صنعاء تتهم واشنطن بتدمير كابلات الإنترنت في البحر الأحمر: حرب أمريكية ضد اليمن لحماية “إسرائيل”
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
الجديد برس:
اتهمت حكومة صنعاء، الولايات المتحدة الأمريكية بتدمير كابلات الإنترنت الدولية في البحر الأحمر، خلال شهر فبراير الماضي، عن طريق ترك سفينة “روبيمار” في منطقة محظورة لقرابة أسبوعين، مؤكدةً أن الحل لوقف التصعيد في البحر الأحمر هو وقف الحرب على غزة.
وقال وزير الاتصالات في حكومة صنعاء، مسفر النمير، في مقابلة مع صحيفة “ريبوبليكا” الإيطالية، أن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن الأضرار التي لحقت بالكابلات البحرية، عن قصد أو عن غير قصد.
وأوضح النمير أن التحالف البريطاني الأمريكي هو المسؤول عن حادثة 24 فبراير، حيث لم يتم إنزال سوى مرساة واحدة فقط من سفينة “روبيمار” وتركها عائمة في البحر لمدة 14 يوماً في منطقة محظورة تمر عبرها كابلات الإنترنت، بدون أن يقوم الأسطول الأمريكي في البحر بسحب السفينة إلى أحد الموانئ، مضيفاً أن الأيام المقبلة ستكشف الحقيقة.
وردّ وزير الاتصالات، مسفر النمير، على التقارير الصحفية التي نشرتها وسائل إعلام أمريكية، مثل “سي إن إن”، والتي اتهمت حكومة صنعاء بقطع الكابلات، قائلاً: “نعتقد أن هذه المعلومات نشرت لمساعدة الولايات المتحدة في حربها ضد اليمن لحماية إسرائيل، وإذا كان الأمر كذلك، فهذا يندرج في حملة تشويه دعائية ضد بلدنا، ونحن نرفض هذه الاتهامات، والشركات المالكة للكابلات لم توجه اتهامات لأحد، ولم تتمكن حتى الآن من تحديد الأسباب، وفي المقابل، قالت شركة سيكوم إنه من الخطأ إلقاء اللوم على أي شخص حتى يتم تحديد الأسباب، وغالباً ما يحدث الضرر نتيجة إتلاف المراسي أو أجزاء أخرى من السفن”.
وأكد النمير لصحيفة “ريبوبليكا” الإيطالية أن “موقفنا واضحاً وأعلناه قبل وقوع الحادث: حماية الكابلات البحرية هي أولويتنا”.
كما أكد وزير الاتصالات في حكومة صنعاء، مسفر النمير، أن “أولوية وزارة الاتصالات هي التأكد من سلامة الكابلات في البحر الأحمر وبحر العرب والحفاظ عليها من أي خطر”.
وشدد النمير على أهمية هذه الكابلات التي تشكل “جزءاً هاماً من البنية التحتية للاتصالات والإنترنت لدول المنطقة بما في ذلك اليمن والعالم”.
وأكد على دور اليمن كـ”شريك مهم” في إدارة وتنفيذ العديد من مشاريع الكابلات البحرية.
وأوضح أن اليمن تمتلك “حصصاً وقدرات في العديد من هذه الكابلات من خلال شركة الاتصالات اليمنية العالمية تيليمن، التي تعمل من مركزها الرئيسي في العاصمة صنعاء منذ الثمانينيات”. ونوه إلى أن “كل مواقفنا واضحة ومعلنة” فيما يتعلق بسلامة الكابلات البحرية.
ونصح النمير كافة الدول بما فيها إيطاليا بعدم الانصياع للإدارة الأمريكية في موقفها العدواني على اليمن الهادف إلى حماية السفن الإسرائيلية.
وعن التحركات والهجمات الأمريكية، أكد النمير أن قيام الولايات المتحدة بنشر قوات عسكرية في البحر الأحمر ومهاجمة اليمن هو أحد أسباب توتر الأوضاع في المنطقة.
وأشار النمير إلى أن الولايات المتحدة تهدف من خلال هذه التحركات إلى منع أي موقف يهدف إلى وقف الحرب الإسرائيلية ضد سكان قطاع غزة.
وأكد النمير أن الولايات المتحدة تسعى إلى إشراك دول أخرى في هذا الوضع، خصوصاً دول الاتحاد الأوروبي، بعد أن فشلت في إشراك دول المنطقة.
ورداً على سؤال حول كيف يمكن وقف التصعيد في البحر الأحمر، قال النمير: “بإيقاف الحرب والقتل الجماعي والحصار ضد سكان قطاع غزة، فبدلاً من قيام أمريكا وحلفائها بتصعيد الوضع وعسكرة البحار في المنطقة، الأمر الذي لن يضمن سلامتهم أو سلامة سفنهم في البحر الأحمر وبحر العرب، عليهم الضغط على إسرائيل لوقف الحرب والقتل ضد السكان في قطاع غزة”.
وقال وزير الاتصالات وتقنية المعلومات في حكومة صنعاء، مسفر النمير، ورداً على سؤال بشأن موقف صنعاء من أحداث السابع من أكتوبر الماضي، إن “عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس يوم 7 أكتوبر هي عمل مقاوم من قبل شعب يعاني من الاحتلال والحصار والقمع من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود، وهي رد فعل طبيعي للشعب الفلسطيني على ممارسات الاحتلال اللاإنسانية”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الکابلات البحریة فی البحر الأحمر وزیر الاتصالات حکومة صنعاء
إقرأ أيضاً:
صنعاء تفرض معادلة جديدة: ضربات يمنية تربك كيان العدوّ وتضع واشنطن في مأزق البحر الأحمر
يمانيون../
بخطى واثقة وباستراتيجية محسوبة، أكدت القوات المسلحة اليمنية حضورها النوعي في معادلة الردع الإقليمي، موجهة ضربات دقيقة ومتزامنة إلى عمق كيان العدوّ الصهيوني، ومحدثة ارتباكًا غير مسبوق في البحرية الأمريكية شمالي البحر الأحمر، في تطور يرسخ التحول الكبير الذي فرضته صنعاء على خارطة الصراع الإقليمي والدولي.
تفاصيل العمليات جاءت عبر بيانين متتاليين للقوات المسلحة، كشفت فيهما صنعاء عن تنفيذ هجمات دقيقة استهدفت مواقع حيوية في “يافا” و”عسقلان” المحتلتين بطائرات مسيرة، بالتوازي مع استهداف قاعدة “نيفاتيم” الجوية الاستراتيجية في النقب المحتل بصاروخ باليستي فرط صوتي، بالإضافة إلى توجيه ضربة مباشرة لحاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” في المياه الشمالية للبحر الأحمر.
هذه العمليات لم تكن مجرد رسائل نارية تقليدية، بل مثلت تحولاً نوعياً في قواعد الاشتباك، إذ لم تعد اليمن اليوم مجرد طرف مدافع عن سيادته، بل أصبح لاعبًا إقليميًا فاعلًا، يضع قواعد جديدة للاشتباك ويرسم معالم معادلة ردع مختلفة، ليس فقط مع الكيان الصهيوني، بل مع الهيمنة الأمريكية في أهم ممرات العالم البحرية.
استراتيجية الضربات المركبة: رسائل تتجاوز حدود الميدان
استهداف قاعدة “نيفاتيم” الجوية، مباشرةً بعد ساعات من وصول مقاتلات “إف 35” الحديثة، يحمل رسالة بالغة الوضوح: اليمن يمتلك اليوم أدوات رصد دقيقة، وإرادة للمواجهة تلامس مراكز الثقل العسكري الصهيوني نفسها. الضربة لم تكن عشوائية، بل مدروسة بدقة، استهدفت قاعدة تعد ركيزة لسلاح الجو الصهيوني وللعمليات العدوانية ضد المنطقة.
بالمقابل، جاءت الضربة ضد حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” لتكمل المشهد: اليمن لا يكتفي بالدفاع عن مياهه الإقليمية بل ينقل المواجهة إلى قلب البحرية الأمريكية التي كانت لعقود عنوان السيطرة المطلقة في الممرات الحيوية. هذه العملية تمثل أول صفعة مباشرة لسفن الهيمنة الأمريكية في البحر الأحمر، وسط اعتراف اضطراري من الرئيس الأمريكي ترامب بأن القوات اليمنية تشكل تهديدًا حقيقيًا للملاحة.
انهيار الهيمنة الأمريكية… بداية النهاية
اعتراف ترامب، الذي حاولت واشنطن التغطية عليه عبر الرواية الإعلامية، أتى ليثبت أن الوجود الأمريكي في البحر الأحمر بات مكلفًا بلا جدوى. عمليات صنعاء أربكت خطط وزارة الدفاع الأمريكية وأدخلت واشنطن في فخ استنزاف طويل الأمد، حيث باتت القطع البحرية الأمريكية عرضة للاستهداف، ومجبرة على توجيه موارد هائلة لحماية سفنها وممراتها دون تحقيق السيطرة الكاملة.
وهكذا تصبح الرسائل اليمنية أكثر وضوحًا: أي تصعيد أمريكي سيقابله تصعيد يمني مضاد، ضمن استراتيجية استنزاف لا تحتملها المنظومة العسكرية الأمريكية المنهكة أصلًا بتراكم الأزمات الدولية والاقتصادية.
سقوط أسطورة التفوق الصهيوني: اليمن يكتب معادلة الردع الجديد
المؤشرات القادمة من الكيان الصهيوني نفسه تؤكد هذا التغير، إذ تتحدث الصحافة الصهيونية عن حالة ذعر داخل الأوساط العسكرية، وعن قلق متزايد من فقدان السيطرة على جبهات القتال المتعددة. والأخطر أن المستوطنين، الذين طالما راهن عليهم الكيان لضمان التماسك الداخلي، بدأوا يفقدون الثقة بقدرة الحكومة على توفير الأمن.
استهداف قاعدة “نيفاتيم” كشف هشاشة “الردع الجوي” الصهيوني، الذي طالما تباهى به العدوّ، وأثبت أن الأسلحة اليمنية باتت تتجاوز أنظمة الدفاع الأكثر تطورًا في العالم، بما فيها أنظمة “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود”.
وبذلك فإن كيان الاحتلال لم يعد يواجه تهديدًا عسكريًا تقليديًا، بل يواجه خطر فقدان العمق الاستراتيجي، وسقوط نظريات الأمن والردع التي أسس عليها وجوده منذ نكبة فلسطين.
معادلة المستقبل: اليمن لاعب إقليمي لا يمكن تجاوزه
مع هذه العمليات النوعية، يتضح أن صنعاء تمضي بخطى ثابتة لفرض معادلة إقليمية جديدة: لم تعد خطوط الملاحة في البحر الأحمر تخضع لإرادة واشنطن، ولم يعد الكيان الصهيوني يتمتع بتفوق غير قابل للكسر.
اليمن اليوم، بقدراته الصاروخية والمسيّرة، يفرض معادلة قوامها: “لا أمن للعدوّ إلا بزوال العدوان”، و”لا حرية للملاحة إلا بتحرر الشعوب”.
وبينما تغرق واشنطن في مستنقع البحر الأحمر، تتعمق أزمتها الداخلية: أزمة اقتصادية تتصاعد، وعجز عسكري آخذ في الظهور، ومكانة دولية تتراجع أمام صعود الصين كقوة داعية للسلام وحامية لحرية الشعوب.
ختامًا، ما أعلنه السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، من أن اليمن سيخرج أقوى من هذه المعركة، لا يبدو وعدًا مؤجلًا، بل حقيقة تتجلى مع كل صاروخ يمني يعبر سماء البحر الأحمر، ومع كل درب من دروب فلسطين يقرب اليمن من النصر النهائي.