية

جاء في الأخبار أن جامعة العلوم الطبية والتكنلوجيا، المعروفة سودانياً بجامعة البروف مامون حميدة، التي نقلت بعض طلابها لاستكمال الدراسة في رواندا، قررت إغلاق أبوابها وتجميد نشاطها بتلك الدولة، إثر بروز بعض النشاطات غير المسموح بها في تلكم البلاد.

ما يدور في السودان ومنذ أبريل 2019م، وذهاب نظام الإنقاذ، وخاصة فيما يتعلق ببعض مظاهر السلوكيات الوافدة والشاذّة في أوساط الشباب، من حيث الشكل الخارجي، والمفردات المستخدمة، وعموم التعامل مع المجتمع الخارجي من بعضهم، هو من إفرازات الفوضى العارمة، ومجتمع اللاقانون، والمظاهر المستوردة اللامسئولة، التي صاحبت التظاهرات، وحرق اللساتك في وسط الطرقات، والتتريس الشامل، والسبّ الشاهر، وشعارات: ” العرقي بالمجان.. و تلا ذلك السيطرة على الحكم بعد تحفظ العسكر على ” رأس النظام” في أبريل 2019م والتي أفضت للقسمة الضيزى بين الحراس والنهابّة؛

فاستشرت مظاهر الفوضى واللاقانون في كافة أنحاء البلاد، وانتفضت الولايات الطرفية السودانية المهمشة تاريخياً، كالولايات الشرقية بريادة البحر الأحمر، وكل الولايات الشمالية بريادة نهر النيل، وكذا ولايات الجزيرة وكردفان ودارفور، الذين رأوا أن ما حدث في العاصمة كان تظاهرات للنخب المتمدنة ونشطاء المدن، التي لم تشرك في الكعكة الأقاليم، ولم تأبّه بأي دور لهم، لا في اقتسام السلطة، ولا في الشراكة في اتخاذ القرار. وذلك إثر ثلاثين سنة من الحكم الفيدرالي، الذي ظلت تدار فيه الولايات بفيدرالية إسمية، ولكنها كانت تمنح نوعا محدودا من الإنتماء والتميّز والخصوصية.

لقد ظل الاحتقان يتنامى في كل ربوع البلاد، من تلقاء سوء الإدارة الانتقالية، وانعدام السلطة الفعلية، وتردي الخدمات نظراً لتشريد الآلاف من الموظفين في مفاصل الدولة، وافتقار النظام المصطنع بالسلطة العسكرية الأمنية للمشروعية الدستورية، في بلاد لا برلمان لها، ولا سلطة تشريعية تصدر القوانين، وتوّج ذلك الفشل الإداري عندما تم حل السلطة القضائية بقرار من الناشطين الذين أصبحوا هم الحكام المطاعون؛ وتحولت السلطتان التشريعية والقضائية، للجنة من الناشطين والسياسيين اليافعين، من غير المتخصصين ولا المجرّبين ولا من أهل الدربة في أي مرفق إداري؛ فتحولت مهام القضاء والتشريع لما سمي “بلجنة التفكيك” التي كان شعارها تفكيك النظام: “صامولة صامولة” وكان المقصود هو السودان؛ الذي كان في نظرهم الخاسئ الحسير، هو حكومة الإنقاذ، التي كان يحكمها حزب المؤتمر الوطني؛ فكان ذلك أول مسمار دق في نعش الثورة المصنوعة، التي لم يُعد لها رؤية، ولا رسالة، ولا برامج عمل، وليس لها فلاسفة كأمثال ميرابو ولا مونتسكيو ولا فولتير لها، كما كان في الثورة الفرنسية؛ ولم يكن لهم قادة ملهمون من أمثال واشنطن وماديسون ولا جيفرسون، ليدرسوهم فقه القانون الدستوري والحقوق السياسية؛ كما غاب عن الناشطين المُغرّر بهم أن دولة الحقوق والواجبات تم التشريع لها منذ أيام جان جاك روسو في القرن الثامن عشر الميلادي، عبر مؤلفه الشهير: ” العقد الاجتماعي” والذي تقرر بعده الإجماع في كافة مجتمعات الرشد السياسي وفقهاء دولة القانون والحكم الراشد، أن السيادة الأصلية والسلطة الحصرية هي في يد الشعب، وليس في يد النخب ولا الأباطرة ولا الكهنوت، وأن الشعب يحوز عليها بحكم المواطنة، وليس بالإنتماء الديني ولا العرق ولا مستوى الغنى أو الفقر، ويمنحها الشعب لمن يختاره، وعبر الانتخابات الشاملة، ويحدد الشعب لمن يحكمه كيف يحكمه وفترة ولايته في الحكم، وينزعها منه حيث يشاء، وفق ترتيبات القانون والنظام والميثاق الدستوري.

وجاء تفصيل ذلك في كتاب Du contrat social لروسو؛ فتجاهلت النخب كل ذلك، بل تقاسمت السلطة مع من كانوا بالأمس ينابزونهم بالألقاب، ويتوعدون بسجنهم وسحقهم من العسكر، بعد أن سلموهم الحكم بعد إعلانهم: “التحفظ على رأس النظام في مكان آمن”. فتوالت المشاكسات بين الطامعين الجدد والحراس القدامى، حتى وصلت الفوضى مداها بتمرد 15 أبريل 2023م المخطط له مسبقا لإستلام السلطة بالقوة المسلحة، وتطبيق مخطط الاستخبارات الأجنبية وأجندة الجيوبولتيك الدولي في المنطقة، والرامي في الأصل لضرب المصالح الروسية والصينية في المنطقة، وقطع الطريق على كل ما لا يمت للغرب الديمقراطي الليبرالي بصلة، فاستفاق كل الشعب السوداني بين عشية وضحاها، على عواقب ما جناه بعض أبنائهم العاقين بوطنهم وتراثهم ودينهم وقيّمهم، فأخذوا على حين غرّة، وهم نيام، في آخر ليالي رمضان، إذ سيطر على مرافق البلاد ومفاصلها المرتزقة المددجون بالسلاح والتمويل وأجهزة الرماية والاتصالات، الذين يتلقون الأوامر من مديري الإستخبارات الأجنبية، وصنّاع مخططات تدمير الأمم، ومديري الفوضى الشاملة.

إزاء هذا الواقع الراهن الأسيف يتعين على كافة الجامعات السودانية إعداد كورس إجباري في العلاقات الدولية يتعين على كل طلاب السنة الأولى الإنخراط الإلزامي فيه، يحتوى على احترام القانون العام وتنوع السلوك الأخلاقي، وأهمية احترام قوانين الدول المضيفة، وتحذيرهم من عواقب عدم الالتزام بذلك، ويشترط النجاج في هذا الكورس للقبول في أية كلية في الجامعات السودانية.

للأسف حدثت نفس هذه المظاهر التي استهجنت في كيغالي بالأمس القريب، بأقدار متباينة، في كل من مصر والسعودية وسلطنة عمان وفي بعض الدول الأوربية. هذه وصمة فوضوية وافدة وغريبة على سلوك وأخلاقيات شعب السودان، وهي ظاهرة سلوكية غير مسبوقة ويتعين أن تدان من الجميع.

لا يمكن أن يسمح شعب السودان بأن تقوم مجموعة غير مسئولة من أبنائهم بتشويه سمعتهم الموروثة من أئمة صدق وآباء كرام، ولا السماح لهم بتغبيش سيرهم المشهورة في الآفاق، والموسومة بحسن الخلق والوفاء منذ المئين من السنين. فعلى وزارة التعليم العالي أن تتصرف إزاء هذا الوضع المأزوم بما يستحقه من الإهتمام الوطني وبأعجل ما يتيسر، حفاظا على مستقبل هؤلاء الطلاب وعلى سمعة الأمة السودانية ورسالتها الاجتماعية. فرسالة التعليم هي التربية مقرونة بالتعليم. ولذلك جاءت التعاليم النبوية لنشأ المسلمين اليافعين بأمرهم بالصلاة لسبع، وضربهم عليها لعشر، لا بقصد العذاب، كما يأتفك العلمانيون الجاهلون، فالله لا يريد عذاب عباده الشاكر، ولكن الأمر هو بروتوكوول أخلاقي لترسيخ التأديب والتربية. وقد كان من موروث أهل التربية من كبار شيوخ أهل السودان المُربين، من أهل السلوك والتصوف المشهورين، مأثور قول الشيخ عبدالله ود العجوز الكبير، صاحب المقام المشهود بمنطقة جبل موية، حيث مزاره المَزور، فقد أثبت القاعدة الذهبية في علم التربية والسلوك على الطريق لكافة الطلاب والسالكين، عندما وضّح العلاقة بين المربي والربّ فقال:- ” لولا ربيّ ما ربّى المربِّي.. ولولا المربِّي ما عرفت ربي… المقصود أن التربية بلا تعليم لا تصلح، والتعليم يفسد النفع به دون تربية.

دكتور حسن عيسى الطالب

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الجيش فرض طوقاً أمنيّاً في مُخيّم البداوي... ما الذي يجري هناك؟
  • هذه المؤسسة (..) أكدت أنها صمام أمان وركيزة وطن وعمود بيت كبير أسمه السودان
  • حجم المياه الذي وصل لبحيرة ناصر من حصة السودان حتى اليوم ومنذ بداية الحرب في إبريل 2023 يزيد عن (25 مليار متر مكعب)
  • رئيس المؤسسة الوطنية للنفط ومحافظ المركزي يبحثان تمويل مشروعات زيادة الإنتاج النفطي
  • “خوري” تؤكد دعمها للمؤسسة الوطنية للنفط للحفاظ على استقلاليتها
  • لا لدخول حماس للسودان
  • أحداث رواندا وطلاب الجامعات السودانية
  • أكثر من (5) آلاف متدرب متفوق في التدريب التقني لعام 1445هـ
  • أكثر من 5 آلاف متدرب متفوق في التدريب التقني لعام 1445هـ
  • الجبهة الدبلوماسية: غرس الهوية الوطنية في نفوس الشباب ركيزة لبناء المستقبل