عربي21:
2025-01-30@05:08:53 GMT

حرب غزة: في تقرير مجتمع الاستخبارات الأمريكي!

تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT

يُصدر مجتمع الاستخبارات الأمريكية المكون من 18 جهاز استخبارات من مختلف الخلفيات المدنية والعسكرية ووكالة الاستخبارات المركزية ـCIA تقريرا سنويا غير سري منذ عام 2006 ـ عن أبرز التهديدات الأمنية والأزمات التي تواجه أمريكا. واستضافت لجنتا الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب الأسبوع الماضي قيادات المجتمع الاستخباري للإجابة على أسئلة المشرعين.



فصّل تقرير الاستخبارات الوطنية الأمريكية السنوي غير السري أهم وأخطر التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة عام 2024، مشيراً ومفرداً أجزاء واسعة لدول وأزمات عالمية.

أكد التقرير: تشكل كل من الصين وروسيا أكبر تهديد للأمن الوطني الأمريكي، وخاصة الصين أكبر مهدد استراتيجي لزعامة وهيمنة ودور الولايات المتحدة على المسرح الدولي. كما أن التهديدات الإقليمية ومنها حرب إسرائيل على غزة رداً على عملية طوفان الأقصى التي شنتها كتائب عزالدين القسام والفصائل الفلسطينية داخل مستوطنات غلاف غزة والرد الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023- والأزمات الإقليمية الأخرى تشكل تهديداً للأمن والاستقرار.

سكب تقرير الاستخبارات الوطنية ماء بارداً على قدرة جيش الاحتلال تحقيق أهداف حربه الدموية على غزة، بهزيمة حماس ونزع سلاح غزة وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين دون صفقة بين حماس وإسرائيل بوساطة قطرية-مصرية-أمريكية.

الملفت في تقرير الاستخبارات كيف تحولت غزة من تهديد هامشي في تقرير الاستخبارات عام 2023، حيث بالكاد ذُكرت حماس في سياق دور إيران وحلفائها، لإفراد مساحة واسعة لتداعيات الحرب على غزة رداً على عملية «طوفان الأقصى» في تقرير هذا العام. خاصة مع تراجع مكانة الشرق الأوسط أمريكياً، مقابل الأولوية لاحتواء ومواجهة صعود الصين وتحديات روسيا حسب التقارير الاستخباراتية الأمريكية خلال العقد الماضي.

وأشار التقرير لتداعيات عملية طوفان الأقصى وحرب إسرائيل على غزة على الأمن العالمي. وكيف أدت لزيادة التصعيد والتوتر في المنطقة وشجعت حلفاء إيران على شن هجمات معادية لإسرائيل والولايات المتحدة لدعم المقاومة في غزة. ووصل التهديد للداخل الأمريكي!

وحذر من تداعيات الحرب على غزة على جيل كامل على العمليات الإرهابية. وأكد «ستواجه إسرائيل مقاومة طويلة الأمد من حماس في غزة لسنوات، وسيعاني الجيش الإسرائيلي كثيراً في تحييد حماس، وأن أنفاق حماس التحتية ستسمح لها للمراوغة والاختباء واستعادة قدراتها القتالية وشن عمليات مفاجئة على القوات الإسرائيلية التي ستواجه مقاومة مسلحة لسنوات، وذلك برغم دعم أغلبية الإسرائيليين القضاء على حماس». هذا التقييم يعكس موقف إدارة بايدن لذلك بدأ الضغط والانتقادات العلنية وخاصة حول اليوم التالي لنهاية الحرب. تركت إدارة بايدن لتقرير الاستخبارات ليعلن ذلك!

وأشار التقرير لانعكاس حرب غزة على «شركاء الولايات المتحدة العرب الرئيسيين «لمواجهتهم رأيا عاما معارضا لـ«إسرائيل» والولايات المتحدة بسبب تداعيات الحرب لأنهم يرون أن أمريكا الوحيدة القادرة على وقف الحرب».

وأشار التقرير الاستخباراتي لترنح ائتلاف نتنياهو وعدم الثقة بقدرته على الحكم يتعمق بين الإسرائيليين، وتوقع خروج احتجاجات كبيرة تطالب باستقالة نتنياهو، مع فرصة لتشكيل حكومة أكثر اعتدالا. وحذّر التقرير من استعدادات لإطلاق عملية اجتياح رفح، حسب نتنياهو أصحبت جاهزة، لكن في إشارة للخلافات لن تقدم إدارة بايدن أي مساعدة عسكرية في حال اجتاحت إسرائيل رفح. وذكر التقرير أن إسرائيل ستواجه ضغوطا دولية متصاعدة بسبب تردي الأوضاع الإنسانية في القطاع».

يقسم التقرير الاستخباراتي التهديدات على مستويين من الدول ومن الأزمات والتهديدات غير التقليدية للأمن-مثل: القرصنة الإلكترونية وتطويع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لأهداف خبيثة وما يسميه التقرير «الاستبداد الرقمي» وأسلحة الدمار الشامل، والتهديدات المرتبطة بالإرهاب والاتجار بالبشر والتغير المناخي، والأوبئة-كورونا وغيرها.

وكان ملفتاً تصويت مجلس النواب الأمريكي بأغلبية ساحقة على حظر تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة خلال ستة أشهر في حال لم تعرض الشركة المالكة للتطبيق. بالنسبة للتهديدات من الدول- يفرد التقرير تغطية واسعة هي الأكبر في التقرير للصين لتعدد نقاط الاشتباك والخلافات بما يشمل تهديدات أمنية وعسكرية تكنولوجية وتجارية وأمن سيبراني والتدخلات الخبيثة، ووصل الأمر لتحذير التقرير من تدخل الصين للتأثير على انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر القادم، بتضخيم الخلافات في الداخل الأمريكي ودعم فرص فوز شخصيات معتدلة وليست معادية للصين.

وأفرد التقرير تغطية لتهديدات روسيا وإيران وكوريا الشمالية للأمن الوطني الأمريكي.
وما يخص التهديدات التي تشكلها روسيا على الأمن الوطني الأمريكي ـ بما يشمل مخاطر حرب روسيا على أوكرانيا وتعثر حزمة المخصصات المالية والعسكرية في مجلس النواب الأمريكي لأوكرانيا، وخاصة مع تحقيق القوات الروسية انتصارات وتقدم على جبهات القتال ما يهدد مستقبل سير الحرب في أوكرانيا وبالتالي تهديد الأمن الأوروبي. بالإضافة إلى تطوير قدرات الصناعة العسكرية الروسية وخاصة الترسانة النووية والصواريخ العابرة للقارات، واتهام إدارة بايدن روسيا بوضع سلاح نووي وعسكرة الفضاء.

وأفرد التقرير الاستخباراتي السنوي حيزا للصراعات الإقليمية بالإضافة إلى حرب إسرائيل على غزة في شهرها السادس، تمتد قائمة التهديدات من بحر الصين الجنوبي إلى الصراع الحدودي بين الصين والهند وباكستان والهند وبين أذربيجان وأرمينيا ودور الفاعلين من غير الدول مثل ما تقوم به جماعة أنصار الله ـ الحوثيون بتهديد أمن الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن. وهذا ما أكده زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي الأسبوع الماضي باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي، وكذلك الأوضاع في أفغانستان، وحرب السودان والأوضاع في إثيوبيا والبلقان وهايتي في البحر الكاريبي التي استقال رئيس وزرائها وتسيطر عليها العصابات والميليشيات المسلحة، تشكل تلك التهديدات الإقليمية زعزعة للأمن الدولي.

تقرير استخباراتي يقدم خارطة طريق ويشرح التحديات والتهديدات الأمنية والأولويات التي تواجهها الولايات المتحدة على الصعيدين الداخلي والخارجي!

(القدس العربي)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة حماس امريكا حماس غزة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تقریر الاستخبارات الولایات المتحدة إدارة بایدن فی تقریر على غزة

إقرأ أيضاً:

من أسرار الحرب الباردة.. قمر تجسس ظل مخفياً لمدة 30 عاماً

خلال العقود الأكثر برودة في الحرب الباردة، قدم مشروع "باركاي"، والذي كان محاطاً بالسرية البالغة لأكثر من 30 عاماً، حيث للولايات المتحدة قدرات لا مثيل لها في التنصت الإلكتروني.

و كانت هذه العملية السرية ضرورية لمنع التوترات الجيوسياسية من التصعيد إلى حرب نووية، وفق "إنترستينغ إنجينيرينغ".

وبحلول أوائل السبعينيات، أدى توسع البحرية السوفيتية، الذي اتسم بنشر الطرادات النووية الهائلة من فئة كيروف، إلى تغيير كبير في ديناميكية القوة البحرية العالمية.




ووجدت الولايات المتحدة نفسها في حاجة ماسة إلى سد فجوة المراقبة الحرجة، ويسلط لي إم. هامرستروم، وهو مهندس كهربائي منخرط بعمق في تكنولوجيا الحرب الباردة، الضوء على تحديات تلك الفترة، قائلاً: "كنا تحت تأثير الدمار المتبادل المؤكد في ذلك الوقت، لذا إذا كان لدى السوفييت طريقة لإبطال ضرباتنا، فقد كانوا ليفكروا قبل ذلك".

وعلى الرغم من الجهود القائمة مثل برنامج الأقمار الصناعية للاستخبارات الإلكترونية Poppy، الذي يمكنه اكتشاف وتحديد موقع انبعاثات الرادار السوفيتية، فقد عانى مجتمع الاستخبارات الأمريكي من بطء معالجة البيانات التي قد تستغرق أسابيع لتفسيرها.

وفي عام 1971، كشفت التدريبات البحرية المكثفة عن المزيد من نقاط الضعف في أنظمة الاستخبارات السوفيتية، مما استلزم آليات استجابة قوية وسريعة.

في ذلك الوقت، تم تصور "باركاي"، و كان نظام الاستخبارات الإلكترونية المداري الأكثر تقدماً حتى الآن، جاهزاً لملء هذا الفراغ الحرج في المراقبة البحرية العالمية للولايات المتحدة.
وبالاعتماد على سلسلة من التقارير والمقابلات الشاملة التي أجراها معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات، اتضح كيف قدم "باركاي" للولايات المتحدة قدرات غير مسبوقة لمراقبة المحيطات، لمواجهة التهديد البحري السوفييتي المتزايد.


أسرار التجسس

ولعقود من الزمان، كان وجود أقمار "باركاي" أحد أكثر أسرار الحكومة الأمريكية حراسة، حتى أنه تم إخفاؤه عن أولئك داخل جزء كبير من المؤسسة العسكرية، ولم يعترف مكتب الاستطلاع الوطني (NRO) بوجود هذه الأقمار الصناعية إلا في يوليو (حزيران)  2023 من خلال وثيقة مقتضبة من صفحة واحدة.
وجاء هذا الكشف خلال الاحتفال بالذكرى المئوية لمختبر أبحاث البحرية الأمريكية (NRL) في واشنطن العاصمة، مكان مولد "مشروع باركاي".
ومنذ إنشائه في عام 1961، كان مكتب الاستطلاع الوطني على رأس عمليات أقمار التجسس الأمريكية، وأشرف على العديد من البرامج، بما في ذلك الاستطلاع الضوئي، واعتراض الاتصالات، واستخبارات الإشارات.
وخلال فترة تشغيله، كان البرنامج معروفاً بعدة أسماء مستعارة غامضة مثل White Cloud وClassic Wizard، مع إيقاف تشغيله رسمياً في مايو (أيار) 2008.


"إرث باركاي"

لم تكن القدرات التكنولوجية لباركاي تتعلق فقط باكتشاف وتحديد توقيعات الرادار، وكان التحدي الحقيقي يكمن في متطلباتها لتقديم معلومات استخباراتية دقيقة في غضون دقائق، وكان نظام الاستجابة السريعة هذا ضرورياً أثناء الحرب الباردة، حيث كل ثانية قد تكون الفارق بين ضربة استباقية واستجابة انتقامية.
ولقد قلل هذا النظام بشكل كبير من الاختناق في معالجة البيانات، مما مكن من تسليم المعلومات الاستخباراتية الحاسمة مباشرة إلى القادة.
ولقد ترك نموذج باركاي للنشر السريع إرثاً دائماً، حيث أثر على كيفية معالجة الاستخبارات العسكرية والتصرف بناءً عليها اليوم.

مقالات مشابهة

  • الجيش الأمريكي ينقل صواريخ “باتريوت” من “إسرائيل” إلى أوكرانيا
  • 1200 من الحركة..إسرائيل تتهم أونروا بتوظيف عناصر من حماس
  • وزير الخارجية الأمريكي يشيد بالجهود المصرية في غزة ويؤكد أهمية محاسبة حماس
  • من أسرار الحرب الباردة.. قمر تجسس ظل مخفياً لمدة 30 عاماً
  • إسرائيل تتحدث عن التسوية التي أدت إلى الإفراج المبكر عن ثلاثة أسرى
  • على غرار إسرائيل... ترامب يأمر بإنشاء "قبة حديدية" أمريكية
  • إسرائيل: قائمة الأسرى التي قدمتها حماس تتضمن 8 أشخاص متوفين
  • الصين ترد على تقرير الاستخبارات الأمريكية حول مصدر فيروس كورونا
  • الصين ترد على تقرير الاستخبارات الأميركية بشأن مصدر فيروس كورونا
  • لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان تناقش التقرير الدوري الثاني للإمارات