بوابة الوفد:
2024-12-26@20:03:01 GMT

زمن «الأكل الكداب»

تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT

لم تعد البيوت عامرة كما كانت من قبل، فقد اتجهت الكثير من الأسر المصرية للتخلى عن بعض أنماط الحياة المعتادة بعدما ضربت موجة ارتفاع الأسعار جميع السلع الغذائية بطريقة مضاعفة، ومع حلول شهر رمضان المبارك الذى اعتاد فيه المصريون على تناول أصناف من الأطعمة، على رأسها اللحوم والدواجن، بالإضافة إلى العزومات التى لا يخلو الشهر الكريم منها، والتى يتم فيها تقديم أفضل الأطعمة على مائدة الإفطار، ولكن مع هذه الموجة القوية من ارتفاع الأسعار التى لم تنحسر بعد، بدأت الأسر المصرية تفكر فى حيل لتخطى الأزمة برفع شعار الحاجة أم الاختراع، لذلك لجأت السيدات إلى اختراع وصفات اقتصادية للتعايش مع ظروف الغلاء، حتى أن بعض برامج الطبخ على قنوات التليفزيون وقنوات مواقع التواصل الاجتماعى بدأت فى تغيير محتواها ليتوافق مع هذه الأفكار والحيل، وظهرت أطعمة عديدة معظمها يحمل اسم الكداب، سواء كانت دواجن أو حمامًا أو لحومًا، فالكل يتحايل لتكون مائدة رمضان عامرة حتى ولو «بالأكل الكداب».

وظهرت الشيفات فى البرامج لتقديم وصفات اقتصادية مثل: «البانيه الكداب» بدون دجاج، ولاقت الوصفة رواجًا كبيرًا لدى الجمهور والمتابعين، وتداول نشطاء السوشيال ميديا طريقة عمل «البانيه الكداب» مؤخرًا بشكل ساخر بسبب تعجبهم من الاسم، وعلق حساب باسم عماد ميخائيل قائلًا: «الأكلات اللى بتحمل صفة (الكداب) دى عشان بتنتحل صفة أكلة تانية أغلى منها مش بتفكرنى بحاجة غير برأفت الهجان ومسلسلات الجاسوسية.

وعلق صادق إبراهيم قائلًا: حمام كداب بانية كداب كفته كدابه ياساتر يارب.. ده إحنا بقينا فى آخر الزمن فعلاً، حتى الأكل بقى كداب خلاص مفيش حد صادق غيرى!؟.

وعلقت سحر محمود ربة منزل، بأن المصريين قرروا خداع معدتهم مش أنفسهم ميزوا هذه الأكلات بوصف «الكداب»، لتمييزها عن الأكلة الأصلية ذات التكلفة العالية.

بينما قالت رحمة سمير، لا بد من التدبير فى ظل غلاء الأسعار، فالعين بصيرة والإيد قصيرة» وبتعديلات بسيطة على وصفات الطعام، نقوم بعمل أًكلات يتم استبعاد مكون أو اثنين من تلك التى تتسبب فى ارتفاع التكلفة، وأشارت إلى أنها قبل تحضير الطعام تقوم بتحديد الكميات المناسبة للطعام ولا تشترى كميات أكبر من استهلاكها بقدر الإمكان لتجنب إهدار الطعام، وبدأت تعمل وصفات لإعادة تدوير بقايا الطعام من جديد مثل بقايا المكرونة المسلوقة يمكن عملها كسلطة باردة بإضافة فلفل ملون.

وتقول ليلى محمد، إن ارتفاع الأسعار الذى لحق بجميع السلع الغذائية بصورة خيالية، يمكن استغلاله كفرصة حقيقية للابتعاد عن الإسراف، وأوضحت أن هذه الأزمة تعتبر نعمة، يمكن خلالها مراقبة مقدار استهلاك الأسرة من كميات الطعام لكى أستطيع تقديم ما يحتاجه كل فرد فيها، دون إهدار الأطعمة.

وبسؤال الدكتورة وفاء سعيد أخصائية التغذية العلاجية وتغذية الرياضيين عن بدائل الأكلات المنتشرة مؤخرًا وهل تعطى نفس القيمة الغذائية التى نأخذها من البروتين الحيوانى، أوضحت على ضرورة تقديم وجبات متكاملة تحتوى على بروتين وخضروات ونشويات.

الدكتورة وفاء سعيد 

وأكدت إخصائية التغذية على أهمية البروتين الحيوانى للإنسان، وبالأخص للأطفال؛ لأن الطفل فى مرحلة البناء يحتاج للعديد من البروتينات والفيتامينات التى تساعد على بناء الجسم والنمو الصحى وتجنب ما يتسبب فى ضعف مناعته وجعله عرضة للإصابة بالأمراض، مضيفة أن الحصول على البروتين لا يتطلب التركيز على البروتين الحيوانى فقط، لكن يمكن الحصول عليه من المصدر النباتى أيضًا، بشرط أن يكون متكاملاً وبنسبة جيدة ومتوازنة.

وأشارت إلى أن المرأة المصرية دائمًا هى وزيرة مالية المنزل وبطلة فى كل الأحوال، سواء كانت غير معيلة وتساعد زوجها أثناء فترة الغلاء والأزمة الاقتصادية، أو كانت أرملة لديها معاش محدود من الضمان الاجتماعى أو تكافل وكرامة، فلديها القدرة دائمًا على إدارة شئون المنزل طوال الشهر بدون أن تكل أو تمل حتى وإن كان الدخل محدودًا جدًا وثابتًا.

وأضافت أنه يمكن استغلال هذه الأزمة، فى الاعتماد على صناعة المنتجات الغذائية منزليا، والتى بالتأكيد ستحمل مواصفات الأمان والنظافة، بالإضافة إلى سمات التوفير، مشيرة إلى أنه فى ظل غلاء أسعار السلع الغذائية الذى نشهده حاليًا نحن بحاجة إلى تعديل ثقافتنا الغذائية، وذلك عن طريق تجهيز الطعام بالمنزل بكل أشكاله والتوفير والابتعاد عن طلب الوجبات السريعة من خارج المنزل، وقدمت الدكتورة وفاء عدة بدائل يمكن استغلالها لتخطى الأزمة للحفاظ على كيان الأسرة من الضغوط الاقتصادية أهمها: التخلى عن استهلاك المنتجات المرتفعة الأسعار واختيار منتجات أقل سعرًا، والاتجاه إلى تصنيع بعض الأطعمة بالمنزل مثل الزبادى والأجبان وتصنيع الزبدة من قشدة اللبن، واستخدام الجبن القريش بدلًا من الأجبان المستوردة غالية الثمن.

وأوضحت اخصائية التغذية أن هذه المرحلة فرصة حقيقية لوجود حوار أسرى بين الوالدين والأبناء؛ لتقليل النفقات لذلك يمكننا استغلال هذه الأزمة بتقديم الطعام الذى يقبل الأطفال على شرائه من الخارج والذى يباع بأسعار مرتفعة، وتقديم طعام صحى يفيد صحتهم وبكميات أكبر وأوفر من الخارج.

وقالت ندى صابر الباحثة فى علوم إدارة المادة لاقتصاديات الأسرة إن أزمة ارتفاع الأسعار تزداد يوميًا، وجميعنا نواجه العديد من المشكلات بسبب عدم القدرة على تلبية المتطلبات الأساسية لأى بيت مصرى، وفى ظل تصريحات الحكومة المصرية الأخيرة التى تفيد بانخفاض أسعار أكثر من سلعه ومنتج فى الفترة القادمة، ولكن حتى الآن لم ير المواطنون تحقق هذه التصريحات على أرض الواقع، إذ لم يصل تأثيرها للمواطن المصرى بعد، بل يزداد التجار جشعًا ويزداد الأمر سوءًا يومًا بعد يوم، ولكن هناك أمل ولو بسيط فى انخفاض الأسعار مرة أخرى لمعاودة شراء السلع والمتطلبات اليومية بأسعارها الطبيعية المعلنة من قبل وزارة التموين، وحتى يتحقق ذلك لا بد على الجميع التصدى للأزمة الحالية واتباع بعض الأفكار والنصائح التى يمكن أن تسهم فى التغلب على الأمر.

ندى صابر 

وقدمت الباحثة فى علوم إدارة مادة اقتصاديات الأسرة أفكارًا لترشيد الإنفاق على الطعام منها: استخدام البدائل المتاحة ذات السعر المنخفض والجودة المناسبة، وتحضير وإعداد الأطعمة بكميات مناسبه، وتجنب تحضير كميات كبيرة من الطعام قد لا تستهلك ويكون مصيرها النفايات فى نهاية الأمر. والاقتصاد فى العزائم الرمضانية، فمن السلوكيات الخاطئة التى يقوم بها المصريون فى الشهر الكريم تحضير العديد من الأصناف والتنافس فى تحضير مائدة مليئة بمختلف أنواع الأطعمة من الأطباق الرئيسية والمقبلات والسلطات وغيرها، بخلاف العصائر والحلويات، مما يؤدى إلى تراكم كميات كبيرة من الأطعمة، يمكن حفظ بعضها لعدة أيام ولكن البعض الآخر قد يفسد.

وتجنب إعداد أكثر من صنف واحد من كل نوع طعام، مثل إعداد نوع واحد من السلطة والشوربة، وإعداد طبق رئيسى واحد ونوع واحد من الحلويات.

وتجنب تكرار العزائم والزيارات بشكل مبالغ فيه مما يفتح المجال لإنفاق الكثير من الأموال فى تحضير الأطعمة وشراء الهدايا وغيرها.

وأضافت الباحثة فى شئون ميزانية الأسرة قائلة: مؤخرًا توجه العديد من الأشخاص لفهم أولويات المنزل وتوفير الاحتياجات الأساسية، وتطبيق بعض النصائح المشار إليها بشكل جدى للتصدى لهذه الأزمة، وجدير بالذكر أن من طبق هذه الأفكار فى حياته اليومية وليس فى شهر رمضان فقط سيجد نتيحه فورية فى توفير ميزانية الأسرة.

وأشارت ندى صابر إلى العديد من الوصفات الاقتصادية التى تحتوى على عناصر غذائية تفيد الجسم ولا تحتوى على لحوم أو دجاج، مما يتيح الفرصة للابتكار واعداد وصفات بديلة وشهية بدون تكلفة عالية، ومنها: كفتة العدس وفتة الباذنجان وشاورما الباذنجان ومقلوبة الباذنجان، وصينية البطاطس، والتورلى والعجة والفريك، كما يمكن إعداد صينية بطاطس بيوريه بالبشاميل، وكفتة البطاطس وكريب البطاطس والجبن، وطاجن البامية بدون لحوم، وطاجن شعرية بالخضار، والقرنبيط والبصارة، وبيتزا الخضراوات والتونة، ومجدرة الأرز والعدس، وناجتس الخضروات، والمكرونة بالتونة والمكرونة بالبشاميل والمشروم.

وأوضحت أن جميع الأصناف المذكورة سهلة التحضير وبعضها يتم استبدال البروتين الحيوانى فيها ببروتين نباتى ككفتة العدس، كما تم استبدال بعض المكونات بالخضروات أو التونة وغيرها، مما يسمح بالتنوع والتغيير فى الوجبات اليومية وكذا خفض التكاليف.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السلع الغذائية شهر رمضان المبارك مائدة الإفطار ارتفاع الأسعار رأفت الهجان ارتفاع الأسعار هذه الأزمة العدید من

إقرأ أيضاً:

مخاطر استخدام الهاتف أثناء تناول الطعام!

يمانيون../
يحذر الخبراء من خطر صحي قد يصيب الأشخاص الذين يستخدمون الهاتف الذكي أثناء تناول الطعام.

أوضح الدكتور غاريث ني، المحاضر الأول في علم وظائف الأعضاء في جامعة تشيستر بالممكلة المتحدة، أن الهاتف الذكي قد يحمل العديد من الجراثيم الضارة التي قد تنتقل إلى طاولة الطعام الخاصة بك وتسبب مشكلات صحية خطيرة.

وقال إن الهواتف الذكية تعد بيئة مثالية لنمو الجراثيم، حيث يمكن أن تحتوي على بكتيريا، مثل E. coli وPseudomonas aeruginosa، التي قد تسبب التسمم الغذائي والتهابات الجلد وأمراض الجهاز التنفسي.

كما أن هذه البكتيريا قد تؤدي إلى حالات صحية خطيرة، مثل الالتهاب الرئوي والإنتان لدى الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.

ويعزو الطبيب وجود هذه الجراثيم على الهواتف إلى أننا نلمس العديد من الأسطح المختلفة يوميا، بعضها قد يحمل بكتيريا ضارة.

ويضيف قائلا: “تلامس أيدينا حوالي 150 عنصرا مختلفا يوميا، وأكثر إذا كنت مسافرا. وعند لمس هذه الأسطح، تنتقل البكتيريا إلى هواتفنا، خاصة إذا تم استخدام الهاتف بعد دخول المرحاض، ما يزيد من خطر نقل الجراثيم إلى الطعام”.

وبهذا الصدد، يوصي الخبراء باتباع بعض الإجراءات الوقائية للحد من انتقال الجراثيم عبر الهواتف. أولا، يجب فصل الهاتف عن الكهرباء لتجنب أي ضرر أثناء تنظيفه. ثم، يجب إزالة غطاء الهاتف وتنظيفه جيدا بالماء الساخن والصابون، ومن ثم تركه ليجف تماما. وإذا كان الغطاء مصنوعا من مواد خاصة مثل الجلد أو البولي يوريثان، فيجب استخدام منظف خاص لتجنب إحداث تلف فيه.

وبعد ذلك، يُنصح بمسح الجزء الخارجي للهاتف باستخدام قطعة قماش خالية من النسالة لإزالة الغبار والأوساخ، واستخدام عود أسنان خشبي لتنظيف المنافذ الصغيرة للهاتف من أي غبار أو أوساخ. وفي النهاية، يمكن مسح الهاتف باستخدام منديل يحتوي على 70% من الكحول أو قطعة قماش مبللة قليلا بالماء والصابون، مع إيلاء اهتمام خاص للمناطق المحيطة بالأزرار وفتحات مكبر الصوت.

وللتقليل من خطر الإصابة بالعدوى، ينصح الخبراء أيضا بغسل اليدين بشكل دوري.

مقالات مشابهة

  • علامات على السرطان لدى المرأة يمكن رصدها أثناء تناول الطعام
  • وزير الخارجية الروسي: الأزمة الأوكرانية لا يمكن حلها بسهولة
  • أحلام المصريين فى 2025
  • الحويج: نرفض وصفة صندوق النقد لحل الأزمة الاقتصادية 
  • من أجل تحسين «صحة العين».. تناول هذه الأطعمة يومياً!
  • ما الأطعمة التي قد تؤدي إلى التهاب المعدة والأمعاء البكتيري؟
  • مخاطر استخدام الهاتف أثناء تناول الطعام!
  • «مهرجان حتّا للعسل» يفتح أبوابه بمشاركة 51 نحّالاً
  • الأعياد والأطعمة الشهية.. كيف يمكننا تجنب زيادة الوزن؟
  • اكتشاف علمي جديد للكشف عن بقايا المبيدات في الأطعمة