كتبت بولا اسطيح في" الشرق الاوسط": تشهد البطريركية المارونية في بكركي منذ أسابيع أكثر من حراك بعيداً عن الأضواء، وعلى أكثر من مستوى، للبحث في الهواجس المسيحية، في ظل الشغور الرئاسي المتمادي، واعتبار معظم القوى المسيحية، وضمناً مرجعيتهم الروحية، أن «هناك عملية إقصاء مبرمج للموارنة»، ومحاولة للانقضاض على دور وصلاحيات الرئاسة الأولى.


وبعدما كانت أولوية هذه القوى طوال الفترة الماضية الدعوة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بات الجزء الأكبر منها يعتبر أنه يفترض الإجابة عن أسئلة وجودية مرتبطة بدور وشكل لبنان، وصياغة تفاهم وطني بهذا الخصوص قبل الذهاب لانتخاب رئيس.
وتقول مصادر مطلعة على جو بكركي إن «هناك حراكاً حاصلاً منذ فترة في البطريركية يتطور مع مرور الأيام للإجابة عن سؤال: نحن أين وإلى أين؟»، لافتة إلى «حلقات نقاش قائمة في هذا الخصوص ليس مستبعداً أن تتطور، فتتم الدعوة إلى طاولة حوار بين القيادات المسيحية لبحث هواجسها، والتحديات التي نعيشها، والتفاهم على تصور للخروج من هذه الأزمة، فيكون عندها الاتفاق على انتخاب رئيس معين جزءاً من هذا التصور، ولا تكون أي دعوة لحوار في بكركي تحت عنوان التفاهم حصراً على مرشح رئاسي معين».
وعما إذا كان حزب «الكتائب» قد يلبي دعوة من هذا النوع، يقول عضو كتلة الحزب البرلمانية النائب سليم الصايغ لـ«الشرق الأوسط»: «إذا ما تمت الدعوة سنستوضح الغاية والهدف، خاصة أن هناك مخاضاً فكرياً وسياسياً انطلق في بكركي، وقد تم تبادل أوراق عمل للتوصل لقواسم مشتركة بين القوى المسيحية، وتصور مشترك يعزز حضور المسيحيين ودورهم، ويكون ذلك من خلال قوانين انتخابية أكثر عدالة، وتقسيمات إدارية أفضل، واعتماد اللامركزية، والاتفاق على السياسة الدفاعية والأمنية ودور لبنان الخارجي».
وشدد الصايغ على وجوب «التوصل لإجابة مشتركة عن سؤال: أي لبنان نريد؟»، لافتاً إلى أن «هذه هي الأولوية الوحيدة التي تتقدم على الانتخابات الرئاسية، لأننا في نهاية المطاف لا نريد رئيساً ليشرّع الأمر الواقع القائم ويكون صندوق بريد ينقل الرسائل، إنما نريد رئيساً بمهمة إعادة إنعاش الشراكة الوطنية الحقيقية». وأضاف: «الحوار المسيحي - المسيحي ليس انغلاقاً ولا انعزالاً ولا انفصالاً، إنما يندرج في إطار تعزيز الطرح الوطني وإرساء شراكة وطنية حقيقية على مبدأ المساواة بين اللبنانيين. فعندما يكون المسيحيون مشتتين تصبح التوازنات الداخلية هشة، ما يسهل الاستفراد بالقرارات الوطنية».
وتشدد مصادر «القوات» على أن «أي دعوة للقيادات المسيحية يجب أن تكون على أساس ثوابت سياسية، لذلك قدم حزب القوات وثيقة للبطريرك تتضمن رؤيته للبلد القائمة بشكل أساسي على وجود سلاح واحد هو سلاح الجيش اللبناني، واحترام تعددية وحياد البلد. ونعتقد أن هذه العناوين هي الواجب بحثها، وبالتالي: هل باسيل في وارد أن يقبل باجتماع لبكركي يتم خلاله التأكيد على أنه لا حماية للبنان إلا بالجيش اللبناني، وتسليم سلاح (حزب الله) للجيش؟»
من جهته، يعترض «التيار الوطني الحر» على قيام حكومة تصريف الأعمال بتعيينات في ظل شغور سدة الرئاسة. إلا أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يؤكد أن ما يقوم به يندرج في إطار تسيير أعمال الدولة بغياب رئيس للبلاد، ويعتبر «أن من يقصي نفسه ويغيّب حضوره لا يمكن له أن يحمّل المسؤولية لمن يقوم بتسيير شؤون الوطن والعباد».

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی بکرکی

إقرأ أيضاً:

أستاذ تاريخ يروي تفاصيل صلب المسيح وقيامته وفق السردية المسيحية .. فيديو

الرياض

تحدث الدكتور عبدالرحمن السليمان، أستاذ الترجمة والتاريخ وعلم الكلام في جامعة لوفان ببلجيكا، قصة وفاة وصلب سيدنا عيسى عليه السلام،وفقًا للسردية المسيحية.

وقال السليمان خلال لقائه في برنامج “الليوان” المذاع على قناة روتانا خليجية: “وفقًا للسردية المسيحية، رُبط السيد المسيح على الصليب وسُحب عبر طريق الآلام الشهير، ثم حُمل حتى نُصب الصليب وظل مصلوبًا لمدة ثلاثة أيام، من الجمعة حتى الأحد” .

وأضاف: “في يوم الأحد، قام المسيح، وهو الحدث الذي يُعرف بعيد الفصح أو يوم القيامة، وهو أهم الأعياد في الديانة المسيحية، ويبدأ بصيام يستمر 40 يومًا قبل حلول العيد” .

وتابع: “بعد ثلاثة أيام من صلب المسيح، حلَّت الروح القدس في التلاميذ أو الحواريين كما نقول، وبعد 50 يومًا من ذلك، يُحتفل بعيد العنصرة أو الخمسين، وهو ذكرى حلول الروح المقدسة في التلاميذ الذين بدأوا الدعوة”.

وأشار السليمان إلى أن السردية المسيحية تؤكد أن المسيح ما زال حيًا، حيث مات يوم الجمعة، ثم عاد للحياة يوم الأحد، ورُفع إلى السماء وهو حي.

 

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/03/D31hV8Llt0ICNdfo.mp4

مقالات مشابهة

  • معنى الصليب في المسيحية - تأملات البابا يوحنا بولس الثاني
  • حراك شعبي في بريطانيا ضد الشركات المتواطئة في حرب الإبادة على غزة
  • صليبا: للالتفاف حول رئيس الجمهورية والحكومة لإنقاذ البلد من الانهيار
  • ضربة للبحث العلمي.. وكالة حماية البيئة الأمريكية تُخطط لتسريح أكثر من ألف عَالٍم
  • صناعة الجمال والسينما العربية … محاولة للبحث عن المثالية
  • "حكايا كليلة ودمنة".. مغامرة جديدة بصوت شهرزاد ورؤية إبراهيم عبدالمجيد
  • حماس: نتنياهو يستخدم الحرب للهروب من أزمات سياسية ويضحي بالرهائن
  • أستاذ تاريخ يروي تفاصيل صلب المسيح وقيامته وفق السردية المسيحية .. فيديو
  • المسيحية الصهيونية.. كيف تحولت إلى أداة سياسية؟
  • القوى المسيحية تتمسك بقانون الانتخاب