حرب غزة: في تقرير مجتمع الاستخبارات الأمريكي!
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
يُصدر مجتمع الاستخبارات الأمريكية المكون من 18 جهاز استخبارات من مختلف الخلفيات المدنية والعسكرية ووكالة الاستخبارات المركزية ـCIA تقريرا سنويا غير سري منذ عام 2006 ـ عن أبرز التهديدات الأمنية والأزمات التي تواجه أمريكا. واستضافت لجنتا الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب الأسبوع الماضي قيادات المجتمع الاستخباري للإجابة على أسئلة المشرعين.
فصّل تقرير الاستخبارات الوطنية الأمريكية السنوي غير السري أهم وأخطر التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة عام 2024، مشيراً ومفرداً أجزاء واسعة لدول وأزمات عالمية.
أكد التقرير: تشكل كل من الصين وروسيا أكبر تهديد للأمن الوطني الأمريكي، وخاصة الصين أكبر مهدد استراتيجي لزعامة وهيمنة ودور الولايات المتحدة على المسرح الدولي. كما أن التهديدات الإقليمية ومنها حرب إسرائيل على غزة رداً على عملية طوفان الأقصى التي شنتها كتائب عزالدين القسام والفصائل الفلسطينية داخل مستوطنات غلاف غزة والرد الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023- والأزمات الإقليمية الأخرى تشكل تهديداً للأمن والاستقرار.
سكب تقرير الاستخبارات الوطنية ماء بارداً على قدرة جيش الاحتلال تحقيق أهداف حربه الدموية على غزة، بهزيمة حماس ونزع سلاح غزة وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين دون صفقة بين حماس وإسرائيل بوساطة قطرية-مصرية-أمريكية.
الملفت في تقرير الاستخبارات كيف تحولت غزة من تهديد هامشي في تقرير الاستخبارات عام 2023، حيث بالكاد ذُكرت حماس في سياق دور إيران وحلفائها، لإفراد مساحة واسعة لتداعيات الحرب على غزة رداً على عملية «طوفان الأقصى» في تقرير هذا العام. خاصة مع تراجع مكانة الشرق الأوسط أمريكياً، مقابل الأولوية لاحتواء ومواجهة صعود الصين وتحديات روسيا حسب التقارير الاستخباراتية الأمريكية خلال العقد الماضي.
وأشار التقرير لتداعيات عملية طوفان الأقصى وحرب إسرائيل على غزة على الأمن العالمي. وكيف أدت لزيادة التصعيد والتوتر في المنطقة وشجعت حلفاء إيران على شن هجمات معادية لإسرائيل والولايات المتحدة لدعم المقاومة في غزة. ووصل التهديد للداخل الأمريكي!
وحذر من تداعيات الحرب على غزة على جيل كامل على العمليات الإرهابية. وأكد «ستواجه إسرائيل مقاومة طويلة الأمد من حماس في غزة لسنوات، وسيعاني الجيش الإسرائيلي كثيراً في تحييد حماس، وأن أنفاق حماس التحتية ستسمح لها للمراوغة والاختباء واستعادة قدراتها القتالية وشن عمليات مفاجئة على القوات الإسرائيلية التي ستواجه مقاومة مسلحة لسنوات، وذلك برغم دعم أغلبية الإسرائيليين القضاء على حماس». هذا التقييم يعكس موقف إدارة بايدن لذلك بدأ الضغط والانتقادات العلنية وخاصة حول اليوم التالي لنهاية الحرب. تركت إدارة بايدن لتقرير الاستخبارات ليعلن ذلك!
وأشار التقرير لانعكاس حرب غزة على «شركاء الولايات المتحدة العرب الرئيسيين «لمواجهتهم رأيا عاما معارضا لـ«إسرائيل» والولايات المتحدة بسبب تداعيات الحرب لأنهم يرون أن أمريكا الوحيدة القادرة على وقف الحرب».
وأشار التقرير الاستخباراتي لترنح ائتلاف نتنياهو وعدم الثقة بقدرته على الحكم يتعمق بين الإسرائيليين، وتوقع خروج احتجاجات كبيرة تطالب باستقالة نتنياهو، مع فرصة لتشكيل حكومة أكثر اعتدالا. وحذّر التقرير من استعدادات لإطلاق عملية اجتياح رفح، حسب نتنياهو أصحبت جاهزة، لكن في إشارة للخلافات لن تقدم إدارة بايدن أي مساعدة عسكرية في حال اجتاحت إسرائيل رفح. وذكر التقرير أن إسرائيل ستواجه ضغوطا دولية متصاعدة بسبب تردي الأوضاع الإنسانية في القطاع».
يقسم التقرير الاستخباراتي التهديدات على مستويين من الدول ومن الأزمات والتهديدات غير التقليدية للأمن-مثل: القرصنة الإلكترونية وتطويع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لأهداف خبيثة وما يسميه التقرير «الاستبداد الرقمي» وأسلحة الدمار الشامل، والتهديدات المرتبطة بالإرهاب والاتجار بالبشر والتغير المناخي، والأوبئة-كورونا وغيرها.
وكان ملفتاً تصويت مجلس النواب الأمريكي بأغلبية ساحقة على حظر تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة خلال ستة أشهر في حال لم تعرض الشركة المالكة للتطبيق. بالنسبة للتهديدات من الدول- يفرد التقرير تغطية واسعة هي الأكبر في التقرير للصين لتعدد نقاط الاشتباك والخلافات بما يشمل تهديدات أمنية وعسكرية تكنولوجية وتجارية وأمن سيبراني والتدخلات الخبيثة، ووصل الأمر لتحذير التقرير من تدخل الصين للتأثير على انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر القادم، بتضخيم الخلافات في الداخل الأمريكي ودعم فرص فوز شخصيات معتدلة وليست معادية للصين.
وأفرد التقرير تغطية لتهديدات روسيا وإيران وكوريا الشمالية للأمن الوطني الأمريكي.
وما يخص التهديدات التي تشكلها روسيا على الأمن الوطني الأمريكي ـ بما يشمل مخاطر حرب روسيا على أوكرانيا وتعثر حزمة المخصصات المالية والعسكرية في مجلس النواب الأمريكي لأوكرانيا، وخاصة مع تحقيق القوات الروسية انتصارات وتقدم على جبهات القتال ما يهدد مستقبل سير الحرب في أوكرانيا وبالتالي تهديد الأمن الأوروبي. بالإضافة إلى تطوير قدرات الصناعة العسكرية الروسية وخاصة الترسانة النووية والصواريخ العابرة للقارات، واتهام إدارة بايدن روسيا بوضع سلاح نووي وعسكرة الفضاء.
وأفرد التقرير الاستخباراتي السنوي حيزا للصراعات الإقليمية بالإضافة إلى حرب إسرائيل على غزة في شهرها السادس، تمتد قائمة التهديدات من بحر الصين الجنوبي إلى الصراع الحدودي بين الصين والهند وباكستان والهند وبين أذربيجان وأرمينيا ودور الفاعلين من غير الدول مثل ما تقوم به جماعة أنصار الله ـ الحوثيون بتهديد أمن الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن. وهذا ما أكده زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي الأسبوع الماضي باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي، وكذلك الأوضاع في أفغانستان، وحرب السودان والأوضاع في إثيوبيا والبلقان وهايتي في البحر الكاريبي التي استقال رئيس وزرائها وتسيطر عليها العصابات والميليشيات المسلحة، تشكل تلك التهديدات الإقليمية زعزعة للأمن الدولي.
تقرير استخباراتي يقدم خارطة طريق ويشرح التحديات والتهديدات الأمنية والأولويات التي تواجهها الولايات المتحدة على الصعيدين الداخلي والخارجي!
(القدس العربي)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة حماس امريكا حماس غزة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تقریر الاستخبارات الولایات المتحدة إدارة بایدن فی تقریر على غزة
إقرأ أيضاً:
تقرير يكشف كيف ساعدت بريطانيا جماعة القاعدة في سوريا
كشف تقرير بعنوان “عندما ساعدت بريطانيا القاعدة في سوريا” كواليس ما قامت به المملكة المتحدة منذ العام 2011 من دعم للجماعات المسلحة في سوريا للإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد، وذلك بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وأنظمة عربية وإسلامية.
ويوضح التقرير، للكاتب مارك كورتيس في موقع ” declassifieduk” البريطاني، مراحل عشرية النار التي شهدتها دمشق والمنطقة بدءاً من التدخّل الدولي، حيث دعمت الولايات المتحدة وبريطانيا جماعات ما يسمّى “المعارضة السورية” عسكرياً ومالياً، بالتعاون مع دول مثل قطر والسعودية.
وكان أحد المستفيدين الرئيسيين من الحملة السرية “جبهة النصرة” التكفيرية، وهي فرع لجماعة “القاعدة” في سوريا الذي أسسه “أبو محمد الجولاني”، والذي أطلق فيما بعد على قواته المسلحة اسم “هيئة تحرير الشام”.
مالياً، قُدّرت المساعدات الأمريكية للجماعات المسلحة في حينها بمليار دولار، بينما ساهمت قطر والسعودية بمليارات أخرى.
عسكرياً، يكشف التقرير، مسار الأسلحة التي أُرسلت من ليبيا عبر تركيا بدعم من حلف “الناتو”، وتضمّنت أنظمة متطوّرة من الاتصالات وعتاداً عسكرياً، وُجّهت إلى “الجيش السوري الحرّ”، لكنها انتهت غالباً في أيدي جماعات أخرى مثل “جبهة النصرة”.
ويتحدّث الكاتب كيف درّبت بريطانيا الجماعات المسلحة في حينها، داخل قواعد عسكرية تمّ تجهيزها في الأردن، وخلال هذه الفترة أشرفت الاستخبارات البريطانية والأمريكية على التدريب والتوجيه والتنسيق.
في العام 2015، أرسلت بريطانيا 85 جندياً إلى تركيا والأردن لتدريب الجماعات المسلحة، وكان الهدف تدريب 5 آلاف مسلح سنوياً على مدى السنوات الثلاث التالية.
ووفّرت بريطانيا مسؤولين لغرف العمليات في تركيا والأردن للمساعدة في إدارة البرنامج، الذي نقل أسلحة مثل الصواريخ المضادة للدبابات والقذائف إلى عدد من مجموعات التدريب المستحدثة.
وباعتراف الكاتب فإنّ فصول السنوات العشر الماضية من تدريب ودعم “أطال أمد الحرب”، مما فاقم معاناة الشعب السوري وخلق أزمة لاجئين ضخمة.
وركّزت الدول الغربية من خلال ماكناتها الإعلامية على تحميل النظام السوري السابق المسؤولية، في تفاقم الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية.
وبين التقرير أن سياسة بريطانيا وحلفائها في سوريا، القائمة على دعم ما أسماهم بالمعارضة بما في ذلك الجماعات المسلحة، قد عزّزت الفوضى وأطالت الصراع، طارحاً في الوقت عينه إشكالية “مع من سيعمل المسؤولون البريطانيون الآن لتعزيز أهدافهم؟”، وهل من المحتمل جداً أن تستمر رغبة المؤسسة البريطانية في تحقيق حكومة موالية للغرب في سوريا بأيّ ثمن، وهل يتكرّر سيناريو السنوات الماضية من تداعيات أمنية واقتصادية على الشعب السوري.