الطيران المسير للجيش السوداني يفشل هجوم جديد للدعم السريع على سلاح الإشارة
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
تسعى قوات الدعم السريع للاستيلاء على سلاح الإشارة بمدينة الخرطوم بحري بعد فقدانها لمقر لإذاعة التلفزيون بأمدرمان والتي ظلت تسيطر عليها لأكثر 10 أشهر.
بحري: كمبالا: التغيير
أفشل تدخل الطيران المسير التابع للجيش السوداني صباح اليوم الإثنين، هجوم جديد لقوات الدعم السريع على سلاح الإشارة بالخرطوم بحري شمال العاصمة السودانية.
وقالت مصادر عسكرية لـ (التغيير)، إن الجيش تصدى لهجوم آخر لقوات الدعم السريع، في الساعات الأولى من الصباح، واجبر القوات المهاجمة على التراجع بعد تدخل الطيران والمدفعية الثقيلة.
وتسعى قوات الدعم السريع للاستيلاء على سلاح الإشارة بمدينة الخرطوم بحري بعد فقدانها لمقر لإذاعة التلفزيون بأمدرمان والتي ظلت تسيطر عليها لأكثر 10 أشهر.
وأوضحت المصادر أن الطيران المسير استطاع تدمير سيارة دفع رباعي (تاتشر) مسلحة بمدفع (B10) شمال مباني جهاز المخابرات العامة القريب من سلاح الإشارة، و تدمير 2 دبابة T55 ومدرعة صرصر.
وتوقعت المصادر تجدد هجوم الدعم السريع على سلاح الإشارة بعد حشد قوات كبيرة لهذا الهجوم.
وكتب رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة السابق العقيد إبراهيم الحوري، على صفحته بموقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك): “فى محاولة هجوم فجر اليوم على سلاح الإشارة تدخلت المدفعية والطيران وأفشلت الهجوم وانسحبت جزء من المركبات شمالا نحو الحلفايا”، فيما كشف عن تدمير دبابة T55 تابعة للدعم السريع.
واشتد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الأيام الماضية بشكل عنيف رغم مطالبات الأمم المتحدة بإيقاف الاقتتال في شهر رمضان.
وناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، طرفي النزاع بوقف القتال في شهر رمضان لمساعدة ملايين السودانيين على دخول الإغاثة إلى مناطقهم.
وكان مجلس الأمن الدولي قد اعتمد قرارا بالرقم (2724) الجمعة الماضي، ينص على وقف الأعمال العدائية بين الجيش والدعم السريع خلال شهر رمضان.
وقال مساعد قائد القوات المسلحة السودانية الفريق ركن ياسر العطا، إن تطبيق الهدنة ووقف القتال خلال شهر رمضان، لن ينفذ قبل انسحاب قوات الدعم السريع من العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور وولايتي الجزيرة وكردفان.
وفشلت الجهود الإقليمية والدولية في إنهاء الصراع المستمر منذ أحد عشر شهرا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
واندلعت الحرب في أبريل الماضي بسبب خلافات حول صلاحيات الجيش وقوات الدعم السريع التي نص عليها الاتفاق الإطاري الذي وقعت عليه قيادة الطرفين، تمهيدا لنقل السلطة المدنية وإجراء انتخابات حرة.
الوسومالجيش السوداني الخرطوم بحري حرب الجيش والدعم السريع سلاح الإشارة قوات الدعم السريعالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجيش السوداني الخرطوم بحري حرب الجيش والدعم السريع سلاح الإشارة قوات الدعم السريع قوات الدعم السریع الخرطوم بحری شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
استعادة الجيش للخرطوم هل تكشف حالة «الإنهاك» في صفوف الدعم السريع؟
أعلن الجيش السوداني الجمعة أنه سيطر بالكامل على الخرطوم، بعد حوالى عامين على خسارته العاصمة أمام قوات الدعم السريع، وفي أعقاب عملية واسعة شهدت استرجاع الجيش للقصر الرئاسي والمطار ومنشآت حيوية أخرى في الخرطوم.
التغيير ــ وكالات
وقال المتحدث باسم الجيش نبيل عبد الله في بيان صدر مساء الخميس “تمكنت قواتنا اليوم… من تطهير آخر جيوب لشراذم ميليشيا آل دقلو الإرهابية بمحلية الخرطوم”، في إشارة إلى قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو التي تخوض حربا مع القوات السودانية منذ أبريل 2023.
وكان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أعلن الأربعاء أن “الخرطوم حرة وانتهى الأمر” متحدثا من القصر الرئاسي حيث وصل لأول مرة منذ عامين.
وبعد عام ونصف عام من الهزائم، بدأ الجيش السوداني عملية عسكرية من وسط السودان نحو الخرطوم حقق فيها تقدما كبيرا على الأرض.
وكان البرهان نفسه قد أجبر على الهرب قبل نحو عامين عند تقدم قوات الدعم السريع بقيادة شريكه السابق محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي.
وتسبب هذا الصراع الدامي في سقوط عشرات الآلاف من القتلى ونزوح أكثر من 10 ملايين نازحين في داخل البلاد.
وبعد خسائرها المتتالية، هربت قوات الدعم السريع من العاصمة عبر جسر جبل أولياء آخر مخارج العاصمة باتجاه الجنوب، فيما شوهدت أجواء فرحة في كثير من أحياء الخرطوم.
البرهان يستعيد “زمام الأمور”أطلق الجيش هجومه على الخرطوم منذ سبتمبر الماضي في تحول مهم للحرب مع قوات حميدتي. وكانت قوات الدعم السريع تسيطر على النقاط الاستراتيجية للعاصمة ومنها المطار الدولي والقصر الرئاسي وعدة مواقع عسكرية.
“عودة عبد الفتاح البرهان إلى القصر الرئاسي لها رمزية كبيرة في داخل البلاد كما في خارجها” وفق الباحث المختص في السودان مارك لافيرني، الذي يضيف “البرهان يقول بأنه القائد الشرعي للبلاد وكأنه اليوم يريد أن يؤكد للعالم بأنه استعاد زمام الأمور”.
ولكن عودة البرهان إلى الواجهة تطلبت وقتا طويلا. ففي بداية الحرب ومع الاختراقات التي حققتها قوات الدعم السريع، اضطر البرهان إلى نقل قيادة قواته العسكرية إلى بورت سودان، أهم ميناء في البلاد يقع على البحر الأحمر، ويبعد نحو 700 كلم شمال شرق العاصمة.
ولم يستطع الجيش مذاك كبح تقدم قوات الدعم السريع إلى خارج دارفور معقلها التاريخي، ونجحت في السيطرة على مناطق في شمال وجنوب الخرطوم. وكبدت قوات حميدتي الجيش في نهاية سنة 2023 هزيمة مذلة من خلال سيطرتها على واد مدني عاصمة ولاية الجزيرة. إلا أن الجيش قلب المعطيات وتمكن في كانون الثاني يناير 2025 من السيطرة على مناطق يسكنها 400 ألف نسمة.
قوات حميدتي في تقهقر مستمربالنسبة إلى مارك لافيرني، فإن تغير ميزان القوى لصالح الجيش دليل على حالة “الإنهاك” في صفوف قوات حميدتي ويضيف: “قوات الدعم السريع ليست متكونة من جنود محترفين بتسلسل قيادة حقيقي وتنظيم لوجستي. لقد أرادوا الضرب بقوة وسرعة في البداية وسيطروا على أراضي شاسعة بدون أن تكون لهم القدرة على إدارتها”.
منذ بداية الحرب، تم رصد انتهاكات مروعة من الطرفين. ويتهم الجيش بشن غارات عشوائية ما تسبب في مقتل عدد كبير من المدنيين. وآخرها كانت ضربة على مدينة تورا في إقليم دارفور أودت بحياة المئات من الضحايا وفق شهود عيان.
إلا أن قوات حميدتي متهمة بارتكاب عدد أكبر من المجازر وينظر إليها على أنها أكثر عنفا. “إنهم قطاع طرق يأخذون ما يعترضهم في الأراضي التي يسيطرون عليها” وفق لافيرني.
وهذه الممارسات شوهت صورة قوات الدعم السريع وقدرتها على الاندماج مع السكان وانتداب مقاتلين منهم. وتواجه قوات حميدتي أيضا انشقاقات أبرزها للقائد العسكري أبو عقلة كيكل الذي انضم إلى الجيش في أكتوبر 2024.
قلق من مجازر في دارفوركان ينظر إلى ميزان القوى بين الجيش والدعم السريع على أنه متوازن نسبيا، رغم التفوق الجوي المهم لقوات البرهان بفضل قواتها الجوية. ومع تعودها على حرب الشوارع، تملك قوات الدعم السريع ترسانة مهمة تشمل المسيرات والصواريخ يزعم أنها حصلت عليها من الإمارات، الداعم الخارجي الأول لحميدتي، فيما تنفي أبوظبي تسليم أسلحة لهذه القوات.
وأمام المصاعب الميدانية، قام حميدتي في الأشهر الأخيرة بجولة دبلوماسية إقليمية شملت أوغندا وإثيوبيا وكينيا. وبحثا عن الشرعية، أعلن حميدتي في فبراير من نيروبي تشكيل “حكومة موازية” تهدف إلى الإدارة المباشرة للمناطق التي تسيطر عليها قواته. وهي مبادرة رفضها قطعيا البرهان الذي اتهم الرئيس الكيني كينيان وليام روتو بدعم غريمه.
هنا، يخلص لافيرني إلى القول “دول شرق أفريقيا التي استقبلت حميدتي كان بإمكانها الحصول على ثقل أكبر في مرحلة التفاوض. إلا أنه على المستوى العسكري، لا أرى أية فرصة لقوات الدعم السريع لقلب المعادلة”.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الخميس أن الولايات المتحدة ستسعى لبذل مزيد من الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في السودان.
وقال الوزير الأمريكي إنه “منخرط” في الشأن السوداني، مشيرا إلى أنه ناقش هذه المسألة في الأيام الأخيرة مع أطراف دولية، من بينهم الرئيس الكيني وليام روتو ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.
ومع احتفال الجيش في الخرطوم بنهاية المعارك في العاصمة، يخشى مراقبون من أن يؤدي انكفاء قوات الدعم السريع في دارفور، التي ما زالت تسيطر عليها، إلى موجة عنف جديدة ضد الإثنيات غير العربية التي كثيرا ما تتعرض للاستهداف من قبل قوات حميدتي. في يناير كانون الثاني، اتهمت الولايات المتحدة قوات الدعم السريع بارتكاب إبادة عرقية هناك، ونددت بعمليات قتل ممنهجة لـ”الرجال والأولاد بمن فيهم الرضع، على أساس عرقي”.
نقلا عن الفرنسية 24
النص الفرنسي: دافيد ريش/ نقله إلى العربية: عمر التيس
الوسومالإنهاك الجيش الخرطوم الدعم السريع