معتصم أقرع: ????مذكرات حارس مرمي
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
????لقد تم إتهامي بالإخونة عدة مرات في حياتي، وأتت التهمة في كل الأوقات تقريبا من نفس الجموعة. وهذا ما دفعني إلى محاولة التعرف على الأحداث التي بررت وصفي بالكوز.
أنا متأكد من أنني نسيت بعضًا منها ولكن إليك بعض هذه الحالات:
????عندما قررت المعارضة لنظام البشير، في منتصف التسعينيات، اللجوء إلى المقاومة المسلحة من إثيوبيا وإريتريا لإسقاط النظام.
????حينها قلت إن هذا هو القرار الأكثر تهورًا وغباءًا وعدم المسؤولية على الإطلاق في تاريخ الحركة السياسية السودانية.
????وأضفت أن عسكرة الفضاء السياسي تسلم المبادرة والأولوية السياسية للجماعات المسلحة، على حساب الأحزاب السياسية. ولأن كل الحركات العسكرية تعتمد على التمويل الأجنبي، فإن البقاء والسيادة تكون للأكثر عمالة وتبعية للخارج. وقد تحققت هذه النبوءة عندما انتصر الجنجويد وغزوا رايتهم. أطلقوا علي اسم كوز لقولي هذا.
????وقلت أيضا إن المقاومة المسلحة ستفشل في إسقاط النظام، بل ستقويه وتضعف الحركة السياسية الجماهيرية.
????وكلنا نعلم أنه عندما فشل المحاربون في إسقاط النظام، وافقوا على الانضمام إليه في الهبوط الناعم وانتخابات 2020.
????وكما توقعت، لم تتم إزالة النظام إلا بالمقاومة السلمية علي جثث شباب البلاد في عقود من المقاومة الباسلة التي انتصرت في عام 2019 لتحضر جماعات البصيرة أم حمد ذلك النصر وتحوله إلي كابوس كامل القتامة .
????حمامات السلام المضروب حاليا سمتني كوز حينها لرفض مبدأ العمل المسلح كدواء أسوأ من الداء.
????من المثير للاهتمام أن نفس الجماعات التي دعت إلى المقاومة المسلحة في منتصف التسعينيات تعرض اليوم نفسها كأنها بتول في السلام لا تاريخ لها في الدعوة للعنف أو دعمه وممارسته. وكانت هذه الجماعات تسمي دعاة الحرب حينها وطنيين ثوريين وتقول أن رافضي العمل المسلح كيزان حتي لو كان باعهم أطول في مقاومة الديكتاتورية البشيرية وفكرها.
????ونلاحظ أيضًا أن بعض الجماعات والأفراد الذين قرروا استخدام سلاح الحركة الشعبية لتحرير السودان للإطاحة بنظام الإخوان، لكن كل ما حصلنا عليه هو الموت والدمار وسفك الدماء على نطاق واسع، وانتهى كل ذلك بفصل الجنوب.
????ولم يتم تعلم درس استخدام أسلحة الآخرين واستخدامها لإسقاط النظام، والآن نرى كيف تعتمد مجموعات وأفراد على أسلحة الجنجويد لتاسيس المدنية والديمقراطية. والذين لا يفهمون تاريخهم محكوم عليهم بإعادته كماساة مركبة.
????كما لقبوني بالكوز عندما وقفت بحزم ضد العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة لأنها تعاقب الشعب السوداني وليس النظام، وأن هذه العقوبات تساعد النظام وتقويه وتعطيه الفرصة لإلقاء اللوم عليهافي خلق الأزمة الأقتصادية وإعفاء ذاته من مسؤولية سوء إدارة الشآن العام .
???? لاحظ أن الملايين من الناس حول العالم يرفضون العقوبات الأحادية على الدول ويعتبرونها قسرية وغير عادلة. وهذا يجعلني كوزا واحدًا من بين الملايين حول العالم الذين هم في الغالب يساريون ومناهضون للاستعمار ونشطاء سلام.
????كان من المضحك أن بعض زملائي القدامى الذين اعتادوا أن ييجيبوا الشربوت هاجموني بالكوزنة لأنني لم أستطع أن أحط من قدري وانحدر لدرجة مساندة عقوبات تؤذي الشعب السوداني، وليس النظام.
????وحتي في قضية إسقاط النظم الكريهة، أقف دائما ضد تدخل الأجنبي وادعوا لان يسقطها الشعب السوداني وحده لا شريك له بلا كفيل أخضر العيون أو أسودها.
????دائما نميز بين الوطن والنظام وبين مؤسسات الدولة ومن يديرها في الوقت الراهن ولا نقع في خفة الراس التي لا تري الفرق ولا تعيه.
????بعد الإطاحة بنظام البشير، تمت كوزنتي ألاف المرات ولا أستطيع حتى حصرها.
????لقد أُطلقت عليّ تلك الصفة عندما اعترضت على الشراكة بين قوى الحرية والتغيير مع اللجنة الأمنية للنظام القديم.
????وسموني بالكوز عندما أشرت إلى أن حكومة البصيرة أم حمد غير كفؤة بشكل خطير في إدارة السياسة الخارجية وسياسة السلام وعندما قلت أن اتفاق جوبا للسلام هو وصمة عار كاملة.
????وكوزنوني عندما رفضت السياسات الاقتصادية للحكومة الانتقالية التي كانت تهدف إلى التعويم المبكر للعملة وإلغاء الدعم حتى ترتفع تكلفة المواصلات ليحد الشعب السوداني من زياراته لعائلته وأصدقائه على الجانب الآخر من المدينة لاحتساء الشاي.
???? ومرة أخرى عندما حذرت من الاعتماد على جيش الجنجويد بعد إندلاع الحرب قبل عام، تم تسميتي بالكوز من قبل نفس القوى التي أطلقت علي لقب القوز عندما رفضت مبدأ المقاومة المسلحة في منتصف التسعينيات. وبالطبع، أخيراً، أصبحت أخا مسلما، أو مغفل في خدمتهم ، لأنني قلت أن الجنجويد ليسوا الحل لمشاكل الدولة السودانية العويصة ومشاكل جيشها.
???? كما اتضح فيما بعد، فإن الاعتماد على بندقية الحركة الشعبية لتحرير السودان لم ينته بنهاية سعيدة. بلانتهى الأمر بتقسيم البلاد وظهور دكتاتوريتين شمالا وجنوبا. ولا أرى نهاية سعيدة للركوب في بندقية الجنجويد أيضاً.
????هذه هي كل الأدلة المقدمة لإثبات أخونتي.كما ترون، ليس فيها أي ولاء لفكر الأخوان أو أي فكر ديني بالمرة. لكن التهمة المجانية تكشف عن الانتهازية المتطرفة والضحالة وعدم الكفاءة وعدم الأمانة لجماعة تهيمن على المشهد السياسي والثقافي.
???? الكوزنة الجزافية تهمة لا معنى لها فكل من خالفنا كوز وفي ذلك تجريف اللغة والفكر السياسي من شرائح افتقدت الحياء وسقطت عنها ورقة التوت للمرة الألف ولا تتردد في الكذب وممارسة الإغتيال المعنوي والسياسي لخصوم سلميين قارعوها بالحجة التي لا يؤجرون عليها بأي سبيل – ولا ورشة – ولكن ينالهم أحترام الوطنيين من مختلف ألوان الطيف السياسي.
معتصم أقرع
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: المقاومة المسلحة الشعب السودانی
إقرأ أيضاً:
توقيع مذكرات تفاهم..الرئيس السيسي ورئيس أنجولا يؤكدان تعزيز التعاون المشترك
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم في قصر الاتحادية، الرئيس "جواو لورينسو"، رئيس جمهورية أنجولا، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، حيث جرت مراسم الاستقبال الرسمية التي شملت استعراض حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء تضمن جلسة مباحثات مغلقة أعقبتها جلسة موسعة بمشاركة وفدي البلدين، حيث تناولت المباحثات سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، كما ناقش الجانبان آليات دعم عمل الاتحاد الأفريقي وتعزيز التكامل القاري، إلى جانب الجهود المبذولة للحفاظ على السلم والأمن في القارة الأفريقية.
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيسين شهدا توقيع عدد من الإتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين. واختُتم اللقاء بعقد مؤتمر صحفي استعرض فيه الرئيسان نتائج المباحثات، وفيما يلي نص كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي:
بسم الله الرحمن الرحيم
أخى العزيز فخامة الرئيس جواو لورينسو..
رئيس جمهورية أنجولا الشقيقة،
السيدات والسادة الحضور،
يسعدنى أن أرحب بفخامة الرئيس "جواو لورينسو"، فى زيارته الكريمة إلى بلده الثانى "مصر" .. متمنيا لفخامته والوفد المرافق له، إقامة طيبة وزيارة مثمرة.. حيث تأتى هذه الزيارة، لتؤكد العلاقات التاريخية الراسخة التى تربط مصر وأنجولا، والتى تعود جذورها إلى ستينيات القرن الماضى، وشكلت أساسا قويا، لشراكة بناءة نعتز بها، والحقيقة اننا سنحتفل في نوفمبر القادم بمرور ٥٠ عاما على إقامة العلاقات بين البلدين.
لقد عقدت وفخامة الرئيس "لورينسو"، جلسة مباحثات ثنائية مثمرة وبناءة، عكست تطابقا فى الرؤى، وإرادة سياسية مشتركة نحو الارتقاء بعلاقاتنا الثنائية إلى آفاق أرحب.. بما يسهم فى تعظيم الاستفادة من إمكانات بلدينا، ويخدم مصالح شعبينا الشقيقين.. حيث اتفقنا على ضرورة تعزيز أوجه التعاون فى مختلف المجالات، لاسيما السياسية والاقتصادية والاستثمارية.. والعمل على تكثيف الجهود المشتركة، لدفع هذه العلاقات قدما بوتيرة أسرع، بما يتناسب مع عمقها التاريخى.
ومن هذا المنطلق، فقد تم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم، فى مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والإسكان والبنية التحتية.. بما يسهم فى توثيق أطر التعاون، فى تلك المجالات بين البلدين.
كما أكدت استعداد مصر لتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة، للأشقاء فى أنجولا، لاسيما فى مجالات تنمية وبناء القدرات فى قطاعات متعددة؛ منها الشرطة، والدفاع، والصحة،
والإعلام، والسياحة، والزراعة، ومكافحة الفساد، والطاقة المتجددة، الدبلوماسية، بالإضافة إلى دعم تطوير مؤسسات الدولة.
كما ناقشنا ايضا فرص التعاون بين بلدينا، فى إطار مشروع ممر "لوبيتو" الإستراتيجى.. الذى يمثل محورا واعدا للتنمية فى القارة، وركيزة أساسية للتعاون المشترك، فى قطاعات التعدين والطاقة والبنية التحتية، بما يعود بالنفع على دولنا وشعوبنا.
السيدات والسادة الحضور،
تناولنا خلال المباحثات أيضا، رؤية الرئيس "لورينسو" الحكيمة، لرئاسة الاتحاد الإفريقى خلال العام الجارى.. وتبادلنا الرؤى إزاء عدد من القضايا، ذات الاهتمام المشترك على الساحة الإفريقية، والتى شملت :القرن الإفريقى، والسودان، ومكافحة الإرهاب، والأوضاع فى شرق الكونغو الديمقراطية.
وفى هذا السياق، أود بشكل خاص، أن أعرب عن تقديرنا العميق، للدور المحورى الذى قام به فخامة الرئيس "لورينسو"، للوساطة فى أزمة شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
كما تناولت مباحثاتنا، ضرورة الحفاظ على المواقف الإفريقية الموحدة، إزاء مختلف القضايا الدولية، وضمان التمثيل العادل لإفريقيا فى المؤسسات الدولية، لاسيما فى إطار جهود إصلاح وتوسيع مجلس الأمن الدولــى.. واتفقنا أيضا، على أهمية الإسراع بعملية الإصلاح المؤسسى للاتحاد الإفريقى.. وناقشنا كذلك الأوضاع فى غزة، والتحديات الاقتصادية وندرة المياه وتغير المناخ.. حيث عكست مباحثاتنا، توافقا فى الرؤى إزاء تلك القضايا .. واتفقنا على استمرار التنسيق والتشاور المشترك، بين "القاهرة" و"لواندا"، فى مختلف المحافل الإقليمية والدولية.
أخى فخامة الرئيس "لورينسو"،
لقد أسعدنى لقاؤكم اليوم، وأؤكد مجددا التزام مصر، بتعميق أواصر التعاون مع جمهورية أنجولا الشقيقة، لما فيه خير بلدينا وشعبينا، وقارتنا الإفريقية العريقة.
وأجدد الترحيب بفخامتكم والوفد المرافق لكم فى بلدكم الثانى "مصر".. متمنيا لكم زيارة ناجحة ومثمرة، تعود على شعبينا بمزيد من التقدم والتنمية.