يصرّ رئيس مجلس النواب نبيه بري على إحاطة مبادرة كتلة "الاعتدال" الرئاسية بأجواء تفاؤلية، رغم الانطباع السائد لدى كثيرين بأنّها استنفدت، بل "انتهت عمليًا"، انطلاقًا من أنّ موقف المعارضة منها لم يعد بالإيجابية نفسها، وهو ما تجلّى في المواقف الأخيرة لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الذي كان أول من أعطاها "الزخم"، بموافقته على بنودها، فضلاً عن أنّ ردّ "حزب الله" المؤجَّل عليها، بدا سلبيًا ضمنًا، اضافة الى بدء "اللجنة الخماسية" تحركا اليوم يعتبره البعض "دفنا" غير مباشر لمبادرة"الاعتدال"
 
لعلّ خير دليل على ذلك قول الرئيس برّي حين سئل عمّا إذا كانت المبادرة قد انتهت، إنّها على العكس من ذلك، "بعدها بعزّ شبابها"، مؤكدًا أنّها تحظى بدعمه كما بدعم المجموعة الخماسية المعنيّة بالشأن اللبناني، ومبديًا استعداده للمساعدة والتسهيل، وهو ما أكّده للقيّمين على المبادرة حين زاروه في عين التينة، علمًا أنّ هناك من يحمّل بري مسؤولية "التشويش"، حين "أطاح" بتمايزها، وتمسّك بفكرة "ترؤسه" شخصيًا للحوار الذي تقوم عليه.


 
وإذا كان هناك من ذهب أبعد من ذلك، ليستنتج بأن بري يقف أصلاً خلف مبادرة "الاعتدال"، وأنّه تعمّد "تحييد نفسه" في المرحلة السابقة من أجل توفير شروط نجاحها، ثمّة من يسأل عن مغزى تفاؤله، الذي يصفه كثيرون بأنّه "مُبالَغ به"، فكيف يمكن تفسيره في ظلّ المعطيات والوقائع الموضوعية المحيطة بالاستحقاق؟ وعلامَ يراهن "الأستاذ" تحديدًا، في وقت "يتقاطع" الخصوم على "تفشيل" المبادرة بشكل أو بآخر؟!
 
صعوبات ومطبّات
 
وفقًا للعارفين، ليس خافيًا على أحد أنّ مبادرة "الاعتدال" تواجه العديد من الصعوبات في الآونة الأخيرة، فعلى الرغم من الإيجابية التي ظهرت بعد لقاء وفد من الكتلة النيابية مع الرئيس نبيه بري في عين التينة قبل نحو أسبوع، إلا أنّ أي ترجمة ملموسة لم تظهر بعد ذلك، بل على العكس، غلبت السلبية إلى حدّ بعيد، خصوصًا بعد السجال الذي نشب بين بري وجعجع، والذي كرّس الانطباع بأنّ المبادرة انتهت عمليًا، وبالتالي التحقت بسابقاتها.
 
يلفت العارفون إلى أنّ ما عزّز هذه السلبيّة أيضًا تمثّل في معطيين اثنين، الأول أنّ ردّ "حزب الله" على مبادرة "الاعتدال" بقي غامضًا، حيث لم تُعرَف طبيعة هذا الرد، بعد مرور أسبوع على اللقاء بين وفدي كتلتي "الاعتدال" و"الوفاء للمقاومة"، ما دفع البعض للتساؤل عمّا إذا كان هناك لعبة "توزيع أدوار" حاصلة ضمن "الثنائي الشيعي"، بحيث يُظهِر بري الإيجابية المُطلَقة، التي تبقى بلا ترجمة، من دون الغطاء اللازم من جانب "حزب الله".
 
أما المعطى الثاني، فيتمثّل في غياب القيّمين على مبادرة "الاعتدال" عن الصورة، وعدم مبادرتهم إلى المرحلة الثانية التي سبق أن أعلنوا عنها، أو الجولة الثانية من المشاورات مع مختلف الكتل التي سبق أن أبدت ترحيبًا وحماسة ولو بنسب متفاوتة، وهو ما عزاه البعض إلى انتظار ردّ "حزب الله" الذي لم يأتِ بعد، في وقت يشير البعض الآخر إلى حراك قائم بالفعل خلف الكواليس، ومن دون ضجّة إعلامية، وبدفعٍ من بري شخصيًا.
 
"تفاؤل" بري ومعطياته
 
لكن، على الرغم من كلّ هذه التعقيدات، يبدو لافِتًا للانتباه التفاؤل الذي يتمسّك به رئيس مجلس النواب ما يدفع كثيرين للتساؤل عن خلفيّاته، التي يختلف الأفرقاء في قراءتها، وإن تقاطعت بمجملها على أنّ هذه المبادرة قد تكون "الأمل الوحيد" للوصول فعلاً إلى حلّ للاستحقاق الرئاسي، في ظلّ ضغط داخلي وخارجي على وجوب إنهاء الشغور، من أجل حجز موقع في معادلة ما بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة وجنوب لبنان.
 
يضيف العارفون إلى ما تقدّم، الحديث عن "معطيات" لدى رئيس مجلس النواب تدفعه إلى التفاؤل بأنّ الحلّ بات قريبًا، وأنّ المبادرة المطروحة اليوم هي "البوابة" لإخراجه إلى الضوء، علمًا أنّ بري يستند في ذلك إلى أجواء إقليمية ودولية "مشجّعة"، اختصرها بقوله إنّ مبادرة "الاعتدال" تحظى بموافقة المجموعة الخماسية، وقد جاء ذلك بعد تواصل حصل قبل أيام مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان كما أصبح معروفًا.
 
ولعلّ التسريبات التي تكثّفت في الأيام الأخيرة حول "الخيار الثالث"، وانفتاح بري تحديدًا على البحث به، يندرج في السياق نفسه، علمًا أنّ هناك من يربط أيضًا بين هذا الانفتاح، الذي اقترن ببعض الأسماء التي تمّ تداولها، والحوار الذي دار أخيرًا بين بري و"التيار الوطني الحر" بقيادة الوزير السابق جبران باسيل، والذي قيل إنّه أفضى إلى "تقاطعات معيّنة"، ولو أنّها لا ترقى أقلّه حتى الآن إلى مستوى "التفاهمات الشاملة".
 
لتفاؤل بري بمبادرة "الاعتدال" أسباب عدّة، بينها ما يندرج في خانة الوقائع، كبنائه على دعم "الخماسية"، ومختلف الأفرقاء، وبالتالي المرونة في مقاربة بعض التفاصيل التي قد تكون إشكالية، وبينها ما يندرج في خانة الواقع المرتجى، باعتبار أنّ "لا بديل" عن هذه المبادرة في الوقت الحالي، تمامًا كما أنّ "لا بديل" عن انتخاب رئيس، وعن الحوار والتفاهم بين اللبنانيين كمَدخَلٍ لذلك بطبيعة الحال! المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

«الثقافة والسياحة» تطلق مبادرة هريس رمضان بواحة العين

العين: سارة البلوشي
انطلقت النسخة الرابعة من مبادرة «هريس رمضان» التي تنظمها دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، في واحة العين، حيث يتم توزيع أطباق الهريس على زوار الواحة كل يوم جمعة من الساعة الرابعة والنصف عصراً وحتى السادسة مساءً، خلال شهر رمضان المبارك، وذلك احتفاءً بالطبق التراثي التقليدي الأشهر في المطبخ الإماراتي والذي أدرج في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونيسكو لعام 2023.
واستقطبت المبادرة عدداً هائلاً من أفراد المجتمع بمختلف شرائحهم لإحياءً عادة القصور والتعرف إلى كيفية إعداد الطبق ومكوناته.
وقال ياسر النيادي، رئيس وحدة البرامج المجتمعية بالدائرة، أن المبادرة في نسختها الرابعة تسعى للتعريف بطبق الهريس المحلي واستعراض الأدوات المستخدمة وفي إعداده، لافتاً إلى أن الصندوق الذي يتم توزيعه على الزوار يوجد فيه بطاقات تُعرف الهريس بأربع لغات منها العربية والإنجليزية والأردو والمليباري، إضافة إلى تقديم أفضل تجربة للتذوق.
وأشار إلى أن أول ثلاث سنين من بداية المبادرة كانت تقدم في متحف قصر العين وحالياً نحن موجودون في واحة العين وأضفنا بُعداً جديداً للمعرفة، من خلال التعريف بالأراضي التي يزرع فيها القمح وعرفنا الجمهور على آلية بدء الحرث وهي طريقة قديمة باستخراج سنابل القمح، في تجربة ثقافية تراثية متكاملة تحيي عادة توزيع الهريس من بيوت الخير إلى الخير.
وحرصت بعض الأسر على اصطحاب الأطفال لتعريفهم بالطبق التراثي الذي يتم تناوله غالباً خلال التجمعات العائلية والمناسبات الاجتماعية خصوصاً في رمضان وجهزت الدائرة ساحة لاستقبال الزوار بتنظيم جيد، بدءاً من الوصول إلى المقر مروراً بمواقع الأدوات المثبتة على منصات مزودة بالمعلومات المتعلقة وانتهاء باستلام الصندوق من المتطوعين بشكل منظم لكل من النساء والرجال والأطفال.

مقالات مشابهة

  • الصحة: فحص أكثر من 10 ملايين طالب ضمن مبادرة الكشف المبكر عن أمراض سوء التغذية
  • الصحة: فحص 10.6 مليون طالب ضمن مبادرة الكشف عن الأنيميا والسمنة والتقزم
  • انطلاق مبادرة “بسطة خير السعودية” بمحافظة حقل
  • أمانة العاصمة المقدسة تطلق مبادرة بسطة خير السعودية لتحقيق الاستدامة الاقتصادية
  • انطلاق مبادرة "بسطة خير" لدعم 600 بائع جائل في مناطق المملكة
  • «قلبي اطمأن» يطلق مبادرة «الحصالات الفخارية»
  • «الثقافة والسياحة» تطلق مبادرة هريس رمضان بواحة العين
  • اللافي يعلن عن مبادرة سياسية جديدة بشأن الانتخابات
  • يوم مبادرة السعودية الخضراء.. وعيٌ ينمو ومستقبل يزدهر
  • بنك مصر يشارك في مبادرة «كرتونة الخير» بـ 100 ألف كرتونة غذائية خلال شهر رمضان