لم يكن سهلا على رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل ان يعلن هزيمته السياسية، لكنه في خطابه الاخير اوحى للجميع انه متصالح مع هذه الخسارة وبات يتعامل بشكل اكثر تناسبا مع وضعه السياسي الحالي، اذ انتقل خطابه الاعلامي من كونه خطابا تصعيديا يتحدى الجميع، ليصبح فجآة خطاب استجداء لكل القوى والاحزاب السياسية الحليفه له والتي خاصمها في السنوات الاخيرة لا بل منذ عودة الرئيس السابق ميشال عون من منفاه الباريسي.
قرر باسيل ان يتناسى مشاكله مع القوات اللبنانية، التاريخية والآنية، ويضع جانباً كل الخطاب الذي كان يسوق له بأن "القوات" شاركت في ضرب الشرعية المسيحية خلال حرب التحرير واعطت الغطاء للطائف، ولم يعد يذكر ما كان يقوله عن قيام معراب بالانقلاب على القانون الارثوذكسي مما سلب من المسيحيين فرصتهم للمشاركة الحقيقية في المجلس النيابي حينها.
كذلك وضع باسيل كل خطابه المعارض لـ "حزب الله" المرتبط بالشراكة "التي تخلى عنها الحزب" كما سوق "التيار" في الاشهر الاخيرة، ونسي خطاب "اجراس الكنائس" التي كان يصوب فيه منذ العام ٢٠٠٥ على رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط في اطار معاركه السياسية الطويلة معه، ليضع امامه هدفا واحدا هو الحكومة اللبنانية التي باتت برأي باسيل هي التي تضرب الحضور السياسي المسيحي في لبنان.
قرر باسيل استجداء كل خصومه السياسيين من اجل اعطائه دورا في مجلس الوزراء، ولعل الرجل يحتاج الى فرصة يكون فيها قادرا على التفاوض مجددا لكي يعود عبر وزرائه الى الحكومة بعد ان اصبح شبه مستحيل منع الحكومة من القيام بدورها في ظل الحالة التي يمر بها البلد والتي لا يمكن فيها تجاوز فكرة تسيير الحكومة للاعمال بشكل عميق لان ذلك سيدفع البلد نحو الفوضى الادارية والاقتصادية الشاملة.
ادرك باسيل انه عاجز عن خوض معارك سياسية فعلية وبات اليوم بحاجة لتحالفات يفك فيها عزلته. وفي الوقت الذي يعجز فيه عن التقارب مع القوى السياسية المسيحية التي ترفض اي تقاطع جديد معه، قرر استجداء تقاطعات اخرى مع حلفائه القدامى حتى انه لم يستثن رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي اعطاه اوصافا ايجابية، كل ذلك من اجل ان يكسب معركة اعلامية غير قادر على خوضها وحيدا.
مَن ينقذ "التيار الوطني الحر" ويضع له السلم للنزول عن الشجرة؟ هذا هو السؤال الذي يجب ان يطرح، خصوصا ان رئيس "التيار" يكاد يعلن بشكل واضح انه يحتاج الى هذا السلم لانه يريد النزول عن شجرة التصعيد ضد كل الاطراف لانه بات معزولاً، وسيصبح خارج الحسابات في حال اقتربت التسوية من دون ان يتصالح مع اي طرف من الاطراف الوازنة.. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
رئيس أكاديمية الشرطة يعلن قبول 2950 طالبا في العام الدراسي 2025
أعلن اللواء هاني أبو المكارم مساعد وزير الداخلية رئيس أكاديمية الشرطة، قبول دفعة جديدة في كلية الشرطة لعام الدراسي 2025.
وقال «أبو المكارم» إنه تم قبول 2950 طالبًا، منهم 800 حاصلين على الثانوية العامة، و50 وافدًا و1550 من خريجي الحقوق و50 من الحاصلات على التربية الرياضية إناث و500 من باقي المؤهلات الجامعية.