تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، انطلقت مساء الأحد في مكة المكرمة من جوار بيت الله الحرام، أعمالُ المؤتمر الدولي "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" الذي تنظِمه رابطة العالم الإسلامي بمشاركةٍ واسعةٍ من ممثلي المذاهب والطوائف الإسلامية.
واستهل المؤتمرُ أعماله بكلمةٍ ترحيبيةٍ لسماحةِ مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء رئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، قال فيها: إن الدين الإسلامي دينُ الاجتماع، الذي أمر بالائتلاف، ووحدة الكلمة والصف، وحذر غاية التحذير من الفرقة والاختلاف.

توحيد كلمة المسلمين

وأشار المفتي إلى أن السُنة النبوية حافلة بالأمر بكلِ ما مِن شأنه أن يوحِد كلمة المسلمين، ويجمع فُرقتهم، ويرفع كل سببٍ يُوقِعُ الشحناء والبغضاء بينهم.
وأضاف: حين نؤكِدُ على هذا الأصل العظيم الذي جاء به الإسلام، الداعي إلى بذل كلِ سببٍ يؤلِف بين المسلمين، والابتعاد عن كلِ ما مِن شأنه أن يفرِق بينهُم، فإننا نتوجه بهذا الخطاب ابتداء إلى علمائهم، إذ يرى المسلمون فيهم مصدر الفتوى والتوجيه الديني.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; }
وأوضح أنه متى كان العالِم بمستوى من أدب الحوار، وحسن القصد فيه، كان المسلمون على هذا المستوى من الشعور الأخوِي، والتقارب القلبي، فإن المسلمين عامة يرون في علمائهم القُدوة والأُسوة.
ورفع الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر، ولجهوده العظيمة في توحيد كلمة المسلمين وتحقيق مصالحهم، بعضُدِه القويِ الأمينِ وليِ العهد رئيس مجلس الوزراء، الذي يبذُل جهودًا كبيرة في لمِ شمل المسلمين وتوحيد صفهم.
وقدم الشكر لرابطة العالم الإسلامي ممثلة في أمينها العام على تنظيم هذا المؤتمر لهذه الغاية النبيلة، وعلى ما تبذله الرابطة من جهودٍ متواصلةٍ في خدمة الإسلام والمسلمين.

أخبار متعلقة الأرصاد: استمرار الأمطار الخفيفة على الرياضلإثراء تجربة ضيوف الرحمن.. إصدار دليل التنقل خلال موسم العمرةدلالات إرشادية مهمة

إثر ذلك ألقى الأمين العام للرابطة رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ د. محمد بن عبدالكريم العيسى كلمة، أعلن فيها عزم المؤتمرين إطلاق "وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية"، التي ترسمُ معالم مضيئة ودلالاتٍ إرشادية مهمة، وتبني جُسورًا من الإِخاءِ والتعاوُنِ بين المذاهب الإسلامية، لخير الأمة في مواجهة التحديات. وقال: "نسعدُ في رابطة العالم الإسلامي بإطلاق المؤتمرِ التاريخيِ الأول من نوعه، في الرحاب الطاهرة والشهر المبارك، وذلك في امتدادٍ لمضامينِ وثيقةِ مكة المكرمة".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } افتتاح أعمال المؤتمر الدولي "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" بمكة المكرمة - إكس رابطة العالم الإسلامي
ولفت إلى أن المؤتمر بعلمائه الراسخين من مُختلفِ التنوُع المذهبي في العالم الإسلامي، جاء ليؤكِد أن الأمة الإسلامية بخير، وأن عُلماءها الربانيين هم القُدواتُ الحسنةُ والمثلُ الشرعي.
وأشاد بإدراك علماء الأمةِ براسخ علمِهِم وحكمتِهم أن التنوُع المذهبي لا بد معه من استيعاب أمور كثيرة، تتمثل في أمورٍ منها: أن الاختلاف والتنوُع سُنة مِن سُنن الله تعالى، وأن الحق مطلبُ الجميع وعلى كُلِ مسلمٍ البحث عنه ولُزوم جادته، وأن المذاهب الإسلامية أحوج ما تكون إلى كلمةٍ سواءٍ بينها تجمعُها ولا تفرِقُها، وهو المشتركُ الإسلاميُ الجامع، ولا مشترك أوضح وأبين كمشترك الشهادتين وبقية أركان الإسلام وثوابته

راية الإسلام ومظلته

وشدد د. العيسى على أن أهل الإسلام جميعًا تحت راية الإسلام ومظلتِهِ مهما اختلفت مذاهبهم، كما أنه لا محل لأيٍ من الأسماء والأوصاف الدخيلة التي تُفرِقُ ولا تجمع، إلا ما كان منها مُوضِحًا للمنهج كاشِفًا لوصفه، على ألا يكون بديلًا ولا منافِسًا لاسم الإسلام الذي سمانا اللهُ به.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } افتتاح أعمال المؤتمر الدولي "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" بمكة المكرمة - إكس رابطة العالم الإسلامي
ونبه إلى أن الشعارات الطائفية والحزبية بممارساتها المثيرة للصِدام والصِراع المذهبي تُعدُ في طليعة نكبات الأمة، منتقدًا التوظيف السلبي لوسائل الإعلام التقليدية والجديدة لتصعيدِ الخِلافات، وإثارةِ النعرات في الداخل الإسلاميِ.
ودعا في المقابل لتضمين الرسالة الإعلامية (في عالمِنا الإسلامي) الكلمة الطيبة، وخُصُوصية الحِوار الذي يُؤلِف ويقرِبُ، وفق قيمِ الأُخُوة الإسلامية.

الريادة الإسلامية للمملكة

وفي ختام كلمته أعرب عن الشكر والامتنان للجهود الإسلامية الكبيرة التي تضطلع بها الريادة الإسلامية للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، داعيًا الله عز وجل أن يحفظهما ويُجزل مثوبتهما على ما قدما ويقدِمان للإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء.
كما أعرب د. العيسى عن شكره لخادم الحرمين الشريفين على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر النوعي، سائلًا الله عز وجل أن يحقِق به الطموح والآمال، وأن يجعلهُ مبارك الابتداء ميمون الانتهاء.

.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } افتتاح أعمال المؤتمر الدولي "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" بمكة المكرمة - إكس رابطة العالم الإسلامي
الوحدة الإسلامية ومكانتها

بعد ذلك، بدأت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، وأكد رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي عضو المجمع الفقهي الإسلامي عبدالله بن الشيخ المحفوظ بن بية أن أهمية الوحدة الإسلامية ومكانتها بالنسبة للمجتمعات الإسلامية أمر أجمع عليه العلماء، مشيرًا إلى أن الوحدة مفهوم إسلامي عظيم يغطي جميع العلاقات الفردية والجماعية والدولية.
وأوضح أن الوحدة لها أسسها الجامعة، هي شهادة التوحيد التي تمثل أعلى درجات الوحدة لجمعها كل الطوائف والمذاهب الإسلامية، وإقامة شعائر الإسلام الظاهرة التي يجتمع عليها المسلمون.
واختتم كلمته بالثناء على جهود رابطة العالم الإسلامي والأمين العام في التقريب بين المسلمين ومد جسور الوحدة والتعايش بينهم.

مواقف المملكة الواضحة

وعدّ معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه في كلمته، الرعاية الكريمة لهذا المؤتمر الدولي المهم امتدادًا واستكمالًا لمواقف المملكة الواضحة والثابتة تجاه قضايا العالم الإسلامي، وتجسيدًا لريادتها الروحية، ودعمها المتواصل لكل ما يجمع ويوحد شمل المسلمين.
وأعرب عن ثقته أن هذا المؤتمر سيؤصل لقضية التقارب بين المذاهب الإسلامية، وستسهم توصياته ومخرجاته في وضع الأسس والمنطلقات التي يقوم عليها هذا التقارب.
وأشاد بالنشاط الدؤوب للرابطة وحضورها الفاعل في خدمة الإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض.

.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } افتتاح أعمال المؤتمر الدولي "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" بمكة المكرمة - إكس رابطة العالم الإسلامي
كلمات المتحدثين بالجلسة الافتتاحية

عقب ذلك توالت كلمات المتحدثين في الجلسة الافتتاحية، وهم عضو مجلس خبراء القيادة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله الشيخ أحمد مبلغي، ووزير الأوقاف رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بجمهورية مصر العربية د. محمد مختار جمعة مبروك.
والرئيس العام لجمعية نهضة العلماء بجمهورية إندونيسيا الشيخ مفتاح الأخيار عبدالغني، وأمير جمعية علماء الإسلام في جمهورية باكستان الإسلامية الشيخ فضل الرحمن بن مفتي محمود، ورئيس الشؤون الدينية بجمهورية تركيا د. علي بن عبدالرحمن أرباش، ورئيس دار العلم للإمام الخوئي في العراق د. جواد الخوئي.
ورئيس الاتحاد الإسلامي الإفريقي الشيخ محمد الماحي بن الشيخ إبراهيم نياس، ورئيس جمعية علماء ماليزيا الشيخ وان محمد بن عبدالعزيز.

مذكرتا تفاهُم

وجرى على هامِشِ انطلاق المؤتمرِ توقيعُ مذكرةِ تفاهُمٍ بين رابطةِ العالم الإسلامي ومنظمةِ التعاوُن الإسلامي، وقعها مِن جانب الرابطة الأمين العام للرابطة الشيخ د. محمد بن عبدالكريم العيسى، ومن جانب المنظمة أمينها العام حسين إبراهيم طه.
وتجسِد المذكرةُ التعاون المُشترك بين رابطة العالم الإسلامي ومنظمةِ التعاون الإسلامي على تنفيذ مخرجات مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية"، رمز الوحدة والتسامح.
كما جرى توقيعُ مذكرةِ تفاهُمٍ بين المجمع الفقهيِ الإسلاميِ برابطة العالم الإسلامي ومجمعِ الفقهِ الإسلاميِ الدوليِ التابعِ لمنظمة التعاوُن الإسلامي، لتعزيز التعاوُن في البحوث العلمية ونشر ثقافة التسامح والاعتدال وتعزيز الوحدة الإسلامية.

تواصل أعمال المنتدى

وتتواصل أعمال المنتدى غدًا الاثنين، من خلال عددٍ من الجلسات التي يبحث فيها علماءُ الأمة الإسلامية ومفكروها مختلف القضايا المتعلقة بالتعاون بين المذاهب الإسلامية، وتعزيز المشتركات الجامعة، وترسيخ مبادئ التنوُع المذهبيِ وأدبِ الاختلاف.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: واس مكة المكرمة أخبار السعودية بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية رابطة العالم الإسلامي بناء الجسور بین المذاهب الإسلامیة افتتاح أعمال المؤتمر الدولی رابطة العالم الإسلامی الحرمین الشریفین بمکة المکرمة الأمین العام هذا المؤتمر article img ratio img ن الإسلامی ع المذهبی object position إلى أن

إقرأ أيضاً:

راعٍ رئيسي.. تفاصيل مشاركة المملكة بـ "الأسبوع الجيومكاني" في دبي

تشارك المملكة ممثلة بالهيئة العامة للمساحة والمعلومات الجيومكانية كراعٍ رئيسي لمؤتمر "الأسبوع الجيومكاني GSW 2025”.
وتنظمه الجمعية العالمية للتصوير الجوي والاستشعار عن بعد (ISPRS) بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء، والمقرر انعقاده في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة 7 - 11 أبريل الجاري.مؤتمر الأسبوع الجيومكاني في دبيويهدف المؤتمر لتعزيز التواصل والتعاون بين الباحثين والخبراء من مختلف الدول لتبادل الخبرات وآخر المستجدات وعقد الجلسات وورش العمل ذات الصلة بأنشطة التصوير الجوي والاستشعار عن بعد.
أخبار متعلقة "أمطار غزيرة".. رفع درجة الإنذار إلى تحذير متقدم من طقس العقيقالقبض على 4 مخالفين لتهريبهم 122,550 قرصًا خاضعًا للتداول الطبيكما يشكل فرصًا قيمة لتدعيم التواصل الدولي البنّاء وتعزيز الوعي الجيومكاني.
وتأتي مشاركة الجيومكانية كراعٍ رئيسي للمؤتمر امتدادًا لجهودها في تعزيز تبادل الخبرات ونشر المعرفة الجيومكانية العالمية، وانطلاقًا من عضويتها في الجمعية العالمية للتصوير والجوي والاستشعار عن بعد.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الجيومكانية السعودية - مشاع إبداعيالجيومكانية السعوديةوتشارك "الجيومكانية" في جلسة حوارية رئيسية بعنوان "دور الجيومكانية كمحرك للنمو والحوكمة والابتكار وبناء القدرات للقطاع الجيومكاني في المملكة"، ورئاستها لجلستين مخصصتين لتقديم الأوراق العلمية العربية.
إضافة لمشاركتها في جلسة حوارية بعنوان "آفاق الذكاء الاصطناعي: كيف سيعيد التعلم الآلي تعريف حدود مراقبة الأرض؟".
وامتدادًا لسعيها الدؤوب لبناء وتطوير القدرات الوطنية في إطار المهام المناطة بها، تشهد مشاركة الجيومكانية دعمها لمشاركة نخبة من الأكاديميين وطلبة الجامعات والمعاهد السعودية في مختلف جلسات وندوات وفعاليات المؤتمر.بناء وتطوير البنية التحتية في السعوديةوتشارك "الجيومكانية" بجناح خاصٍ في المعرض المصاحب للمؤتمر تستعرض من خلاله تجربة المملكة في بناء وتطوير البنية التحتية الجيومكانية الوطنية، وتعزيز دور المعلومات الجيومكانية في دعم وتمكين مختلف القطاعات التنموية، وصناعة القرارات الذكية.
وتعمل الجيومكانية على تنظيم قطاع المساحة والمعلومات الجيومكانية والتصوير في المملكة، بما في ذلك التنسيق والتعاون مع نظيراتها في الدول الأخرى والهيئات والمنظمات الدولية ذات العلاقة بالقطاع، وتمثيل المملكة داخليًا وخارجيًا فيما يتعلّق باختصاصاتها.

مقالات مشابهة

  • مؤتمر بالدوحة يوصي بتطوير التمويل والصيرفة الإسلامية
  • بدور القاسمي تفتتح «مؤتمر الموزعين الدولي»
  • بدور القاسمي تفتتح أعمال الدورة الرابعة من "مؤتمر الموزعين الدولي" بمشاركة 750 موزعاً من 92 دولة
  • مشاركة واسعة في الإضراب العالمي لنصرة غزة والمطالبة بوقف الإبادة / شاهد
  • عربي21 ترصد مشاركة واسعة بحملة إضراب لأجل غزة في تركيا (شاهد)
  • انطلاق مؤتمر إف جي هيرميس مؤتمرها السنوي التاسع عشر للاستثمار
  • بمشاركة طب المنصورة.. انطلاق فعاليات مؤتمر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للأوعية الدماغية والقسطرة المخية
  • البنك الإسلامي للتنمية يعزز تعاونه مع بنك الجزائر لدعم الصيرفة الإسلامية
  • راعٍ رئيسي.. تفاصيل مشاركة المملكة بـ "الأسبوع الجيومكاني" في دبي
  • أحد أطول الجسور المعلقة في العالم.. الصين تنتهي من بناء جسر "وادي هواجيانغ"