18 مارس، 2024

بغداد/المسلة الحدث: في خطوة مفاجئة، أعلنت بغداد في 15 مارس 2024 اعتبار حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، وذلك استجابة لمطالب تركيا التي ربطت بدء الحوار حول ملفات المياه والطاقة بتصنيف الحزب كإرهابي.

ويُعاني العراق من نقص حاد في المياه بسبب السدود التي بنتها تركيا على نهري دجلة والفرات، مما أدى إلى جفاف الأراضي الزراعية وتفاقم مشكلة التصحر.

ومطالب العراق في ملف المياه هي زيادة حصة العراق من مياه نهري دجلة والفرات، والتعاون في بناء سدود جديدة على الأنهار، والتزام تركيا باتفاقيات تقاسم المياه الموقعة بين البلدين.
كما ان مطالب العراق في ملف الطاقة هي التعاون في مشاريع الطاقة المشتركة، والحد من تهريب النفط، وعدم التعامل مع كردستان على انفراد بعيدا عن بغداد في مجال تصدير النفط.
ورحبت تركيا بقرار بغداد تصنيف حزب العمال الكردستاني كإرهابي، واعتبرته خطوة إيجابية نحو حل المشاكل العالقة بين البلدين.

ولا يمكن الجزم بشكل قاطع بما إذا كانت تركيا ستنفذ مطالب العراق في المياه ونقل الطاقة أم لا.

وطالبت تركيا، اكثـر من مرة، من العراق الاعتراف بان حزب العمال الكردستاني المعروف اختصاراُ بـ”بي كي كي” بانه “منظمة ارهابية”.

وعلى ضوء تلك التطورات قد تعيد بغداد سيناريو الاتفاق الإيراني الاخير لكن مع تركيا هذه المرة، لإبعاد المعارضة عن الحدود.

وريطت تركيا جميع الملفات الاقتصادية والتجارية والمياه، وحتى التعاون الأمني مع العراق بملف حزب العمال.

ويبدو أن ملف حزب العمال الكردستاني أصبح محورًا رئيسيًا للتوترات بين العراق وتركيا، حيث بطت جميع الملفات الاقتصادية والتجارية والمياه، وحتى التعاون الأمني بما يتعلق بالمطلوبين بين البلدين، لصالح متابعة التحركات والأنشطة التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني في المناطق الحدودية.

تواصلت الاجتماعات والتحركات الدبلوماسية بين العراق وتركيا، ولكن بشكل ملحوظ تغلبت الانتقادات والتهديدات على جهود التسوية، مما يعكس تصاعد التوترات والتحديات بين البلدين في هذا الصدد.

لا تزال الجهود متواصلة لإيجاد حل سلمي ومستدام لهذه الأزمة، إلا أن التقدم في هذا الاتجاه يبدو معقدًا نظرًا لتعقيدات المواقف والمصالح الداخلية والخارجية التي تتداخل في هذا الصراع.

من الواضح أن هذا التصعيد في العلاقات بين العراق وتركيا بسبب ملف حزب العمال الكردستاني يعكس التحديات الكبيرة التي تواجه جهود تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة، ويضع ذلك الجميع أمام ضرورة إيجاد حلول دبلوماسية تُعالج القضايا الملحة بطريقة تحافظ على سلامة العلاقات بين البلدين وتحقق مصالح الشعبين دون اللجوء إلى التصعيد والتوترات الزائدة.

واستفادت تركيا بشكل مباشر من الاتفاقات التي أبرمتها مع العراق، ولكن يجب النظر في هذه الاستفادة في سياق أوسع للعلاقات الثنائية بين البلدين والتحديات التي تواجهها.

ويُعتبر الاتفاق بين تركيا والعراق بشأن ملف حزب العمال الكردستاني خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة، وهو ما يعود بالفائدة على تركيا والعراق على حد سواء، حيث يسهم في تقوية العلاقات بينهما وتعزيز التعاون الأمني المشترك.

أما بالنسبة لملف المياه والطاقة، فإن الضمانات المطلوبة لمنع حبس المياه وضبط ملف الطاقة يجب أن تكون جزءًا من أي اتفاقية أو تفاهم بين البلدين. من المهم أن تلتزم تركيا بتطبيق الإجراءات والسياسات التي تحافظ على حقوق العراق في المياه وتضمن عدم تعطيل تدفقها، بالإضافة إلى التعاون في مجال الطاقة بما يعود بالفائدة على الجانبين.

أما بالنسبة للاتفاق الثنائي بين تركيا وإقليم كردستان العراق لتصدير النفط وتهريبه، فهذا يمثل تحديًا للحكومة العراقية في بغداد، حيث يعتبر هذا الاتفاق تدخلاً في الشؤون الداخلية للعراق وتجاوزًا لسيادته.

والتقى فيدان برفقة وزير الدفاع التركي يشار غولر، في بغداد الخميس الماضي، بوزراء الخارجية فؤاد حسين والدفاع ثابت العباسي، ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، ورئيس “هيئة الحشد الشعبي”، فالح الفياض.

واتفق الطرفان على تشكيل لجان دائمة مشتركة تعمل في مجالات مكافحة الإرهاب وتطوير العلاقات الاقتصادية، تمهيداً لتبني مذكرة تفاهم في مختلف أوجه العلاقات. وأكدا أن حزب “العمال الكردستاني” يمثل تهديداً أمنياً للبلدين، وأن وجوده على الأراضي العراقية هو خرق للدستور.

و اعتبر النائب ثائر الجبوري، عضو “ائتلاف دولة القانون”، وهو جزء من تحالف “الإطار التنسيقي الحاكم في البلاد”، أن “تركيا اعتدت على العراق عندما أنشأت السدود على نهرَي دجلة والفرات، وهذا الأمر مخالف للقانون الخاص بالدول المتشاطئة، مع العلم أن هناك إمكانية لاستثمار الملف الاقتصادي كورقة ضغط على تركيا لتحقيق أعلى قدر ممكن من المصالح للعراق”.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: حزب العمال الکردستانی بین البلدین العراق فی

إقرأ أيضاً:

بين ترحيب وتشكيك.. أكراد العراق منقسمون حول إعلان حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار

تباينت ردود الفعل بين الأكراد في العراق إزاء إعلان وقف إطلاق النار بين حزب العمال الكردستاني والدولة التركية، حيث قوبلت الخطوة بترحيب حذر من البعض وتشكيك من آخرين.

اعلان

ويمثل الإعلان، الذي صدر يوم السبت، تحولًا كبيرًا في مسار الصراع الممتد لأربعة عقود بين الحزب المسلح وتركيا، وجاء بعد يومين فقط من دعوة زعيم الحزب المسجون، عبد الله أوجلان إلى نزع السلاح. 

في مدينة السليمانية، ذات الأغلبية الكردية بشرق العراق، رأى البعض في القرار فرصة لتحقيق السلام الإقليمي. وقد وصف نجم الدين بهاء الدين، أحد سكان المدينة، ما جرى باللحظة التاريخية، مشيرًا إلى أنه يعكس قيادة أوجلان ومسؤوليته.

متظاهرون أكراد، يحمل بعضهم أعلامًا تحمل صورة الزعيم الكردي عبد الله أوجلان، خلال مظاهرة للأكراد ضد الأتراك في فيينا، النمسا، يوم السبت 27 يونيو 2020. Ronald Zak/ AP

وأضاف: "هذه ليست المرة الأولى التي يوقف فيها حزب العمال الكردستاني الحرب ويدعو إلى السلام، لكن الفرق هذه المرة أن تركيا والرئيس أردوغان بدآ يدركان ضرورة ذلك بعد 40 عامًا من الصراع". 

لكن آخرين أبدوا شكوكًا بشأن ظروف اتخاذ القرار، معتبرين أن أوجلان، المحتجز في سجن تركي منذ اعتقاله عام 1999، قد لا يكون قادرًا على اتخاذ قرارات مستقلة. أوات رشيد، أحد سكان السليمانية، تساءل: "لقد وضعوه بين أربعة جدران وأعطوه ورقة ليكتب عليها، ثم عرضوها على التلفاز، فإلى أي مدى يمكن اعتبار ذلك موثوقًا؟". 

أما الناشط صديق محمد، فاعتبر أن وقف إطلاق النار خطوة معقدة تتجاوز الطرفين، لكنه أقر بتأثيرها على الشارع الكردي، قائلًا: "لا شك أن تحقيق السلام في تركيا صعب بالنسبة للأكراد والأتراك على حد سواء، لكن هذه الخطوة أحدثت زلزالًا بين الأكراد هنا.

Relatedعبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في تركيا يدعو لحل التنظيم وإلقاء السلاح سوريا وتداعيات التغيير.. عبد الله أوجلان يعلن استعداده لإنهاء النزاع مع أنقرة في تطور غير مسبوقتطور تاريخي: ماذا تعني دعوة أوجلان حزبه لإلقاء السلاح بالنسبة لتركيا وسوريا؟

وأضاف: "يجب ألاّ نراها استسلامًا كاملًا، فهناك وقت لكل شيء. لنأمل أن يكون هذا بداية لإنهاء الحرب ونشر السلام". 

ويأتي هذا التطور في ظل تغييرات كبرى تشهدها المنطقة، من بينها إعادة تشكيل السلطة في سوريا المجاورة عقب الإطاحة بالرئيس بشار الأسد. وقد أسفر الصراع المسلح بين تركيا وحزب العمال الكردستاني عن مقتل عشرات الآلاف منذ اندلاعه عام 1984، فيما يمثل هذا الإعلان أول بارقة أمل منذ انهيار محادثات السلام بين الطرفين في صيف 2015.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تطور تاريخي: ماذا تعني دعوة أوجلان حزبه لإلقاء السلاح بالنسبة لتركيا وسوريا؟ عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في تركيا يدعو لحل التنظيم وإلقاء السلاح سوريا وتداعيات التغيير.. عبد الله أوجلان يعلن استعداده لإنهاء النزاع مع أنقرة في تطور غير مسبوق حزب العمال الكردستانيرجب طيب إردوغانكردستانالعراقتركياالأكراداعلاناخترنا لكيعرض الآنNext أوكرانيا: تضامن شعبي مع زيلينسكي بعد مشادته الكلامية مع ترامب في البيت الأبيض يعرض الآنNext "هذا ليس رمضان، إنه عام الحزن".. كيف استقبل أهل غزة أول أيام شهر الصوم؟ يعرض الآنNext "فشل سياسي لأوكرانيا".. هكذا علّقت روسيا على المشادة الكلامية بين ترامب وزيلينسكي يعرض الآنNext حزب العمال الكردستاني يعلن وقف إطلاق النار بعد تمرد دام 40 عامًا ضد أنقرة يعرض الآنNext إفطار وسط الركام.. الفلسطينيون في رفح يستقبلون أول أيام رمضان في مشهد استئنائي اعلانالاكثر قراءة نتنياهو يتوعد بضرب النظام السوري إذا تعرض لدروز جرمانة جنوب دمشق ويتعهد بحماية هذه الأقلية في سوريا كيف استطاعت إسبانيا التفوق على باقي أوروبا وأن تزدهر اقتصاديًا بفضل المهاجرين؟ في مشهد غير مألوف: مشادة كلامية عنيفة بين ترامب وزيلينسكي أمام الإعلام... ولا توقيع لاتفاقية المعادن زيلينسكي يرفض الاعتذار لترامب ويقول: ما حدث لم يكن أمرا جيدا لكنني لم أخطئ تحقيق لـ"الغارديان" يوثق لحظات مقتل الطفل أيمن الهيموني برصاص إسرائيلي في الخليل اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025الحرب في أوكرانيا فولوديمير زيلينسكيدونالد ترامبإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسياأطفالقطاع غزةمحادثات - مفاوضاتصوم شهر رمضانإسبانياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • أنقرة تحذّر «حزب العمال الكردستاني»: إياكم ونسف الوعود!
  • بين ترحيب وتشكيك.. أكراد العراق منقسمون حول إعلان حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار
  • حزب العمال الكردستاني يعلن وقف إطلاق النار بعد تمرد دام 40 عامًا ضد أنقرة
  • حزب العمال الكردستاني يعلن وقف إطلاق النار مع تركيا
  • حزب العمال الكردستاني يستجيب لدعوة زعيمه وينهي 40 عاما من القتال ضد مع تركيا
  • حزب العمال الكردستاني يعلن وقف إطلاق النار مع أنقرة
  • الإطار: بعد حل حزب الـpkk يجب إخراج القوات التركية من شمال العراق
  • حزب PKK ينصاع لدعوة عبدالله أوجلان وانتظار ردة فعل تركيا.. ماذا قد يحصل إذا وفاقت أنقرة؟
  • بعد دعوة أوجلان..العمال الكردستاني يعلن وقف إطلاق النار مع تركيا
  • بعد دعوة أوجلان… «العمال الكردستاني» يعلن وقف إطلاق النار مع تركيا