الخرطوم، «القدس العربي»: في تصريحات أثارت ردود أفعال غاضبة من قادة تحالف الحرية والتغيير، توعد مساعد قائد الجيش ياسر العطا، التحالف بالمحاسبة مشددا على أن القوات المسلحة لن تسلم السلطة للمدنيين إلا بعد تنظيم انتخابات.
واعتبر القيادي في الحرية والتغيير- رئيس الحركة الشعبية التيار الثوري الديمقراطي ياسر عرمان، تصريحات العطا «حقيقة وسط بحر الأكاذيب»
مضيفا: «من ينتظر سلطة من العسكر».


وتدعو الحرية والتغيير إلى وقف الحرب، بينما تعمل ضمن تحالف من القوى السياسية والمهنية من أجل حشد التأييد المحلي والدولي لوقف العدائيات بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ نحو عام.
قادة الجيش يتهمون الحرية والتغيير بمساندة الدعم السريع وتشكيل ظهير سياسي للقوات شبه العسكرية التي يقودها النائب السابق لرئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو «حميدتي».

بالمقابل يعمل الجيش على تشكيل تحالف سياسي جديد، حيث ينتظر أن يوقع إعلانا سياسيا مع تنسيقية حديثة التكوين باسم «القوى المدنية الوطنية» يقودها نائب رئيس مجلس السيادة زعيم الحركة الشعبية شمال مالك عقار.
وتوعد مساعد قائد الجيش السوداني ياسر العطا خلال مخاطبته وفدا من تنسيقية القوى الوطنية في قاعدة وادي سيدنا العسكرية في مدينة امدرمان غرب العاصمة السودانية الخرطوم، بمحاسبة «أي عميل خائن» مهما كانت قامته او اسمه أو جماهيره. مشددا على أنهم سيعاملون معاملة قوات الدعم السريع لأنهم دعموها وساندوها -على حد قوله.
وقال إنه مع بداية الحرب كان يطلب من المجموعات السياسية خارج تحالف قوى الحرية والتغيير الاتصال بقادة التحالف وإقناعهم بالعدول عن موقفهم، إلا أنه عاد وتوعد بمحاسبتهم وفق ما اعتبرها أسس العدالة والقانون.
وشدد على أن قائد القوات المسلحة سيكون على رأس الدولة في الفترة الانتقالية التي ستعقب الحرب، وأنهم لن يسلموا السلطة إلا لحكومة منتخبة.
واعتبر القيادي في الحرية والتغيير ياسر عرمان أن تصريحات «العطا» هي لحظة صدق نادرة أفصح خلالها عن الأهداف الحقيقية للحرب ونوايا الذين يقفون خلفها، مؤكدا أنها لم تكن يوماً من أجل الكرامة أو الوطن بل من أجل استعادة السلطة للإسلاميين ومنسوبيهم من كبار الضباط.
ورأى أن حديثه ليس بجديد إلا على الذين أحسنوا نواياهم في كل مراحل الثورة السودانية وحتى بعد الحرب في العمل مع العسكر و»الهرولة نحو الحلول معهم رغم التجارب المريرة».
وقال إن تصريحات مساعد قائد الجيش ترتبط ارتباطا وثيقة بالعملية السياسية والمفاوضات التي جرت في جدة والمنامة بمعزل عن المدنيين.
وطالب بالفصل بين أي مفاوضات لوقف إطلاق النار والعملية السياسية، مشددا على أن العملية السياسية يجب الا تترك لطرفي الصراع والا فان السلطة ستنتهي في يد العسكر بمعزل عن الشعب وإرادته في الحكم المدني الديمقراطي.
وأضاف: «الذي يملك البندقية لا يكتب نفسه شقيا».
وأكد على ضرورة العمل الجماعي من أجل وقف الحرب دون ربطها بالعملية السياسية في هذا التوقيت وبمشاركة فاعلة من المدنيين وقوى التغيير، مستنكرا ما اعتبره تجاوزا للقوى المدنية في مباحثات المنامة ومنبر جدة.
ودعا إلى إجراء عملية سياسية ودمجها في قضايا وقف الحرب لافتا إلى أن استمرار الحرب يعني إغلاق الفضاء المدني في ظل سيطرة حاملي السلاح والعسكريين وأن أي عملية ستنتهي في أفضل الأحوال إلى شراكة معهم ، معتبرا أن تلك هي مخططات الإسلاميين.
وشدد على أن البلاد لن تشهد استقرارا دون بناء جيش وطني مهني لا يحمل فوق ظهره الإسلاميين الذين يرى أنهم يتحكمون في قراره.
وقال «أن الحركة الإسلامية لن ترجع إلى حجمها الطبيعي ولن تترك الحروب والفساد والاستبداد إلا إذا تم إنزالها من على ظهر الجيش».
واعتبر القيادي في الحرية والتغيير خالد عمر، أن الحرب المندلعة منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، ترسيخ لسلطة العسكر التي وصفها بـ « الاستبداد» ومحاولة لقطع الطريق امام أي آمال في تحول مدني ديمقراطي في السودان.
وقال في رده على تصريحات العطا: « أن هذه الحرب هي امتداد لسلسلة طويلة من المؤامرات والتعديات لقطع الطريق أمام الثورة السودانية، بدايةً من فض اعتصام القيادة العامة، مروراً بالتآمر على الفترة الانتقالية وخنقها باثارة الاضطرابات الامنية في ارجاء البلاد وقفل شرق السودان واعتصام القصر، وصولاً لانقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول2021 وما تلاه من قمع للقوى المدنية واعتقالات تعسفية، انتهاءاً بحرب 15 ابريل التي تتكشف حقيقتها يوماً بعد يوم». وأضاف: «أن القوى المدنية الديمقراطية لن تضل الطريق وستظل ضد الحرب دون أي شكل من أشكال الانحياز لأطراف الصراع».
وقال المتحدث باسم الحرية والتغيير جعفر حسن: « أن حديث العطا حول عدم تسليمهم السلطة للقوى المدنية، أمر غير مفاجئ وأنه ذكر الحقيقة المجرّدة، حول ما خبأه الآخرون من الأسباب الرئيسية للحرب».
وتابع: «كنّا نعلم من اللحظة الاولى أن من أهم أهداف هذه الحرب هي الاستمرار في السلطة بأي ثمن، بعد فشل انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021» مضيفا: «ما كان لهم من طريق آخر إلا عبر «إراقة كل الدماء».
وفي وقت تدخل الحرب السودانية شهرها الثاني عشر، تتصاعد المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع دون تحقيق أي من الجانبين نصرا حاسما.
والأسبوع الماضي أعلن الجيش السيطرة على نطاق واسع من مدينة أمدرمان غرب العاصمة السودانية الخرطوم، بينما قالت قوات الدعم السريع أمس الأحد أنها دفعت بتعزيزات عسكرية من إقليم دارفور من أجل دك حصون من وصفتهم بـ«الفلول».  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: مساعد قائد الجیش الحریة والتغییر من أجل على أن

إقرأ أيضاً:

أوروبا في مواجهة ترامب جحيم نووي.. رؤية الرئيس الأمريكي الاستعمارية تجعل مشاهد أفلام الحرب حقيقة واقعة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يحلم ترامب بإمبراطورية ماجا، لكنه على الأرجح سيترك لنا جحيمًا نوويًا، ويمكن للإمبريالية الجديدة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن تجعل العالم المروع الذى صوره صانعو أفلام الحرب الباردة حقيقة.. هكذا بدأ ألكسندر هيرست تحليله الشامل حول رؤية ترامب.

فى سعيه إلى الهيمنة العالمية، أصبحت رؤية ترامب لأمريكا الإمبريالية أكثر وضوحًا. ومع استعانة الإدارة الحالية بشكل كبير بدليل استبدادى وإظهار عداء متزايد تجاه الحلفاء السابقين، أصبحت خطط ترامب للتوسع الجيوسياسى واضحة. تصور الخرائط المتداولة بين أنصار ترامب، والمعروفة باسم "مجال الماجا"، استراتيجية جريئة لإعادة تشكيل العالم. كشف خطاب ترامب أن أمريكا الإمبريالية عازمة على ضم الأراضى المجاورة، بما فى ذلك كندا وجرينلاند وقناة بنما، مما يعكس طموحه المستمر لتعزيز السلطة على نصف الكرة الغربى.

تعكس هذه الرؤية لعبة الطاولة "المخاطرة" فى طموحاتها، مع فكرة السيطرة على أمريكا الشمالية فى قلب الأهداف الجيوسياسية لترامب. ومع ذلك، فإن هذه النظرة العالمية تضع الاتحاد الأوروبى أيضًا كهدف أساسى للعداء. إن ازدراء ترامب للتعددية وسيادة القانون والضوابط الحكومية على السلطة يشير إلى عصر من الهيمنة الأمريكية غير المقيدة، وهو العصر الذى قد تكون له عواقب عميقة وكارثية على الأمن العالمى.

مخاطر منتظرة

مع دفع ترامب إلى الأمام بهذه الطموحات الإمبريالية، يلوح شبح الصراع النووى فى الأفق. لقد شهدت فترة الحرب الباردة العديد من الحوادث التى كادت تؤدى إلى كارثة، مع حوادث مثل أزمة الصواريخ الكوبية فى عام ١٩٦٢ والإنذار النووى السوفيتى فى عام ١٩٨٣ الذى كاد يدفع العالم إلى الكارثة. واليوم، قد تؤدى تحولات السياسة الخارجية لترامب، وخاصة سحب الدعم الأمريكى من الاتفاقيات العالمية وموقفه من أوكرانيا، إلى إبطال عقود من جهود منع الانتشار النووى.

مع تحالف الولايات المتحدة بشكل متزايد مع روسيا، يصبح خطر سباق التسلح النووى الجديد أكثر واقعية. الواقع أن دولًا مثل اليابان وكوريا الجنوبية وكندا، التى اعتمدت تاريخيًا على الضمانات الأمنية الأمريكية، قد تشعر قريبًا بالحاجة إلى السعى إلى امتلاك ترساناتها النووية الخاصة. وفى الوقت نفسه، قد تؤدى دول مثل إيران إلى إشعال سباق تسلح أوسع نطاقًا فى مختلف أنحاء الشرق الأوسط، إذا تجاوزت العتبة النووية.

رد أوروبا

بدأ الزعماء الأوروبيون، وخاصة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، فى الاعتراف بمخاطر عالم قد لا تكون فيه الولايات المتحدة حليفًا موثوقًا به. وأكدت تعليقات ماكرون الأخيرة على الحاجة إلى استعداد أوروبا لمستقبل قد لا تتمسك فيه الولايات المتحدة بضماناتها الأمنية، وخاصة فى ضوء سياسات ترامب الأخيرة. فتحت فرنسا، الدولة الوحيدة فى الاتحاد الأوروبى التى تمتلك أسلحة نووية، الباب أمام توسيع رادعها النووى فى مختلف أنحاء الاتحاد الأوروبى. ومع ذلك، يظل السؤال مطروحًا: حتى لو مدت فرنسا قدراتها النووية إلى أعضاء آخرين فى الاتحاد الأوروبى، فهل سيكون ذلك كافيًا لحماية أوروبا من التهديدات الوشيكة التى تشكلها كل من روسيا والدول المسلحة نوويًا الأخرى؟

إن التوترات المتصاعدة بين حلف شمال الأطلسى وروسيا بشأن غزو أوكرانيا والتهديدات النووية الروسية المتكررة تؤكد على الحاجة الملحة إلى أوروبا فى سعيها إلى رادع أكثر استقلالية وقوة. وإذا لم تتمكن أوروبا من الاعتماد على الولايات المتحدة، فقد تحتاج فى نهاية المطاف إلى إنشاء آلية دفاع نووى خاصة بها.

عالم منقسم

قد تكون تداعيات رؤية ترامب كارثية. فمع إعادة تسليح العالم بسرعة، ترتفع مخزونات الدفاع، ويرتفع الإنفاق العسكرى إلى مستويات غير مسبوقة. ويتم توجيه الموارد التى ينبغى استثمارها فى الرعاية الصحية والتعليم وحماية البيئة واستكشاف الفضاء بدلًا من ذلك إلى ميزانيات الدفاع. وإذا سُمح لسياسات ترامب بالاستمرار، فقد تؤدى إلى عالم حيث تصبح الحرب حتمية، أو على الأقل، حيث يتحول توازن القوى العالمى بشكل كبير. مع ارتفاع الإنفاق الدفاعى العالمى، هناك إدراك قاتم بأن البشرية تتراجع إلى نظام عالمى خطير ومتقلب، حيث يتم التركيز بدلًا من ذلك على العسكرة والصراع.

ضرورة التأمل

ويمضى ألكسندر هيرست قائلًا: فى مواجهة هذه التحولات الجيوسياسية، أجد نفسى أفكر فى التباين بين العالم الذى حلمت به ذات يوم والعالم الذى يتكشف أمامنا. عندما كنت طفلًا، كنت أحلم بالذهاب إلى الفضاء، ورؤية الأرض من مدارها. اليوم، أود أن أستبدل هذا الحلم بالأمل فى أن يضطر أصحاب السلطة إلى النظر إلى الكوكب الذى يهددونه من الأعلى. ولعل رؤية الأرض من الفضاء، كما ذكر العديد من رواد الفضاء، تقدم لهم منظورًا متواضعًا، قد يغير وجهات نظرهم الضيقة المهووسة بالسلطة.

إن رواية سامانثا هارفى "أوربيتال" التى تدور أحداثها حول رواد الفضاء، تلخص هذه الفكرة بشكل مؤثر: "بعض المعادن تفصلنا عن الفراغ؛ الموت قريب للغاية. الحياة فى كل مكان، فى كل مكان". يبدو أن هذا الدرس المتعلق بالترابط والاعتراف بالجمال الهش للحياة على الأرض قد ضاع على أولئك الذين يمسكون الآن بزمام السلطة. وقد يعتمد مستقبل كوكبنا على ما إذا كان هؤلاء القادة سيتعلمون يومًا ما النظر إلى ما هو أبعد من طموحاتهم الإمبراطورية والاعتراف بقيمة العالم الذى نتقاسمه جميعًا.

*الجارديان

مقالات مشابهة

  • أوروبا في مواجهة ترامب جحيم نووي.. رؤية الرئيس الأمريكي الاستعمارية تجعل مشاهد أفلام الحرب حقيقة واقعة
  • مناوي: قائد الدعم السريع هدد بإحراق الخرطوم قبل اندلاع الحرب
  • النساء في السليمانية يرفعن أصواتهن: يوم المرأة العالمي محطة النضال والتغيير (صور)
  • تحالف الأحزاب يؤيد إعلان قائد الثورة بشأن المهلة ودخول المساعدات لقطاع غزة
  • تحالف الأحزاب يؤيد إعلان قائد الثورة بشأن المهلة ودخول المساعدات الى غزة
  • القيادة السياسية توعز لجيش الاحتلال بالاستعداد الفوري لاستئناف الحرب على غزة
  • الجيش السوداني يرد على مبادرة حمدوك
  • الجيش السوداني: لا هدنة مع الدعم السريع ولا خيار غير الحسم
  • دستور تحالف السودان التأسيسي هل يصمد أمام نقض المواثيق العهود؟
  • لافروف: تصريحات ماكرون بشأن السلاح النووي تهديد لروسيا