آلية اختيار رئيس مجلس الوزراء في العراق
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
18 مارس، 2024
بغداد/المسلة الحدث:
لؤي الخطيب
كَثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن التحضير لتحالفات سياسية يعمل عليها رئيس مجلس الوزراء الحالي للفوز بدورة ثانية، وأنه سيكتسح المشهد الانتخابي بفوز ساحق ومقاعد نيابية تُمكنه من فرض حضوره للبقاء في السلطة، معتمداً بذلك على أداء حكومته في سِجل المشاريع الخدمية وتحالفاته مع الأحزاب الناشئة والأصوات المستقلة لإزاحة الحرس القديم والقائم على حماية النظام الحالي، وهنا أود بيان الآتي:
في عراق ما بعد 2003، آلية اختيار رئيس مجلس الوزراء لا تعتمد على الوزن الانتخابي الذي يفوز به رئيس كتلة ما، بل على الحظوة السياسية التي ينالها المرشح للموقع التنفيذي الأعلى بتوافق سياسي ودعم محلي ودولي من “رُعاة” العملية السياسية.
كما أن التوافق على شخص المرشح تحددها عوامل ومتغيرات وظروف اللحظات الأخيرة التي تسبق الإفصاح عن الإسم والإعلان بالتكليف الرسمي، في حين أن الترويج المبكر لأي شخصية يُعَد من دلالات الإزاحة وحرق الأسماء مهما بلغت قوة المرشح على النحو السياسي والنيابي والاجتماعي.
وللتذكير، بعد نهاية المرحلة الانتقالية والاستفتاء على الدستور في عام 2005، حظيَ السيد المالكي برئاسة مجلس الوزراء للدورة الأولى من خلال توافق سياسي على شخصه وبدعم القوى الراعية للعملية السياسية حينها، ثم حظي بدورة ثانية لذات الأسباب الأولى رُغم فوز السيد علاوي بالوزن النيابي لكتلته (العراقية) في انتخابات عام 2010، لكن السيد المالكي خسر ذلك الدعم التوافقي في انتخابات عام 2014، رغم فوز كتلته وكذلك فوزه على النحو الشخصي بأعلى الأصوات، ليتأهل لرئاسة مجلس الوزراء الأقل ثِقلاً في الأصوات الانتخابية، وهو السيد العبادي، وهذا الأخير خسر التجديد لدورة ثانية رغم أجواء النصر على داعش وأداء حكومته وفوزه بكتلة نيابية تجاوزت 40 مقعداً في انتخابات عام 2018 لصالح السيد عبد المهدي الذي لا يملك مقعداً نيابياً واحداً، ليلي السيد عبد المهدي بعد استقالته السيد الكاظمي وهو الآخر لم يكن صاحب كتلة سياسية أو حتى مقعداً نيابياً، ليتكرر السيناريو تارة أخرى في اختيار السيد السوداني للدورة الحالية رُغم فوز الكتلة الصدرية بأعلى عدد من المقاعد النيابية، وهو لا يملك إلا مقعده، حيث جاء بدعم رعاة العملية السياسية وبمبدأ التوافق، خصوصاً بعد انسحاب التيار الصدري من المشهد السياسي والذي شكّل مفاجأة اللحظة الأخيرة في تغيير المعادلة قبل التسمية والاتفاق والتكليف.
خلاصة الأمر، أن الراغب بالتنافس على المنصب التنفيذي الأعلى يحتاج للعمل على كسب التوافق السياسي والضوء الأخضر من رُعاة عراق ما بعد 2003، محلياً ودولياً، دون الانهماك في تشكيل كتلة سياسية والفوز بانتخابات ومقاعد نيابية قد لا تكون بالضرورة ضامنة للتكليف بمهمة تشكيل الحكومة. السبل غير التقليدية بالتوافق السياسي ستبقى هي المعيار في الاختيار لتسنم المناصب التنفيذية في أجواء الديمقراطية الوليدة والفوضوية. وهذا العُرف سيبقى سائداً حتى تنضج التجربة الديمقراطية التي تحتاج إلى فترة جيلٍ أو جيلين ودماء جديدة لا تحمل الموروث الفكري والسلوكي الذي قيّد الآباء المؤسسين لعراق ما بعد 2003.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: مجلس الوزراء
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة بنها: ندعم جهود القيادة السياسية في وقف مخطط تهجير الفلسطينيين
عقد مجلس جامعة بنها اجتماعه اليوم برئاسة الدكتور ناصر الجيزاوي رئيس جامعة بنها، وبحضور الدكتور السيد فوده نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة جيهان عبد الهادي نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، و أعضاء مجلس الجامعة.
واستهل الدكتور ناصر الجيزاوي الجلسة بالتأكيد علي أن مجلس الجامعة بجميع أعضائه يدعم ويؤيد المواقف وكافة الإجراءات والقرارات التي تتخذها الدولة المصرية والقيادة السياسية دعمًا للقضية الفلسطينية ووقف مخطط تهجير الأشقاء الفلسطينيين .
وقال " الجيزاوى " أن الجامعة أعلنت من قبل بشكل واضح وصريح دعم وتأييد ما أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي من مواقف ترفض بشكل قاطع مخطط تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية وما زالت داعمة بكل قوة لموقف القيادة السياسية الثابت من رفض التهجير القسري أو الطوعي للشعب الفلسطيني.
وقدم الدكتور ناصر الجيزاوي نيابة عن أسرة الجامعة ، التهنئة لقيادات وأساتذة الجامعة الذين تم اختيارهم بلجان قطاعات التعليم الجامعي في دورته الجديدة 2025-2028، كما قدم " الجيزاوي " التهنئة للدكتورة أماني عباس على ثقة الرئيس عبد الفتاح السيسي وإصدار قرار جمهوري بتجديد تعيينها عميدا لكلية الطب البيطري ، متمنيا لها دوام التوفيق في مهام منصبها.
ووجه رئيس الجامعة الشكر إلى القيادات الأكاديمية والإدارية بالجامعة على الأداء المنضبط والجهود المبذولة خلال فترة امتحانات الفصل الدراسي الأول والخروج بها بشكل منظم ، مؤكدا علي أهمية سرعة إعلان النتائج.
وأكد رئيس الجامعة على ضرورة الانتهاء من كافة استعدادات لبدء الفصل الدراسى الثانى وإعلان الكليات للجداول الدراسية وإخطار الطلاب بها من خلال الموقع الرسمي للكليات وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي للمستويات الدراسية المختلفة.
وخلال الجلسة استعرض الدكتور ناصر الجيزاوي توقيع الجامعة 17 بروتوكول مع عدد من الشركات والمؤسسات الصناعية المختلفة بهدف تنمية مهارات الطلاب والخريجين لسوق العمل ووظائف المستقبل ، مثمنا دور المركز الجامعي للتطوير المهني في ربط الجامعة بالمجتمع، في الحصول على معلومات وافية عن كيفية دمج الخريجين في سوق العمل من خلال رصد المهارات المطلوب توافرها لدى الخريج ليحصل على فرص عمل مناسبة لمهاراته ومجالات دراسته ، وذلك في إطار حرصها خلق فرص عمل مستدامة لخريجيها.