في شهر البركات.. السعوديون يتنافسون في الأعمال الخيرية
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
سادت ملامح العمل الخيري التعاوني في المشهد الاجتماعي السعودي منذ قرون مضت، حتى أصبح عادة يتناقلها السعوديون جيلًا بعد جيل، كواجب تكافلي مهم، فعله الآباء والأجداد وورثوه للأبناء، لتدعمه القيادة وتعزز قوته، فأصبحت المملكة -ولله الحمد- تتصدر الدول حول العالم في الأعمال الخيرية.
ولعل نيل السعوديين للشرف العظيم بوجود الحرمين الشريفين في أراضيهم، أسهم في تقوية العمل الخيري لديهم، إذ دأبوا حكومة وشعبًا على خدمة ضيوف الرحمن طوال العام من معتمرين وزائرين وحجاج.
ففي مكة المكرمة ومحافظاتها، يتسابق الأهالي من أجل نيل شرف خدمة الحجيج، وتبرز في مكة والمدينة المنورة مفردة "المساندة" وهي الأكثر شيوعًا، إذ يتشاركون في الكثير من الأعمال التطوعية المجتمعية، بمساعدة الأهل والأقارب، من أجل خدمة الحاج والمعتمر. .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } رغم تنوع المسميات والطرق المستخدمة.. السعوديون يتنافسون في الأعمال الخيرية - واس
"النجدة" في شرق المملكة
أما في شرق المملكة، فالمصطلح الأكثر رواجًا "النجدة"، توارثه الأهالي جيلًا بعد جيل، وخصوصًا في نجدة التائهين في صحراء الربع الخالي وكثبانها الرملية الشاسعة، إذ تتبرع مجموعات من الشباب بالكثير من أساليب المساعدة ومنها قص الأثر لنجدة المستغيث.
وفي جنوب المملكة، تتحول المفردة إلى "الفزعة"، إذ يبرز التكافل الاجتماعي في مساعدة أهالي القرى على حرث مزارعهم وحصاد محاصيلهم، وسقايتها في غياب أصحابها، وإعادة بناء المنازل، وترميم بعضها الآخر، ومعونات متنوعة لإطلاق سجناء أو إنهاء مشكلة اجتماعية أو حتى مساعدة المتزوجين.
وتبرز مفردة "العونة" في شمال المملكة، حيث يتسابق الأهالي لمساعدة المحتاج، بعد تقسيم المهام فيما بينهم على شكل مجموعات، فمنهم مجموعة تجلب المؤونة للعائلات اليتيمة الفاقدة لمن يعولها، وتأمين مستلزمات عابري السبيل من الدول المجاورة، واستقبال وفودهم الحاضرة لأداء العمرة والحج ومد سفر الطعام، بل إن لدى أهالي الشمال.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } رغم تنوع المسميات والطرق المستخدمة.. السعوديون يتنافسون في الأعمال الخيرية - واسحب الخير ومساعدة الآخرين
وقال المواطن سلمان الثقفي: نحمد الله أن سخرنا في هذه البلاد المباركة لخدمة ضيوف الرحمن، لتعزز فينا حب الخير ومساعدة الآخرين، فقد ورثنا هذه الطباع من آبائنا وأجدادنا حتى أصبحت خدمة الآخرين مفهوما تطوعيا في عصرنا الحديث، بما يعكس صورة لمجتمع متكاتف متعاون.
وأضاف: كان الأسلاف يسارعون إلى الاستجابة للآخرين عند احتياجهم للعون، ويختمونه بوليمة تجمعهم على سفرة واحدة.
وفي ذات السياق أوضح المهتم ببرامج المسؤولية الاجتماعية هاشم العبدلي، أن الفزعة أو النجدة تتخذ أشكالًا عدة، منها الفزعة لإنقاذ الأرواح، وهي أكثر الفزعات التي تحظى بالتقدير وقت الحوادث الجلية، بغض النظر عن جنسية وهوية المفزوع له، أو إعانة بلد آخر الذي تنتهجه الحكومة الرشيدة في مساندة الشعوب التي تأثرت بالكوارث الطبييعة من خلال تقديم الاحتياجات كافة.
مساندة الدولة للعمل الخيري
وأوضح أستاذ كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة بجامعة أم القرى د. عبدالله الشريف، أن الدولة نظمت العمل الخيري وساندته ودعمته في الخارج عن طريق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، إسهامًا منها في العمل الإنساني الدولي الذي يتميز بالبعد الخيري دون تمييز من ناحية الدين أو الجنس.
وأشار إلى أن الجانب الآخر من العمل الخيري الداخلي للدولة أتى من خلال منصات وضعت بصماتها الواضحة، مثل منصة إحسان وزكاتي وفرجت وجود الإسكان وتبرع وشفاء وغيرها.
وقال الأستاذ المساعد بجامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز د. صالح السلمي أن العمل التطوعي يعبر عن المثول الفردي البعيد عن المصالح الشخصية لخدمة النفع العام بتقديم الخدمات الاجتماعية التي تنهض بالمجتمع بوازع شخصي؛ إيمانًا منهم بضرورة التعاون وتقديم ما يستطيعونه لإعمار مجتمع يرتكز على التكاتف، ويؤمن بتحسين المسارات المشتركة ليسهل عبور الأجيال من طور حضاري إلى آخر، بما يتلاءم مع التطلعات المأمولة والخطط المرسومة لمستقبل أفضل وفق رؤية المملكة 2030.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: واس الطائف أخبار السعودية العمل الخیری article img ratio
إقرأ أيضاً:
عاجل - العدالة ومراعاة الظروف.. 8 معايير أساسية لضمان جودة الاختبارات
أكدت وزارة التعليم على مجموعة من المواصفات الأساسية التي يجب توافرها في الاختبارات لضمان تحقيق أهدافها التعليمية بدقة وفاعلية.
وأشارت إلى أن هذه المواصفات تشمل الصدق والثبات والموضوعية والعدالة والواقعية وسهولة التطبيق والتصحيح والتمييز، بما يضمن تقييمًا دقيقًا وعادلًا للطلبة وفق معايير علمية محددة.
أخبار متعلقة المملكة تُثمن إدانات الدول الشقيقة لتصريحات "نتنياهو" بشأن تهجير الفلسطينيينمكافأة الطلاب الجامعيين ذوي الإعاقة.. الخطوات والمستندات المطلوبة .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; }صدق وثباتوأوضحت أنظمة وإجراءات الاختبارات أن من أهم سمات الاختبار الجيد هو الصدق، والذي يعني قدرة الاختبار على قياس ما صُمم لقياسه بدقة، بحيث يكون قادرًا على التمييز بين الجوانب المختلفة للقدرات التي يقيسها، وعدم الخلط بينها وبين القدرات الأخرى.
أما الثبات، فهو المعيار الذي يضمن استقرار درجات الاختبار عند تكرار تطبيقه، سواء بنفس النموذج أو من خلال نماذج مكافئة، على مجموعات طلابية متماثلة في الصفات.
وبينت الوزارة أن هناك عدة عوامل تؤثر في ثبات الاختبار، من بينها طول الاختبار، حيث كلما زاد عدد الأسئلة وتنوعت محتوياتها زاد مستوى الثبات، كما أن مستوى صعوبة الأسئلة يلعب دورًا في ذلك، إذ يقل الثبات إذا كانت الأسئلة سهلة جدًا أو صعبة للغاية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; }
إضافة إلى موضوعية التصحيح، التي ترفع من دقة وثبات النتائج، فضلًا عن ضرورة الاستقلالية بين فقرات الاختبار، بحيث لا ترتبط الإجابات بعضها ببعض.
كما ينبغي أن يكون وقت الاختبار مناسبًا بحيث يتيح للطالب المتوسط الفرصة للإجابة عن جميع الأسئلة دون ضغط زمني.موضوعية وعدالةوأشارت الوزارة إلى أن الموضوعية تُعد أحد أهم معايير الاختبارات الجيدة، حيث تعني عدم تأثر نتائج الطالب بذاتية المصحح أو أسلوبه الشخصي، بحيث تظل الدرجة ثابتة بغض النظر عن الشخص الذي يقوم بعملية التصحيح.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; }
ولتحقيق ذلك يجب أن تكون أسئلة الاختبار واضحة ودقيقة، بحيث لا تقبل أكثر من تأويل، مع ضرورة أن تغطي مختلف جوانب المقرر الدراسي لضمان شمولية التقييم، كما أن الاعتماد على الأسئلة الموضوعية يسهم في تعزيز دقة النتائج.
وفيما يتعلق بمعيار العدالة، أكدت الوزارة ضرورة أن تكون فقرات الاختبار متناسبة مع المستوى العام للطلاب، وألا تميز بين فئة وأخرى، بل تضع في الاعتبار الظروف المختلفة للطلبة أثناء إعداد الاختبار وتطبيقه، لضمان تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المتقدمين للاختبار.
وأضافت الوزارة أن الواقعية تُعد من العناصر الأساسية في تصميم الاختبار، حيث ينبغي أن يكون الاختبار متناسبًا مع الإمكانات المتاحة وظروف التطبيق، وألا يكون طويلاً بشكل يتجاوز الوقت المحدد له، لتجنب إرهاق الطلاب والتأثير على أدائهم.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } العدالة ومراعاة الظروف.. 8 معايير أساسية لضمان جودة الاختباراتسهولة التطبيق والتصحيحكما أن سهولة التطبيق تُعد من العوامل التي تسهم في تحقيق الصدق والثبات والموضوعية، حيث يؤدي تعقيد إجراءات التطبيق إلى إضعاف مستوى الدقة في القياس، وقد يسهم في انخفاض درجات الطلبة نتيجة لعوامل غير أكاديمية.
أما فيما يخص سهولة التصحيح، فقد أوضحت الوزارة أن ذلك عامل رئيسي لضمان دقة النتائج، مشيرة إلى أن توزيع الدرجات يجب أن يكون واضحًا ومحددًا، لا سيما في الاختبارات المقالية، حيث تقل قيمة الاختبار إذا كانت طريقة توزيع الدرجات معقدة أو غير واضحة، لافتة إلى أن تزويد المصححين بمفاتيح تصحيح دقيقة يسهم في رفع مستوى الدقة والحيادية في التصحيح، مما يضمن تحقيق نتائج أكثر مصداقية.
وأكدت الوزارة على أهمية معيار التمييز، والذي يعني قدرة الاختبار على كشف الفروق الفردية بين الطلاب، بحيث يحدد مستوى كل طالب بدقة وفق مستواه الدراسي، ما يعزز من فعالية الاختبارات في تقييم أداء الطلاب بشكل علمي ومنهجي.