تقديرات البيروقراطية: الشهيد بركات (نموذجا)
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
اوقفت شركة بي تو اوبكو والتابعة للمؤسسة السودانية للنفط منذ نوفمبر الماضي 2023م راتب الشهيد المهندس ابراهيم بركات ، والذى استشهد فى المدرعات (سبتمبر 2023م) ، وللشهيد وإخوانه موقف اسطوري من البسالة ، والمجموعة التى أشتبكت مع العدو فى المساحة صفر ، وطلبوا من الطيران القصف دون إعتبار لهم ، وثبتوا ، وتلك حكاية سيخلدها التاريخ لقواتنا وشعبنا ووطننا ، و حين ينجلي غبار المعارك سنكتشف الكثير من الذهب والنقاء والشجاعة والحنكة.
أمضى الشهيد اربعة أشهر فى الحقل بهجليج ، للحفاظ على الانتاج هناك ، وبعد عودته فى اغسطس 2023م ، حمل بندقية إلى المدرعات إلى أن لقي الله شهيدا..
بعد شهر من استشهاده اوقفت الشركة راتبه.. تطبيقا للقانون.. كما برروا ..
وفى الظروف الإستثنائية فإن الأمور بقدرها ؟
– فقد اتجهت الكثير من الشركات ومؤسسات القطاع العام والخاص نحو منح رواتب كاملة أو جزئية للموظفين تقديرا للظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد نتيجة للحرب ، والبلاد الآن تعمل بقوة عاملة لا تتجاوز 20% ، ومع ذلك فإن نسبة الرواتب منفذة بنسبة 100%..
– وقدرت ذات الشركة استمرار راتب بعض موظفيها فى بعض المناطق ممن انقطع بهم التواصل وتعذر الوصول إليهم لشهور بعض الحرب .
– اوقفت الكثير من الشركات إجراءات المعاش للذين أكملوا السن القانونية خلال فترة الحرب تقديرا للحالة الراهنة ؟..
فهل استمرار راتب الشهيد إلى حين انجلاء الحرب ارهق كاهل الشركة ؟
ومع تقديرنا أن ما تم مجرد : إجتهاد فى تطبيق القانون ، فما هي الوثائق التى تثبت الوفاة وتم بناءا عليها الاجراء ؟ هل لدى ادارة الموارد البشرية شهادة بذلك ؟ أليس ذلك مقتضيات القانون.. ونحن نعرف أن المؤسسة العسكرية لا تستخرج أى شهادة إلا بعد مرور 6 شهور على الشهادة ؟ واين المؤسسات الصحية أو المدنية لاستخراج شهادة ؟ هذا بالتأكيد قرار تقديري جانبه التوفيق..
إن هذا الأمر يقتضى اكثر من سؤال ورسالة..
* واول تلك الرسائل للسيد رئيس مجلس الوزراء والسيد وزير الدفاع ، وبما انكم دعوتم الشعب لحمل السلاح والدفاع عن الوطن ، عليكم حماية حقوق هؤلاء المستنفرين ، واستصدار قرار بعدم إيقاف مرتباتهم وحقوقهم وهم فى الإستنفار أو الذين لقوا الله إلى أن تكتمل إجراءات حقوقهم..
وثانيا: السادة شركة بي تو اوبكي ، إن الحس الإنساني مهم ، خاصة فى حالة يمكن وجود خيارات حولها ، وتعلمون أن للشهيد اسر وابناء ، فمن الاوفق معالجة الأمر بإحسان يليق بالمؤسسة وبالعاملين فيها..
ثم إن صورة المؤسسة الذهنية مهمة ، فى المجتمع ، وفى داخل المؤسسة وهى تتعامل مع قضية بالغة الحساسية دون إكتراث لتاثير ذلك على موظفيها..
وثالثا: إلى زملاء وأصدقاء الشهيد المهندس ابراهيم بركات ، أنصروا الشهيد ، من خلال إدارة حوار مع قيادة الشركة ومن خلال خلافة الشهيد فى أهله وأنتم تعرفون أثقال الحرب على الاسر..
تقبل الله الشهيد المهندس ابراهيم بركات ، وكل شهداء الوطن وشفا الله الجرحى..
د.ابراهيم الصديق على
16 مارس 2024م
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الشهيد القائد.. مشروع حياة في عهود الظلام
صباح العواضي
حمل آل بيت رسول الله صلوات الله عليه وعلى اله وسلم على عاتقهم راية الحرية والهدى، ولو كان ذلك على حساب فقدان أغلى شيء في الحياة وهي الروح.
ارتقى السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه في السادس والعشرين من شهر رجب قبل عشرين عاما خلت، شهيدا مقبل غير مدبر، في معركة قادتها قوى الظلام والاستكبار في عدوان ظالم ضد مشروعه القرآني الذي تحرك به، ليذكّر الناس بكتاب الله ويقدم رؤية قرآنية ترشد وتهدي الأمة إلى كيفية التصدي للخطر الداهم عليها إثر الهجمة الأمريكية الإسرائيلية والغربية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، التي هي بنفسها صناعة صهيونية لتكون ذريعة كبيرة من أجل تنفيذ مرحلة جديدة من مؤامراتهم للسيطرة المباشرة على المسلمين ومسخ هويتهم واحتلال بلدانهم ونهب ثرواتهم ومقدراتهم.
وها هي الذكرى السنوية لرحيل الشهيد القائد، تمر علينا بعد فقدان من أنار الكون بصرخة هزت عروش المتجبرين والمستكبرين في الأرض، وقد تحققت الكثير من الرؤى والوعود التي أطلقها مؤسس المسيرة القرآنية السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- بين ثلة قليلة بمحافظة صعدة قائلا بصوت جهوري “اصرخوا وسوف يأتي اليوم الذي ستجدون فيه من يصرخ معكم في أماكنَ أُخرى”.. وها قد تحقق وعده، فصرخته اليوم تجوب أغلب البلاد العربية وتدوي في أرجاء المعمورة.
الشهيد القائد ترك لنا أرثا معرفيا في ملازمه، ووعدنا فيها بالنصر من منطلق قرآني وما حدث خلال السنوات الماضية والعامين المنصرمين خاصة معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس يثبت صدق توجهه وصدق منهجه وزاد الأمة يقينا وثقة بنصر الله، بعد أن حقق المجاهدين انتصارات فاقت كل التوقعات، بل وتجاوزت منطق العقل، وهو من كان يُبصر الناس أن الثقة بالله والإيمَـان بوعده والالتزام بما أمر الله به في التعامل مع مختلف القضايا الخاصة والعامة، هو الطريق الصحيح للحصول على تأييد الله سبحانه وتعالى ونصره.
القضية الاهم والاشمل أن المسيرة القرآنية حطمت جدار الصمت وكسرت حاجز الخوف وعلمتنا كيف نكون طلاب حق فننتصر، جاءت الرؤية القرآنية المتكاملة لبناء الأمة وعزتها من خلال اتخاذ موقف عملي يوضح موقفها من أُولئك الأعداء وحولتها إلى سلوك يومي عبر ترديد الصرخة بوجه المستكبرين أمريكا وإسرائيل في كُـلّ مناسبة.
عمل الشهيد القائد جاهدا على توعية الأمة بعدوها الحقيقي أمريكا وإسرائيل، ولولا المشروع القرآني ما كشفت تلك الحقيقة التي حاولت قوى الظلام اخفائها باستهداف قرين القرآن ومن كان معه إلا كما وعدنا الله في قوله تعالى: “يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ”.
استشهد الحسين رضوان الله عليه كما استشهد سيد شباب الجنة الإمام الحسين بن علي سلام الله عليهما، وكما كان في استشهادهم رمزية الحرية، فهم منارة الحق في زمن الظلام وهم أداة لكشف الحقائق ومصباح الهداية إلى قيام الساعة.
كان تحرك الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه، تحرك عملي لم يكل ولم يمل في استبصار الناس نحو العدو الأوحد، وكيف نواجهه بشكل عملي من خلال اتخاذ الموقف الاستباقي وهدم مشاريعهم العدائية قبل أن تصل إلى عقر دارنا وكانت مقاطعة البضائع والمنتجات الأمريكية سلاح يرفع في وجه الأعداء.
ختاما
نسأل الله أن يرحم شهدانا الأبرار وأن يشفي جرحانا وأن يفرج عن اسرانا وأن ينصرنا بنصره إنه سميع الدعاء.
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام