صدى البلد:
2025-03-10@20:28:11 GMT

هل يجوز السجود للتلاوة بدون وضوء.. الإفتاء تجيب

تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT

قالت دار الإفتاء أن سجود التلاوة عند مواضعه من القرآن الكريم سنة مؤكدة في حق القارئ والسامع؛ فيثاب فاعله ولا يؤاخذ تاركه، ويشترط له أن يكون الساجد على وضوء، وهناك توسعة في الذكر باللسان لمن لم يتمكن من السجود؛ بأن يقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
 

هيئة سجود التلاوة
وهيئته: أن يكبر التالي أو المستمع ويسجد عن قيام أو قعود من غير ركوع، ثم يكبر ويرفع بلا تشهد ولا تسليم.

دليل مشروعية سجود التلاوة
والأصل في مشروعيته قوله تعالى: ﴿ فما لهم لا يؤمنون ۞ وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون﴾ [الانشقاق: 20-21]، وقوله تعالى: ﴿إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا﴾ [الإسراء: 107]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي يقول: يا ويله -وفي رواية أبي كريب: يا ويلي-؛ أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار» أخرجه مسلم في "صحيحه".

آيات سجود التلاوة
وآيات السجود في القرآن الكريم توقيفية؛ علمت مواضعها: إما بنص النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليها، أو بفعله صلى الله عليه وآله وسلم بالسجود عند قراءتها، واتبعه الصحابة رضوان الله عليهم على ذلك، ومن الله على الأمة بأن ميزت مواضعها في المصحف الشريف بإضافة خط وعلامة يدلان عليها.

طرق معرفة مواضع سجود التلاوة
- فأما معرفة مواضعها بنص النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليها: فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "أقرأه خمس عشرة سجدة في القرآن؛ منها ثلاث في المفصل، وفي الحج سجدتين" أخرجه أبو داود وابن ماجه والدارقطني في "السنن"، والحاكم في "المستدرك" وقال: "هذا حديث رواته مصريون قد احتج الشيخان بأكثرهم، وليس في عدد سجود القرآن أتم منه ولم يخرجاه".

- وأما معرفة مواضعها بفعله صلى الله عليه وآله وسلم: فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ علينا السورة فيها السجدة؛ فيسجد ونسجد" أخرجه البخاري في "صحيحه".

وإضافة السجود إلى التلاوة هي من قبيل إضافة المسبب (السجود) إلى السبب (التلاوة أو السماع)، واختص بالتلاوة دون السماع: للاتفاق على كون التلاوة سببا لها، والاختلاف في سببية السماع، ولأن التلاوة أصل فيها، أما السماع فمترتب عليها.

قال العلامة بدر الدين العيني في "البناية" (2/ 654، ط. دار الكتب العلمية): [(باب سجود التلاوة).. والإضافة فيه من قبيل إضافة المسبب إلى السبب.. وأقوى وجوه الاختصاص: اختصاص المسبب بالسبب، فإن قلت: التلاوة سبب في حق التالي، والسماع سبب في حق السامع؛ فكان ينبغي أن يقول: (باب في سجود التلاوة والسماع)؟ قلت: لا خلاف في كون التلاوة سببا، واختلفوا في سببية السماع.. أو يقول: إن التلاوة أصل في الباب؛ لأنها إذا لم توجد لم يوجد السماع، فكان ذكرها مشتملا على السماع من وجه، فاكتفي به].

حكم سجود التلاوة
وذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أن سجود التلاوة سنة مؤكدة في الصلاة وفي غيرها، وهو المروي عن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمر، وعثمان بن عفان، وسلمان الفارسي، وزيد بن ثابت، وعمران بن حصين رضي الله عنهم، وأبي ثور، والأوزاعي، والليث رحمهم الله.

الأدلة على حكم سجود التلاوة
فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أنه قرأ يوم الجمعة على المنبر بسورة النحل حتى إذا جاء السجدة نزل، فسجد وسجد الناس، حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأ بها، حتى إذا جاء السجدة، قال: "يا أيها الناس، إنا نمر بالسجود؛ فمن سجد فقد أصاب، ومن لم يسجد فلا إثم عليه" ولم يسجد عمر رضي الله عنه. وزاد نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: "إن الله لم يفرض السجود إلا أن نشاء" أخرجه البخاري في "صحيحه".

وروى البخاري في "صحيحه": أنه قيل لعمران بن حصين رضي الله عنه: الرجل يسمع السجدة ولم يجلس لها؟ قال: "أرأيت لو قعد لها"؛ كأنه لا يوجبه عليه. وقال سلمان رضي الله عنه: "ما لهذا غدونا". وقال عثمان رضي الله عنه: "إنما السجدة على من استمعها". وقال الزهري: "لا يسجد إلا أن يكون طاهرا.." -أي لو لم يكن طاهرا فلا بأس بتركه السجود-، وكان السائب بن يزيد "لا يسجد لسجود القاص"، والمراد بالقاص هنا: "القارئ".

وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: "قرأت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ﴿والنجم﴾، فلم يسجد فيها" أخرجه البخاري -واللفظ له- ومسلم في "صحيحهما".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سجود التلاوة حكم سجود التلاوة صلى الله علیه وآله وسلم سجود التلاوة رضی الله عنه

إقرأ أيضاً:

هل يجوز لـ مرضى الزهايمر والنفسيين الصيام؟

أكد محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر ، أن التيسير والتخفيف عن الأمة الإسلامية من أهم مظاهر سماحة الإسلام، لاسيما في شهر رمضان المبارك.

وأوضح الأستاذ بكلية الطب ونائب رئيس جامعة الأزهر، خلال تصريحات تلفزيونية اليوم، الأحد، أن الله سبحانه وتعالى أوصى المرضى في آيتين متتاليتين من القرآن الكريم بتجنب الصيام إذا كان يسبب لهم مشقة أو ضررًا.

هل تبطل حقن الفيتامينات الصيام؟.. الإفتاء تكشف المعيار الحاسمهل تذوق المرأة الطعام أثناء الصيام يفسده؟ .. الإفتاء تجيبباطل أم صحيح؟.. الإفتاء توضح حكم صيام المرأة غير المحجبةهل ابتلاع بقايا الطعام التي بين الأسنان يفسد الصيام؟.. الإفتاء تجيب

وأشار إلى أن بعض الحالات المرضية، مثل الأمراض النفسية ومرض الزهايمر، تحتاج إلى عناية خاصة من الأسرة، حيث قد يقع ذوو المريض في حيرة حول وجوب الصيام عليه. 

وأوضح أن المرضى النفسيين الذين يعتمدون على أدوية تُؤخذ في أوقات محددة يجب عليهم الالتزام بمواعيد علاجهم، مما قد يجعل الصيام غير ممكن لهم. 

وأضاف الدكتور محمود صديق أن مريض الزهايمر، إذا وصل إلى مرحلة لم يعد فيها قادرًا على تذكر تفاصيل حياته أو أداء الشعائر الدينية، فإنه لا يقع عليه إثم إن لم يصم أو يصلِّ، ولا قضاء عليه، مطالبا أسر هؤلاء المرضى بعدم التشديد عليهم، لأن الدين قائم على التيسير وعدم تحميل الإنسان ما لا يطيق.

نوعية الأمراض التي يجوز عدم الصيام في حالة الإصابة

وكانت دار الإفتاء، أجابت عن سؤال ورد إليها عن نوعية الأمراض التي يجوز عدم الصيام في حالة الإصابة بها، حيث يقول السائل: "ما هو حدُّ المرض المبيح للإفطار؟.. حيث شعر أحد أصدقائي بصداع في نهار رمضان فأفطر بدعوى أنَّ الفطر مباحٌ له لأنه مريض".

وبيّنت دار الإفتاء أن المرض المبيح للفطر هو الذي يؤدي إلى ضررٍ في النفس، أو زيادة في المرض، أو تأخير في الشفاء، وذلك بإخبار أصحاب التخصص من الأطباء.

وأكدت دار الإفتاء، أن الصوم فريضة من فرائض الإسلام أناطها الله تعالى بالاستطاعة؛ فقد اقتضت رحمة الله بخلقه عدم تكليف النفس ما لا تطيق، ومن أجل ذلك شرع الله تعالى رخصة الفطر لمَن يشُقُّ عليه أداء فريضة الصوم في رمضان لعذر، ثم يقضي بعد زوال العذر.

وتابعت "بيَّن سبحانه الأعذار التي تبيح الفطر؛ فقال تعالى: ﴿وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185]".

وأوضحت أن المرض المبيح للفطر هو ما كان مؤدّيًا إلى ضرر في النفس، أو زيادة في العلة، أو تأخير في الشفاء، وذلك بإخبار أولي التخصص من الأطباء، بل إذا كان الصوم يضُرُّ بصحته فيجب عليه أن يفطر حفاظًا على نفسه من الهلاك، وإنما أُبِيح الفطر للمريض دفعًا للحرج والمشقة عنه؛ مصداقًا لقول الله تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195]، وقوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78]. وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» رواه أحمد في "مسنده" من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وقول الله تعالى في خصوص الصوم: ﴿يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185].

مقالات مشابهة

  • هل يجوز للمرأة قراءة القرآن وهي كاشفة رأسها؟
  • هل يجوز لـ مرضى الزهايمر والنفسيين الصيام؟
  • هل يُقبل صيام المرأة غير المحجبة؟.. دار الإفتاء تجيب
  • هل تتضاعف الحسنات والسيئات في شهر رمضان؟.. الإفتاء تجيب
  • متى يُستجاب الدعاء؟ وأفضل وقت له
  • هؤلاء المرضى يجوز لهم عدم الصيام في هذه الحالة.. تعرف عليهم
  • بالفيديو| هل يجوز صيام المريض العاجز؟.. مفتي الجمهورية يوضح
  • هل يجوز حلق الإبط وعمل سويت أثناء الصيام وحكم صلاة منْ تركها 40 يوميا؟ الإفتاء تجيب
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • شخصيات إسلامية.. أبو هريرة أكثر الصحابة رواية للحديث