في جدل الصراع: الأحزاب أخر من يعلم
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
زين العابدين صالح عبد الرحمن
يقول المفكر علي حرب في واحدة من تجلياته ( فمن لا ينتج معرفة بالمجتمع لا يستطيع المساهمة في تغييره و من لا يبدع فكرا هو عاجز من أن يؤثر في مجرى الأحداث و تطور الأفكار هذا هو المأزق الذي يمسك بخناق المثقف العربي)
أن العديد من السياسيين السودانيين لا يريدون بقرأت الواقع بواقعية، و معرفة القوى المحركة للأحداث، و أيضا معرفة أين يميل ميزان القوى في المجتمع.
هذه المقدمة نختبرها على مجريات الواقع السياسي و التحولات التي حدثت في الساحة السياسية من تغييرات.. كانت ” قحت المركزي” هي التي تقود العملية السياسية قبل 15 إبريل 2023م و حتى بعد الحرب بشهور.. أن مساعدة وزير الخارجية الأمريكي ” مولي في ” منظرة ” الإتفاق الإطاري” قد اكتشفت أن رهانهم على “قحت المركزي” سوف يفشل مشروع عملية التحول الديمقراطي بالرؤية التي تريدها أمريكا، و لابد من أحداث تغيير في المشهد السياسي، لذلك أوعزت إلي أربعة من الذين لهم علاقة بالمؤسسات الأمريكية و هم ” الباقر العفيف و بكري الجاك و نور الدين ساتي و عبد الرحمن الأمين” أن يشرعوا في تأسيس تنظيم القوى المدنية الذي أصبح أخيرا ” تقدم” هذا تحالف جديدة تتقدمه القوى المدنية بالرؤية الأمريكية لتقود العملية السياسية. التحالف جعل في القيادة ” 70% من المدنيين و هؤلاء عبار عن أفراد و مؤسسات مجرد أسماء فقط و ليس لها قواعد اجتماعية و 30% أحزاب” ماذا يعني هذا؟ يعني أن قيادات الأحزاب أعترفت بشكل صريح إنها عجزت عن إدارة الأزمة بالصورة المطلوبة، و أعطت القيادة لأفراد مستقلين.. أي دخول لاعبين جدد على المسرح السياسي، أن هذا التحالف كان لابد أن يخلق صراعا داخل الأحزاب المنضوية فيه، لأنه من غير المعقول أن تتراجع الأحزاب عن دورها فاسحة المجال لأفراد مستقلين، الأمر الذي ثار عليه حزب الأمة و قدم برنامج إصلاح و تعديل في ميثاق التحالف..
إذا نظرنا إلي المشهد من الجانب الأخر: نجد أن الحرب قد خلقت استنفارا شعبيا كبيرا داعما للجيش، هؤلاء من قبل كانوا يقفون مع الأحزاب مناصرة لشعارات ثورة ديسمبر، و هؤلاء كانوا يقولون شكرا حمدوك و يبجلونه، الآن يقفون في الجانب الأخر المعاكس لموقف حمدوك.. ذهب حمدوك للقاهرة و عقد فقط اجتماعين مع القيادة المصرية الأول كان مع وزير المخابرات عباس كامل و الثاني مع أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية.. و لا أدري لماذا أخفت ” تقدم” أسم القيادة المصرية. رغم أن مصر أحترمت حمدوك بالاجتماع مع وزير المخابرات و كان يمكن أن ترسل فقط مندوبا للقاء لمعرفة مايريده حمدوك من مصر، و هذا يبين أن حمدوك حقيقة يحاول أن يراهن على لقاء الفريق أول البرهان و قائد الميليشيا حميدتي، و لا اعرف تقديرات الحكومة المصرية في ذلك لأنها لم تعلق عليه… رغم أن المتغيرات في ارض المعركة هي وحدها التي يجب الرهان علي إفرازاتها، إذا كان مقبولا للجيش و المقاومة الشعبية و الشعب الذي يؤيد الجيش مقابلة الفريق أول البرهان مع قائد الميليشيا حميدتي.. لكن الغريب أن حمدوك في زيارته تجاهل مئات الآلاف من السودانيين المتواجدين في مصر. و أيضا تجاهل الصحافيين و الإعلاميين السوداني و حتى السياسيين، مما يؤكد أن تحالف المدنيين قاصر على مجموعة بعينها فقط.. فهل حمدوك بالفعل يريد جبهة مدنية عريضة؟ تجاهل حمدوك للسودانيين في القاهرة يؤكد أن حمدوك لديه أجندة غير معلنة يسعى لتحقيقها..
في جانب أخر لمتغيرات المشهد السياسي: ننظر في البيان الذي أصدرته ثلاث أحزاب سياسية هي ” الأمة القومي و الشيوعي و البعث الأصل” و البيان يحمل تصورات سياسية رغم أن الثلاث أحزاب مواقفها متعارضة… و توقيع حزب الأمة بيان مع الشيوعي الذي له موقف سالب من ” تقدم” و البعث الذي يقف وحيدا في الساحة؛ يؤكد أن حزب الأمة يعاني من اضطراب داخلي، و التوقيع على البيان ربما تكون محاولة لكسب مناصرين له إذا غادر محطة ” تقدم” .. يقول البيان ( يجب تكثيف جهودنا عبر العمل الجماهيري الميداني وسط القواعد بالداخل و مع ابناء شعبنا بالخارج من أجل محاصرة دعاة الحرب و الضغط على أطرافها و داعميها لإيقاف الحرب و فتح المسارات للمساعدات الإنسانية) السؤال ما هو الذي يمنع هؤلاء الذهاب مباشرة للسودان، و إقناع الشعب بوقف الحرب، بدلا من رسائل المناشدة؟ لماذا الخوف من الشعب؟.. و هذا متغير جديد في الواقع أن الأحزاب التي كانت تعتقد أن الشارع تابع لها بدأت تتخوف منه و تتعامل معه من خلال المناشدة.. هذا يؤكد أن الحرب تفرز واقعا جديدا تتغير فيه العديد من الأجندة..
من أهم بنود البيان الفقرة السابعة، و تبين مدي فقر المعلومة عند الأحزاب، و أن هؤلاء أصبحوا خارج المسرح السياسي تقول الفقرة ( نما إلي علمنا تسريبات و معلومات ” غير منشورة” تدور في الخفاء الأيام الماضية عن إعداد يتم لمشروع تسوية تؤسس لشمولية يتم فيها تقاسم للسلطة لمدة عشرة سنوات بين الجيش و الدعم السريع و أرتال من الحركات المسلحة و بعض المسميات لتنظيمات مدنية.. و هي ” تفاهمات” مرفوضة موضوعا وشكلا.. و سنقوم باستعراضها و عمل تبين لخطورة التماهي معها أو الصمت عليها) إذا كانت معلومة غير متأكدين منها لماذا نشرتوها في البيان؟ هذه إشارة لزيارة حمدوك.. و أحزاب سياسية فشلت أن تتأكد من معلومة رغم أن حزب الأمة ليس ببعيد عن قيادة الميليشيا.. هذه الفقرة لوحدها تؤكد أن العديد من الأحزاب السياسية تراقب الحرب و مجرايتها و حتى مسعى وقفها من خلال القروبات و الايفات و لا تملك أي معلومات مؤكدة تستطيع أن تبني سياستها وفقا لها، أليس هذا يؤكد سبب فشل الفترة الانتقالية لقصور في الأحزاب.. نسأل الله حسن البصيرة..
الوسومزين العابدين صالح عبد الرحمنالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: العدید من حزب الأمة یؤکد أن رغم أن
إقرأ أيضاً:
بلومبيرغ: أردوغان سيقترح تجميد الصراع في أوكرانيا خلال قمة العشرين
كشفت وكالة "بلومبيرغ"، عن اعتزام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تقديم اقتراح يقضي بتجميد الصراع بين روسيا وأوكرانيا على الخطوط الأمامية الحالية، خلال مشاركته في قمة مجموعة العشرين، التي تُعقد في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل.
وأفادت الوكالة نقلا عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة، أن أردوغان الذي وصل اليوم الاثنين إلى البرازيل للمشاركة في القمة التي يجتمع خلالها عشرات القادة حول العالم، سيقترح إنشاء منطقة منزوعة السلاح في شرق دونباس ووضع قوات دولية في هذه المنطقة.
كما سيقترح الرئيس التركي تأجيل مناقشات أوكرانيا بشأن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" لمدة 10 سنوات على أقل تقدير، وفقا لـ"بلومبيرغ".
ووفقا للوكالة، فإن المسؤولين الأتراك يعتبرون هذا الاقتراح النهج الأكثر واقعية لإنهاء الصراع المتواصل للعام الثالث على التوالي، رغم اعترافهم بأن الموافقة الأوكرانية على هذا الاقتراح قد تكون صعبة.
وذكرت "بلومبيرغ" أن أردوغان سيقدم هذا الاقتراح في اجتماع قادة مجموعة العشرين التي تستضيفها مدينة ريو دي جانيرو يومي الاثنين والثلاثاء.
يأتي ذلك في وقت يواجه فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ضغوطا متزايدة من حلفاء أوكرانيا الذين يطالبونه باستكشاف طرق جديدة لجذب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طاولة المفاوضات لإنهاء الصراع المستمر منذ ما يقرب من 1000 يوم.
وأشار التقرير إلى أن المستشار الألماني أولاف شولتز دعا بوتين إلى الانخراط في محادثات السلام، في حين قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه سيتحدث إلى الزعيم الروسي عندما يحين الوقت المناسب.
في السياق ذاته، يتجهز الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي شدد أكثر من مرة على عزمه إنهاء الحرب والحد من الدعم العسكري لأوكرانيا، للدخول إلى البيت الأبيض مجددا بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية.
ولفتت وكالة "بلومبيرغ" إلى أن زيلينسكي شدد على ضرورة أن تفعل أوكرانيا كل ما في وسعها لإنهاء الحرب في عام 2025.
ومن المقرر أن يكون ملف الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في أواخر شهر شباط /فبراير عام 2022 أحد أبرز محاور قمة العشرين التي تقام يومي 18 و19 تشرين الثاني /نوفمبر الجاري.
يشار إلى أن ممثل روسيا في هذه القمة سيكون وزير الخارجية سيرغي لافروف، حسب وكالة الأنباء "تاس" الروسية.