حكماء المسلمين: الدبلوماسية الدينية إحدى أدواتنا لنشر الفكر الوسطي المستنير في كافة ربوع العالم
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
في إطار جهوده الهادفة لتعزيز السِّلم ونشر قيم الحوار والتسامح والتعايش المشترك، حرص مجلس حكماء المسلمين، ولأوَّل مرة هذا العام، على إيفاد مجموعة من البعثات الدينيَّة إلى عددٍ من دول العالم لإحياء ليالي شهر رمضان المبارك ونشر الوسطيَّة والاعتدال والفكر الإسلامي المستنير.
وشَمِلَت هذه البعثات الدينية عددًا من القراء والدعاة الذين تم إيفادهم إلى إندونيسيا وماليزيا وكازاخستان وألمانيا وإيطاليا وغيرها، لإمامة المصلين وتلاوة القرآن الكريم، وتقديم عددٍ من الدروس والخطب والندوات الدينيَّة، بهدف تعزيز جسور التواصل مع المسلمين في كافة أنحاء العالم وتنمية الوعي الديني لديهم وتعزيز اندماجهم الإيجابي في مجتمعاتهم وعدم تركهم فريسة للأفكار المتطرفة وحمايتهم من الوقوع في براثن جماعات العنف والإرهاب.
وصرَّحَ الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين سعادة المستشار محمد عبد السلام، أنَّ المجلس برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د.أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف يسعى من خلال برامجه وأنشطته الممتدة في جميع أنحاء العالم إلى ربط المسلمين بأصول دينهم وعقيدتهم، وتعزيز الفَهم الصحيح للإسلام لديهم، والتوعية بالأساليب الأخلاقية لمواجهة التَّحديات التي تواجِهُ أفرادَ الجالياتِ المسلمةِ من حول العالم، خاصةً في ضوء تزايد ظاهرة الإسلاموفوبيا، مشيرًا إلى أن هدف هذه البعثات الدينية نشر قيم التسامح والتعايش السلمي، وتحقيق الاندماج الإيجابي مع الحفاظ على الهويَّة الإسلاميَّة، وتوفير فَهمٍ عميقٍ للقيم والتقاليد الدينية الإسلامية، وكيفية تطبيق هذه القيم في الحياة اليومية.
ومنذ بداية الشهر الفضيل قامت بعثات مجلس حكماء المسلمين بنشاطٍ مكثفٍ وسط احتفاء رسمي وشعبي كبير، ففي إندونيسيا استقبل معالي ياقوت خليل قوماس، وزير الشؤون الدينية، ببعثة مجلس حكماء المسلمين معربًا عن تقديرِه لجهود المجلس في نشر قيم التسامح وثقافته والتعايش السلمي حول العالم ومعالجة أبرز قضايا الأمة الإسلامية كخطابات التطرف والكراهية وظاهرة الإسلاموفوبيا المنتشرة في العالم.
وعقدت بعثة المجلس إلى إندونيسيا عددًا من الفعاليات والأنشطة تضمنَّت حفلًا لإجازة الطلاب في معهد الكوثر لعلوم القرآن، حيث سَمِعَ الطلاب حديثَ الرحمة المسلسل بالأولية، مع قراءة أحاديث الأربعين النووية، مع تعليقات وفوائد مختصرة تنفع الطلبة والطالبات وأجازهم بأسانيد فضيلة شيخ الأزهر الشريف إلى الإمام النووي، كما زارت بعثة مجلس حكماء المسلمين معهد وجامعة دار النجاح في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، الذي يضم ٢٥٠٠ طالب وطالبة، حيث التقت د.صفوان مناف، مدير الجامعة وعددًا من القيادات الجامعيَّة، وتناول النقاش سُبُل تحقيق مزيدٍ من التقدم بالحركة العلمية للجامعة، ثم ألقى أحد أعضاء البعثة الدكتور صلاح الشامي محاضرةً عامةً عن مقاصد الصيام، وحضرها جميع طلاب معهد وجامعة دار النجاح وتفاعلوا معها.
وفي دار الصفوة بمدينة ديفوك بجاوا الغربية عقد الدكتور صلاح الشامي وبعثة مجلس حكماء المسلمين مجلسًا مطوَّلًا بين العصر والمغرب سَمِعَ فيه الطلاب بأسانيد فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس المجلس، حديث الرحمة المسلسل بالأوليَّة، والحديث المسلسل بيوم الجمعة، وأحاديث الصيام من كتاب "بلوغ المرام من أدلة الأحكام" للحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله، وأجاز الحاضرين والحاضرات من طلاب المعهد، وعددًا كبيرًا من الأساتذة والطلاب من بعض المعاهد المجاورة، كما تكرر المجلس في المعهد نفسه بعد صلاة التراويح فعقد المجلس لقراءة جزء حديثي لأبي بكر محمد بن الحسين بن فنجويه الثقفي في فضل شهر رمضان، وتم إجازة الحاضرين والحاضرات بأسانيدِ فضيلة الإمام الأكبر.
كما حرصت بعثة المجلس على زيارة لقاء معالي الأستاذ الدكتور محمد قريش شهاب، عضو مجلس حكماء المسلمين، والمفسر الجليل ووزير الشؤون الدينية الأسبق، حيث تناول النقاش التَّوجيهات والنصائح اللازمة لرحلتهم العلمية والدعوية في الديار الإندونيسية.
وفي ماليزيا شاركت بعثة مجلس حكماء المسلمين الذين شاركوا في العديد من الفعاليات والأنشطة بعددٍ من المساجد في العاصمة الماليزية كوالالمبور تضمَّنت إقامة صلاة التراويح وتلاوة القرآن الكريم وتنظيم الدروس الدينية حول مختلف جوانب الدين الإسلامي، كما التقى أعضاء البعثة معالي السيناتور داتؤ الدكتور ذو الكفل بن محمد البكري، عضو مجلس حكماء المسلمين، وعضو مجلس الشيوخ، ووزير الشؤون الإسلامية الماليزي السابق، حيث تناول النقاش أهم القضايا والتحديات التي تواجه الأمة الإسلامية وبرنامج وفد المجلس خلال شهر رمضان المبارك في ماليزيا.
وفي إيطاليا نظَّمت بعثة مجلس حكماء المسلمين العديد من الأنشطة والفعاليات في عدد من المدن الإيطالية بما في ذلك ميلانو ومركز "المدينة" ومركز "إربا" في مدينة ليكو ومركز البراق في مدينة كومو، تضمَّنت صلاة التراويح، وتقديم خواطر دينيَّة عقب الصلوات في المساجد، وتقديم دروس دينيَّة بعد صلاة العصر والعشاء، بالإضافة إلى تنظيم برنامج لتحفيظ القرآن الكريم للأطفال والكبار وتصحيح التلاوة وتعلم أحكام تجويد القرآن الكريم للكبار، والمقرأة القرآنيَّة للنساء.
واستقبلت جمهورية كازاخستان بعثة مجلس حكماء المسلمين الذين قاموا بجولة مهمَّة في المساجد والمراكز الدينية المهمَّة في مختلف أنحاء الجمهورية لإحياء ليالي شهر رمضان المبارك، امتدَّت لتشمل مدنًا عدة من بينها مدينة كوكشتاو، وستيبنوغورسك، وبافلودار، وشيمكنت، حيث استقبلتهم الجماهير بحفاوةٍ واهتمامٍ كبيرين.
وفي ألمانيا قامت بعثة مجلس حكماء المسلمين بتنظيم جولة استثنائيَّة في عددٍ من المساجد والمراكز الدينية المهمة في جميع أنحاء البلاد، حيث قاموا بتلاوات قرآنية مؤثرة جذبت المسلمين وغير المسلمين على حد سواء، كما شاركوا في نقاشاتٍ وحواراتٍ دينية مع الجالية المسلمة والمجتمع المحلي، تبادلوا فيها الآراء حول القضايا الدينية والثقافية المهمَّة والتحديات المتخلفة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أمين عام مجلس حكماء المسلمين الدبلوماسية الدينية حكماء المسلمين ربوع العالم مجلس حكماء المسلمين القرآن الکریم شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
بؤس الفكر وفقر السياسية
ادوارد سعيد وصف نفسو بانو مسيحي ماروني بالميلاد، مسلم بالثقافة ، ملحد بالخيار. ومع ذلك كتب كتاب عن الطريقة التي يغطي بها الاعلام الغربي الاسلام ورفض تحيزها وعنصريتها وعقد الاستشراق والمركزية الاوربية المتجذرة فيها.
طبعا في مراكز في الغرب رفضت كلامو وقالت كلامو دة بيصب في مصلحة حركات الإسلام السياسي. وفي جهات اتهمت ادوارد بانه ارهابي عديل كدة.
ولما اية الله الخميني اهدر دم سلمان رشدى عن رواية الايات الشيطانية كان ادوارد من اقوى المدافعين عن رشدى وقال الا مساومة في حرية التعبير. واحترام هذه الحرية يفرض علي المسلمين تحمل نصوص يكرهونها ويمكنهم الرد عليها بنصوص مضادة وليس بالعنف وان الفتاوي الدينية ليست من ضمن ادوات النقد الأدبي.
اما الذين اتهمو ادوارد بمساعدة الإسلام السياسي والارهاب فقد اختفي جلهم من قضية رشدي والدفاع عن حرية التعبير.
نفس السيناريو دة حدث بتفاصيل اقل حدة عند نشره كتابه السابق عن الاستشراق – احد اهم الكتب في تاريخ الفكر الإنساني – وهو كتاب يتناول النظرة الاستعمارية الاوروبية للاخر، وبالذات الشرقي، الاسلامي.
الكتابين ديل استفاد منهم اي زول مهتم بقضايا الفكر والسياسة بغض النظر عن كونه بوذي او هندوسي او مسلم ديمقراطي أو نصراني او ملحد او غيره. وقد احتفل اهل الاسلام السياسي بهذه الكتب وصارو من مرددي اقتباساتها حول العالم بصورة يومية.
هل يمكن اتهام ادوارد بأنه كان مغفل نافع للإسلام السياسي او للارهاب؟ هل كان عليه الا يكتب هذه الكتب الاهم في التاريخ بحجة انها تخدم خط حركات الاسلام السياسي؟ هل كان ادوارد سعيد مغفل نافع للارهابيين الاسلاميين؟
قصدي هنا اي نص ممكن تستخدمو اي جهة وهذه ليست مسؤولية الكاتب. عشان كدة تقييم اي نص استنادا علي انو بيفيد كيزان وللا شيوعيين وللا زبالعة بيكون موقف اما غبي او هادف لتجهيل الجماهير حتى يسهل لهو قيادها.
النص يقيم فقط استنادا علي رصانته ودقته ومصداقيته الأخلاقية والعلمية.
ومهمة المفكر ان يصدح بالحقيقة فقط وان يثقف السياسة لا ان يسيس الثقافة والمعرفة.
اما تقييم النص بناء علي انو منو البيستفيد منو فدة مجرد انتهازية فكرية تعادى المعرفة وتكرس للجهل بحثا عن مكاسب سياسية انية لا يوجد اجماع حولها.
من الممكن ضرب امثال من تجارب مفكرين اخرين، بما في ذلك محمود محمد طه، ولكن نكتفي بهذا.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتساب