“آثار الدم” اليمنية تُعرض للبيع في مزاد إسرائيلي.. صمت حكومي مُريب
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
الجديد برس:
كشف الباحث اليمني المهتم بتتبع ومراقبة الآثار المهربة من اليمن، عن ست تحف أثرية يمنية ستُباع في مزاد إسرائيلي في 25 أبريل المقبل.
ووصف الباحث هذه القطع الأثرية بأنها من “آثار الدم”، وهي القطع التي تم تهريبها من اليمن خلال فترة الحرب الدائرة في البلاد منذ عام 2015، مُنتقداً صمت الحكومة اليمنية الموالية للتحالف السعودي الإماراتي في التعامل مع مثل هذا الموقف الخطير.
وقال محسن، في منشور على صفحته بموقع (فيسبوك): “منذ سنوات طوال دون توقف، ومزاد المركز الأثري الذي ينظمه عالم الآثار الإسرائيلي الشهير والمثير للجدل الدكتور روبرت دويتش، على منصة المزادات العالمية بيدسبريت، يعرض العديد من آثار اليمن، تكاد تكون كلها من مجموعة شلومو موساييف”.
وأضاف أن موساييف رجل أعمال وتاجر مجوهرات ذائع الصيت وجامع آثار يهودي من بخارى ولد في القدس وانتقل للعيش في بريطانيا عام 1963م، جمع في حياته أكثر من ستين ألف قطعة أثرية منها المئات من روائع آثار اليمن في محاولة لإثبات صحة التوراة تاريخياً.
وأوضح محسن ماهية التحف الست الأثرية اليمنية التي ستعرض الشهر المقبل قائلاً: الأولى تمثال صغير من البرونز من القرن الأول إلى الرابع الميلادي، لسيدة جالسة تحمل طائرا ووعاء، وعلى صدرها وحول المقعد التي تجلس عليه نقش بالمسند. والتحفة الثانية، وعل برونزي رابض، من القرن الخامس قبل الميلاد، “مع الزنجار البني والأخضر الجميل جدا”.
وتابع: والتحفة الثالثة، ذراع أنثى برونزية نادرة ترتدي سواراً، من القرن الأول الميلادي، وبحسب المزاد “تم إصلاح الإصبع الصغير، لكنها بحالة جيدة”، وسبق لذات المزاد عرض هذه التحفة الأثرية قبل عام وفشل في بيعها بسبب السعر الافتتاحي للبيع. والتحفة الرابعة، تمثال برونزي لجمل، من القرن السابع قبل الميلاد، يصور على كلا جانبيه نقشاً بالمسند. والتحفة الخامسة، جمل برونزي آخر. أما التحفة السادسة، فرأس ماعز من البرونز المصبوب على الطراز اليمني القديم في القرن الرابع قبل الميلاد، مع “الزنجار الأخضر الجميل”.
وانتقد، عبد الله محسن سلبية الحكومة اليمنية الموالية للتحالف في التعامل مع هذا الموقف. وقال: كل هذه السنوات، لم تصدر وزارة الثقافة أو الخارجية أو الحكومة بياناً يفند مغالطة اقتناء شلومو موساييف لكل هذه الآثار اليمنية بطريقة قانونية، وتأكد فيه أن هذه الآثار ليست إلا “آثار الدم” في فترة الحرب، وتسلك مسلك العراق التي أجبرت موساييف عبر الطرق القانونية على إعادة آثار نينوى القديمة.
وتابع: وسبق للمزاد ذاته في 3 أكتوبر 2023م، عرض 15 قطعة من آثار اليمن للبيع، تتكون من 5 قطع من المرمر، وعشر قطع برونزية، وتعويذة من الفضة، ولم تظهر ضمن المعروضات لوحة برونزية رائعة يبرز منها وجهان لشابين وسيمين، وفي أسفلها كلمة (ش ي م)، كنت قد نشرتها بشكل حصري قبل المزاد، ربما بيعت لجامع آثار لصالح أحد المتاحف في تفاوض مباشر قبل الإعلان عن المزاد.
واستطرد: ومن معروضات المزاد تمثال الأميرة القتبانية كما يسميها النقش أو يصفها بـ (ابنت)، وهي بنت الملك القتباني الشهير يدع أب غيلان (ابنت بنت يدع أب غيلن ملك قتبن)، زوجة (يقه ملك) الذرحاني، وهذا أول تمثال لها بهذا الجمال، “بجسم ممتلئ ووجه بيضاوي وعينين وحاجبين كبيرين وأنف مستقيم وفم صغير، ورقبة قصيرة بثلاثة خطوط عنق”، وكان أول ظهور للتمثال في العام 2009م في دراسة فرانسوا برون “ثلاثة إهداءات قتبانية جديدة لحوكم”.
وأضاف: وفي 13 أكتوبر 2022م باع ذات المزاد عدداً من آثار اليمن منها دورق برونزي فريد بنقوش مسندية، من القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد، تبرز على سطحه الجميل أربعة أسطر من حروف المسند اليمني. وحصان برونزي مع زنجار أخضر جميل من القرن الرابع قبل الميلاد. ووعاء فريد ذو أهمية عالية من البرونز يصور مشهداً أسطورياً، من النصف الثاني من الألفية الأولى قبل الميلاد، “يصور المشهد نجمة في هلال، ومنه تتحول القصة إلى اليمين: شخصية ملتحية تجري تحمل سمكة كبيرة تقترب من وحش بجسد أنثوي، يحمل شاباً في كل يد، وشخص يجري يحمل رمحاً وشجرة نخيل وقنطورا (جسد حصان وجذع ورأس إنسان) يطلق سهاماً على أسد يهاجمه ثور من الخلف”. بالإضافة إلى مبخرة برونزية مزينة بأشجار النخيل ويحيط بها أبو الهول، من القرن الثاني الميلادي، محاطة بنقش مسند محفور ومفرغ، يصور الغطاء زخارف نباتية وكلها تقف على 4 أقدام أسد.
وتابع محسن: وفي ذات المزاد في 9 أبريل 2023م تم عرض عقرب برونزي من القرن الثالث قبل الميلاد. وفي مزاد 20 أبريل 2022م عرضت سبع تحف أثرية فريدة من آثار اليمن منها 4 تحف برونزية. وفي 23 سبتمبر 2021م بيع في ذات المزاد رأس ثور من الذهب الخالص المجمع على شكل شرائح متعددة دائرية في الغالب، الأذنان من ورقتين ذهبيتين مدمجتين في الرأس، العيون من العقيق باللون الأبيض والأسود. وتمثال حصان برونزي، من القرن الثاني قبل الميلاد، يمتطيه فارس يحمل سيفاً في حزامه وقد فقدت يدا الفارس من منتصف العضد وقدم رجله اليمنى وذيل الحصان.
وقال: ولا يسعفنا الوقت لسرد كل ما عُرض في ذات المزاد في عدة دورات، من مقتنيات جامع الآثار الإسرائيلي شلومو موساييف (1925م- 2015م) الذي يظهر في إحدى الصور حاملاً الحصان البرونزي السابق الذكر.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: من آثار الیمن قبل المیلاد من القرن
إقرأ أيضاً:
مفتي الديار اليمنية يشيد بالمواقف المشرفة لضيوف اليمن المشاركين بمؤتمر فلسطين
وقال العلامة شرف الدين "نشيد بحضورهم وكسرهم للحصار على اليمن، وهم يعلمون أن الشعب اليمني يعاني من ويلات الحصار الأمريكي وأذنابه في المنطقة، فنقدم لهم الشكر الجزيل ونتمنى لهم طيب الإقامة في اليمن، وعليهم أن يعلموا بأن الشعب اليمني ليس كما يصوره الأعداء، وإنما هو شعب سلام وإسلام وإيمان، يتوق للحرية والعزة والكرامة".
وأكد أن الشعب اليمني ينشد السلام، ليس سلام المستضعفين والخانعين لإملاءات المستكبرين، إنما سلام الأعزاء والكرماء والشرفاء.
وأشار مفتي الديار اليمنية إلى أن البعض حاول تشويه صورة اليمن بشتى الطرق وتصويره بأنه بؤرة إرهاب، وهو في الحقيقة شعب الحرية والعزة والكرامة، والانتصار.
وأضاف "جرت سنة الله في الكون منذ بدء الخليقة إلى يوم الدين، بأن يُوكل الله أمر الدفاع عن المستضعفين والمكلومين والمظلومين إلى نخبة من أولياءه ممن يؤدون الواجب المقدس".
وأوضح العلامة شرف الدين، أن الأمر لو كان بيد أمريكا وإسرائيل وقوى الطاغوت والاستكبار العالمي لفسدت الأرض، لكن الله هيأ أمة ورجالًا وأحرارًا حتى في المرحلة الراهنة لمواجهة أمريكا.. مستشهدًا بالاستبداد والغطرسة الأمريكية والصهيونية التي لم يرى لها مثيلًا في العصر الحاضر بقتلهما الشعب الفلسطيني بوحشية.
واستنكر صمت المجتمع الدولي واكتفاءه بالشجب، والإدانة دون التحرك لإيقاف المجازر الصهيونية وحرب الإبادة التي يرتكبها العدو الصهيوني بدعم أمريكي، وأوروبي في غزة وكل فلسطين.. مؤكدًا علم الجميع بأن ما يجري في فلسطين ظلم لا يمكن السكوت عليه.
وقال "ومع ذلك يُقدمون مصالحهم الشخصية ويكبتون قناعاتهم، ويميتون ما في ضمائرهم من حقائق واضحة مثل القضية الفلسطينية التي وجب مناصرتها ودعمها في مواجهة وحشية الكيان الغاصب والعدو الأمريكي".. مشيدًا بالمواقف البطولية في مواجهة الأنظمة المستبدة.
وعبر مفتي الديار اليمنية عن الحمد لله بأن جعل اليمنيين في صف المدافعين عن الحق، وأهله والمظلومين والمحرومين في فلسطين وفي غيرها.. مباركًا للجميع نجاح أعمال المؤتمر، متمنيا أن تكون مخرجاته مثمرة وذات فائدة وأعطت أكلها.
وأضاف "من خلال كلمات المشاركين الكل يعتز بما سطره الشعب اليمني بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وبالجهود المثمرة من الحكومة والجيش والشعب اليمني الذي يحضر أسبوعيًا طيلة الحرب العدوانية على غزة لأكثر من 15 شهرًا ومع ذلك ما يزال وسيظل مستمرًا في عطائه نصرة لغزة ومساندة للمقاومة الفلسطينية".
وخاطب العلامة شرف الدين أبناء فلسطين قائلا "لستم وحدكم، الله معكم، ونحن بأمر الله معكم، ونعتبر هذه القضية التزامًا دينيًا لا يكتمل إيماننا بالله ولا ولائنا لله إلا إذا قمنا بالواجب والالتزام الديني والإيماني والقومي والأخلاقي والإنساني، نحن مع فلسطين وقضيته ومع كل مظلوم في العالم ولن نتخلى عن هذه المسؤولية".