ألقى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف كلمة في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر : "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" ، والذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية.


وأكد جمعة على أن سياق الحديث عن وحدة الصف وعدم الفرقة في القرآن الكريم ، ذلكم السياق الذي ارتبط بعدة سياقات لا تنفك عنه ، وهي تقوى الله (عز وجل) والاعتصام به ، وأنه لا قوة لنا ولا قدرة لنا على مواجهة أعدائنا إلا بوحدة صفنا ، فقوله تعالى في سورة الأنفال في الآية السادسة والأربعين : "وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ"، هذه الآية جاءت بعد قوله تعالى في الآية الخامسة والأربعين : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، فلا ثبات ولا قوة لنا في مواجهة أعدائنا إلا بوحدة صفنا.


وقوله تعالى: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا"، جاء بعد الأمر بالتقوى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ"، ومن تقوى الله (عز وجل) أن نعتصم بحبله جميعًا. ثم نقرأ بعدها في الآيتين الرابعة والخامسة بعد المائة : "وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ"، فالأمر بوحدة الصف أمر بالمعروف والنهي عن الفرقة نهي عن المنكر وفيهما فلاح هذه الأمة.


وربما يسأل سائل : هل ذلك ممكن مع واقعنا المؤلم ، فنقول وبكل ثقة نعم إذا صدقت نوايانا مع الله (عز وجل) ثم مع أنفسنا وبعضنا بعضً، حيث يقول الحق سبحانه: "وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" ، مع ملاحظة أن هذه الآية جاءت بعد قوله تعالى: "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ"، فلا قوة لنا إلا باعتصامنا بالله (عز وجل) ووحدة صفنا : 
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا
فإذا انفردن تكسرت آحادا
 

كما أكد جمعة على أن وحدة الصف واجبة على كل حال من منطلق إيماني، وأنها في ظل التحديات الراهنة التي تتهدد بعض شعوب أمتنا بل تتهدد الجميع تعد واجب الوقت ومن أولى أولوياته، كما نؤكد أن كل من يشهد أنه لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ويحترم سيادة دولنا، ولا يستبيح دماءنا ولا أعراضنا ولا أموالنا ولا أوطاننا، ولا يؤلب علينا أحدًا، ولا يأوي لنا عدوًا، ولا مفسدًا في ديارنا، فهو منَّا ونحن منه، ويدنا ممدودة له بالمحبة والسلام.
فيجب أن نبني علاقاتنا على الاحترام المتبادل، وإذا كان شوقي (رحمه الله) قد قال في شأن الاحترام المتبادل بين الأديان:
نعلي تعاليم المسيح لأجلهم
ويوقرون لأجلنا الإسلاما
الدين للديان جل جلاله
لو شاء ربك وحَّد الأقواما
فمن باب أولى أن يحترم كل منا في المذاهب المختلفة مشاعر الآخر وأن يتحاشى ويتفادى جرحها أو كلمها أو نكأها، بل مجرد مسها، فالعلاقة الرشيدة هي التي تقوم على احترام مشاعر الآخرين بصدق في السر والعلن بل في السر كالعلن حتى نستطيع معًا أن نصنع تعايشًا حقيقيًّا وسلامًا حقيقيًّا لنا وللإنسانية جمعاء.


واختتم جمعة قائلا:  أن هذه المؤتمرات تسهم بلا شك في بناء جسور الثقة و علمية التقارب، وتكسر بلا شك كثيرًا من الحواجز، وأننا نعمل على ذلك، وسنظل نعمل عليه لا نحيد عنه، بغض النظر عن مواقف الآخرين لإيماننا العقدي بأننا يجب أن نعمل على ذلك ما وسعنا الجهد والطاقة، من منطلق طاعتنا لله ولرسوله (صلى الله عليه وسلم)، ونكل أمرنا وأمر إخوتنا في الدين إلى الله، هو ولينا ومولانا وحسبنا وحسبهم، فنعم المولى ونعم الوكيل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وزير الاوقاف مؤتمر مكة المكرمة عز وجل

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف ينعى والد رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير

يتوجه وزير الأوقاف بخالص العزاء والمواساة إلى الدكتور طارق عبد الحميد -أحد قيادات الوزارة ورئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير- في وفاة المغفور له بإذن الله -تعالى- والده الكريم، الذي وافته المنية اليوم الجمعة.

ووجه وزير الأوقاف فورا بتوجه فضيلة الشيخ خالد خضر رئيس القطاع الديني وفي معيته مدير مديرية أوقاف الشرقية فضيلة الشيخ مجدي بدران لحضور مراسم الدفن وتقديم العزاء نيابة عن معالي الوزير.

ويتقدم وزير الأوقاف وكافة أبناء الوزارة إلى فضيلة الدكتور طارق عبد الحميد بخالص العزاء سائلين الله -عز وجل- أن يتغمد الفقيد الكريم بواسع رحمته، وأن يسكنه مع السابقين أعلى فراديس الجنان، وأن يرزقه صحبة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا

داعين لابنه البار الدكتور طارق وللأسرة الكريمة خالص العزاء وصادق المواساة وندعو الله لهم بالصبر والسلوان.

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف: سيناء تمثل قيمة جليلة وعميقة في وجدان كل مصري
  • وزير الأوقاف: سيناء ذات قيمة جليلة وعميقة في وجدان كل مصري
  • وزير الأوقاف ينعى والد رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير
  • أسامة الأزهري ينعى والد طارق عبد الحميد رئيس مكتب وزير الأوقاف
  • مفاجأة: لقاء غير متوقع بين الزبيدي وقيادة الإصلاح.. ماذا دار بينهم؟
  • الإصلاح يلتقي الزبيدي ويُشدد على وحدة الصف لمواجهة الحوثيين واستعادة الدولة
  • عبدالله بن زايد يعزي بوفاة جمال جمعة الجسمي
  • علي جمعة: ما ترك لنا رسول الله طريقا يؤدي الى النار إلا وحذرنا منه
  • إنماء طرابلس والميناء: ذكرى الاستقلال بلا رئيس تتطلب وحدة الصف
  • علي جمعة يحذر من 6 أمور تؤثر على القلب.. وهذا حلها